للمرة الأولى منذ اكتشافهما قبل أكثر من مائة عام افتتحت مصر هرمين جديدين يطلق عليهما اسم «المنحني»، والعقائدي» أمام الزيارة السياحية، كما أعلنت عن العثور على مجموعة من اللقى الأثرية حول هرم أمنمحات (المعروف بالهرم الأسود) بمنطقة دهشور الأثرية بالجيزة.
والهرم المنحني أو المنبعج، وهرم «الكا» العقائدي يعودان لعصر مؤسس الأسرة الرابعة الفرعونية الملك سنفرو، وأعلنت وزارة الآثار المصرية، أمس، استقبال الزائرين لهما لأول مرة بعد انتهاء عمليات التطوير والترميم.
وأفاد الدكتور خالد العناني، وزير الآثار المصري، في مؤتمر صحافي، أقيم أمس، بمنطقة الاكتشافات والترميم أن «الهرم المنحني وغيره من الأهرامات الموجودة في منطقة دهشور الأثرية مسجلة على قائمة التراث العالمي باليونيسكو كجزء من جبانة منف الأثرية».
والهرم المنحني بناه الملك سنفرو عام 2600 قبل الميلاد، في منطقة دهشور الأثرية، التي تعتبر الامتداد الجنوبي لجبانة منف الأثرية في المنطقة، ويبلغ ارتفاعه نحو 101 متر، وتم اكتشافه عام 1894.
وقال الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أمس، إن «المهندس الذي بنى الهرم بدأ بناؤه بزاوية ميل 54 درجة، ثم اكتشف أنه لو استمر في البناء بنفس الزاوية سيصل ارتفاع الهرم إلى 160 متراً، فغيّر زاوية الميل إلى 43 درجة ليصل ارتفاع الهرم إلى 101 متر، ومن هنا اتخذ الهرم الشكل المنبعج أو المنحني».
وبدأت الحفائر بمنطقة الهرم المنحني عام 1839 على يد البريطانيين برنج وفيز، اللذين قاما بتنظيف الأجزاء الداخلية للهرم، وفي عام 1894 و1895 جاءت بعثة (دي مورجان)، وهي أول بعثة علمية تقوم بعمل حفائر في المنطقة.
وشرح وزيري أن «دي مورجان بدأ الحفائر في المنطقة عام 1894. وفي عام 1945 تمكّن المهندس المصري عبد السلام حسين، من الكشف عن كتابة اسم الملك سنفرو أكثر من مرة مع العلامات التي كان يكتبها عمال المحاجر على الكتل الحجرية في أركان الهرم، وفي عام 1951 اكتشف عالم الآثار الدكتور أحمد فخري المدخل الغربي للهرم أثناء أعمال تنظيف كل الممرات الداخلية، كما عمل على تنظيف جزء من الطريق الصاعد المؤدي إلى معبد الوادي».
وأكد «أن هذا هو الهرم الوحيد في مصر بمدخلين، حيث اعتاد المصري القديم عمل مدخل للهرم في الناحية الشمالية، لاعتقادهم بأن المتوفى سيستخدم نجم الشمال في معرفة طريقه في الحياة الثانية بعد الموت، لكن الهرم المنحني له مدخلان شمالي وغربي».
بدوره أوضح محمد صلاح، مفتش آثار بمنطقة دهشور الأثرية لـ«الشرق الأوسط»، أن «للهرم (المنحني) مدخلين الأول في الناحية الشمالية على ارتفاع 12 متراً، ويؤدي إلى ممر هابط بطول 79.5 متر، يصل إلى صالة عرضية ذات سقف جمالوني، ثم ممر آخر غير منتظم تؤدي الجهة اليمنى منه إلى المدخل الغربي للهرم، أما الجهة اليسرى فتؤدي إلى غرفه الدفن غير مكتملة السقف، ويوجد بها دعامات خشبية من خشب الأرز المستورد من لبنان».
ويعتبر خبراء الآثار أن «الهرم المنحني يمثل مرحلة انتقالية في عملية تطور بناء الأهرامات، ما بين هرم زوسر المدرج بمنطقة آثار سقارة، وصولاً إلى هرم ميدوم والهرم الأحمر الذي بناه الملك سنفرو في دهشور أيضا، إذ بدأ المصري القديم يتقن عمارة الأهرامات ويبني الصروح الكبيرة التي قادته فيما بعد لبناء أهرامات الجيزة الشهيرة»، وذلك بحسب وزير الآثار المصري.
أما هرم الكا العقائدي فتم اكتشافه بواسطة الدكتور أحمد فخري عام 1956. ويبعد نحو 55 متراً من منتصف الضلع الجنوبي للهرم المنحني، ومدخله من الناحية الشمالية، عبارة عن ممر هابط بطول 25 متر، يؤدي إلى غرفة الدفن ذات السقف الجمالوني، وأغلق هذا الهرم منذ اكتشافه حتى اليوم.
وقال وزيري إن «هرم الكا يعتقد أنه كان يستخدم لوضع الأواني الكانوبية الخاصة بالملك، وهي الأواني التي تحفظ فيها أحشاء المتوفى بعد التحنيط، وهذه هي المرة الأولى التي يسمح فيها للجمهور بزيارته».
كما أعلنت وزارة الآثار، أمس، عن اكتشاف مجموعة من اللقى الأثرية أثناء أعمال الحفائر وإزالة الرديم بجوار الهرم الأسود.
وقال العناني إن «البعثة الأثرية المصرية عملت على مدار عام كامل، في المنطقة الواقعة علي بعد نحو 300 متر جنوب شرقي هرم أمنمحات الثاني حيث استطاعت العثور على جدار أثري متعرج يمتد بطول 60 مترا تقريبا إلى الناحية الشرقية، ويعتبر هذا الجدار أحد العناصر المعمارية المهمة في عصر الدولة الوسطى».
وأوضح أن البعثة الأثرية عثرت على عدد من التوابيت الحجرية، والفخارية، والخشبية والتي يوجد بداخل بعضها مومياوات في حالة جيدة من الحفظ، إضافة إلى عدد من الأقنعة الخشبية بعضها غير مكتمل».
وعلى هامش افتتاح الهرمين وإعلان الاكتشاف الأثري، زار وزير الآثار ونحو 40 سفيراً أجنبيا عاملاً في القاهرة مقبرة سا إيست، وهي مقبرة مغلقة أمام الزيارة السياحية العامة، وتفتح فقط بشكل خاص لمن يطلب زيارتها بموجب رسوم معينة.
واكتشفت المقبرة على يد دي مورجان DE Morgan عام 1894 دون أن يتم عمل دراسة كافية عن موقع المقبرة، حيث اكتفى بنقل 4 لوحات جنائزية إلى المتحف المصري بالتحرير تمثل صاحب المقبرة جالسا أمام مائدة للقرابين، وفي عام 2006، بدأت الحفائر من قبل بعثة من المجلس الأعلى للآثار بأعمال الحفر الأثري، ودراسة المقبرة.
مصر تفتتح الهرمين «المنحني» و«العقائدي» للزيارة لأول مرة منذ قرن
اكتشاف توابيت حجرية ومومياوات في دهشور
مصر تفتتح الهرمين «المنحني» و«العقائدي» للزيارة لأول مرة منذ قرن
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة