«الحرس الثوري» يحتجز ناقلة نفط بريطانية في مضيق هرمز

ترمب اعلن اتصالات مع لندن وهانت طالب طهران بالإفراج عن السفينتين ... تضارب أدلة حول إسقاط {درون} إيرانية

مشهد بثته قناة «برس تي في» الايرانية أمس، وقالت ان طائرة «درون» التقطه لبارجة اميركية اعلن ترمب استهدافها في مياه الخليج (رويترز)
مشهد بثته قناة «برس تي في» الايرانية أمس، وقالت ان طائرة «درون» التقطه لبارجة اميركية اعلن ترمب استهدافها في مياه الخليج (رويترز)
TT

«الحرس الثوري» يحتجز ناقلة نفط بريطانية في مضيق هرمز

مشهد بثته قناة «برس تي في» الايرانية أمس، وقالت ان طائرة «درون» التقطه لبارجة اميركية اعلن ترمب استهدافها في مياه الخليج (رويترز)
مشهد بثته قناة «برس تي في» الايرانية أمس، وقالت ان طائرة «درون» التقطه لبارجة اميركية اعلن ترمب استهدافها في مياه الخليج (رويترز)

احتجز الحرس الثوري الإيراني أمس ناقلتين نفط مما ينذر بتفاقم التوتر في الخليج وسط سجال إيراني أميركي .
وقال «الحرس الثوري» الإيراني في بيان عبر موقعه الرسمي (سباه نيوز) أن بحرية الحرس الثوري احتجزت ناقلة النفط البريطانية «ستينا إمبيرو» أثناء عبورها من مضيق هرمز لـ«لعدم مراعاتها القوانين والأحكام الدولية بطلب من منظمة الموانئ والملاحة في محافظة هرمزغان».
وقال وزير الخارجية جيرمي هانت «أشعر بقلق شديد إزاء احتجاز السلطات الإيرانية سفينتين في مضيق هرمز».
وصرح هانت في حديث قبل حضور اجتماع أمني بـ«أننا نستعرض ما يمكننا فعله لضمان الإفراج سريعا عن السفينتين، سفينة ترفع علم بريطانيا وأخرى ترفع علم ليبيريا».
وقال هانت: «احتجاز (السفن) غير مقبول. من الضروري الحفاظ على حرية الملاحة وقدرة كل السفن على التحرك بأمان وحرية في المنطقة».
واتهمت الولايات المتحدة إيران بـ«تصعيد العنف»، ولمّح الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى احتمال أنّ يكون الإيرانيون قد احتجزوا أكثر من ناقلة.
ورداً على سؤال عن احتجاز الحرس الثوري السفينة البريطانية، قال ترمب لدى مغادرته البيت الأبيض: «قد تكون (ناقلة) واحدة، قد تكون اثنتين». وأضاف: «سنتحدث مع بريطانيا. سنعمل مع بريطانيا».
وبدوره، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جاريت ماركيز: «نحن على علم بالتقارير التي تفيد بأن زوارق إيرانية احتجزت ناقلة نفط بريطانية».
ونقلت وكالة أنباء «بلومبرغ» عن ماركيز أنه قال في بيان: «إنها المرة الثانية خلال ما يزيد قليلاً على أسبوع التي تكون فيها المملكة المتحدة هدفاً لتصعيد العنف من قبل النظام الإيراني»، مشيراً إلى أنّ «الولايات المتحدة ستواصل العمل مع حلفائنا وشركائنا للدفاع عن أمننا ومصالحنا ضد سلوك إيران الخبيث».
وأظهرت بيانات ريفينيتيف لتعقب حركة السفن أن ناقلة نفط ثانية تديرها شركة بريطانية وترفع علم ليبيريا حولت اتجاهها فجأة شمالاً صوب ساحل إيران مساء أمس، بعد مرورها غرباً عبر مضيق هرمز إلى الخليج.
وأظهرت البيانات أن الناقلة حولت اتجاهها في نحو الساعة 16:00 ت. غ، بعد نحو 40 دقيقة من تحويل الناقلة ستينا إمبيرو مسارها على نحو مماثل صوب إيران.
وأوضح البيان الإيراني أن وحدة المنطقة الأولى البحرية «الحرس الثوري» اصطحبت ناقلة النفط الإيرانية إلى الشواطئ الإيرانية وسلمتها إلى إدارة الموانئ لاتخاذ الإجراء القانوني بحقها.
وقبل بيان «الحرس الثوري» بقليل قالت بريطانيا إنها تسعى بشكل عاجل لمزيد من المعلومات بعد تقارير عن أن ناقلة ترفع علم بريطانيا حولت وجهتها لتتحرك صوب المياه الإيرانية.
ونقلت وكالة «إرنا» الرسمية عن مصدر عسكري قوله إن الناقلة البريطانية «أغلقت جهاز التتبع وتجاهلت تحذيرات كثيرة من الحرس قبل احتجازها».
وذكر المصدر نفسه أن «انتهاكات الناقلة شملت أيضاً الإبحار في الاتجاه الخاطئ في ممر ملاحي وتجاهل التعليمات».
ونسبت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس» إلى مصادر عسكرية مطلعة في منطقة الخليج أن «إيران لم توقف سفينة تدعى (مصدر) وتحمل علم ليبريا» وتابعت المصادر أن «البحرية الإيرانية أطلقتها بعدما تلقت إنداراً بشأن حماية البيئة في الخليج».
من جانبها قالت الشركة التي تدير الناقلة ستينا إمبيرو المسجلة في بريطانيا إنها لم تتمكن من التواصل مع طاقمها بعد أن اقتربت منها زوارق صغيرة غير محددة الهوية وطائرة هليكوبتر أثناء عبورها مضيق هرمز.
وقالت (نورثيرن مارين مانجمينت) التابعة لشركة «ستينا إيه.بي» إن 23 بحارا على متن الناقلة ولا تقارير عن إصابات وإن الناقلة تتجه حاليا شمالا صوب إيران.
وكان «الحرس الثوري» قد أعلن أول من أمس عن احتجاز «ناقلة أجنبية»، متهما السفينة بنقل حمولة مهربة من الوقود الإيراني. وقال إن «الناقلة سعتها مليونا ليتر وعلى متنها 12 من أفراد الطاقم الأجانب وكانت في طريقها لتسليم وقود مهرب مصدره زوارق إيرانية».
وتعهد قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال كينيث ماكنزي العمل «بقوة» مع شركاء لضمان حرية الملاحة في مياه الخليج.
وجاء الإعلان بعد أقل من ساعتين على تأكيد ترمب إسقاط درون إيرانية بنيران المدمرة الحربية بوكسر في مضيق فيما ظهر تناقض في الرواية الإيرانية، ففي حين رجح مساعد وزير الخارجية عباس عراقجي، ساخرا، أن تكون واشنطن ضربت عن طريق الخطأ طائرة أميركية، قال متحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية أبو الفضل شكارجي إن سرب من طائرات درون إيرانية عادت إلى قواعدها سليمة، فيما أصدر «الحرس الثوري» بيان رفض توعد فيه بنشر صور التقطتها طائرات درون إيرانية من البارجة الأميركية، إلا أن مسؤولا أميركيا رفض إنكار إيران، مشيرا إلى «دليل واضح للغاية» بحوزة واشنطن.
وقال ترمب أول من أمس إن الطائرة اقتربت إلى مسافة ألف ياردة (914 مترا) من السفينة الحربية بوكسر «في تحرك مستفز وعدواني»، متجاهلة تحذيرات متكررة بالتراجع، وذلك في أحدث واقعة لاختبار ضبط النفس في الممر الاستراتيجي، بحسب وكالة «رويترز».
وجاء إعلان ترمب بعد ساعات من بيان رسمي لـ«الحرس الثوري» الإيراني باحتجاز ناقلة نفط في جزيرة لارك قبالة مضيق هرمز. وادعت مصادر إيرانية أنها تحمل علم بريطانيا وهو ما نفته الحكومة البريطانية.
عسكريا، لم تنف إيران تحليق طائرات درون فوق المدمرة بوكسر، رغم أنها نفت تحطم أي من طائرات الدرون بنيران أميركية في المنطقة التي تتزايد المخاوف الدولية من انزلاق الجانبين إلى حرب فيها بسبب تهديدات إيرانية بعرقلة التجارة والإمدادات النفطية العالمية ردا على العقوبات الاقتصادية الأميركية؛ ما أسفر عن أجواء مشحونة بالتوتر في الخليج.
وتراجع ترمب الشهر الماضي في آخر لحظات عن شن ضربة لثلاثة مواقع عسكرية إيرانية ردا على إسقاط درون تابعة للجيش الأميركي بصاروخ سطح جو أطلقته الوحدة الصاروخية في «الحرس الثوري». وتضاربت رواية الجانبين حول موقع إسقاط الدرون. وقالت طهران إنها أسقطت الدرون بعدما دخلت مجالها الجوي. وتقول واشنطن إن الطائرة كانت في المجال الدولي.
ونقلت وكالتا «فارس» و«تسنيم» التابعتان لـ«الحرس الثوري» الإيراني عن المتحدث الأعلى باسم القوات المسلحة الإيرانية: «كل الطائرات المسيرة التابعة لإيران في الخليج ومضيق هرمز... عادت سالمة إلى قواعدها بعد مهمة للتحقق والمراقبة ولم يرد أي تقرير عن أي رد من (السفينة الأميركية) بوكسر».
وفي تأكيد على تحليق طائرات درون إيران فوق المدمرة قالت إدارة العلاقات العامة في «الحرس الثوري» إنها ستنشر صورا التقطتها طائرات درون الحرس من المدمرة الأميركية. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن بيان الحرس أنه سينشر صورا تدحض تأكيد الرئيس الأميركي أن البحرية الأميركية دمرت الطائرة المسيرة الإيرانية. وتابع البيان «قريبا، ستنشر الصور التي التقطتها طائرات الحرس المسيرة للسفينة الحربية الأميركية بوكسر لفضح مزاعم إسقاط طائرة مسيرة إيرانية فوق مضيق هرمز أمام الرأي العام العالمي باعتبارها أكاذيب لا أساس لها من الصحة».
وتناقض مساعد وزير الخارجية عباس عراقجي مع رواية الحرس عندما حاول أن ينفي ضمنا تحليق درون إيرانية، وقالت واشنطن إنها دُمرت عند اقترابها من المدمرة بوكسر. وقال عراقجي في تغريدة ساخرة على «تويتر» أمس: «نخشى أن تكون (السفينة الأميركية) يو إس إس بوكسر أسقطت واحدة من طائراتهم الأميركية بالخطأ!».
في المقابل، قال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية أمس إن الولايات المتحدة ستدمر أي طائرات إيرانية مسيرة تحلق على مقربة من سفنها، وأضاف أن بلاده لديها أيضا «دليل واضح» على أنها أسقطت طائرة مسيرة إيرانية أمس الخميس.
وصرح المسؤول في إفادة صحافية «إذا حلقت (أي طائرة) على مسافة أقرب من اللازم من سفننا فسنستمر في إسقاطها». وفي السياق نفسه، نقلت «رويترز» عن مسؤول أميركي، طلب عدم نشر اسمه، أن الطائرة المسيرة أسقطت أول من أمس عن طريق التشويش الإلكتروني. وقالت وزارة الدفاع الأميركية إن السفينة «كانت في المياه الدولية» عندما اقتربت طائرة مسيرة. وقال المتحدث باسم البنتاغون جوناثان هوفمان إن «السفينة قامت بعمل دفاعي ضد الطائرة المسيرة لضمان سلامة السفينة وطاقمها».
ويثير استخدام إيران وحلفائها المتزايد للطائرات المسيرة في عمليات الاستطلاع والهجمات عبر الشرق الأوسط قلقا في واشنطن. ورغم الحرب الكلامية بين الجانبين، فقد التزما حتى الآن جانب الحذر.
إلى ذلك، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس، إنها تشعر بقلق بشأن الوضع في الخليج. وقالت خلال مؤتمر صحافي: «بالطبع أشعر بقلق. لا تستطيع أن تنظر إلى تلك المنطقة من دون أن تشعر بقلق في هذه اللحظة... ينبغي اغتنام كل فرص التواصل الدبلوماسي لتفادي أي تصعيد».
وفي أحدث تطور في المواجهة بين إيران وبريطانيا، ذكرت صحيفة «جبل طارق كرونيكل» أن المحكمة العليا مدت احتجاز ناقلة النفط الإيرانية (غريس 1) ‬ 30 يوما أخرى حتى 15 أغسطس (آب). وهدد المرشد الإيراني بالرد على ما يسميه «قرصنة» بريطانية بشأن احتجاز السفينة.
وقال قائد «الحرس الثوري» حسين سلامي، أول من أمس، إن إيران لا تسعى «لبدء حرب» لكنها سترد على أعمال عدائية. ونقل «سباه نيوز» الموقع الرسمي لـ«الحرس الثوري» عن سلامي قوله «إذا ارتكب العدو خطأ في الحسابات، تتغير استراتيجيتنا الدفاعية وجميع قدراتنا إلى (استراتيجية) الهجوم».
وجاءت تصريحاته في أعقاب إعلان «الحرس الثوري» احتجاز «ناقلة أجنبية» يعتقد أنها السفينة «رياح» التي ترفع علم بنما، وطاقمها الـ12.
واحتجزت البحرية البريطانية الناقلة قبالة ساحل جبل طارق في وقت سابق هذا الشهر للاشتباه في انتهاكها العقوبات على سوريا. وألقت الولايات المتحدة باللوم على طهران في سلسلة من الهجمات على ناقلات وسفن حول مضيق هرمز منذ منتصف مايو (أيار)، وهو ما تنفيه طهران. ويقول المسؤولون البريطانيون والأميركيون إن الناقلة كانت في طريقها لتسليم النفط إلى سوريا، في انتهاك لعقوبات يفرضها الاتحاد الأوروبي وأخرى تفرضها الولايات المتحدة.
ووصفت إيران احتجاز الناقلة بعمل «قرصنة» وبعد أسبوع قالت لندن إن زوارق إيرانية هددت ناقلة بريطانية في الخليج قبل أن تقوم فرقاطة تابعة للبحرية الملكية بإبعاد تلك الزوارق.
وعاد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أمس، للتأكيد على إسقاط طائرة «درون» إيرانية فوق مضيق هرمز. وقال في تصريح من البيت الأبيض: «ما من شك في أننا أسقطناها». وبدوره، قال جون بولتون مستشار الأمن القومي: «ما من شكّ في أنها كانت طائرة من دون طيار إيرانية».
وبث التلفزيون الحكومي الإيراني تسجيلاً مصوّراً، بعد ساعات من مزاعم لـ«الحرس الثوري» بالتقاط صور لطائرات «درون» إيرانية تحلق فوق سفينة أميركية في مضيق هرمز، وذلك في سياق دحض الرواية الأميركية.
ويُظهِر التسجيل في موقع مجهول ناقلات نفط وسفينة حربية أميركية. وزعم التلفزيون الإيراني أن السفينة هي «يو إس إس بوكسر» التي قالت الإدارة الأميركية إنها استهدفت «الدرون» الإيرانية.
وبحسب موقع «ميليتاري دوت كوم»، فإن «الدرون» الإيرانية أُسقِطت بواسطة تقنية يُطلَق عليها «النظام المتكامل للدفاع الجوي البحري الخفيف»، تم ربطها بكاشف لجميع التضاريس على متن السفينة «يو إس إس بوكسر»، ويُستخدم هذا الجهاز عادة على الأرض، ولكن يتم اختباره الآن على متن سفن تابعة للبحرية الأميركية، بحسب تصريح مسؤول بوزارة الدفاع للموقع.
ويستخدم النظام الذي تديره وحدة المشاة البحرية الحادية عشرة، راداراً وكاميرات حساسة للغاية لاكتشاف الطائرات من دون طيار، وتمييزها بين الأهداف الصديقة والمعادية. وفي حالة تحديد موقع التهديد، يستخدم الجهاز ترددات الراديو للتشويش على رابط الطائرة من دون طيار ليقطع التواصل مع المركز الذي يتحكم بها.
من جهة أخرى، وجّه نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف اتهامات روسية للولايات المتحدة بالسعي إلى تأجيج التوترات في الخليج. وقال: «الوضع مقلق جداً، ونرى أن مخاطر حصول مواجهة مباشر ارتفعت كثيراً في الآونة الأخيرة، وازدادت أكثر فأكثر صعوبة توقع التطور المستقبلي للأحداث».



لافروف يساند «حق» إيران في تخصيب اليورانيوم وعراقجي يتمسك باستمراره

عراقجي ولافروف على هامش مباحثاتهما في موسكو («الخارجية» الإيرانية)
عراقجي ولافروف على هامش مباحثاتهما في موسكو («الخارجية» الإيرانية)
TT

لافروف يساند «حق» إيران في تخصيب اليورانيوم وعراقجي يتمسك باستمراره

عراقجي ولافروف على هامش مباحثاتهما في موسكو («الخارجية» الإيرانية)
عراقجي ولافروف على هامش مباحثاتهما في موسكو («الخارجية» الإيرانية)

قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن لإيران الحق في تخصيب اليورانيوم «سلمياً»، في حين أعلن نظيره الإيراني عباس عراقجي أن طهران ستواصل التخصيب، رغم الأضرار التي لحقت منشآتها النووية، وذلك خلال محادثات في موسكو حول الملف النووي والعلاقات الثنائية.

وتناولت مباحثات الوزيرين العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها الملف النووي الإيراني.

وقال عراقجي، خلال مؤتمر صحافي أعقب محادثات أجراها في موسكو مع نظيره الروسي، إن الولايات المتحدة والدول الأوروبية لا تملك الحق في فرض عقوبات على إيران عبر «الأمم المتحدة»، مشدداً على التزام بلاده باتفاقية حظر الانتشار النووي، مع التمسك بحقها في تخصيب اليورانيوم لأغراض سلمية.

وأضاف عراقجي أن إيران سعت إلى السلام عبر الحوار، لكن واشنطن حاولت، على حد قوله، فرض شروطها، مشيراً إلى أن الضربات الأميركية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية شكلت «خرقاً للقانون الدولي». وأوضح أن تلك الضربات تسببت بأضرار، لكنها لم تدمّر القدرات النووية الإيرانية، مؤكداً أن طهران ستواصل أنشطة التخصيب.

وقال عراقجي إن إيران وروسيا اتفقتا، خلال المحادثات، على برنامج عمل لتطوير العلاقات الثنائية، مشيراً إلى أن العلاقات بين البلدين «تزداد قرباً وترابطاً يوماً بعد يوم».

من جهته، وصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الإجراءات الغربية الأحادية بأنها «غير قانونية»، وعَدَّ أن سياسة العقوبات «تَجاوزها الزمن». وأضاف أن الدول الأوروبية أسهمت في تعقيد المفاوضات النووية مع إيران، وأن إعادة تفعيل العقوبات الأوروبية «لم تكن قانونية».

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مباحثاته مع نظيره الإيراني عباس عراقجي في موسكو («الخارجية» الإيرانية)

وأكد لافروف أن مِن حق إيران تخصيب اليورانيوم للأغراض السلمية، وعَدَّ أن الخطوات الأوروبية الحالية تعرقل الجهود الرامية إلى التوصل لتسويات سياسية؛ ليس فقط في الملف النووي الإيراني، بل في ملفات دولية أخرى أيضاً.

وخلال اللقاء الثنائي، قال عراقجي إن طهران وموسكو تتبنّيان مواقف متقاربة حيال معظم القضايا الدولية، وإن البلدين دعّما بعضهما البعض في مختلف الملفات. وأضاف أن العلاقات الثنائية شاملة ومتعددة الأبعاد، وتشمل المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، إضافة إلى الدفاعية والأمنية.

وقال لافروف إن عام 2025 سيشهد انعقاد اللقاء الخامس بين وزيريْ خارجية البلدين، وهو ما يعكس مستوى الاهتمام والاتصالات الوثيقة بين موسكو وطهران، إضافة إلى درجة عالية من التنسيق السياسي.

وأعلن أن الجانبين سيوقِّعان، للمرة الأولى، برنامج مشاورات بين وزارتَي الخارجية للأعوام 2026 إلى 2028، واصفاً الخطوة بأنها جزء من تنفيذ «معاهدة الشراكة الاستراتيجية الشاملة» التي وقَّعها البلدان وبدأ تطبيقُها، والتي تُحدد أطر التعاون على مدى عشرين عاماً.

وأشار لافروف إلى المشاورات التي أجراها الرئيسان؛ الروسي فلاديمير بوتين، والإيراني مسعود بزشكيان، مؤخراً في عشق آباد، قائلاً إن لقاء موسكو يوفر فرصة لبحث دور وزارتي الخارجية في تنفيذ الأهداف المنبثقة عن تلك التفاهمات.

كان عراقجي قد وصل إلى موسكو، يوم الثلاثاء، حيث التقى عدداً من نواب مجلس الدوما الروسي، كما أجرى لقاءات مع أكاديميين ومحللين روس، وبحث معهم تطورات دولية راهنة، وفق وسائل إعلام إيرانية.


توقيف إسرائيليَين بتهمة مبايعة «داعش» والتخطيط لهجمات

أفراد من الشرطة الإسرائيلية (رويترز)
أفراد من الشرطة الإسرائيلية (رويترز)
TT

توقيف إسرائيليَين بتهمة مبايعة «داعش» والتخطيط لهجمات

أفراد من الشرطة الإسرائيلية (رويترز)
أفراد من الشرطة الإسرائيلية (رويترز)

قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية إن السلطات اعتقلت اثنين من سكان شمال البلاد للاشتباه في «مبايعتهما تنظيم (داعش)، وتواصلهما مع عنصر أجنبي مرتبط بالتنظيم، وتخطيطهما للسفر إلى الولايات المتحدة، ومنها إلى دولة معادية، بهدف الخضوع لتدريبات إرهابية»، بحسب السلطات.

ووفقاً للمحققين، قام المشتبه بهما، كنان عزايزة، 20 عاماً، من قرية دابوريا في وادي يزرعيل، ورجل آخر من عكا، بأعمال تحضيرية داخل إسرائيل لتحقيق هذا الهدف، وأُلقي القبض عليهما الشهر الماضي في أعقاب تحقيق مشترك بين جهاز الأمن العام (الشاباك) والشرطة.

ووُجهت لائحة اتهام ضد عزايزة في محكمة الناصرة، بينما وُضع المشتبه به الثاني رهن الاحتجاز.

وتابعت الصحيفة أنه «خلال استجواب عزايزة، وجد المحققون أنه بايع (داعش) لخدمة أهدافه، وأبدى استعداده لتنفيذ أنشطة أمنية لصالحه، وفكّر في تنفيذ هجمات إرهابية ضد جنود الجيش».

عناصر من الشرطة الإسرائيلية (رويترز)

وكشف التحقيق أيضاً عن تواصله مع «شخصيات مرتبطة بتنظيم (داعش) في الخارج، وتعلمه كيفية تصنيع القنابل الأنبوبية، والمتفجرات، وتخطيطه للسفر إلى بغداد لأغراض التدريب».

وقال بافيل ساخاروفيتز، رئيس قسم الأقليات في وحدة الجرائم الكبرى بالمنطقة الشمالية، والذي قاد التحقيق: «وردت إلينا معلومات تفيد بأن شابين كانا يخضعان لعملية تجنيد ديني متطرف وينفذان أعمالاً ضد أمن الدولة. ألقينا القبض عليهما في 10 نوفمبر (تشرين الثاني)، وتعززت الشكوك حينها بأنهما كانا يشاهدان محتوى (داعش) عبر الإنترنت. كانا يخططان للسفر إلى الولايات المتحدة، والخضوع لتدريب متقدم على الأسلحة هناك، ثم العودة إلى إحدى الدول التي ينشط فيها تنظيم (داعش)».

وبحسب الشرطة، خطط عزايزة أيضاً للاستيلاء على أسلحة من جنود الجيش الإسرائيلي الذين كانوا يجرون تدريبات قرب مسقط رأسه.

وقال ساخاروفيتز: «بايع تنظيم (داعش)، وراقب الجنود لتحديد فرص الاستيلاء على الأسلحة. كان يبحث بشكل أساسي عن المجندات، اللواتي اعتبرهن أضعف وأسهل استهدافاً، وجمع مواد حول كيفية صنع المتفجرات، وبناء القنابل الأنبوبية. كان ينوي إلحاق الضرر بالجيش الإسرائيلي».

وتابع: «عُثر بحوزة عزايزة على صور مرتبطة بتنظيم (داعش)، من بينها صورة لزعيم التنظيم السابق أبو بكر البغدادي، وصورة أخرى لأحد عناصر (داعش) مع تعليق (جنود التنظيم في السودان يعلنون مبايعتهم)».

ووصف المحامي أحمد مصالحة، الذي مثّل عزايزة، موكله بأنه «شخص سويّ»، وقال: «لا علم لي بالشكوك الأمنية، ولست متأكداً من استمراري في تمثيله».

وفي بيان مشترك، قال جهاز الأمن العام (الشاباك) والشرطة: «منذ بداية الحرب على غزة، شهدنا تصاعداً في مستوى التهديد الذي يشكله التنظيم وأنصاره داخل إسرائيل، بما في ذلك تزايد انخراط العرب الإسرائيليين في الإرهاب في ظل تأثير الحرب»، حسب قوله.


رئيس «الموساد»: على إسرائيل أن تضمن ألا تعاود إيران تشغيل برنامجها النووي

رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي «الموساد» ديفيد برنياع (إكس)
رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي «الموساد» ديفيد برنياع (إكس)
TT

رئيس «الموساد»: على إسرائيل أن تضمن ألا تعاود إيران تشغيل برنامجها النووي

رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي «الموساد» ديفيد برنياع (إكس)
رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي «الموساد» ديفيد برنياع (إكس)

قال رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) ديفيد برنياع، الثلاثاء، إن على إسرائيل أن تضمن ألا تعاود إيران تشغيل برنامجها النووي، بعد 6 أشهر من قصفها منشآت طهران خلال حرب استمرت 12 يوماً.

وأضاف برنياع خلال مراسم تكريم لعناصر من «الموساد» في القدس، أن «فكرة مواصلة تطوير قنبلة نووية ما زالت تخفق في قلوبهم. وتقع على عاتقنا مسؤولية ضمان ألا يُفعَّل مجدداً المشروع النووي الذي تضرر بشكل بالغ، وذلك بتعاون وثيق مع الأميركيين».

وأشاد برنياع الذي تنتهي ولايته في يونيو (حزيران) 2026، بالضربات الافتتاحية المفاجئة التي شنّتها إسرائيل في الحرب، معتبراً أنها كشفت حجم المعلومات الاستخباراتية التي جمعها عملاء إسرائيليون عن إيران.

وقال: «استفاق نظام الملالي، في لحظة واحدة، ليكتشف أن إيران مكشوفة بالكامل ومخترَقة». وأعرب برنياع عن تشكيكه في أي حل دبلوماسي مع طهران، مضيفاً: «تعتقد إيران أنها قادرة على خداع العالم مرة أخرى وإبرام اتفاق نووي سيئ جديد. نحن لم نسمح ولن نسمح بتحقيق اتفاق سيئ».

وتتهم القوى الغربية إيران بالسعي إلى امتلاك سلاح نووي وتعمل على منعها من ذلك، في حين تنفي طهران باستمرار هذه الاتهامات. وخلال ولايته الأولى، انسحب الرئيس الأميركي دونالد ترمب، من الاتفاق التاريخي الموقّع عام 2015، الذي قيّد تخصيب إيران للمواد النووية مقابل رفع العقوبات، وهو اتفاق عارضته إسرائيل.

وبدأت إيران والولايات المتحدة مفاوضات للتوصل إلى اتفاق جديد في أبريل (نيسان) بوساطة عُمانية، لكن تلك المحادثات توقفت فجأة بعد الهجوم الإسرائيلي المباغت على إيران في 13 يونيو، الذي أشعل نزاعاً استمر 12 يوماً. وانضمت الولايات المتحدة لاحقاً إلى المواجهة بشنّ ضربات على 3 مواقع نووية إيرانية.