سنوات السينما

توم هولس في «أماديوس»
توم هولس في «أماديوس»
TT

سنوات السينما

توم هولس في «أماديوس»
توم هولس في «أماديوس»

Amadeus
(1984)
عن موزارت القوي في موهبته والضعيف في شخصه

عندما قرر المخرج ميلوش فورمان تحقيق فيلم عن مسرحية بيتر شافر التي حملت العنوان ذاته، أمضى والمؤلف أربعة أشهر متمهلة في كتابة السيناريو على النحو الذي شوهد عليه الفيلم. هذا لم يكن إنجازاً عادياً لكون المسرحية المسهبة والثرية بأحداثها ومواقفها كانت، كمعظم المسرحيات الأخرى، محكومة بمواقع محددة يفرضها المسرح وشروطه.
حال الانتهاء من العمل واستناداً إلى سمعة الكاتب المسرحي من جهة وإلى نجاح المخرج فورمان المبهر في «أحدهم طار فوق عش المجانين» قبل تسع سنوات، أخذ فورمان ومنتج شول زاينتز يبحثان عن شركة هوليوودية تؤمّن فاتورة العمل التي تبلغ 18 مليون دولار. لم تتهرب شركات الإنتاج من المشروع، لكن إحداها وضعت المشروع قيد التنفيذ الآني إذا ما وافق فورمان على إسناد دور الموسيقار وولفغانغ أماديوس موزارت إلى الكوميدي وولتر ماثاو.
لو تصوّرنا أن ماثاو كان يستطيع لعب دور صعب كهذا (قام به توم هولس) كيف لنا أن نتصوّر أن يؤدي ابن الستين ماثاو دور ابن الثلاثين؟ غني عن القول أن فورمان رفض العرض وسرعان ما قبلت به شركة أخرى كان لها رنينها ذلك الحين هي شركة «أورايون».
بعد النجاح الكبير لفيلم «واحد طار فوق عش المجانين» لم يعثر فورمان على عمل يوازي «أماديوس» كطموح. حقق فيلماً مستوحى من المسرح الاستعراضي هو Hair سنة 1979 ثم فيلم حصار وقضية عنصرية في أميركا الثلاثينات عنوان «راغتايم» (1981) وكلاهما لم ينجز النجاح الكبير الذي أراده تكملة لفيلمه السابق. «أماديوس» كان الفرصة الذهبية. بل إن هذا الفيلم، في بعض أوجهه، أكمل فيلم أنجزه فورمان في حياته. عمل فني رائع عن شخصيتين فنيتين رائعتين، هما توم هولس في دور الموسيقار الأشهر، وف. موراي أبراهام، في دور غريمه أنطونيو سالييري.
يحيط الفيلم بالسنوات العشر الأخيرة من حياة موزارت (الممتدة ما بين 1781 و1791) التي شهدت قيام سالييري بمحاولات النيل من قيمة الفنان في المحافل كافة بسبب غيرته من نجاحه. فورمان يصوّر موزارت (وبفضل ملامح هولسي الصبيانية) منفتحاً ومبتسماً ومتفانياً في موهبته، ويمنح سالييري (وبسبب من تقاسيم وجه الممثل إبراهام المناسبة) صورة تشي بالنوايا السيئة التي يضمرها صوب غريمه. لكن فورمان يمنح المشاهد فرصة التعاطف مع سالييري من ناحية وتقدير موهبة موزارت الفنية من ناحية معاكسة.
الناتج هو أن التعاطف مع سالييري ارتفع بين المشاهدين أكثر من درجة التعاطف مع موزارت على الرغم من أن الأخير هو الضحية. هذا ناتج بدوره من أنه من السهل فهم منطلقات ومشاعر سالييري ومن الصعب مواكبة التكوين الشخصي والفني للعبقرية المتمثلة بموزارت. هذا إلى حين يعترف سالييري (والفيلم مروي بصوته) بأنه وقف وراء وفاة موزارت المبكرة والمفاجئة (في سن الخامسة والثلاثين).
كان واضحاً، لمن شاهد المسرحية ثم الفيلم، عن أن المخرج وشريكه في الكتابة اتفقا على تغييرات أساسية في السيناريو. خلق شخصيات أخرى والتوسع في الأحداث حتى ولو أدّى ذلك للابتعاد عن الأرضية الواقعية للأحداث. هذا أدى إلى عمل مؤلف من 70 في المائة من الخيال و30 في المائة من الواقع ويشبه العسل المغشوش بالسكر. على ذلك، وفي حين فشل «راغتايم» في ثمانية ترشيحات أوسكار، نجح «أماديوس» في قطف ثمانية أوسكارات، من بينها أفضل فيلم وأفضل مخرج وأفضل ممثل (ف. موراي أبراهام).
توم هولس بدا مظلوماً في توجيه دفة الجوائز إلى غريمه في الفيلم (ومنافسه في سباق الأوسكار) أبراهام، لكن الشخصية الأكثر تعقيداً كانت تلك التي لعبها الممثل السوري الأصل أبراهام. لجانب أنه يثير التعاطف كونه إنساناً يكشف الفيلم عن طبيعة لا يستطيع سالييري تغييرها، فإن أبراهام وفّر قاعدة من التجسيد لا يمكن تحييدها


مقالات ذات صلة

«بادينغتون في البيرو»... الدب الأشهر يحفّز البشر على مغادرة منطقة الراحة

يوميات الشرق في فيلمه السينمائي الثالث ينتقل الدب بادينغتون من لندن إلى البيرو (استوديو كانال)

«بادينغتون في البيرو»... الدب الأشهر يحفّز البشر على مغادرة منطقة الراحة

الدب البريطاني المحبوب «بادينغتون» يعود إلى صالات السينما ويأخذ المشاهدين، صغاراً وكباراً، في مغامرة بصريّة ممتعة لا تخلو من الرسائل الإنسانية.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق المخرج العالمي ديفيد لينش (أ.ف.ب)

رحيل ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة

هل مات ديڤيد لينش حسرة على ما احترق في منزله من أرشيفات وأفلام ولوحات ونوتات موسيقية كتبها؟ أم أن جسمه لم يتحمّل معاناة الحياة بسبب تعرضه لـ«كورونا» قبل سنوات؟

محمد رُضا (بالم سبرينغز (كاليفورنيا))
يوميات الشرق أحمد مالك وآية سماحة خلال العرض الخاص للفيلم (الشركة المنتجة)

«6 أيام»... رهان سينمائي متجدد على الرومانسية

يجدد فيلم «6 أيام» الرهان على السينما الرومانسية، ويقتصر على بطلين فقط، مع مشاركة ممثلين كضيوف شرف في بعض المشاهد، مستعرضاً قصة حب في 6 أيام فقط.

انتصار دردير (القاهرة)
سينما النجم الهندي سيف علي خان (رويترز)

سيف علي خان يصاب بست طعنات في منزله

تعرض نجم بوليوود الهندي سيف علي خان للطعن من متسلل في منزله في مومباي، اليوم الخميس، ثم خضع لعملية جراحية في المستشفى، وفقاً لتقارير إعلامية.

«الشرق الأوسط» (مومباي)
سينما لقطة لبطلي «زوبعة» (وورنر)

أفلام الكوارث جواً وبحراً وبرّاً

مع استمرار حرائق لوس أنجليس الكارثية يتناهى إلى هواة السينما عشرات الأفلام التي تداولت موضوع الكوارث المختلفة.

محمد رُضا (بالم سبرينغز)

سيف علي خان يصاب بست طعنات في منزله

النجم الهندي سيف علي خان (رويترز)
النجم الهندي سيف علي خان (رويترز)
TT

سيف علي خان يصاب بست طعنات في منزله

النجم الهندي سيف علي خان (رويترز)
النجم الهندي سيف علي خان (رويترز)

تعرض نجم بوليوود الهندي سيف علي خان للطعن من متسلل في منزله في مومباي، اليوم الخميس، ثم خضع لعملية جراحية في المستشفى، وفقاً لتقارير إعلامية.

ونقل النجم البالغ من العمر (54 عاماً) إلى المستشفى من منزله في مومباي، حيث يعيش مع زوجته الممثلة كارينا كابور وولديهما.

وأفادت وكالة «برس ترست أوف إنديا»، نقلاً عن طبيب بمستشفى ليلافاتي، بأن جرحين من الجروح الستة كانا عميقين، وأحدهما كان بالقرب من عموده الفقري.

وذكرت وسائل إعلام هندية، نقلاً عن الشرطة، أن المتسلل اقتحم المنزل نحو الساعة 2:30 صباحاً (بالتوقيت المحلي)، وهرب بعد طعن خان، وأصاب موظفة في المنزل خلال الهجوم.

وقالت كارينا كابور، زوجة خان، في بيان، إن عائلتها بخير وطلبت «من وسائل الإعلام والمعجبين التحلي بالصبر وعدم إطلاق التكهنات، لأن الشرطة تقوم بالتحقيق».

ويعمل سيف علي خان منتجاً للأفلام، وشارك بالتمثيل في نحو 70 فيلماً ومسلسلاً تلفزيونياً. هو ابن قائد فريق الكريكيت الهندي السابق منصور علي خان باتودي والممثلة البوليوودية شرميلا تاجور.

حصل سيف على جوائز متعددة لأدواره في السينما الهندية، بما في ذلك سبع جوائز «فيلم فير». وفي عام 2010، حصل على جائزة «بادما شري»، وهي رابع أعلى جائزة مدنية هندية.