أبو مرزوق: الدور الروسي مطلوب في الملف الفلسطيني لمواجهة «تفرد واشنطن»

قال لـ «الشرق الأوسط» إن لا قرار لدى «حماس» باستئناف العلاقة مع النظام السوري

موسى أبو مرزوق عضو المكتب السياسي لـ«حماس»
موسى أبو مرزوق عضو المكتب السياسي لـ«حماس»
TT

أبو مرزوق: الدور الروسي مطلوب في الملف الفلسطيني لمواجهة «تفرد واشنطن»

موسى أبو مرزوق عضو المكتب السياسي لـ«حماس»
موسى أبو مرزوق عضو المكتب السياسي لـ«حماس»

أكد القيادي في حركة «حماس» موسى أبو مرزوق على أهمية تنشيط الدور الروسي في الملف الفلسطيني في مواجهة «التفرد الأميركي» وخطة واشنطن لـ«تصفية القضية الفلسطينية»، وقال في حديث مع «الشرق الأوسط»، إنه بحث مع الجانب الروسي خلال زيارته إلى موسكو توفير «شبكة حماية» للفلسطينيين في المحافل الدولية، وتنشيط التحرك الروسي للضغط على إسرائيل في إطار الجهود المبذولة لتثبيت تفاهمات التهدئة.
وكان أبو مرزوق أجرى جولة محادثات مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، وصفها الأخير بأنها كانت «صريحة وتفصيلية» واستمرت لأكثر من أربع ساعات، تم التطرق خلالها إلى الوضع السياسي الفلسطيني على صعيد التحركات الأميركية، بما في ذلك على صعيد «صفقة القرن» وجهود المصالحة الفلسطينية فضلاً عن ملف الوضع في غزة وملف التفاهمات مع الجانب الإسرائيلي حول التهدئة.
وأعرب أبو مرزوق عن ارتياحه للنقاشات مع الجانب الروسي، وقال إنه دعا موسكو إلى توسيع تدخلها في الملف، مشيراً إلى أن لدى الروس «أوراقاً كثيرة للضغط»، لافتاً إلى أن «روسيا أنهت التفرد الغربي في منطقة الشرق الأوسط ويمكنها أن تلعب دوراً أنشط في الملف الفلسطيني».
وشدد على أن البحث تطرق إلى أهمية «العمل على قطبية جديدة في المنطقة». وزاد أنه على المستوى الإقليمي «نريد لروسيا دوراً ضاغطاً على إسرائيل لإنجاز التفاهمات التي تم التوصل إليها بدعم ورعاية من جانب مصر. وقال إن إسرائيل لم تلتزم بتلك التفاهمات وتعمل على تأجيج أجواء عدم استقرار بشكل دائم، مضيفاً أن وجود «طرف آخر ضاغط على إسرائيل لحفظ التفاهمات أمر مهم».
وقال أبو مرزوق إن «المصالحة أمر وطني حيوي لتعزيز القدرة على مواجهة محاولات استهداف الشعب الفلسطيني». مشيراً إلى أنه «لو كان الوضع الفلسطيني متماسكاً لزادت فعالية مواجهة الإجراءات والتدابير التي تستهدف الشعب الفلسطيني من صفقة القرن والتدابير التي تقوم بها واشنطن، إلى قرار وزارة العمل اللبنانية حول تصاريح العمل للفلسطينيين. مشيراً إلى أن هذا القرار «سياسي وهو يصب في إطار صفقة القرن».
وحول موقف الحركة حيال احتمال توجيه دعوة روسية جديدة للحوار بين الفصائل الفلسطينية، أعرب أبو مرزوق عن ترحيب «حماس»، وقال: «إذا تلقينا دعوة سنحضر بالتأكيد». وأشاد بسياسة روسيا التي حافظت على علاقات بناءة مع كل الأطراف، وقال إن هذه السياسة أثبتت أن روسيا قادرة على لعب دور إيجابي في الأزمات. وزاد أن روسيا «تستطيع أن تنشئ شبكة حماية للفلسطينيين في الأمم المتحدة ومجلس الأمن في مواجهة كثير من القضايا التي تحاول الولايات المتحدة تمريرها».
وحول المصالحة، قال إن ثمة حاجة للمساعدة في دفع هذا الملف من أطراف أخرى بالإضافة إلى الجهد المصري المبذول.
ورداً على سؤال حول الموقف الروسي من الدعوة لتوسيع دور موسكو في الملف الفلسطيني، قال أبو مرزوق إن موسكو لديها موقف واضح ضد التفرد الأميركي وتواجه بقوة أحادية القطبية، لكنه لفت إلى أن روسيا «تتمهل وتدرس التداعيات المحتملة قبل الإقدام على خطوات».
وحول ما أثير أخيراً من نقاشات لاحتمال فتح قنوات اتصال بين «حماس» والنظام السوري، قال أبو مرزوق إن «كل ما قيل عن ذلك هو مجرد أقاويل لا علاقة لها بالحقيقة»، وزاد أنه «لا يوجد لدى الحركة قرار باستئناف العلاقة، ولا توجد لدينا أي لقاءات رسمية مع النظام».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.