سارة الهاني: سعيدة بتسلّم عبد الله القعود إدارة أعمالي

تحيي حفلة تكريمية لوردة الجزائرية في مهرجانات صيدا اللبنانية

سارة الهاني
سارة الهاني
TT

سارة الهاني: سعيدة بتسلّم عبد الله القعود إدارة أعمالي

سارة الهاني
سارة الهاني

قالت الفنانة اللبنانية سارة الهاني إنها سعيدة بتسلّم الملحن الكويتي عبد الله القعود مهام إدارة أعمالها. وتضيف في حديث إلى «الشرق الأوسط»: «إنه غنيٌّ عن التعريف ولديه تاريخ طويل وناجح مع الفن. كما أنه ساهم في شهرة فنانات كثيرات من بلادي كميريام فارس ويارا وأسماء لمنور. فلطالما عانيت من إيجاد مدير أعمال ناجح وأهل للثقة واليوم وفّقت للأستاذ عبد الله ولدينا الكثير لتقديمه للجمهور».
وسارة التي تتنقل حالياً ما بين بيروت والكويت بفعل انشغالاتها العديدة هناك، تؤكد أن هناك مواصفات خاصة يجب أن يتمتع بها مدير أعمال فنان ما، إذ تقول: «يجب أن يكون محترفاً ومتمكناً من عمله وفي نفس الوقت يثق بقدرات الفنان الذي يعمل معه ويسانده في مسيرته. ومع الأسف فإننا نعاني في عالمنا العربي من ندرة وجود مدير أعمال جيد، وعددهم لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة. وبرأيي أن هذه المهمة تتطلب من صاحبها أن يكون شخصاً يتطلع بشكل أوّلي إلى مصلحة الفنان فلا يقدّم مصلحته المادية عليها. وهي باختصار علاقة مبنية على الأمان والإيمان بشكل رئيسي. ففي بلاد الغرب تدرّس هذه المهنة في الجامعات لأن لها أصولها وقواعدها أما في بلادنا فلا يعطونها أهمية كبرى».
والمعروف عن سارة الهاني ابتعادها إلى حد ما عن الاحتكاكات والمشكلات الفنية فهي تتحاشى الدخول فيها. وتعلق: «ابتعادي عن وسائل التواصل الاجتماعي هو ما يترجم هذا الموضوع على أرض الواقع. فأنا لست هاوية لها ولا يهمني أن أطلع الناس على أماكن وجودي وكذلك على يومياتي. وأعتقد أنني لست الوحيدة التي تمتنع عن ذلك فهناك فنانون كثر مثلي مقتنعون بأن السوشيال ميديا تنعكس أحياناً كثيرة سلباً على صاحبها لا بل تضعه في مواقف حرجة. وهذا الأمر يولد حوله بيئة سلبية يحتار مرات كثيرة كيف يفلت منها. كما أنني بطبعي لا أحب الثرثرات والقيل والقال وليس لديّ أعداء على الساحة. وآسف مرات كثيرة لتعرض فنانين للأذى من جراء هذه الوسائل التي تكتسح ليس فقط مهنة الفن بل مهناً كثيرة أخرى. فالفنان صاحب إحساس مرهف وهذا النوع من الأمور ينعكس سلباً عليه ويتسبب في أذيته، وهو غير مضطر لتحمله». وتضيف في هذا الإطار: «ولذلك من الأفضل على الفنان التحدث عن أعماله كي يبقى متحصناً وبعيداً عن الوقوع في مطب معين قد يكلّفه الكثير».
وتستعد سارة الهاني لطرح ألبوم غنائي جديد لها باللهجة الخليجية وتوضح في سياق حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «ستكون أولى تجاربي الرسمية في هذا الإطار، إذ سبق وقدمت أغاني خليجية لغيري على المسرح.
وهذا العمل هو بمثابة (ميني ألبوم) من ألحان عبد الله القعود وأتعاون فيه أيضاً مع صلاح الكردي وعلي المولى، فهما حققا قفزة ملحوظة في الأغنية اللبنانية يشكران عليها».
وعن محطتها الفنية الأبرز في هذا الصيف والتي تطل من خلالها في «مهرجانات صيدا الفنية» لتغني وردة الجزائرية تقول: «هي محطة أعتزّ بها وتحمّلني مسؤولية كبيرة.
فلقد سبق وقمت بحفلات مماثلة غنيت فيها للراحلة وردة في دار الأوبرا في الكويت وأخرى غنيت فيها للعملاقة أم كلثوم في باريس. وانطلاقاً من هذه الفكرة اتخذت القرار بتقديم هذا الحفل في مهرجانات صيدا الفنية». وعن الأغاني التي ستقدمها في هذا الحفل توضح: «سأؤدي أغانيها المعروفة التي تترك أثرها حتى اليوم على الناس كـ(بتونس بيك) و(في يوم وليلة). كما سأقدم أغاني قديمة لها لا يعرفها كثيرون وستكون مفاجأة هذه الحفلة وهي من النوع الرومانسي الكلاسيكي الجميل». وعما يعني لها هذا النوع من الحفلات ترد: «إنها تزودني بالثقة بالنفس وبالقوة والتمرس».
وتشير سارة الهاني إلى أن أغاني الزمن الجميل لم تعد حكراً على برامج المهرجانات الفنية في لبنان لا سيما أن عدداً لا يستهان به من لجان هذه المهرجانات تختار عمالقة الفن ليتم أداء أغانيها بأصوات فنانين جدد. وتتابع: «حتى المغنين أنفسهم باتوا يبحثون عن أغانٍ لفيروز وصباح وعبد الحليم وغيرهم من العمالقة ليعيدوا تسجيلها بأصواتهم. ففي زمننا الحالي أصبحت هذه الأغاني بمثابة أحجار كريمة يرصع بها الفنان مشواره الفني ويفتخر بأدائها وبإدراجها في ألبوماته الحديثة».
وعن ألبومها الغنائي الجديد تقول: «هو (ميني ألبوم) لا يتجاوز عدد أغانيه الـ5 أو 6 أغنيات سأقدمها باللهجة الخليجية التي ما زلت أتمرن على إتقانها.
ومبدئياً سيرى هذا العمل النور مع بداية فصل الشتاء المقبل وأتمنى أن يعجب الناس. فعندما غنيت الخليجي في حفلات أقمتها في الكويت لاقيت تجاوباً كبيراً من الحضور. فهي من اللهجات الصعبة ولكنها تملك موسيقى وإيقاعات خاصين بها من نوع الطربي الكلاسيكي».
وتشيد الهاني بمطربين كويتيين وخليجيين تحب أداءهم أمثال نبيل شعيل وعبد الله الرويشد ونوال الكويتية ومحمد عبده وغيرهم، إذ «إن لكل منهم هويته الخاصة في الغناء التي تمثل مدارس بحد ذاتها، وأنا من المعجبين كثيراً بها».
وعن رأيها في الساحة الفنية اليوم تقول: «لا شك بأنها شهدت غربلة ملحوظة وهدأت إلى حد ما نسبةً إلى السنوات الماضية. ولكنها لا تزال تفتقر إلى الإنتاجات الحلوة، إذ لا تلبث الأغنية أن تموت بعيد فترة قصيرة على إطلاقها. فالخليج العربي سبقنا في هذا الإطار وأصبح لديه ريبيرتوار غنائي حديث وممتع ترك أثره على الساحة». وعما إذا كانت تفكر في تقديم أغنية ثنائية مع زميل لها ترد: «ليس هناك مشروع من هذا النوع ولكني أتشرف بالغناء مع أي فنان يتمتع بصوت جميل».
ومن أعمالها المستقبلية حفلة غنائية ضخمة تحمل أيضاً اسم أحد عمالقة الزمن الجميل ستقدمها على مسرح كازينو لبنان، إضافة إلى حفلات تحييها في جولة لها على باريس ولندن والكويت وأميركا.
وعن رأيها بحفلات المهرجانات الفنية التي يشهدها لبنان في موسم الصيف الحالي تقول: «هناك حفلات حقق أصحابها نجاحات كبيرة أمثال وائل كفوري في (أعياد بيروت) وملحم زين في (مهرجانات طرابلس الدولية) ولا أملك فكرة واضحة عن الحفلات الأخرى».



لطيفة لـ«الشرق الأوسط»: أسعى لتنفيذ وصية يوسف شاهين

برأيها لطيفة أنها تحصد ما زرعته، فأغنياتها كلها {ديجيتال} عبر {يوتيوب} وتمتلك حقوقها ({الشرق الأوسط})
برأيها لطيفة أنها تحصد ما زرعته، فأغنياتها كلها {ديجيتال} عبر {يوتيوب} وتمتلك حقوقها ({الشرق الأوسط})
TT

لطيفة لـ«الشرق الأوسط»: أسعى لتنفيذ وصية يوسف شاهين

برأيها لطيفة أنها تحصد ما زرعته، فأغنياتها كلها {ديجيتال} عبر {يوتيوب} وتمتلك حقوقها ({الشرق الأوسط})
برأيها لطيفة أنها تحصد ما زرعته، فأغنياتها كلها {ديجيتال} عبر {يوتيوب} وتمتلك حقوقها ({الشرق الأوسط})

طوت المطربة التونسية لطيفة أزمة أغنية «المصري»، التي جرى تغيير كلماتها في حفل مبادرة «تحدي القراءة» بالإمارات، مؤكدة اكتفاءها بردّ الشاعر المصري جمال بخيت، مؤلف كلمات الأغنية الأصلية والجديدة.

وتنشغل لطيفة، في الوقت الراهن، بتجهيز ألبومها الجديد، الذي يجمعها مجدداً مع الموسيقار اللبناني زياد الرحباني بعد 17 عاماً من لقائهما الأول، وسيصدر ألبومهما الجديد في بداية 2025. وقالت لطيفة، خلال حوارها مع «الشرق الأوسط»، إن زياد الرحباني سابق لكل موسيقيّي عصره، وأنها لا تتنازل عن تصوير كل أغنياتها، ولا تقبل تحكُّم أي جهة إنتاج فيما تقدمه، فهي تملك زمام أمرها وتنتج أعمالها بنفسها.

تعود لموسيقى زياد رحباني بعد 17عاماً من تعاونهما الأول ({الشرق الأوسط})

وكان الشاعر جمال بخيت، مؤلف الأغنية التي غنتها لطيفة في فيلم «سكوت هنصور» للمخرج الراحل يوسف شاهين، قد أوضح، عبر حسابه بـ«فيسبوك»، أنه المسؤول الأول والأخير عن التغيير الذي طال النص، قائلاً: «لقد اعتقد البعض أن لطيفة جاءت بشاعر آخر لكتابة كلمات جديدة، وهذا مستحيل قانوناً، وانبرت بعض الأقلام بهجوم مُسيء على الفنانة الكبيرة دون وجه حق»، مؤكداً أنه كتب النص من عقله وروحه، وأن «كتابة كلام مختلف على نفس اللحن أسلوب فني حدث كثيراً مع أعمال غنائية مهمة».

وعن عودتها للتعاون مع زياد الرحباني، بعد كل هذه السنوات التي شهدت تطوراً في الموسيقى، تقول لطيفة: «زياد الرحباني خارج الزمن، ولموسيقاه طاقة أخرى وطريق آخر في الكون، هو سابق عصر الموسيقى في العالم العربي بسنوات ضوئية، وهذا ليس رأيي فقط، بل رأي الراحل عمار الشريعي وغيره من المبدعين، فموسيقاه لكل الأزمنة ويُعدّ مدرسة خاصة في إبداعاته».

تتمنى الفنانة لطيفة تنفيذ وصية المخرج الراحل يوسف شاهين ({الشرق الأوسط})

يحلو لها الحديث عنه فتقول: «كنت أسمعه وأنا بالمدرسة في تونس، وكنت أتبادل وزملائي شرائط الكاسيت لمسرحياته، وأذكر أنه في مؤتمر صحافي في التسعينات نقلته إذاعة الشعب، وكانت تجلس بيروت كلها بجوار الراديو لسماعه، وسألوه عن الفنانين الذين يمكن أن يعمل معهم دون شروط، فقال: لطيفة التونسية، وأخذتني صديقة مشتركة إلى الاستديو في يوم من أحلى أيام عمري، فلم أكن أصدِّق أن ألتقيه، وبدأنا بعدها نعمل على ألبومنا الأول (معلومات أكيدة)».

وعن مدى حرصها على التنوع في الألبوم تجيب بثقة: «هذا التنوع لا يُطلَب من زياد، فهو مختلف ومتنوع في الموسيقى والإيقاعات وكل شيء، وتوليفة لا تتكرر».

وأنهت لطيفة ألبومها قبل الحرب الجارية في لبنان، لكنها تقول: «لو لم ينته الألبوم لبقيت في لبنان، ومستعدة أن أستقل، الآن، أول طائرة لبيروت، فقد تعايشت مع انفجارات سابقة بها، فكنتُ على بُعد أمتار من موقع اغتيال رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري، وقد نجوتُ بفضل الله، حيث كنت أعرض مسرحية (حكم الرعيان) لمنصور الرحباني».

تفخر لطيفة بأنها قدمت المسرح الغنائي كما يجب في {حكم الرعيان} ({الشرق الأوسط})

وعن العرض تقول: «كنت، كل يوم، أشكر الله مع فتح الستار؛ لأن هذا هو الفن الهادف المحترم المُبهر الذي أحبه، لكن لم تُعرَض عليَّ أعمال بهذا المستوى، كما أنني لا أقبل بالمسرح الذي ينتهي فجراً، فكنا نقدم العرض في ساعة ونصف الساعة، كما أن الرحابنة هم أكثر من قدموا المسرح الغنائي».

وتكشف لطيفة عن ملامح الألبوم الجديد قائلة: «يضم 7 أغانٍ من ألحان زياد الرحباني؛ من بينها أغنيتان من كلمات الشاعر الكبير عبد الوهاب محمد، وهو أبي الروحي، وجمعنا 20 سنة من الأغنيات الحلوة، كان عمري 4 سنوات حين غنيت له (فكروني)، ثم اكتشفت أن كل أغنية أحبها تكون من كلماته مثل (أوقاتي بتحلو)، و(مستنياك)».

وتضيف لطيفة: «لقد وضع الله عبد الوهاب في طريقي حين جئت إلى مصر للمرة الأولى، وتبنّاني مع الموسيقار بليغ حمدي، وهما مَن جعلاني أقرر البقاء في مصر، ولولاهما لَما كانت لطيفة، وأقنعاني بأن أبقى في مصر، وقد ترك لي كل أعماله الأخيرة».

وأوصى الشاعر الراحل بأن تذهب أغنيات كثيرة له للطيفة، وفق تعبير الفنانة التونسية التي توضح: «مع كل ألبوم أقدِّم بعضاً من أعماله الجديدة، ففي الألبوم السابق قدمت أغنيتين من كلماته؛ إحداهما ألحان كاظم الساهر، والأخرى ألحان زياد الطويل. وقد تركت كلماته بصمة قوية في مشواري منذ (أكتر من روحي بحبك)، (بحب في غرامك)، (حبك هادي)، (استحالة)».

لا أقبل أن يفرض عليَّ أحد ماذا أغني

لطيفة

وفي السينما لم تقدم لطيفة سوى «سكوت هنصور» مع المخرج الكبير يوسف شاهين، مبررة ذلك: «لم تتكرر تجربتي في السينما؛ لأن ما عُرض عليَّ لا يستحق التعب، لذا ركزت في أعمالي الموسيقية».

وتكشف أنها تنتظر فيلماً في مرحلة الكتابة تحمست لفكرته، قائلة: «الآن أفكر في العودة للسينما، قد تكون لي تجربة، العام المقبل، فأنا أودّ أن أنفذ وصية يوسف شاهين، فقد قال لي قبل وفاته: (اوعديني بمواصلة التمثيل لأن بداخلك ممثلة لم يأت مثلها منذ سنوات)، وأنا أحب التمثيل وأحب الفن الراقي، وقدمت مسلسل (كلمة سر) قبل سنوات».

أشعار الراحل عبد الوهاب محمد لها بصمة قوية في مشواري

لطيفة

وتولي لطيفة اهتماماً لافتاً بتصوير أغنياتها، فهي لديها رصيد كبير من الأغنيات المصورة، وتبحث دوماً عن الفكرة والشكل المتجدد، وتعقد جلسات عمل مع المخرج اللبناني وليد ناصيف الذي صوَّر لها ألبومها الماضي بتقنية الذكاء الاصطناعي.

وتصف لطيفة نفسها بـ«ملكة التجدد والتحدي والإرادة»، مشددة على أن الفنان يجب أن يتجدد، وترى أن التحضير للتصوير أهم شيء، وتتبادل الأفكار حالياً مع ناصيف، استعداداً لبدء التصوير الشهر المقبل.

وتختتم لطيفة حوارها بنبرة مفعمة بالرضا: «الآن، أحصد كل ما زرعته، فأغنياتي كلها (ديجيتال) عبر قناتي بـ(يوتيوب)، والحقوق كلها مِلكي؛ لأنني أرفض أن يتحكم بي منتج، ولا أقبل أن يفرض عليَّ أحد ماذا أغني».