الغزاويون يواجهون قوات الاحتلال في «جمعة حرق العلم الإسرائيلي»

متظاهرون فلسطينيون خلال المواجهات مع الإسرائيليين (أ.ف.ب)
متظاهرون فلسطينيون خلال المواجهات مع الإسرائيليين (أ.ف.ب)
TT

الغزاويون يواجهون قوات الاحتلال في «جمعة حرق العلم الإسرائيلي»

متظاهرون فلسطينيون خلال المواجهات مع الإسرائيليين (أ.ف.ب)
متظاهرون فلسطينيون خلال المواجهات مع الإسرائيليين (أ.ف.ب)

شارك الفلسطينيون بالآلاف أمس، في فعاليات «مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار» على الحدود الشرقية لقطاع غزة، في الجمعة الـ67 للمسيرات، وذلك تلبية لدعوة الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار وتحت شعار «جمعة حرق العلم الإسرائيلي»، كما أفادت وسائل إعلام فلسطينية.
وحذرت الهيئة «الاحتلال الإسرائيلي من التمادي في التصعيد والغطرسة بحق أبناء شعبنا في قطاع غزة»، وقالت إن «الفوز بالانتخابات هذه المرة لن يكون على حساب دماء الأبرياء من أبناء شعبنا في غزة». وأضافت أن على رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو «أن يعلم أن سبب فشله في الانتخابات سيكون صمود شعبنا في غزة». وتابعت: «نؤكد على إصرارنا في المضي في طريق استعادة الوحدة الوطنية القائمة على الشراكة واحترام إرادة وأهداف شعبنا الذي يتوق إلى الحرية وزوال الاحتلال»، مبينة أن «هذا يتطلب تنفيذ قرارات (المجلس المركزي الفلسطيني عام 2015، بما فيها إلغاء أوسلو وملحقاته الأمنية والاقتصادية».
يذكر أن 300 فلسطيني قتلوا خلال مسيرات العودة الأسبوعية المستمرة منذ مارس (آذار) 2018 في مواجهات مع الجيش الإسرائيلي. وتطالب المسيرات برفع الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من 12 عاما، واستدعت تدخلات من مصر وقطر والأمم المتحدة لإنهاء جولات من التوتر العسكري بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أنّ «74 مواطناً أصيبوا بجروح مختلفة، منها 36 بالرصاص الحي ومصدره قوات الجيش الإسرائيلي».
ونشرت قوات الاحتلال عشرات القناصة في خمس نقاط شرقي رفح وخانيونس والبريج وغزة وجباليا على طول الحدود مع غزة، في مواجهة توافد المتظاهرين الفلسطينيين إلى مخيمات العودة شرق القطاع بعد صلاة العصر. وبادر الشبان الفلسطينيون إلى رشق الجنود الإسرائيليين بالحجارة والعبوات.
وأفادت الهيئة في بيانها: «سنحرق علم إسرائيل أمام أعين جنود الاحتلال». وأكدت الهيئة على «سلمية المظاهرات»، وحذرت الجيش الإسرائيلي من المساس بالمتظاهرين.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.