المأكولات الشرق أوسطية تجد طريقها إلى الهند

سلسلة مطاعم لبنانية تفتتح أول فروعها في نيودلهي

المأكولات الشرق أوسطية تجد طريقها إلى الهند
TT

المأكولات الشرق أوسطية تجد طريقها إلى الهند

المأكولات الشرق أوسطية تجد طريقها إلى الهند

بدأ عشاق الطعام في الهند في تذوق المأكولات القادمة من الشرق الأوسط، بعدما افتتحت سلسلة مطاعم للوجبات السريعة القادمة من الدول العربية، أول محلاتها في الهند.
وتشهد العاصمة الهندية نيودلهي أطباقا لبنانية، مثل الحمص، والفتوش، والحلاوة، والمازة الشهيرة، مع افتتاح سلسلة محلات «زيزو اللبنانية» المعروفة باستخدام المنتجات العضوية، أول مطاعمها في الهند، في منطقة «كونوت بلاس» في نيودلهي.
وفي الأشهر المقبلة، ستفتتح سلسلة المطاعم الإماراتية الشهيرة «جست فلافل» أول فرع لها في مدينة بنغالور الهندية (مركز صناعة الإلكترونيات في الهند). وقالت الشركة في بيان لها، إن «(جست فلافل) سيقدم قائمته الأساسية، ولكن أيضا سيضيف النكهات التي تستخدم في بنغالور حتى يقدم وجبات غذائية أصيلة للعملاء الجدد». محمد البيطار مؤسس «جست فلافل» يعرف جيدا السوق الهندية، فزوجته ريما شيتي، التي شاركت في تأسيس سلسلة المطاعم، هندية الأصل.
ويشرف الشيف اللبناني مروان شديد على سلسلة مطاعم «زيزو» في الهند، وهو يلعب دورا فعالا في تطوير ونشر الطعام اللبناني في جميع أنحاء العالم. وقد حصل الشيف شديد على جائزة عالمية رفيعة المستوى كأفضل «شيف في عام 2013» في المهرجان الذي نظمته «Les toques blanches du monde» في موناكو، كما أنه شخصية معروفة في كثير من شبكات التلفزيون؛ حيث يقدم كثيرا من برامج الطهي.
وقال الشيف شديد: «إن الطعام اللبناني التقليدي واحد من المأكولات الأكثر شعبية على الصعيد العالمي، وأردنا أن نضيف لمسة عصرية عليه من أجل أصدقائنا الهنود». وأضاف أن «زيزو» سيقدم «أفضل المنتجات ذات المصادر المحلية، بالإضافة إلى أفضل الأصناف المستوردة من الدرجة الأولى، والمنتجات العضوية من لبنان، مثل الزيتون، والزعتر، والرمان، والدبس، وغيرها من المنتجات». ويعوض «زيزو» عدم وجود خيارات جيدة لبنانية في نيودلهي، باستخدام كثير من النكهات المميزة للبحر الأبيض المتوسط، مثل القرفة، والثوم، والليمون، والزعفران، والصنوبر.
ويستمتع الناس في دلهي بالفول المدمس، وهو شبيه جدا بالـ«cholabhatura» التي تتكون من «حمص حار وخبز مقلي» دون بذل أي جهد في إعطائه نكهة هندية.
وإلى جانب ذلك، يكتسب طبق الدبس والرمان والفتوش، الذي يقدم على الطريقة التي يصنع بها في بيروت، شعبية أكبر، وحتى الحمص يقدم بالضبط بالطريقة نفسها التي يقدم بها في لبنان، وإن كان الشيف شديد يقدم نسخة مليئة بتوابل أكثر للهنود. الفلافل، هو طبق يعرفه معظم الناس، كما أنه متاح في معظم المقبلات في المطاعم الشرق أوسطية، وخبز بيتا الطازج، والمخللات، يعطي مزيجا رائعا من النكهات. ويرأس «زيزو»، وشارك في تأسيسه أيضا، اللبناني فؤاد عبد الملاك، ويعتزم «زيزو» فتح 40 فرعا في الهند على مدى السنوات الـ5 المقبلة.
وقال عبد الملاك: «بمجرد تحقيقنا لنجاحات خلال 6 إلى 12 شهرا سنتوسع بشكل أسرع بكثير. إننا نعتزم أن يكون لدينا 7 منافذ للبيع خلال عامين في دلهي. ونخطط لأن نفتتح منافذ في مومباي وبنغالور قبل الدخول إلى الأسواق الدولية، مثل سنغافورة، ودبي، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة»، وأضاف عبد الملك: «أنه في السنوات الـ5 المقبلة، ستصل استثماراتنا في الهند نحو 600 مليون روبية».



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».