معارك شرسة في قندوز رغم نتائج الحوار الأفغاني

اعتقال عسكريَين إيرانيَين غرب أفغانستان

الضابط الألماني ماركوس كورجيك يتحدث إلى خريجين جدد في أكاديمية كابل العسكرية أمس (أ.ب)
الضابط الألماني ماركوس كورجيك يتحدث إلى خريجين جدد في أكاديمية كابل العسكرية أمس (أ.ب)
TT

معارك شرسة في قندوز رغم نتائج الحوار الأفغاني

الضابط الألماني ماركوس كورجيك يتحدث إلى خريجين جدد في أكاديمية كابل العسكرية أمس (أ.ب)
الضابط الألماني ماركوس كورجيك يتحدث إلى خريجين جدد في أكاديمية كابل العسكرية أمس (أ.ب)

اشتدت المعارك والمواجهات الدامية في عدد من الولايات الأفغانية، رغم إعلان مؤتمر الدوحة للحوار الأفغاني الاتفاق على خارطة طريق تجنب أفغانستان المزيد من إراقة الدماء.
وفي خبر عاجل نقلته قناة «طلوع نيوز» الأفغانية عن غلام فاروق باركزي الناطق باسم حاكم ولاية فراه غرب أفغانستان، قال إن قوات الأمن الأفغانية اعتقلت ضابطاً وجندياً إيرانيين دخلا الأراضي الأفغانية في ولاية فراه، وأن حرس الحدود الأفغاني تمكن من السيطرة على سيارة عسكرية كانا يستقلانها ورشاشاً ثقيلاً كان عليها، وأن قوات الأمن الأفغانية بدأت التحقيق مع العسكريين الإيرانيين حول أسباب دخولهما الأراضي الأفغانية في منطقة لاش وجويان.
وأفادت وكالة «خاما برس» المقربة من الجيش الأفغاني في نبأ لها أن سلاح الجو الأفغاني شن غارات على مواقع لـ«طالبان» في ولايتي غزني جنوب شرقي أفغانستان وكابيسا شمال شرقي العاصمة كابول، وأدت الغارة في كابيسا إلى مقتل اثنين من قوات طالبان في مديرية نجراب، فيما قتل أحد أفراد «طالبان» في مديرية أندراب في ولاية غزني.
وقالت الوكالة إن قوات «طالبان» تقوم بنشاطات وعمليات واسعة في الولايتين، فيما تسعى القوات الحكومية للحيلولة دون سيطرة الحركة على مناطق جديدة في الولايتين، كما تشارك الطائرات الحربية الأميركية في قصف مواقع «طالبان» في الولايتين وعدد من الولايات الأخرى حسب قول الوكالة المقربة من الجيش الأفغاني.
ونقلت وكالة «باجهواك» للأنباء عن مسؤولين في ولاية قندوز الشمالية قولهم إن قوات «طالبان» تمكنت من قتل 16 من القوات الحكومية بعد يومين من انتهاء مؤتمر الدوحة للحوار الأفغاني.
وقال خليل قاري زادة عضو المجلس الإقليمي في قندوز إن قوات «طالبان» هاجمت مركزاً أمنياً للقوات الحكومية في قرغان تابا وأن 13 من أفراد الجيش الحكومي قتلوا، إضافة إلى ثلاثة من رجال الشرطة، فيما أصيب ستة آخرون بجروح. ونقلت الوكالة عن مسؤول أمني في الولاية قوله إن عشرين من أفراد القوات الحكومية قتلوا، فيما كبدت القوات الحكومية قوات «طالبان» عشرة قتلى في الاشتباكات التي وقعت الليلة الماضية.
وقال محبوب الله سيدي المسؤول الإداري في بلدة إمام صاحب إن قوات الأمن وقوات «طالبان» تكبدت خسائر فادحة بعد هجوم شنته الحركة على مركز أمني حكومي.
وتبنت «طالبان» الهجوم في بيان أصدره الناطق باسم الحركة ذبيح الله مجاهد، وأشار إلى أن 28 من أفراد القوات الحكومية لقوا مصرعهم فيما أصيب 16 آخرون، وأسر عشرة من الجنود الحكوميين في الهجوم، مشيراً إلى استيلاء مقاتلي «طالبان» على كميات من الأسلحة كانت في المركز الأمني.
وبحسب بيان «طالبان» فإن واحداً فقط من قواتها قتل في الهجوم وجرح ثلاثة آخرون، فيما قتل جنديان آخران في هجوم ثانٍ في نفس المديرية. وقال بيان «طالبان» إن عدد قتلى القوات الحكومية في قندوز وولاية جوزجان الشمالية خلال اليومين الماضيين، وصل إلى 50 قتيلاً، إذ قتل عشرون عسكرياً أفغانياً في ولاية جوزجان.
واتهم بيان لـ«طالبان» القوات الأميركية وقوات الحكومة الأفغانية بالتسبب بمقتل 20 مدنياً غالبيتهم من الأطفال والنساء في قصف جوي على منطقة سكنية في ولاية وردك غرب العاصمة كابول. وقال البيان إن خمس قرى في مديرية تشاك في ولاية وردك تعرضت لغارات جوية ليلية من القوات الأميركية وقوات الحكومة.
وأعلنت قوات «طالبان» عن انسحاب القوات الحكومية من سبعة مراكز أمنية في منطقة شاجوي في ولاية زابول جنوب شرقي أفغانستان مما مكن قوات «طالبان» من السيطرة عليها وإحكامها السيطرة على مركز المديرية.
وكانت قوات «طالبان» شنت هجوماً في ولاية غور غرب أفغانستان على مركزين أمنيين الليلة الماضية استخدمت فيه الأسلحة الثقيلة، وقد استمر الهجوم ثلاث ساعات متواصلة، مما أسفر عن مقتل وإصابة 11 من القوات الحكومية وسيطرة الحركة على المركزين، وقتل في الهجوم أحد أفراد «طالبان» كما جرح ثلاثة آخرون. وأضاف بيان الحركة أن 39 من أفراد الميليشيا الموالية للحكومة أعلنوا انضمامهم لقوات «طالبان» في منطقة عقاب خانة في ولاية غور.
من جانبها، قالت القوات الحكومية إنها دمرت مركزاً لقوات «طالبان» في ولاية هلمند في هجوم شنته القوات الخاصة الأفغانية. ونقلت وكالة «باختر» الرسمية الأفغانية عن عبد الغفار نورستاني مسؤول الإعلام في فيلق الجيش الأفغاني في هلمند قوله إن القوات الحكومية تمكنت من تدمير مركز لقوات «طالبان» في منطقة كجكي في ولاية هلمند، واعتقلت أربعة من المشتبه بعلاقتهم بـ«طالبان» في المنطقة.
ونقلت وكالة «خاما برس» عن وزارة الداخلية في كابول القول إن نائب رئيس اللجنة العسكرية لـ«طالبان» في عدد من ولايات الشمال تم اعتقاله. وحسب بيان للوزارة فإن قوات الأمن اعتقلت جول حيدر نائب رئيس اللجنة العسكرية للحركة في عملية في ولاية بلخ الشمالية، فيما أعلن فيلق الجيش الأفغاني في قندهار مقتل ستة من قوات «طالبان» في ولاية أروزجان المجاورة، وأربعة مقاتلين أخرين في مايوند في ولاية قندهار، إضافة إلى إصابة ثلاثة في عمليات قام بها الجيش الأفغاني.
إلى ذلك، أعلن ممثل حلف الأطلسي في كابول نيكولات كاي أن قوات الحلف لن تغادر أفغانستان قبل أن تكمل مهمتها وعملها. وقال كاي في كلمة له في ولاية غزني: «لن نغادر أفغانستان قبل إتمام مهمتنا، وإن كانت طالبان تظن أنها تنتظر مغادرتنا فإن حساباتها خاطئة». وأضاف أن «الأطلسي» عازم على مواصلة الدعم للحكومة الأفغانية لحين التوصل إلى اتفاق سلام وإنهاء الحرب في أفغانستان.
كذلك، أعلنت الناطقة باسم الحكومة الروسية ماريا زاخاروفا دعم موسكو لنتائج الحوار الأفغاني في الدوحة بين «طالبان» والقوى السياسية الأفغانية. وقالت زاخاروفا إن الحوار يعتبر استمراراً لما بدأ من حوار بين القوى الأفغانية في موسكو في شباط الماضي بهدف التوصل إلى سلام واستقرار في أفغانستان. وشددت على ضرورة استمرار الحوار الأفغاني/ الأفغاني وأنه هو الأساس في عملية السلام الأفغانية.
وقال المبعوث الأميركي للسلام في أفغانستان زلماي خليل زاد إنه يأمل في التوصل إلى اتفاق سلام مع «طالبان» يفضي إلى سحب القوات الأميركية وقوات «الأطلسي» من أفغانستان مع بداية شهر سبتمبر (أيلول) المقبل. وجاءت أقوال زلماي خليل زاد بعد مظاهرات قام بها مدنيون أفغان في منطقة كوتك خيل في ولاية بغلان شمال كابول تنديداً بقصف جوي أدى إلى مقتل العديد من المدنيين.
وأغلقت قوات الجيش الأفغاني الطريق المؤدي إلى مدينة بولي خمري مركز الولاية في وجه المتظاهرين فيما قال رئيس مجلس الولاية صفدر محسني إن الغارة قامت بها طائرات حربية أجنبية وليست أفغانية، وذلك في إشارة للقوات الأميركية في أفغانستان.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.