باسيل يلبي دعوة بومبيو للمشاركة في مؤتمر عن الحريات الدينية

TT

باسيل يلبي دعوة بومبيو للمشاركة في مؤتمر عن الحريات الدينية

وجّه وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو دعوات إلى شخصيات لبنانية للمشاركة في مؤتمر تعزيز الحريات الدينية الذي سيعقد في واشنطن ابتداء من بعد غد الثلاثاء. ودعي إلى المشاركة وزير الخارجية جبران باسيل، والنائب نعمة أفرام، ورئيس «لقاء الجبل» الدكتور فارس سعيد ورئيس الرابطة السريانية حبيب أفرام والدكتور حبيب شارل مالك. ويعقد هذا المؤتمر للمرة الثانية بدعوة من وزير الخارجية الأميركي لإجراء حوار بين الأديان ويشارك فيه ممثلون عن نحو 80 دولة وعن جمعيات غير سياسية.
وفي المعلومات المتوفرة لـ«الشرق الأوسط» أن بومبيو سيفتتح المؤتمر الثلاثاء المقبل وسيصافح الوزير باسيل كما باقي رؤساء الوفود من دون أن يلتقيه على انفراد لمناقشة العقوبات الأخيرة التي طالت نائبين من «حزب الله»، علما بأن رئيس الجمهورية ميشال عون كان قد أكد أنه سيثير هذه المسألة مع السفيرة الأميركية لدى لبنان إليزابيت ريتشارد.
إلا أن باسيل سيكرّر ما شرحه العام الماضي من أنه لا مشكلة في لبنان بالنسبة لممارسة الأديان السماوية، باعتبار أن أتباعها يتحاورون ويحترم بعضهم بعضا. وسيبلغ المؤتمر أن الرئيس عون أعد مشروعا لاعتبار لبنان المقر الدائم لحوار الحضارات، وأنه لم يسجل أي اضطهاد ديني لأي فرد بالنسبة لطائفته أو مذهبه خلال فترة الأحداث الدامية التي وقعت في لبنان.
وأفادت مصادر دبلوماسية لبنانية بأن سفير لبنان لدى واشنطن غابي عيسى يمكن أن يرأس الوفد اللبناني إلى مؤتمر تعزيز الحريات الدينية، طالما أن بومبيو لم يحدد موعداً للقاء باسيل، كما أن باسيل لم يطلب موعدا لأنه يعلم سلفا أنه في مثل هذه المناسبة ليس لدى بومبيو وقت لعقد اجتماع عمل مع وزير خارجية لبنان، خصوصاً أن اللقاء الذي جرى بينهما خلال زيارة بومبيو لبيروت في 22 مارس (آذار) الماضي، كان لقاء بارداً، حيث هاجم بومبيو «حزب الله» بعنف فيما دافع باسيل عن الحزب بقوة معتبراً أنه ليس تنظيماً إرهابياً.
وأوضحت مصادر دبلوماسية في بيروت لـ«الشرق الأوسط» أن بومبيو قال في رسالة الدعوة التي وجهها إلى نظرائه إن «الالتزامات الدولية بتعزيز الحرية الدينية للجميع والتركيز على نتائج ملموسة تؤدي إلى تغيير إيجابي دائم». ويناقش المؤتمر التحديات وتحديد الطرق الكفيلة بمحاربة الاضطهاد والتمييز الديني وتوفير حرية المعتقد. ويتوقع أن يشارك إلى جانب وزراء الخارجية ألف ممثل عن المجتمعين المدني والديني. وتتوزع أعمال المؤتمر على ثلاثة أيام، الأول في 16 الحالي حيث يجري البحث في توسيع الحرية الدينية.
وفي 17 الحالي، ستتم استضافة ثلاث مجموعات منفصلة ومتزامنة لترجمة الأفكار التي نتجت عن اجتماع اليوم الأول لمناقشة التحديات التي تواجه الأقليات الدينية ومكافحة ظهور معاداة السامية والسلوك المعادي للإسلام ومكافحة التطرّف العنيف. وفي 18 الحالي سيتم تحديد التحديات العالمية للحرية الدينية، وتبادل التزامات جديدة لحماية الحرية الدينية للجميع.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».