«حماس» توطد علاقتها بطهران في انتظار دمشق

وفد حماس التقى «الحرس الثوري» وبحث التنسيق والتدريب وتوحيد الجبهات

وفد «حماس» التقى أمس المرشد الإيراني علي خامنئي ضمن زيارة رسمية لطهران (أ.ب)
وفد «حماس» التقى أمس المرشد الإيراني علي خامنئي ضمن زيارة رسمية لطهران (أ.ب)
TT

«حماس» توطد علاقتها بطهران في انتظار دمشق

وفد «حماس» التقى أمس المرشد الإيراني علي خامنئي ضمن زيارة رسمية لطهران (أ.ب)
وفد «حماس» التقى أمس المرشد الإيراني علي خامنئي ضمن زيارة رسمية لطهران (أ.ب)

وطّدت زيارة وفد حركة «حماس» الرفيع إلى إيران هذه الأيام، العلاقةَ بين الطرفين على نحو غير مسبوق منذ انقطعت قبل نحو 8 سنوات بسبب الخلاف حول الأزمة السورية.
وتخلصت «حماس» من الحرج فيما يخص استعادة علاقة كاملة مع إيران بعدما كانت لها حسابات أخرى في السابق، تغيرت كلها.
وقال مصدر من الحركة لـ«الشرق الأوسط» إن العلاقة مع إيران عادت منذ سنوات؛ لكنها ظلت متوترة ومرت بمراحل مدّ وجزر قبل أن تعود قوية في الفترة الأخيرة. وكشف المصدر ان وفد حماس التقى سرا قيادة الحرس الثوري الايراني لبحث قدرات حماس عسكريا وماليا.
وقال المصدر «ان الاجتماع بحث الية تنسيق مشتركة عبر تنسيب قيادي من الحركة سيكون بمثابة المسؤول عن ملف التواصل المشترك والمباشر والفوري».
وابدى قادة الحرس استعدادهم لعودة استضافة عناصر من القسام لكسب خبرات عسكرية جديدة مؤكدين في ذات الوقت ان الدعم المالي لحماس والفصائل سيعود إلى ما كان عليه ويزيد، وان الضغوط على ايران اقتصاديا، لن يمنعها من دعم «المقاومة الفلسطينية واللبنانية واليمنية».
وكان يفترض ان يرافق قيادات من القسام وفد حماس الذي كان يفترض ان يشارك فيه رئيس المكتب السياسي اسماعيل هنية، لكن تعقيدات حالت دون ذلك.
وبحسب المصدر طلب قادة الحرس الثوري ان تتحول اي مواجهة مع اسرائيل الى مواجهة على قاعدات توحيد الجبهات. ويدلل الاجتماع على توطيد العلاقة بين ايران وحماس. وأضاف المصدر: «ثمة أسباب لهذا التغيير. أولاً تغيير قيادة (حماس) بسيطرة الجناح المتشدد على القيادة، وهو جناح يؤمن منذ زمن بضرورة العلاقة مع إيران. ثانياً، تخلص (حماس) من الحرج الذي كانت تشعر به بسبب اعتبارها جزءاً من الإخوان المسلمين (العدو اللدود لإيران في سوريا)، ولأن الحركة كانت لديها تطلعات لفتح علاقات مع دول الخليج في السابق».
وتابع: «تخلصت (حماس) من الإخوان وفكت الارتباط بهم، ولم تنجح في فتح علاقات مع دول خليجية، إضافة إلى أن كفة المعادلة تغيرت في سوريا».
وبحسب المصدر، فإن الحركة لن تمانع الآن في عودة العلاقات مع سوريا باعتبار أنها أصلاً لم تتدخل وغادرت الموقع ليس إلا. لكن يبدو أن هناك تحفظات سورية رغم الوساطة الإيرانية؛ إذ أكد المصدر أن هذه المسألة على جدول أعمال الإيرانيين وتبحث مع «حماس» دائماً، لكن حماس أيضاً متروية في الأمر بخلاف الوضع مع إيران.
وظهرت العلاقة الإيرانية - الحمساوية في أحسن صورها مع تصريح صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، أمس، بأن حركته تقف في الخط الأمامي في الدفاع عن إيران ضد أي اعتداء أميركي أو صهيوني. بحسب ما نسبت له وكالة أنباء «فارس» الإيرانية. وجاءت تصريحات العاروري خلال لقاء جمعه وقيادة حركة «حماس»، مع المرشد الإيراني علي خامنئي في طهران، حيث سلم العاروري رسالة من إسماعيل هنية قائد حركة «حماس» إلى خامنئي. ونقل العاروري تحيات هنية والشعب الفلسطيني إلى خامنئي.
وأشار العاروري إلى عداء أميركا والاحتلال، لإيران، قائلاً: «نحن باعتبارنا حركة مقاومة وحركة (حماس)، نعرب عن تضامننا مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ونؤكد أن أي عمل عدائي ضد إيران هو في الواقع معاد لفلسطين وتيار المقاومة، ونعتبر أنفسنا في الخط الأمامي في الدفاع عن إيران».
ولفت العاروري إلى القدرات الدفاعية التي تمتلكها المقاومة الفلسطينية، قائلاً: «إن التقدم الذي أحرزته (حماس) وفصائل المقاومة الأخرى في هذا المجال لا يمكن مقارنته بأي حال من الأحوال بالسنوات السابقة، واليوم، فإن جميع الأراضي المحتلة والمراكز الصهيونية الرئيسية والحساسة، تقع تحت مدى صواريخ المقاومة الفلسطينية».
لكن لاحقاً أصدرت حركة «حماس» بياناً يهدف على ما يبدو إلى تخفيف حدة الدعم المعلن لإيران. وقالت الحركة إن العاروري صرح بأن حركته «تقف في الخط الأمامي للدفاع عن الأمة الإسلامية في مواجهة المشروع الصهيوني التوسعي، الذي يهدف إلى ضرب وحدتها وتقدمها».
والعاروري من الصقور في «حماس» ورأس وفداً يضم موسى أبو مرزوق وماهر صلاح وعزت الرشق وزاهر جبارين وحسام بدران وأسامة حمدان وإسماعيل رضوان وخالد القدومي، في زيارته إلى طهران.
وكان رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية أعلن أن هذا الوفد يسعى إلى تحقيق نتائج مهمة. ولمّح هنية إلى أن سوريا قد تكون جزءاً من المباحثات. وقال إن «قرار الخروج من سوريا كان قراراً مؤسساتياً، دُرس بشكل كامل، وتحركنا في بداية الأزمة مع الجهات السورية، للحفاظ على سوريا وأمنها». وأردف: «لم نتدخل في الشأن السوري الداخلي سابقاً، ولن نتدخل في أي مرحلة قادمة»، متمنياً «عودة سوريا القوية واستعادة عافيتها» كما قال.
ومعلوم أن علاقة «حماس» بسوريا ساءت مع بداية الأحداث هناك، ثم انقطعت بعدما أيدت «حماس» الثورة على النظام السوري، الأمر الذي عدّه النظام انقلاباً من الحركة على البلد الذي قدم لها موطئ قدم ودعمها لسنوات طويلة، ما خلف غضباً كبيراً من بشار الأسد وإيران و«حزب الله» ضد «حماس». ثم غادرت الحركة دمشق إلى قطر، وقطعت إيران عنها الدعم المالي. وخلال الأعوام الماضية، مدت «حماس» وإيران جسوراً للعلاقة من جديد، عبر تدخلات من «حزب الله» في لبنان، واستأنفت إيران دعماً محدوداً لـ«حماس» ثم ازداد هذا الدعم.



إعلام إسرائيلي: بن غفير يعلن استقالته من حكومة نتنياهو

وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير (يمين) (حسابه على منصة إكس)
وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير (يمين) (حسابه على منصة إكس)
TT

إعلام إسرائيلي: بن غفير يعلن استقالته من حكومة نتنياهو

وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير (يمين) (حسابه على منصة إكس)
وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير (يمين) (حسابه على منصة إكس)

أفادت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، السبت، بأن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير أعلن استقالته من حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، احتجاجاً على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

في الوقت نفسه، قالت الصحيفة إن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش أكد التزام نتنياهو بالسيطرة على قطاع غزة بشكل تدريجي، مع الإبقاء عليه «غير صالح للسكن»، حسب تعبيره.

وكان بن غفير، وهو أيضاً زعيم حزب «عوتسما يهوديت» (العظمة اليهودية) اليميني المتطرف، قد قال أمس إنه وحزبه سيستقيلان من الكنيست إذا تمت المصادقة على الاتفاق، مشيراً إلى أن هذا الاتفاق سيقضي على ما تحقق من إنجازات بالحرب على القطاع.

ودعا بن غفير إلى «وقف كامل» لدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة بهدف الضغط «للإفراج عن الرهائن» المحتجزين في القطاع.

وأعلنت مصر وقطر والولايات المتحدة الأميركية، في بيان ثلاثي مشترك، يوم الأربعاء الماضي، التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى بين إسرائيل و«حماس»، من المقرر أن يدخل حيز التنفيذ في الساعة 8:30 صباحاً (6:30 ت غ) يوم الأحد.

وينهي الاتفاق أكثر من 15 شهراً من القتال بين الطرفين المتنازعين. ويتضمن الاتفاق 3 مراحل، حيث سيتم الإفراج في المرحلة الأولى التي تمتد لمدة 42 يوماً عن 33 رهينة إسرائيلية مقابل الإفراج عن مئات المعتقلين الفلسطينيين.

ومنذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، تشن إسرائيل حرباً واسعة النطاق ضد «حماس»، أسفرت عن مقتل أكثر من 46 ألف فلسطيني في غزة، ودمرت البنية التحتية بشكل غير مسبوق.

وجاءت هذه الحرب رداً على هجوم مفاجئ شنته «حماس» على بلدات ومواقع عسكرية في جنوب إسرائيل، ما أدى إلى مقتل 1200 إسرائيلي واحتجاز رهائن.