باشليه تعرب عن «صدمتها» من معاناة المهاجرين المحتجزين في الحدود الأميركية

ترمب يعتزم فتح مراكز الاحتجاز أمام الصحافيين

مهاجرون محتجزون في مدينة فيراكروز المكسيكية في 27 يونيو الماضي (أ.ب)
مهاجرون محتجزون في مدينة فيراكروز المكسيكية في 27 يونيو الماضي (أ.ب)
TT

باشليه تعرب عن «صدمتها» من معاناة المهاجرين المحتجزين في الحدود الأميركية

مهاجرون محتجزون في مدينة فيراكروز المكسيكية في 27 يونيو الماضي (أ.ب)
مهاجرون محتجزون في مدينة فيراكروز المكسيكية في 27 يونيو الماضي (أ.ب)

أعربت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ميشيل باشليه، أمس، عن «صدمتها العميقة» لما يعانيه المهاجرون وطالبو اللجوء في مراكز الاحتجاز الأميركية، بعد ورود تقارير عن اكتظاظ شديد في هذه المنشآت وتفشي الأمراض فيها.
وقالت باشليه في بيان: «بصفتي طبيبة أطفال وأماً ورئيسة سابقة، أشعر بصدمة عميقة إزاء إجبار الأطفال على النوم أرضاً في منشآت مكتظة، وعدم نيلهم الرعاية الطبية اللازمة أو الغذاء وفي ظروف تفتقر للنظافة».
والأسبوع الماضي، أقرت وزارة الأمن الداخلي الأميركية، المشرفة على حرس الحدود، في تقرير، بوجود «اكتظاظ خطير» في الكثير من مراكز احتجاز المهاجرين التي تضم آلاف الأشخاص الساعين للبقاء في الولايات المتحدة، والقادمين بغالبيتهم من دول أميركا الوسطى هرباً من العنف والفقر.
ونشرت صحيفتا «نيويورك تايمز» و«إل باسو تايمز»، السبت الماضي، تقريراً عن مركز احتجاز تابع لحرس الحدود في كلينت بولاية تكساس، جاء فيه أنه يتم فيه احتجاز مئات الأطفال المكدسين في زنزانات تتفشى فيها الأمراض، وهم يرتدون ملابس قذرة. ووصفت الإدارة الأميركية ما أوردته الصحيفتان بأنه «كاذب»، وأعلن الرئيس ترمب أنه سيتم فتح مراكز لاحتجاز المهاجرين أمام الصحافيين. وقالت باشليه، إن احتجاز أطفال، «وإن كان لفترات قصيرة وفي ظروف جيدة، يمكن أن يؤثر بشكل كبير على صحّتهم ونموّهم». وطالبت الرئيسة التشيلية السابقة بأن يؤخذ في الاعتبار «الضرر الذي يقع كل يوم يُسمح فيه باستمرار هذا الوضع المثير للقلق».
وكان الرئيس الأميركي قد كتب على «تويتر»: «إن كان المهاجرون غير القانونيين غير سعداء بالأوضاع في المنشآت التي بنيت على عجل أو عدّلت لتصبح مراكز احتجاز؛ ما عليهم سوى عدم المجيء وستكون كل المشاكل قد حلّت».
وتحدث برلمانيون ديمقراطيون زاروا بعض هذه المراكز عن زنزانات مكتظة لا مياه جارية فيها، ولا يمكن للأطفال والبالغين المحتجزين فيها الحصول على أدوية أو حتى الاستحمام، كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية. وقالت باشليه، إن هؤلاء الذين ينتهون في هذه المنشآت كانوا قد «انطلقوا في رحلات محفوفة بالمخاطر مع أطفالهم بحثاً عن الحماية والعيش الكريم، هرباً من العنف والمجاعة». وتابعت باشليه: «عندما يعتقدون أخيراً أنهم وصلوا إلى بر الأمان، يجدون أنفسهم منفصلين عن أحبائهم ومحتجزين في ظروف مذلة». وأشارت إلى أن الدول لديها الحق في تحديد الظروف التي تخول الأجانب دخول أراضيها، وأقرت بوجود تعقيدات في ملف إدارة شؤون الهجرة، بما في ذلك في أميركا الوسطى.
وأضافت: «لكن من الواضح أن إجراءات إدارة الحدود يجب أن تتوافق مع واجبات الدول فيما يتعلق بحقوق الإنسان، ويجب ألا تقوم على سياسة ضيّقة ترمي فقط إلى تقفي أثر المهاجرين غير النظاميين واحتجازهم وترحليهم على وجه السرعة».
من جهته، أعلن الرئيس الأميركي، أول من أمس، أنه سيتم فتح مراكز لاحتجاز المهاجرين أمام الصحافيين. وقال ترمب لصحافيين في موريستاون بولاية نيوجيرسي (شمال شرق): «سأبدأ بعرض بعض مراكز الاحتجاز هذه على الصحافة. أريد أن تذهب الصحافة وتراها». وتابع أن «بعض أعضاء الصحافة سيذهبون لأنها مكتظة، ونحن من كان يشكو من اكتظاظها».
ووافق الرئيس المكسيكي أندريس مانويل أوبرادور تحت ضغط واشنطن على تعزيز المراقبة على حدود بلاده الشمالية. وأعلنت سلطات الهجرة المكسيكية الأسبوع الماضي عن زيادة عمليات الترحيل بنسبة 33 في المائة في يونيو (حزيران)، في حين تتوقع وزارة الأمن الداخلي الأميركية تراجع عدد المهاجرين الذين يتم توقيفهم على الحدود مع المكسيك بنسبة 25 في المائة في يونيو.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».