شركتا «وول مارت» و«أمازون» ترغبان في رؤية منزلك من الداخل... هل تسمح لهما؟

تسليم الطلبات داخل المنزل بأمان ووضع مستلزمات البقالة داخل الثلاجة

شركتا «وول مارت» و«أمازون» ترغبان في رؤية منزلك من الداخل... هل تسمح لهما؟
TT

شركتا «وول مارت» و«أمازون» ترغبان في رؤية منزلك من الداخل... هل تسمح لهما؟

شركتا «وول مارت» و«أمازون» ترغبان في رؤية منزلك من الداخل... هل تسمح لهما؟

في ساحة معركة توفير الراحة والرفاهية للزبون، اشتدت حمى التنافس على جذب المتسوق الإلكتروني، حيث أصبح الحصول على الطلب بنقرة واحدة، والتسليم في اليوم نفسه، وتوصيل عبوات جديدة أوتوماتيكياً من ورق التواليت... وهنا سيدفع أي شخص المال مقابل التخلص من أي مصدر للإزعاج مهما كان بسيطاً.
ورغم أن التسوق عبر الإنترنت قد يكون من دون إزعاج، فإن تسلُّم تلك الطلبات قد يتطلب بعض الحذر. ولحل هذه المشكلة، تعرض شركتا «وول مارت» و«أمازون»، أكبر شركتين لتجارة التجزئة في الولايات المتحدة، تسليم الطلبات داخل المنزل بأمان، بل ووضع مستلزمات البقالة الخاصة بك داخل الثلاجة!!
ولتبديد مخاوف العملاء إزاء النواحي الأخلاقية لعمال توصيل الطلبات، تعهدت الشركتان بالسماح لك بمشاهدة عمليات التوصيل على الهواء مباشرة، ولكن هناك مشكلة واحدة، وهي أن «وول مارت» و«أمازون» ستطلعان على الفيديو أيضاً... هل تبدو هذه صفقة جيدة؟
في ظل وجود القليل من المساءلة الرسمية أو الشفافية حول كيفية تخزين الشركتين ومعالجتهما واستثمارهما لتسجيلات الصوت والصورة الخاصة بمنزلك، فإن الخبراء في مجال الخصوصية يشعرون بالقلق من أن المستهلكين أو العملاء قد يوافقون على ما هو أكثر مما يدركون.
وقال جول بولونيتسكي، الرئيس التنفيذي لـ«منتدى مستقبل الخصوصية»، وهو مؤسسة غير ربحية تهتم بقضايا الخصوصية حول التكنولوجيات الجديدة: «إن نظام مراقبة المجتمع الذي دخلنا فيه ببطء سيحتاج إلى مجموعة من المعايير الاجتماعية التي لا تزال غير واضحة إلى الآن... إذا لم نضع بعض هذه الخطوط (المعايير)، فمن المحتمل أن يكون لها تداعيات سلبية».
وتشمل هذه المخاطر اختراق بيانات منزلية حساسة، بما في ذلك تسجيلات صوت وصورة وأكواد القفل الذكي للباب الأمامي، ونشرها عبر الإنترنت، أو تعرض البيانات الخاصة لعمليات بحث من جانب جهات إنفاذ القانون.
وبشكل أكثر بساطة، مع ظهور تحليلات رؤية الكومبيوتر، التي توفر القدرة على استخراج رؤى المستهلكين من ملايين الساعات من الفيديو، يمكن للشركات التي تقدم خدمات المنزل الذكي هذه، استخدام الصور من غرفة المعيشة الخاصة بك لتحسين إعلاناتها أو كمواد خام لتدريب خوارزميات رؤية الكومبيوتر الخاصة بهم.
وقال جيريمي جيلولا، مدير سياسات التكنولوجيا في «مؤسسة الحدود الإلكترونية»: «الأمر المؤكد هو أن هذه الشركات لا تسعى إلى القيام بشيء ضار... ولكن يمكنك أن تنتهك خصوصية شخص ما، دون أن تكون مضرّاً (أو دون أن تقصد الإساءة)».
والهدف التجاري من تقديم هذه الخدمات واضح، أكبر شركتين لتجارة التجزئة في البلاد تقدمان برامج لتوصيل الطلبات إلى داخل المنازل، وهما برنامج «كي» من شركة «أمازون» وبرنامج «إن هوم» من شركة «وول مارت»، وذلك من أجل مغازلة المستهلكين الذين لا يرغبون في ترك مشترياتهم القيمة أو مشتريات البقالة القابلة للتلف على الشرفات أمام منازلهم لتصبح فريسة للصوص أو لحيوانات الراكون.
ويتم وضع الكاميرات المعنية كإجراءات أمنية. ولتسلم طلبات داخل المنزل من شركة «أمازون»، يحتاج العملاء إلى شراء قفل ذكي وكاميرا «كلاود كام» تُوجَّه إلى أبواب منازلهم. وعندما يقوم عامل التوصيل بتوصيل شيء ما، يتلقى العميل إشعاراً يمكّنه من مشاهدة عملية التوصيل في الوقت الفعلي أو بعد حدوثها من اتجاه كاميرا «كلاود كام».
أما بالنسبة لشركة «وول مارت»، يحمل عامل التوصيل كاميرا خاصة، مما يتيح للعميل تشغيل بث عملية التسليم أو التوصيل من اتجاهه هو، أو مراجعة اللقطات لاحقاً.
وقد أثيرت مخاوف أمنية أساسية بالفعل من البرامج؛ ففي غضون أسابيع من بدء شركة «أمازون» في تشغيل خدمة «كي» في عام 2017. اكتشف باحثون في مجال الأمن طريقة لاختراق الكاميرا، وتجميد الصورة، مما يسمح لرجل التوصيل بالتجول في المنزل دون أن يتم اكتشافه بعد توصيل الطلبات.
وقامت «أمازون» سريعاً بمعالجة هذه الثغرة الأمنية، لكنها كانت مثالاً على حقيقة أن أي جهاز متصل بالشبكة تقريباً، يمكن أن يكون عرضة للهجوم الإلكتروني أو الاختراق. ولكن حتى عندما يعمل النظام بشكل سليم، يبقى السؤال قائماً بشأن ما الذي تفعله الشركات بكل مقاطع الفيديو هذه؟
وتتبع «أمازون» سياسة ثابتة في الاستجابة للمتطلبات القانونية من جهات إنفاذ القانون، التي تأتي في كثير من الأحيان مع أوامر بالتكتُّم تمنع الشركة من إبلاغ عملائها بأن بياناتهم قد تم تسليمها لهذه الجهات.
ووفقاً لتقرير الشفافية الأخير، تقدم الشركة على الأقل بعض البيانات المطلوبة من جهات إنفاذ القانون في أكثر من 75 في المائة من الحالات.
وتم استدعاء شركة «أمازون» بسبب تسجيلات أجهزتها الذكية في الماضي، في أواخر عام 2018، وأمر قاضٍ في ولاية نيو هامبشاير الشركة بتسليم تسجيلات جهاز المساعد الشخصي الصوتي «أمازون إيكو» لكنه لم يتضح ما إذا كانت الشركة قد امتثلت للأمر.
ووفقاً لمتحدث باسم «أمازون»، فإن الشركة لا تستخدم مقاطع الفيديو الخاصة بالعملاء لتحسين توصيات المنتج أو استهداف الإعلانات. (تُعدّ أمازون ثالث أكبر شركة في مجال الإعلان الرقمي، بعد «غوغل» و«فيسبوك»، وتزيد حصتها في السوق بسرعة). كما أشار المتحدث إلى أنه يمكن للعملاء حذف مقاطع الفيديو الخاصة بمنازلهم في أي وقت يريدون القيام بذلك.
ومع ذلك، أوضح المتحدث أن أي مقاطع فيديو لا يتم حذفها «يمكن استخدامها للمساعدة في تحسين خدمات (أمازون)، على سبيل المثال، من خلال تحسين خوارزميات رؤية الكومبيوتر لدينا» وفي أبريل (نيسان)، اعترفت «أمازون» بأنها تقوم بإرسال مقاطع الكلام التي سجلتها أجهزة «إيكو» إلى موظفين في أربع دول قاموا بنسخ المقاطع للمساعدة في تحسين قدرة الأجهزة على التعرف على الكلام بدقة.
وقالت «وولمارت»، التي ستُقدم خدماتها في بيتسبرج وكانساس سيتي وفي فيرو بيتش بولاية فلوريدا، في خريف هذا العام، إنه من المبكر للغاية تحديد كيفية تخزين ومعالجة مقاطع الفيديو، ولكن حقيقة أن شركة «ولمارت» تمتلك جهاز التسجيل في المنزل، على عكس كاميرات «كلاود كام» المملوكة للعملاء، قد تؤدي إلى تقليل المساءلة عن كيفية استخدام لقطات منازل العملاء.
وقال جيلولا: «بالنسبة لهذه الشركات، سيكون من الصعب للغاية مقاومة إغراء (انظروا، لدينا كل هذه الفيديوهات لمنازل الناس من الداخل... دعونا نستخدمها لتدريب الذكاء الاصطناعي على التعرف على منتجات معينة يمكن أن نوصي بها)».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.