«سكسي فيش» يحول التقليد الإنجليزي إلى ياباني

الوجه الآخر للشاي في عقر داره

يقدم الشاي على الطريقة اليابانية على منصة بشكل أخطبوط من الفضة
يقدم الشاي على الطريقة اليابانية على منصة بشكل أخطبوط من الفضة
TT

«سكسي فيش» يحول التقليد الإنجليزي إلى ياباني

يقدم الشاي على الطريقة اليابانية على منصة بشكل أخطبوط من الفضة
يقدم الشاي على الطريقة اليابانية على منصة بشكل أخطبوط من الفضة

إذا كنت قد شبعت من الشاي الإنجليزي بحسب التقليد الكلاسيكي واكتفيت من الكم الهائل الذي يرافقه من السندويتشات والحلوى ومخبوزات الـ«سكونز» مع المربى والقشدة، فلا بد أن تجد بديلا ولو لمرة واحدة لتعيش التجربة من دون خبز وتستبدل بالشاي الإنجليزي آخر يابانيا في «سكسي فيش» الذي يعتبر واحدا من أشهر المطاعم اليابانية في منطقة شارع باركلي في قلب لندن.
المعروف عن المطعم ومنذ افتتاحه أنه يقدم أجود أنواع السمك في قطع السوشي المنمقة التي يقدمها إلى جانب أنواع الأسماك الأخرى مثل الـ«بلاك كود» بصلصته الخاصة به، ولكن في خطوة جديدة وجريئة بدأ المطعم بتقديم التقليد الإنجليزي للشاي الساعة الخامسة بعد الظهر على الطريقة اليابانية مستبدلا بما هو نمطي في هذا التقليد كل مفردات المطبخ الياباني من حيث طريقة التقديم والمكونات والأجواء بشكل عام.
الشاي الإنجليزي الجيد في لندن يقدم عادة في الفنادق الكبرى مثل الـ«ريتز» و«كلاريدجز» و«دورتشستر»، إلا أنه اليوم أصبح رائجا في كثير من المطاعم والمخابز، وغالبا ما يقدم على أنغام البيانو الهادئة وهذا ما ينقص الشاي في «سكسي فيش» المعروف بموسيقاه الصاخبة بنوعها الذي يختلف عن نوع الموسيقى الهادئة بشكل كبير.
تقدم المقبلات والحلوى فترة الشاي ما بعد الظهر على منصة من الفضة الأصلية على شكل أخطبوط تحمل على كل أذرعه الثمانية كل ما لذ وطاب من القطع اللذيذة من بينها قطع السوشي والرقائق المحشوة بالسلمون، وتنقل من ذراع إلى أخرى وتتغير النكهات من المالحة إلى الحلوة.
وقام الشيف التنفيذي في المطعم بيورين فايسجربر بابتكار الفكرة التي ستقدم في المطعم طوال هذا الصيف وقام من خلالها بمزج ما هو كلاسيكي بكثير من العصرية على الطريقة اليابانية.
ويبدأ تقليد الشاي الياباني بشرب الـ«ماتشا» قبل تذوق قطع السلمون المحشوة في خبز مقرمش والخيار المخلل في خبز الـ«بان» الهش على الطريقة البيروفية ودجاج بخلطة تايلاندية داخل قطع من خبز الأرز بالإضافة إلى قطع الـ«ماكي» اليابانية.
أما بالنسبة للحلوى فتقدم الـ«إكلير» بالماتشا والكرز والشوكولاته والموز وكراميل الصويا وتارت الليمون مع السمسم وبرالين مثلج لإنهاء مهرجان الطعام.
يبدأ المطعم بتقديم الشاي بعد الظهر من الساعة الثانية والنصف وحتى الساعة الرابعة والنصف من الاثنين إلى الجمعة بسعر 58 جنيها إسترلينيا للشخص الواحد.
هذا النوع من الشاي قد لا يروق للجميع لأنه يختلف تماما عن الشاي المعهود الذي تشتهر به بريطانيا، ولكن إذا كنت من الذين يبحثون عن كل ما هو جديد وتحب خوض تجارب جديدة ولو لمرة واحدة لتقرر بعدها ما إذا كنت ستعاود الزيارة أم لا، فأنصحك بتجربة الشاي على الطريقة اليابانية في «سكسي فيش» ولو أن المطعم مشهور بتقديم الغداء والعشاء وأرقى أنواع السوشي وألذها، ولكن يبقى كل ما هو جديد له رونقه ولكم حرية الاختيار؛ لأن الأذواق تختلف من شخص لآخر.
ويبقى «سكسي فيش» من بين أجمل مطاعم لندن التي انضمت إلى قافلة المطاعم الراقية في العاصمة، ويتميز بديكوراته الجميلة وجلساته في إنارة خافتة مع مطبخ مفتوح يخولك رؤية الطهاة وهم يؤدون عملهم أمامك، وهذا الأسلوب تتبعه حاليا نسبة كبيرة من المطاعم المرصعة بنجوم ميشلان الأكثر شهرة.
وفي النهاية، لكل مرء ذوقه وذائقته ولكن اختبار كل ما هو جديد أمر إيجابي، فتجربة الشاي الإنجليزي على الطريقة اليابانية لافتة، ويبقى الشاي الإنجليز بتقليده وأصوله تجربة لا يضاهيها مثيل.



«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
TT

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)

من غزة إلى القاهرة انتقل مطعم «أبو حصيرة» الفلسطيني حاملاً معه لمساته في الطهي المعتمد على التتبيلة الخاصة، وتنوع أطباقه التي تبدأ من زبدية الجمبري والكاليماري إلى الفسيخ بطريقة مختلفة.

وتعتبر سلسلة المطاعم التي تحمل اسم عائلته «أبو حصيرة» والمنتشرة بمحاذاة شاطئ غزة هي الأقدم في الأراضي الفلسطينية، لكن بسبب ظروف الحرب اتجه بعض أفراد العائلة إلى مصر؛ لتأسيس مطعم يحمل الاسم العريق نفسه، وينقل أطباق السمك الحارة المميزة إلى فضاء جديد هو مدينة القاهرة، وفق أحمد فرحان أحد مؤسسي المطعم.

«صينية السمك من البحر إلى المائدة»، عنوان إحدى الأكلات التي يقدمها المطعم، وهي مكونة من سمك الـ«دنيس» في الفرن بالخضراوات مثل البقدونس والبندورة والبصل والثوم والتوابل، وإلى جانب هذه الصينية تضم لائحة الطعام أطباق أسماك ومقبلات منوعة، تعتمد على وصفات قديمة وتقليدية من المطبخ الفلسطيني. وتهتم بالنكهة وطريقة التقديم على السواء، مع إضفاء بعض السمات العصرية والإضافات التي تناسب الزبون المصري والعربي عموماً؛ حيث بات المطعم وجهة لمحبي الأكلات البحرية على الطريقة الفلسطينية.

على رأس قائمة أطباقه السمك المشوي بتتبيلة خاصة، وزبدية الجمبري بصوص البندورة والتوابل وحبات القريدس، وزبدية الجمبري المضاف إليها الكاليماري، والسمك المقلي بدقة الفلفل الأخضر أو الأحمر مع الثوم والكمون والليمون، وفيليه كريمة مع الجبن، وستيك، وجمبري بصوص الليمون والثوم، وجمبري بالكريمة، وصيادية السمك بالأرز والبصل والتوابل.

فضلاً عن قائمة طواجن السمك المطهو في الفخار، يقدم المطعم قائمة متنوعة من شوربات السي فود ومنها شوربة فواكه البحر، وشوربة الكريمة.

يصف محمد منير أبو حصيرة، مدير المطعم، مذاق الطعام الفلسطيني لـ«الشرق الأوسط»، قائلاً: «هو أذكى نكهة يمكن أن تستمتع بها، ومن لم يتناول هذا الطعام فقد فاته الكثير؛ فالمطبخ الفلسطيني هو أحد المطابخ الشرقية الغنية في منطقة بلاد الشام، وقد أدى التنوع الحضاري على مر التاريخ إلى إثراء نكهته وطرق طبخه وتقديمه».

أطباق سي فود متنوعة يقدمها أبو حصيرة مع لمسات تناسب الذوق المصري (الشرق الأوسط)

وأضاف أبو حصيرة: «وفي مجال المأكولات البحرية يبرز اسم عائلتنا التي تتميز بباع طويل ومميز في عالم الأسماك. إننا نتوارثه على مر العصور، منذ بداية القرن الماضي، ونصون تراثنا الغذائي ونعتبر ذلك جزءاً من رسالتنا».

«تُعد طرق طهي الأسماك على الطريقة الغزاوية خصوصاً حالة متفردة؛ لأنها تعتمد على المذاق الحار المميز، وخلطات من التوابل، والاحتفاء بالطحينة، مثل استخدامها عند القلي، إضافة إلى جودة المكونات؛ حيث اعتدنا على استخدام الأسماك الطازجة من البحر المتوسط المعروفة»، وفق أبو حصيرة.

وتحدث عن أنهم يأتون بالتوابل من الأردن «لأنها من أهم ما يميز طعامنا؛ لخلطتها وتركيبتها المختلفة، وقوتها التي تعزز مذاق أطباقنا».

صينية أسماك غزوية يقدمها أبو حصيرة في مصر (الشرق الأوسط)

لاقت أطباق المطعم ترحيباً كبيراً من جانب المصريين، وساعد على ذلك أنهم يتمتعون بذائقة طعام عالية، ويقدرون الوصفات الجيدة، والأسماك الطازجة، «فنحن نوفر لهم طاولة أسماك يختارون منها ما يريدون أثناء دخول المطعم».

ولا يقل أهمية عن ذلك أنهم يحبون تجربة المذاقات الجديدة، ومن أكثر الأطباق التي يفضلونها زبدية الجمبري والكاليماري، ولكنهم يفضلونها بالسمسم أو الكاجو، أو خليط المكسرات، وليس الصنوبر كما اعتادت عائلة أبو حصيرة تقديمها في مطاعمها في غزة.

كما انجذب المصريون إلى طواجن السي فود التي يعشقونها، بالإضافة إلى السردين على الطريقة الفلسطينية، والمفاجأة ولعهم بالخبز الفلسطيني الذي نقدمه، والمختلف عن خبز الردة المنتشر في مصر، حسب أبو حصيرة، وقال: «يتميز خبزنا بأنه سميك ومشبع، وأصبح بعض الزبائن يطلبون إرساله إلى منازلهم بمفرده أحياناً لتناوله مع وجبات منزلية من فرط تعلقهم به، ونلبي لهم طلبهم حسب مدير المطعم».

تحتل المقبلات مكانة كبيرة في المطبخ الفلسطيني، وهي من الأطباق المفضلة لدى عشاقه؛ ولذلك حرص المطعم على تقديمها لزبائنه، مثل السلطة بالبندورة المفرومة والبصل والفلفل الأخضر الحار وعين جرادة (بذور الشبت) والليمون، وسلطة الخضراوات بالطحينة، وبقدونسية بضمة بقدونس والليمون والثوم والطحينة وزيت الزيتون.

ويتوقع أبو حصيرة أن يغير الفسيخ الذي سيقدمونه مفهوم المتذوق المصري، ويقول: «طريقة الفسيخ الفلسطيني وتحضيره وتقديمه تختلف عن أي نوع آخر منه؛ حيث يتم نقعه في الماء، ثم يتبل بالدقة والتوابل، ومن ثم قليه في الزيت على النار».

لا يحتل المطعم مساحة ضخمة كتلك التي اعتادت عائلة «أبو حصيرة» أن تتميز بها مطاعمها، لكن سيتحقق ذلك قريباً، حسب مدير المطعم الذي قال: «نخطط لإقامة مطعم آخر كبير، في مكان حيوي بالقاهرة، مثل التجمع الخامس، أو الشيخ زايد».