تلويح أميركي بعمليات برية.. ومسؤولون: دول عربية مستعدة للمشاركة في غارات ضد {داعش}

واشنطن ستدرب 5 آلاف من المقاتلين السوريين > مبعوث عراقي إلى الأسد

وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي يدليان بإفادتيهما  أمام لجنة القوات المسلحة التابعة لمجلس الشيوخ الأميركي أمس (أ.ف.ب)
وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي يدليان بإفادتيهما أمام لجنة القوات المسلحة التابعة لمجلس الشيوخ الأميركي أمس (أ.ف.ب)
TT

تلويح أميركي بعمليات برية.. ومسؤولون: دول عربية مستعدة للمشاركة في غارات ضد {داعش}

وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي يدليان بإفادتيهما  أمام لجنة القوات المسلحة التابعة لمجلس الشيوخ الأميركي أمس (أ.ف.ب)
وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي يدليان بإفادتيهما أمام لجنة القوات المسلحة التابعة لمجلس الشيوخ الأميركي أمس (أ.ف.ب)

كشف كبار مسؤولي وزارة الخارجية الأميركية يوم الأحد الماضي عن أن الكثير من البلدان العربية قدمت عروضا لتنفيذ غارات جوية ضد مسلحين من «داعش».
وقال أحد المسؤولين، الذي استخدم اختصارا يشير إلى القيادة المركزية التي تشرف على العمليات العسكرية في منطقة الشرق الأوسط: «قدمت البلدان العربية التي تتخذ تدابير نشطة وأكثر عدوانية عروضا لكل من القيادة المركزية والعراقيين».
وكان كيري قد قام بزيارة إلى بغداد، والأردن، والسعودية، وتركيا، والقاهرة، وهو الآن في باريس لحضور مؤتمر دولي استضافته فرنسا أول من أمس حول تقديم مساعدات للحكومة العراقية الجديدة.
وبينما كان كيري في جدة، انضمت 10 بلدان عربية إلى الولايات المتحدة الأميركية في إصدار بيان أيد جهود مواجهة و«تدمير (داعش)» في نهاية المطاف، بما فيها العمل العسكري الذي ستسهم فيه الدول «إذا اقتضت الحاجة لذلك». وقال مسؤولون أميركيون إنه يتعين تفسير البيان بما يوضح أن بعض، وليس كل، الدول العربية الـ10 سيكون لهم دور في الجهد العسكري.
من جانبه، ذكر مسؤول ثان بالخارجية الأميركية، أنه «يمكن المساهمة في الحملة العسكرية من خلال تقديم أسلحة»، مضيفا أن «أي نوع من النشاط التدريبي من شأنه أن يسهم في الحملة العسكرية».
وأخبر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مسؤولين عراقيين، أن بلاده ستكون على استعداد لتنفيذ غارات جوية ضد «داعش» في العراق، طبقا لما أفاد به مسؤولون عراقيون رفيعو المستوى. كما قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع هولندا، إن بلده «بحاجة إلى دعم جوي من جانب حلفائنا لضرب مواقع الإرهابيين في العراق».
من جهته، قال أيضا رئيس الوزراء الأسترالي توني أبوت، إن بلاده ستنضم إلى الحملة الجوية، وإنها تعمل على إرسال ما يقرب من 8 طائرات من طراز «إف إيه 18» الهجومية، فضلا عن طائرة إنذار مبكر، وطائرة تزود بالوقود. وسوف تنطلق الطائرة الأسترالية من الإمارات. كما سترسل أستراليا أيضا 200 جندي، بما فيهم قوات كوماندوز، للعمل كمستشارين للجنود العراقيين وقوات البيشمركة الكردية. لكن لم يذكر مسؤولو الخارجية الأميركية أسماء الدول العربية التي عرضت تنفيذ غارات جوية.
وهناك سبل أخرى يمكن من خلالها أن تشارك البلدان العربية في شن حملة جوية ضد «داعش» من دون اللجوء إلى إسقاط قنابل، مثل إرسال أسلحة إلى أربيل في إقليم كردستان أو بغداد، أو القيام بطلعات استطلاعية، أو تقديم الدعم اللوجيستي. ولفت المسؤولون إلى أن العروض العربية قيد المناقشة.
بدوره، قال مسؤول وزارة الخارجية الأميركية الأول: «لا أريد أن أترك لكم انطباعا بأن هذه البلدان العربية لم تعرض شن غارات جوية، لأن الكثير منهم قدم هذا العرض». وأضاف موضحا: «سيكون العراق مشاركا رئيسا في هذا القرار.. ينبغي أن يكون الأمر واضح المعالم ومنظما بشكل جيد».
وقدم مسؤولون عراقيون بالفعل بعض الأفكار حول ما يجب أن تكون عليه الخطوة التالية. وفي الأسابيع الأخيرة ركزت الولايات المتحدة غاراتها الجوية على الدفاع عن أربيل، وتأمين سد الموصل وحماية سد حديثة. ولكن العبادي طلب من الولايات المتحدة أن تتخذ إجراء على الجانب السوري ناحية الحدود العراقية - السورية من أجل حرمان «داعش» من الملاذات الآمنة الذي يتمتع به في هذه المنطقة. وطلب مسعود بارزاني، رئيس منطقة الحكم الذاتي الكردية، الشيء ذاته في مكالمة هاتفية مع كيري مساء السبت الماضي، وذلك وفقا لما أفاد به مسؤولون بوزارة الخارجية الأميركية.
وقال مسؤول وزارة الخارجية الأول: «طلب العراق المساعدة في المناطق الحدودية، وهو الأمر الذي ندرسه».
المسؤولون العراقيون لديهم خبرة طويلة في العمل مع جيش الولايات المتحدة، وقد ناشدوا الولايات المتحدة من أجل شن ضربات جوية ضد مقاتلي «داعش» في العراق قبل أشهر من قرار إدارة أوباما القيام بذلك.
ولكن لم تكن الحكومة العراقية التي يهيمن عليها الشيعة لديها خبرة للعمل مع جيوش من الدول السنية في منطقة الخليج العربي.
وبينما أعربت عن استعدادها تنفيذ ضربات جوية داخل العراق، يبدو أن فرنسا لديها تحفظات بشأن قصف أهداف داخل سوريا، ولكن يبدو أن بعض البلدان العربية ليس لديها مثل هذه التحفظات. وبهذا الخصوص قال مسؤول وزارة الخارجية الأول: «أشار البعض مليّا إلى شن تلك الضربات في أماكن أخرى، ولكن، مجددا، يتعين علينا تنظيم كل تلك الأمور، لأنه لا يمكنك الذهاب للتو وقصف شيء ما».
ويملك العراق قوة جوية صغيرة وقدرة محدودة على شن ضربات جوية دقيقة. وقد استغل «داعش» ما وقع من ضحايا في صفوف المدنيين جراء بعض الهجمات العراقية لمحاولة حشد دعم شعبي ضد الحكومة العراقية.
وفي السبت الماضي سعى العبادي إلى طمأنة السنة بأن القوات العراقية لن تعرض حياة المدنيين للخطر من خلال استخدام المدفعية، أو شن ضربات جوية ضد أهداف «داعش» في مناطق مكتظة بالسكان. وقال مسؤول ثالث بوزارة الخارجية الأميركية: «إنهم يملكون قوة جوية جديدة للغاية»، في إشارة إلى الجيش العراقي، مضيفا أن «عمليات الاستهداف التي يقومون بها ليست تقريبا بنفس دقة العمليات التي نقوم نحن بها، وقد ارتكبوا بعض الأخطاء الحقيقية».
ويهدف جزء كبير من الحملة الجوية إلى دعم القوات المسلحة العراقية، التي ما زالت تعد في طور إعادة التشكيل، بالإضافة إلى وحدات الحرس الوطني العراقية، التي سوف تتضمن مقاتلين من العشائر السنية، ولكنها ما زالت بحاجة إلى الإنشاء. ولا يزال العمل يجري على تنفيذ برنامج البنتاغون لتدريب وتجهيز المقاومة السورية المعتدلة. وهذه المهمة، التي تستغرق وقتا طويلا لتدريب هذه القوات البرية تعد ضرورية، لأنهم بحاجة إلى السيطرة على الأراضي بعد إزاحة مقاتلي «داعش».
وقد استبعدت إدارة أوباما إرسال قوات أميركية برية، ولكنها ستعمل على إبطاء وتيرة الحملة من أجل احتواء وإضعاف وتدمير «داعش» في نهاية المطاف، وهي العملية التي يمكن أن تستغرق 3 سنوات، حسب ما ذكره مسؤولون الأسبوع الماضي.
وقال مسؤول وزارة الخارجية الأول بهذا الخصوص: «إنها ليست حرب الخليج 91»، مضيفا: «إنها مجرد حملة من نوع مختلف».

* خدمة «نيويورك تايمز»



اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
TT

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان.
وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة». وقال: «نرى زوال الكيان الصهيوني قريباً جداً، الذي تظهر آثار أفوله».
وزار رئيسي، مساء الأربعاء، مقام السيدة زينب، في ريف دمشق، وألقى خطاباً في صحن المقام، في حفل شعبي ورسمي حاشد، وذلك بعد أن التقى مجموعة من أُسر قتلى الميليشيات الشيعية من دول سوريا ولبنان وأفغانستان وإيران وغيرها.
وسلطت مصادر النظام السوري الضوء على البُعد الاقتصادي للزيارة، إذ دعت صحيفة «تشرين» الرسمية، في افتتاحية، أمس، إلى «معاينة المشهد من جديد»، واصفة زيارة رئيسي لدمشق بـ«الحدث». وأفادت بأن معطياتها المكثفة «تلخّصُ الرؤية المتكاملة للتوجّه نحو خلق موازين قوّة تفرضُ نفسَها، وأن سوريا ثمَّ العراق فإيران، هي المرتكزُ المتينُ لتكتّل إقليمي يكمّل البعد الأشمل للقطب الجديد الصّاعد بهويته الاقتصاديّة، القائمة على توافقات سياسيّة في نهج السلام والوئام، من حيث إن التكتلات الاقتصادية الإقليمية ستكون هي الخيار الاستراتيجي الحقيقي»، لافتة إلى أن الواقعية، اليوم «تُملي التسليمَ بأن الاقتصادَ يقود السياسة».
وعدّت «تشرين»، الناطقة باسم النظام في دمشق، اجتماعات اللجنة العليا السورية العراقيّة في دمشق، التي انعقدت قبل يومين، واجتماعات اللجنة السورية الإيرانية «بدايات مطمئنة لولادة إقليم اقتصادي متماسكٍ متكاملٍ مترابطٍ بشرايين دفّاقة للحياة الاقتصاديّة».