توتر بين الصين وفيتنام في بحر الصين الجنوبي

أستراليا تحضّ بكين على السماح لأم إيغورية وابنها بالمغادرة

TT

توتر بين الصين وفيتنام في بحر الصين الجنوبي

قالت وزارة الخارجية الصينية، أمس، إن بكين تأمل في أن تحترم فيتنام «الحقوق السيادية للصين والولاية القضائية» على منطقة متنازع عليها في بحر الصين الجنوبي، وسط مواجهة بين سفن من البلدين.
وذكرت مؤسستان بحثيتان، مقرهما واشنطن، أمس أن سفناً فيتنامية وصينية واقعة في مواجهة منذ أسابيع بالقرب من منطقة نفطية بحرية في المياه المتنازع عليها تقع داخل المنطقة الاقتصادية الخالصة لفيتنام، كما نقلت وكالة «رويترز».
وفي هذا الشهر، أجرت السفينة «هايانج ديشي 8» الصينية مسحاً بالقرب من جزر سبارتلي المتنازع عليها، فيما تابعت تسع سفن فيتنامية الموقف عن كثب. وفي حادث منفصل، قامت سفينة تابعة لخفر السواحل الصيني بمناورة فيما وصف بأنه «أسلوب تهديد» تجاه سفن فيتنامية، حسبما ذكرت المؤسستان البحثيتان.
وتطالب الصين بمساحة شاسعة من بحر الصين الجنوبي، بما في ذلك مساحات كبيرة من الجرف القاري في فيتنام.
على صعيد آخر، حضت الحكومة الأسترالية أمس الصين على السماح لطفل أسترالي وأمه الإيغورية، على مغادرة البلاد وذلك في تصعيد للضغوط على بكين بعد توقيع كانبيرا على رسالة تندد بمعاملتها لهذه الأقلية المسلمة.
وكانت الصين قد جمعت نحو مليون من الإيغور وأقليات أخرى مسلمة ناطقة بالتركية، في معسكرات إعادة تأهيل في منطقة شينغ يانغ الخاضعة لإجراءات أمنية مشددة في شمال غربي البلاد. وكانت كانبيرا قد رفضت منح الجنسية للطفل لوتيفير المولود في شينغ يانغ في أغسطس (آب) 2017 لوالد أسترالي وأم إيغورية، لكنها تراجعت في العام التالي في أعقاب معركة قضائية. ويقوم والد الطفل، صدام عبد السلام، بحملة منذ أشهر كي تتمكن زوجته الإيغورية نديلة وماير وابنهما الذي لم يلتقيه أبداً، من العودة إلى أستراليا.
وقالت وزيرة الخارجية الأسترالية، ماريز باين، إن «السفارة في بكين طلبت رسمياً أن تسمح السلطات الصينية للسيدة وماير وابنها (المواطن الأسترالي) بالسفر إلى أستراليا». وجاء البيان بعد مناشدة من الوالد علناً للمرة الأولى على شبكة «إيه بي سي» التلفزيونية الوطنية. وقال لوكالة الصحافة الفرنسية إن السلطات الصينية استجوبت زوجته في اليوم التالي، وأُخلي سبيلها فيما بعد.
وقالت باين أمس إنها على علم بالتقارير، لكنها حذرت من أن «السيدة وماير ليست مواطنة أسترالية، وليس لدينا حق الاتصال بالقنصلية». وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية غينغ شوانغ أمس إنه ليس لديه علم بالطلب الأسترالي. وأضاف خلال مؤتمر صحافي دوري: «إذا قامت أستراليا بتزويد الصين بالمعلومات المفصّلة لهذه الحالة عبر القنوات الثنائية، ستقدم الصين المساعدة اللازمة».
وطالما حرصت كانبيرا على تجنب احتكاك مع أكبر شركائها التجاريين، لكن التوتر بين الدولتين تصاعد على خلفية مخاوف أمنية وتصاعد وجود بكين في منطقة المحيط الهادي. وكانت أستراليا بين 22 دولة، منها بريطانيا وكندا واليابان، نددت في رسالة الأسبوع الماضي إلى كبار مسؤولي الأمم المتحدة بمعاملة الصين للأقليات الإثنية.
وقال عبد السلام إنه «سعيد جداً» لأن أستراليا بصدد التحرك، لكنه دعا المسؤولين إلى تكثيف الجهود. وقال لوكالة الصحافة الفرنسية: «سأحاول أن أبقي الضغط على الصين والحكومة الأسترالية».
وتدافع الصين بقوة عن استخدامها المعسكرات في شينغ يانغ، وتقول إنها ضرورية للتصدي للتطرف الديني والإرهاب. وتمنع الدبلوماسيين الأستراليين من زيارة شينغ يانغ منذ مطلع 2017.



الصين تفرض عقوبات على شركات دفاع أميركية رداً على بيع أسلحة لتايوان

علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
TT

الصين تفرض عقوبات على شركات دفاع أميركية رداً على بيع أسلحة لتايوان

علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)

فرضت الصين عقوبات على 10 شركات دفاعية أميركية، اليوم (الخميس)، على خلفية بيع أسلحة إلى تايوان، في ثاني حزمة من نوعها في أقل من أسبوع تستهدف شركات أميركية.

وأعلنت وزارة التجارة الصينية، الخميس، أن فروعاً لـ«لوكهيد مارتن» و«جنرال داينامكس» و«رايثيون» شاركت في بيع أسلحة إلى تايوان، وأُدرجت على «قائمة الكيانات التي لا يمكن الوثوق بها».

وستُمنع من القيام بأنشطة استيراد وتصدير أو القيام باستثمارات جديدة في الصين، بينما سيحظر على كبار مديريها دخول البلاد، بحسب الوزارة.

أعلنت الصين، الجمعة، عن عقوبات على سبع شركات أميركية للصناعات العسكرية، من بينها «إنستيو» وهي فرع لـ«بوينغ»، على خلفية المساعدات العسكرية الأميركية لتايوان أيضاً، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

مركبات عسكرية تايوانية مجهزة بصواريخ «TOW 2A» أميركية الصنع خلال تدريب على إطلاق النار الحي في بينغتونغ بتايوان 3 يوليو 2023 (رويترز)

وتعد الجزيرة مصدر خلافات رئيسي بين بكين وواشنطن. حيث تعد الصين أن تايوان جزء من أراضيها، وقالت إنها لن تستبعد استخدام القوة للسيطرة عليها. ورغم أن واشنطن لا تعترف بالجزيرة الديمقراطية دبلوماسياً فإنها حليفتها الاستراتيجية وأكبر مزود لها بالسلاح.

وفي ديسمبر (كانون الأول)، وافق الرئيس الأميركي، جو بايدن، على تقديم مبلغ (571.3) مليون دولار، مساعدات عسكرية لتايوان.

وعدَّت الخارجية الصينية أن هذه الخطوات تمثّل «تدخلاً في شؤون الصين الداخلية وتقوض سيادة الصين وسلامة أراضيها».

كثفت الصين الضغوط على تايوان في السنوات الأخيرة، وأجرت مناورات عسكرية كبيرة ثلاث مرات منذ وصل الرئيس لاي تشينغ تي إلى السلطة في مايو (أيار).

سفينة تابعة لخفر السواحل الصيني تبحر بالقرب من جزيرة بينغتان بمقاطعة فوجيان الصينية 5 أغسطس 2022 (رويترز)

وأضافت وزارة التجارة الصينية، الخميس، 28 كياناً أميركياً آخر، معظمها شركات دفاع، إلى «قائمة الضوابط على التصدير» التابعة لها، ما يعني حظر تصدير المعدات ذات الاستخدام المزدوج إلى هذه الجهات.

وكانت شركات «جنرال داينامكس» و«شركة لوكهيد مارتن» و«بيونغ للدفاع والفضاء والأمن» من بين الكيانات المدرجة على تلك القائمة بهدف «حماية الأمن والمصالح القومية والإيفاء بالتزامات دولية على غرار عدم انتشار الأسلحة»، بحسب الوزارة.