شاشة الناقد: Spider‪ - ‬Man‪:‬ Far From Home

توم هولاند في رداء «سبايدر- مان»
توم هولاند في رداء «سبايدر- مان»
TT

شاشة الناقد: Spider‪ - ‬Man‪:‬ Far From Home

توم هولاند في رداء «سبايدر- مان»
توم هولاند في رداء «سبايدر- مان»

Spider‪ - ‬Man‪:‬ Far From Home
• إخراج: جون واتس
• تقييم: (وسط)
عطلة سبايدر - مان البائسة
يتوجه أبطال الكوميكس والمسلسلات الشبيهة بمغامراتهم إلى العالم. «ذا أفنجرز: إند غايم» يواجهون عدواً في مقدوره إبادة من على وجه الأرض في أي مكان. «رجال في الأسود» ينتقلون من مواجهة الوحوش التي تتظاهر بأنها آدمية في أميركا إلى تلك سواها. ولماذا لا يفعل «سبايدر - مان» الشيء نفسه؟ ليس أنه قضى على مجرمي أميركا، لكنه يريد أن ينعم بوقت رومانسي جميل في مدينة فينيسيا قبل أن ينتقل إلى سواها.
سبايدر - مان (في شخص الشاب بيتر باركر كما يقوم به توم هولاند) يريد أن يرتاح من المهام الصعبة التي يجد نفسه فيها. لقد مل، كما نفهم، من القفز بين المباني والتعلق بحبال العنكبوت القوية ومطاردة المجرمين وإنقاذ المساكين. يريد عطلة وهو ينوي أن يقوم بها مع بعض أصدقائه. عمّته التي تغار عليه تدس له ثوبه العنكبوتي الأحمر في داخل شنطته… من يعلم؟ ربما احتاجه أو ربما لم يقرأ سبايدر - مان السيناريو جيداً وإلا لعلم أنه يستطيع أن يتمنى عطلة بعيداً عن المتاعب لكن المتاعب لن تتركه يقوم بها. وبالفعل ما إن يصل سعيداً بتوقعاته حتى تهب رياح غريبة وتعلو سماء المدينة غيوم غريبة فترتفع الأمواج وتدمر معظم المدينة.
لن يكون في وسع بطلنا فعل الكثير لإنقاذ فينيسيا لكنه سيتطلع إلى عواصم أوروبية أخرى مهددة من بينها لندن وبرلين. ستكون المسألة مسألة وقت لا أكثر قبل أن يعرف أن الواقف وراء هذا الدمار ليس سوى شخص اسمه كونتن بك (جايك جيلنهول) لأسبابه الخاصة. أسباب تمر واهية وأداء ليس لديه الكثير من النص ليبني الممثل شخصيته على نحو صحيح. ما يُترجم من أسبابه على الشاشة ليس مقنعاً وما يدخل في صميم الصراع بينه وبين سبايدر - مان ليس في نهاية المطاف أكثر من حجة لمشاهد من المؤثرات الطاغية بالأبعاد الثلاثة.
ضعف الشخصية المناوئة (تلك المسماة ميستريو) يؤدي إلى ضعف المواجهات.
لدينا سوبر هيرو مغوار يحمل مهمّة الدفاع عن الآمنين والأبرياء متمتعاً بقوى غير منظورة، أمام شرير يستخدم نظام البيئة في هجومه على المدن. ولجزء من الفيلم يسارع سبايدر - مان لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل الوصول إلى ميستريو ومواجهته وجهاً لوجه.
هذا ثاني «سبايدر - مان» للمخرج جون واتس والعناصر التي يركز عليها هنا هي تلك التي ركّز عليها في الفيلم الأول. بيتر باركر- سبايدر - مان هو شخص لطيف وحساس وما زال أصغر أبطال الكوميكس سناً وأقلهم فخراً بما يستطيع تحقيقه. يمضي الفيلم بعض الوقت ليؤكد هذه المزايا وليثير أعصاب من يريدون الانتقال من الصبغة الكوميدية التي تشوب بدايات الفيلم إلى حيث سيشاهدون ما يستطيع بيتر فعله من معجزات حالما يتحوّل إلى عنكبوت.



8 أفلام عن أزمات الإنسان والوطن المُمزّق

«من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬
«من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬
TT

8 أفلام عن أزمات الإنسان والوطن المُمزّق

«من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬
«من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬

تُحرّك جوائز «الأوسكار» آمال العاملين في جوانب العمل السينمائي المختلفة، وتجذبهم إلى أمنية واحدة هي، صعود منصّة حفل «الأوسكار» وتسلُّم الجائزة وإلقاء ما تيسَّر له من تعابير فرحٍ وثناء.

لا يختلف وضع العام الحالي عن الوضع في كل عام، فجميع آمال العاملين في هذه الصّناعة الفنية المبهرة يقفون على أطراف أصابعهم ينتظرون إعلان ترشيحات «الأوسكار» الأولى هذا الشهر. وحال إعلانها سيتراجع الأمل لدى من لا يجد اسمه في قائمة الترشيحات، وترتفع آمال أولئك الذين سترِد أسماؤهم فيها.

يتجلّى هذا الوضع في كل مسابقات «الأوسكار» من دون تمييز، لكنه أكثر تجلّياً في مجال الأفلام الأجنبية التي تتقدّم بها نحو 80 دولة كل سنة، تأمل كل واحدة منها أن يكون فيلمها أحد الأفلام الخمسة التي ستصل إلى الترشيحات النهائية ومنها إلى الفوز.

«ما زلت هنا» لوولتر ساليس (ڤيديو فيلمز)

من المسافة صفر

لا يختلف العام الحالي في شكل التنافس وقيمته بل بأفلامه. لدينا للمناسبة الـ97 من «الأوسكار» 89 دولة، كلّ واحدة منها سبق أن تنافست سابقاً في هذا المضمار. لكن المختلف هو بالطبع الأفلام نفسها. بعض ما شُوهد منها يستحق التقدير، والفرق شاسع بين ما يستحق التقدير وبين ما يستحق الترشيح والوصول إلى التّصفية.

الحلمُ في تحقيق هذه النقلة يسيطر على المخرجين والمنتجين العرب الذين نفّذوا أعمالهم الجديدة خلال هذه السنة وسارعوا لتقديمها.

من بينهم المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي، الذي وفّر خلال العام الحالي فيلمين، واحدٌ من إخراجه بعنوان «أحلام عابرة»، والثاني بتوقيع 22 مخرجاً ومخرجة أشرف مشهراوي على جمع أفلامهم في فيلم طويل واحد بعنوان «من المسافة صفر»، وجميعها تتحدّث عن غزة، وما حدث فيها في الأسابيع الأولى لما يُعرف بـ«طوفان الأقصى». بعض تلك الحكايا مؤثرٌ وبعضها الآخر توليفٌ روائي على تسجيلي متوقع، لكنها جميعها تكشف عن مواهب لو قُدِّر لها أن تعيش في حاضنة طبيعية لكان بعضها أنجز ما يستحق عروضاً عالمية.

لا ينحصر الوضع المؤلم في الأحداث الفلسطينية بل نجده في فيلم دانيس تانوفيتش الجديد (My Late Summer) «صيفي المتأخر». يقدم تانوفيتش فيلمه باسم البوسنة والهرسك، كما كان فعل سنة 2002 عندما فاز بـ«الأوسكار» بصفته أفضل فيلم أجنبي عن «الأرض المحايدة» (No Man‪’‬s Land). يفتح الفيلم الجديد صفحات من تاريخ الحرب التي دارت هناك وتأثيرها على شخصية بطلته.

«صيفي الأخير» لدانيس تانوفيتش (بروبيلر فيلمز)

مجازر كمبودية

تختلف المسألة بالنسبة للاشتراك الصّربي المتمثّل في «قنصل روسي» (Russian Consul) للمخرج ميروسلاڤ ليكيتش. في عام 1973 عندما كانت يوغوسلاڤيا ما زالت بلداً واحداً، عاقبت السلطات الشيوعية هناك طبيباً إثر موت مريض كان يعالجه، وأرسلته إلى كوسوڤو حيث وجد نفسه وسط تيارات انفصالية مبكرة ونزاع حول الهوية الفعلية للصرب. حسب الفيلم (الاشتراك الثاني لمخرجه للأوسكار) تنبأت الأحداث حينها بانهيار الاتحاد السوفياتي و«عودة روسيا كروسيا» وفق قول الفيلم.

التاريخ يعود مجدداً في فيلم البرازيلي والتر ساليس المعنون «ما زلت هنا» (I‪’‬m Still Here) وبطلته، أيضاً، ما زالت تحمل آلاماً مبرحة منذ أن اختفى زوجها في سجون الحقبة الدكتاتورية في برازيل السبعينات.

في الإطار نفسه يعود بنا الاشتراك الكمبودي (التمويل بغالبيته فرنسي) «اجتماع مع بُل بوت» (Meeting with Pol Pot) إلى حقبة السبعينات التي شهدت مجازرعلى يد الشيوعيين الحاكمين في البلاد، ذهب ضحيتها ما بين مليون ونصف ومليوني إنسان.

وفي «أمواج» (Waves) للتشيكي ييري مادل، حكاية أخرى عن كيف ترك حكمٌ سابقٌ آثاره على ضحاياه ومن خلفهم. يدور حول دور الإعلام في الكشف عن الحقائق التي تنوي السلطة (في السبعينات كذلك) طمسها.

تبعات الحرب الأهلية في لبنان ليست خافية في فيلم ميرا شعيب «أرزة»، الذي يدور حول أم وابنها يبحثان عن سارق دراجة نارية ويتقمصان، في سبيل ذلك، شخصيات تنتمي إلى الطائفة التي قد تكون مسؤولة عن السرقة. هما سنّيان هنا وشيعيان هناك ومسيحيان أو درزيان في مواقع أخرى وذلك للتأكيد على أن التربة الطائفية ما زالت تنبض حية.

حتى كوريا الجنوبية ما زالت تحوم حول الانقلاب (وهي تعيش اليوم حالة مشابهة) الذي وقع في مثل هذا الشهر من سنة 1979 عندما اغتيل الرئيس بارك على يد رئيس شعبة الدفاع لي تايدو-غوانغ (أُلقي القبض عليه لاحقاً وأُعدم). هذا هو ثالث فيلم شاهده الناقد كاتب هذه الكلمات حول الموضوع نفسه.