روبوت قادر على حصاد «الخس»

بسرعة وكفاءة العامل البشري

الفريق البحثي يجري اختبارات على الروبوت الجديد
الفريق البحثي يجري اختبارات على الروبوت الجديد
TT

روبوت قادر على حصاد «الخس»

الفريق البحثي يجري اختبارات على الروبوت الجديد
الفريق البحثي يجري اختبارات على الروبوت الجديد

طور باحثون من جامعة كامبردج البريطانية، روبوتاً آلياً، له القدرة على حصاد الخس، وذلك بعد أن قاموا بتدريبه في بيئة معملية، قبل الانتقال إلى الحقل. ورغم أن النموذج الأولي لهذا الروبوت الذي أسموه «Vegebot»، ليس في سرعة أو كفاءة العامل البشري، فإن إنجاز هذا الروبوت يمثل إنجازاً في مجال الحصاد الميكانيكي، كما وصفته الدراسة التي نشرت في العدد الأخير من دورية «جورنال أوف فيلد روبوتيكس» (Journal of Field Robotics) الشهرية.
واستخدم الحصاد الميكانيكي على نطاق واسع لعقود في حصاد بعض المحاصيل، مثل البطاطس والقمح، ولكن بعض المحاصيل وأهمها الخس، كان من الصعب استخدام هذا الأسلوب معها لسببين: أولهما أنها تتلف بسهولة، والثاني أنها تنمو بالقرب من الأرض، مما جعلها تمثل تحدياً للحصادات الآلية، وتم التغلب على هاتين المشكلتين بإنتاج هذا الروبوت. ويعد الحصاد في الوقت الحالي هو الجزء الوحيد من دورة حياة الخس التي تتم يدوياً، وهي تتطلب الكثير من الناحية المادية. ويأمل الباحثون أن يساعد الروبوت «Vegebot» في توفير كثير من التكاليف المادية التي تنفق في هذا الاتجاه. ويقوم الروبوت أولاً بتحديد المحصول «المستهدف» في مجال رؤيته، ثم يحدد ما إذا كان الخس المعين جاهزاً للحصاد أم لا، وأخيراً يقطع الخس دون سحقه؛ بحيث يصبح جاهزاً للبيع إلى «السوبر ماركت».
ويحتوي الروبوت على عنصرين رئيسيين: أولهما نظام رؤية الكومبيوتر، ونظام القطع؛ حيث تلتقط الكاميرا العلوية الموجودة به صورة لحقل الخس، وتقوم بتعريف جميع الخس في الصورة، ثم تصنف كل نبات على حدة، من حيث إنه جاهز للحصاد أم لا؛ حيث يتم رفض الخس الذي لم ينضج بعد، أو الذي يكون لديه مرض يمكن أن ينتشر إلى الخس الآخر.
وتوجد كاميرا ثانية على الروبوت بالقرب من شفرة القطع، وتساعد على ضمان قطع سلس.
ويعترف جوزي هيوز، قائد الفريق البحثي الذي أنتج الروبوت، في تصريحات عبر البريد الإلكتروني لـ«الشرق الأوسط»، بأن الروبوت أبطأ من الإنسان في أداء مهمة حصاد الخس. ويقول: «بالنسبة للإنسان تستغرق العملية برمتها بضع ثوانٍ؛ لكن الفترة تطول مع الروبوت، ولكن تقليله من الاعتماد على البشر يساعد على ضغط النفقات، بما يجعل استخدامه مجدياً اقتصادياً».
ويضيف: «نعمل الآن على تطوير الروبوت ليؤدي المهمة بشكل أسرع، ولكننا في الوقت ذاته نقوم بتسويق النموذج الأولي للروبوت، الذي يخضع حالياً للاختبارات النهائية، قبل اعتماده في هذا المجال».


مقالات ذات صلة

رئيس «أبل» للمطورين الشباب في المنطقة: احتضنوا العملية... وابحثوا عن المتعة في الرحلة

تكنولوجيا تيم كوك في صورة جماعية مع طالبات أكاديمية «أبل» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)

رئيس «أبل» للمطورين الشباب في المنطقة: احتضنوا العملية... وابحثوا عن المتعة في الرحلة

نصح تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة «أبل»، مطوري التطبيقات في المنطقة باحتضان العملية بدلاً من التركيز على النتائج.

مساعد الزياني (دبي)
تكنولوجيا خوارزمية «تيك توك» تُحدث ثورة في تجربة المستخدم مقدمة محتوى مخصصاً بدقة عالية بفضل الذكاء الاصطناعي (أ.ف.ب)

خوارزمية «تيك توك» سر نجاح التطبيق وتحدياته المستقبلية

بينما تواجه «تيك توك» (TikTok) معركة قانونية مع الحكومة الأميركية، يظل العنصر الأبرز الذي ساهم في نجاح التطبيق عالمياً هو خوارزميته العبقرية. هذه الخوارزمية…

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
خاص تم تحسين هذه النماذج لمحاكاة سيناريوهات المناخ مثل توقع مسارات الأعاصير مما يسهم في تعزيز الاستعداد للكوارث (شاترستوك)

خاص «آي بي إم» و«ناسا» تسخّران نماذج الذكاء الاصطناعي لمواجهة التحديات المناخية

«الشرق الأوسط» تزور مختبرات أبحاث «IBM» في زيوريخ وتطلع على أحدث نماذج الذكاء الاصطناعي لفهم ديناميكيات المناخ والتنبؤ به.

نسيم رمضان (زيوريخ)
خاص يمثل تحول الترميز الطبي في السعودية خطوة حاسمة نحو تحسين كفاءة النظام الصحي ودقته (شاترستوك)

خاص ما دور «الترميز الطبي» في تحقيق «رؤية 2030» لنظام صحي مستدام؟

من معالجة اللغة الطبيعية إلى التطبيب عن بُعد، يشكل «الترميز الطبي» عامل تغيير مهماً نحو قطاع طبي متطور ومستدام في السعودية.

نسيم رمضان (لندن)
خاص من خلال الاستثمارات الاستراتيجية والشراكات وتطوير البنية التحتية ترسم السعودية مساراً نحو أن تصبح قائداً عالمياً في التكنولوجيا (شاترستوك)

خاص كيف يحقق «الاستقلال في الذكاء الاصطناعي» رؤية السعودية للمستقبل؟

يُعد «استقلال الذكاء الاصطناعي» ركيزة أساسية في استراتيجية المملكة مستفيدة من قوتها الاقتصادية والمبادرات المستقبلية لتوطين إنتاج رقائق الذكاء الاصطناعي.

نسيم رمضان (لندن)

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.