مشاغل فن الحفر والصباغة الزيتية في «أصيلة»

محطة فنية رائدة لتبادل الخبرات بين فناني العالم

جانب من المشاركين في مشاغل الحفر والصباغة بقصر الثقافة (الشرق الأوسط)
جانب من المشاركين في مشاغل الحفر والصباغة بقصر الثقافة (الشرق الأوسط)
TT

مشاغل فن الحفر والصباغة الزيتية في «أصيلة»

جانب من المشاركين في مشاغل الحفر والصباغة بقصر الثقافة (الشرق الأوسط)
جانب من المشاركين في مشاغل الحفر والصباغة بقصر الثقافة (الشرق الأوسط)

تقام في إطار «مواسم أصيلة الثقافية الدولية» منذ 41 سنة، مشاغل فن الحفر والصباغة الزيتية، وهو ما يشكّل تجربة فنية رائدة، حيث حافظ الموسم على روحه الفنية التي تميَّز بها منذ أن انطلقت فعالياته سنة 1978.
ويشارك في المشاغل فنانون من مختلف دول العالم، ويحضر كل واحد منهم بمساره الفني وتقنياته الخاصة، فيقع تفاعل وتبادل للأفكار والجوانب الإبداعية، كما يقع أيضاً نوع من التغيير، إذ يغير بعض الفنانين طرق رسمهم وتقنيات حفرهم بفضل وجودهم في المشغل واحتكاكهم بتجارب الآخرين.
وقالت الفنانة سناء السرغيني عيدة، المشرفة على مشغل الحفر، لـ«الشرق الأوسط»، بشأن المقارنة بين اللوحة العادية والحفر: «إن اللوحة تكون دائماً قطعة واحدة، وفي الغالب يكون سعرها مرتفعاً، وليس في متناول أي شخص، بينما الحفر هو سلسلة لوحات مطبوعة يمكن أن يتجاوز عددها 50 نسخة»، مشيرة إلى أن الفنان يفكّر حتى في أبسط الناس المهتمين بالرسم، فيبتاعون لوحة عبارة عن نسخ بسعر في المتناول.
ويعود غرام السرغيني بـ«أصيلة» إلى عام 1989، حين كانت طالبة في مدرسة الفنون الجميلة بتطوان، وشاركت في تدريب داخل مشغل الحفر، فكانت انطلاقتها وبدايتها للمشاركة سنويّاً في «موسم أصيلة».
وبدورها، قالت الفنانة التشكيلية نرجس الجباري، إن مشاركتها في «موسم أصيلة الثقافي الدولي» تعود إلى عام 2016. ومنذ ذلك الحين وهي تشارك سنويّاً في «مواسم أصيلة».
وشاركت الجباري أول مرة في معرض الجداريات ثم مشغل الصباغة، موضحة أنها شاركت في مرسم الطفل ضمن فعاليات الموسم الثقافي منذ أن كان عمرها خمس سنوات، إذ تعتبر نفسها ابنة الموسم.
ويشارك في مشغل الحفر، الذي تشرف عليه الفنانتان المغربيتان ملكية أكزناي وسناء السرغيني عيدة، وبورينا أسين (الأرجنتين)، وشهرزاد فقيه (تونس)، وأكيمي نوغوشي (اليابان)، وماريا بوخول (إسبانيا)، وغراسيا تاغلينتي (إيطاليا)، ومن المغرب كل من شعة الخراز ويوسف الكحفعي ونجية سعد.
أما مشاغل الصباغة التي يشرف عليها الفنان المغربي محمد عنزاوي، فتشارك فيها لورينا أسين ولويس ألبرتو التييري (الأرجنتين)، ولبنى الأمين (البحرين)، وساندرين لورونزو وستيفان بيليون (فرنسا)، وصورو بهوي باتريك (كوت ديفوار)، وعلي راشد (العراق)، ومن المغرب كل من بشير آمال، وعزيز أزغاي، وسهيل بنعزوز، وأناس البوعناني، وليلى الشرقاوي، ونرجس الجباري، وعبد القادر المليحي.



الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
TT

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)

في السنوات الأخيرة، أثّر الذكاء الصناعي على المجتمع البشري، وأتاح إمكانية أتمتة كثير من المهام الشاقة التي كانت ذات يوم مجالاً حصرياً للبشر، ومع كل ظهور لمهام وظيفية مبدعةً، تأتي أنظمة الذكاء الصناعي لتزيحها وتختصر بذلك المال والعمال.
وسيؤدي عصر الذكاء الصناعي إلى تغيير كبير في الطريقة التي نعمل بها والمهن التي نمارسها. وحسب الباحث في تقنية المعلومات، المهندس خالد أبو إبراهيم، فإنه من المتوقع أن تتأثر 5 مهن بشكل كبير في المستقبل القريب.

سارة أول روبوت سعودي يتحدث باللهجة العامية

ومن أكثر المهن، التي كانت وما زالت تخضع لأنظمة الذكاء الصناعي لتوفير الجهد والمال، مهن العمالة اليدوية. وحسب أبو إبراهيم، فإنه في الفترة المقبلة ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير آلات وروبوتات قادرة على تنفيذ مهام مثل البناء والتنظيف بدلاً من العمالة اليدوية.
ولفت أبو إبراهيم إلى أن مهنة المحاسبة والمالية ستتأثر أيضاً، فالمهن التي تتطلب الحسابات والتحليل المالي ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير برامج حاسوبية قادرة على إجراء التحليل المالي وإعداد التقارير المالية بدلاً من البشر، وكذلك في مجال القانون، فقد تتأثر المهن التي تتطلب العمل القانوني بشكل كبير في المستقبل.
إذ قد تتمكن التقنيات الحديثة من إجراء البحوث القانونية وتحليل الوثائق القانونية بشكل أكثر فاعلية من البشر.
ولم تنجُ مهنة الصحافة والإعلام من تأثير تطور الذكاء الصناعي. فحسب أبو إبراهيم، قد تتمكن التقنيات الحديثة من إنتاج الأخبار والمعلومات بشكل أكثر فاعلية وسرعة من البشر، كذلك التسويق والإعلان، الذي من المتوقع له أن يتأثر بشكل كبير في المستقبل. وقد تتمكن أيضاً من تحديد احتياجات المستهلكين ورغباتهم وتوجيه الإعلانات إليهم بشكل أكثر فاعلية من البشر.
وأوضح أبو إبراهيم أنه على الرغم من تأثر المهن بشكل كبير في العصر الحالي، فإنه قد يكون من الممكن تطوير مهارات جديدة وتكنولوجيات جديدة، تمكن البشر من العمل بشكل أكثر فاعلية وكفاءة في مهن أخرى.

الروبوت السعودية سارة

وفي الفترة الأخيرة، تغير عالم الإعلان مع ظهور التقنيات الجديدة، وبرز الإعلان الآلي بديلاً عملياً لنموذج تأييد المشاهير التقليدي الذي سيطر لفترة طويلة على المشهد الإعلاني. ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه مع تقدم تكنولوجيا الروبوتات، ما يلغي بشكل فعال الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير.
وأتاحت تقنية الروبوتات للمعلنين إنشاء عروض واقعية لعلاماتهم التجارية ومنتجاتهم. ويمكن برمجة هذه الإعلانات الآلية باستخدام خوارزميات معقدة لاستهداف جماهير معينة، ما يتيح للمعلنين تقديم رسائل مخصصة للغاية إلى السوق المستهدفة.
علاوة على ذلك، تلغي تقنية الروبوتات الحاجة إلى موافقات المشاهير باهظة الثمن، وعندما تصبح الروبوتات أكثر واقعية وكفاءة، سيجري التخلص تدريجياً من الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير، وقد يؤدي ذلك إلى حملات إعلانية أكثر كفاءة وفاعلية، ما يسمح للشركات بالاستثمار بشكل أكبر في الرسائل الإبداعية والمحتوى.
يقول أبو إبراهيم: «يقدم الذكاء الصناعي اليوم إعلانات مستهدفة وفعالة بشكل كبير، إذ يمكنه تحليل بيانات المستخدمين وتحديد احتياجاتهم ورغباتهم بشكل أفضل. وكلما ازداد تحليل الذكاء الصناعي للبيانات، كلما ازدادت دقة الإعلانات وفاعليتها».
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الصناعي تحليل سجلات المتصفحين على الإنترنت لتحديد الإعلانات المناسبة وعرضها لهم. ويمكن أن يعمل أيضاً على تحليل النصوص والصور والفيديوهات لتحديد الإعلانات المناسبة للمستخدمين.
ويمكن أن تكون شركات التسويق والإعلان وأصحاب العلامات التجارية هم أبطال الإعلانات التي يقدمها الذكاء الصناعي، بحيث يستخدمون تقنياته لتحليل البيانات والعثور على العملاء المناسبين وعرض الإعلانات المناسبة لهم. كما يمكن للشركات المتخصصة في تطوير البرمجيات والتقنيات المرتبطة به أن تلعب دوراً مهماً في تطوير الإعلانات التي يقدمها.