«النواب» الأميركي يرفض «حركة مقاطعة إسرائيل»... ويدعم حل الدولتين

TT

«النواب» الأميركي يرفض «حركة مقاطعة إسرائيل»... ويدعم حل الدولتين

أصدر مجلس النواب الأميركي، قراراً بأغلبية كبيرة، يدين حركة مقاطعة إسرائيل، وقراراً آخر يؤيد فيه حل الدولتين في النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، وقراراً ثالثاً يؤيد تعزيز التعاون والأمن بين الولايات المتحدة وإسرائيل، ويسعى إلى تحسن العلاقات الأمنية والاقتصادية بين البلدين.
وقدم النواب الديمقراطيون ألان لوينثال وجيري كونولي وكارين باس، قرار دعم حل الدولتين، وشدد نص القرار على التأكيد على القيم المشتركة مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان وسيادة القانون. وساند القرار 147 عضواً كلهم من الأعضاء الديمقراطيين.
كما قدم النائب الديمقراطي تيد دويتش والنائب الجمهوري جو ويلسون، مشروع القانون الخاص بتعزيز التعاون والأمن بين الولايات المتحدة وإسرائيل. وسانده 273 عضواً بمجلس النواب، منهم 141 جمهورياً و132 ديمقراطياً.
ونال قرار إدانة حركة مقاطعة إسرائيل الذي قدمه النائبان الديمقراطيان براد سنايدر وجيرالد نادلر والنائبان الجمهوريان لي زيلدين وآن واغنر، كثيراً من الجدل والخلاف. وجاء التصويت بأغلبية 398 صوتاً مقابل اعتراض 17 عضواً وامتناع خمسة أعضاء عن التصويت.
ويأتي تصويت بأغلبية كبيرة من الحزبين، في وقت يحاول فيه الديمقراطيون إخماد الخطاب السياسي المتصاعد حول التصريحات التي أطلقتها أربع نائبات من الحزب، من أبرزهن إلهان عمر من ولاية مينيسوتا، ورشيدة طليب من ولاية ميتشغان، منتقدات إسرائيل. وتحمس الديمقراطيون في مجلس النواب للتصويت لإظهار دعمهم للدولة العبرية، بينما سعى الجمهوريون لتصوير الأمر على أن الحزب الديمقراطي منقسم على ذاته، ويقف في خلاف مع إسرائيل.
وقبل التصويت قال النائب إليوت أنحل رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب: «لقد تم تسييس القضية بطريقة قبيحة ومضرة بالعلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل».
ولقي مشروع القانون مساندة كبيرة منذ بداية مناقشته، فساند القرار 459 عضواً، منهم 175 جمهورياً و174 عضواً ديمقراطياً. وكانت منظمة «أيباك» (لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية) المؤيدة لإسرائيل، قد ضغطت لتمرير القرار في مؤتمرها السنوي في مارس (آذار) الماضي، وأشارت إلى أن حملة المقاطعة، هي تمييز متعمد ضد الدولة اليهودية تضر بالمصالح الأميركية. وشاركت منظمات يهودية كثيرة في الضغط، مثل الائتلاف اليهودي الجمهوري، ومنظمة أميركا المؤيدة لإسرائيل، والمجلس الديمقراطي اليهودي الأميركي، ومؤتمر المنظمات اليهودية الأميركية.
يذكر أن 16 عضواً ديمقراطياً صوتوا ضد القرار، من أبرزهم النائبة ألكساندريا أوساسيو كورتيز، وإلهان عمر، ورشيدة طليب. وطالب بعض التقدميين في مجلس النواب بعدم طرح القرار للتصويت.
وعارضت رشيدة طليب مشروع القانون، وقالت: «أقف أمامكم ابنة لمهاجرين فلسطينيين عانوا من تجريدهم من حقوقهم الإنسانية، والحق في السفر والمساواة في المعاملة، لذلك لا يمكنني الوقوف إلى جانب هذا الهجوم على حرية التعبير، وحقنا في مقاطعة السياسات العنصرية لحكومة ودولة إسرائيل». وأضافت: «أحب حرية التعبير في بلادنا».
وعارضت إلهان عمر القرار، وقالت: «نرفض القرار ونتحدث عن القيم الأميركية». وشددت ألكساندريا كورتيز على حماية حرية التعبير، وأعربت عن قلقها من العقاب المفرط على أشكال الاحتجاج غير العنيفة، ما يجبر الناس على الدخول في ممرات أخرى.
وتدعم حركة مقاطعة المنتجات وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات، المعروفة اختصاراً باسم «BDS» ويقودها الفلسطينيون منذ ثلاثة عشر عاماً، حقوق الفلسطينيين، وتنتقد احتلال إسرائيل للأرض الفلسطينية. ويعتبر منظموها أن الحملة إجراء يضغط على إسرائيل كي تمتثل للقانون الدولي. وتضم الحركة كثيراً من النقابات والجمعيات الأكاديمية والكنائس والحركات الشعبية. وتطالب الحركة المستثمرين والبنوك والجامعات بسحب الاستثمارات من دولة إسرائيل والشركات الإسرائيلية، وحظر الأعمال التجارية واتفاقات التجارة الحرة، وتعليق عضوية إسرائيل في الهيئات الدولية، مثل الأمم المتحدة و«الفيفا» كون إسرائيل تدعم نظام الفصل العنصري.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.