إنتاج «أوبك» في مستوى قياسي منخفض

الأسعار تتذبذب نتيجة مخاوف التباطؤ

إنتاج «أوبك» في مستوى قياسي منخفض
TT

إنتاج «أوبك» في مستوى قياسي منخفض

إنتاج «أوبك» في مستوى قياسي منخفض

كشف مسح أجرته «رويترز» أن إنتاج «أوبك» النفطي انخفض لأدنى مستوى في خمس سنوات، إذ لم تعوض زيادة في الإمدادات الفاقد في إنتاج إيران وفنزويلا بسبب العقوبات الأميركية، وتعطل الإنتاج في دول أخرى بالمنظمة.
وفي غضون ذلك، قال مصدر بـ«أوبك» لـ«رويترز» في وقت مبكر أمس، إن السعودية ضخت 9.782 مليون برميل يومياً من النفط في يونيو (حزيران)، ارتفاعاً من 9.67 مليون برميل يومياً في مايو (أيار). وأبقت المملكة، أكبر مُصدر في العالم للنفط، على إنتاجها النفطي دون المستوى المستهدف للإنتاج البالغ 10.3 مليون برميل يومياً، بموجب اتفاق خفض الإنتاج العالمي الذي تقوده «أوبك»، والذي يهدف إلى تقليص المخزونات ودعم الأسعار.
ويُظهر المسح أن دول منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) البالغ عددها 14، ضخت 29.60 مليون برميل يومياً الشهر الماضي، بانخفاض قدره 170 ألف برميل يومياً، مقارنة مع الرقم المعدل لإنتاج مايو، وبما يمثل أدنى مستوى لإجمالي إنتاج «أوبك» منذ 2014.
ورغم انخفاض الإمدادات، كانت أسعار الخام متراجعة على مدار الأسبوع بلغت أعلى مستوى في ستة أشهر في شهر أبريل (نيسان)، عند ما يربو على 75 دولاراً للبرميل، وذلك بفعل ضغوط تتعلق بالمخاوف بشأن تباطؤ النمو الاقتصادي.
لكن الأسعار عادت للصعود لاحقاً أمس، وفي الساعة 15:36 كان خام برنت القياسي مرتفعاً 84 سنتاً، بنسبة 1.33 في المائة، ليصل إلى 64.14 دولار للبرميل. إلا أن خام غرب تكساس الوسيط ظل متراجعاً بـ7 سنتات، أو ما يوازي 0.12 في المائة، ليتداول عند مستوى 57.27 دولار للبرميل.
وكانت «أوبك» وروسيا ودول أخرى غير أعضاء في المنظمة، المجموعة المعروفة باسم «أوبك+»، اتفقت في ديسمبر (كانون الأول) الماضي على تقليص الإمدادات بمقدار 1.2 مليون برميل يومياً، بدءاً من أول يناير (كانون الثاني) هذا العام. وتبلغ حصة «أوبك» من ذلك الخفض 800 ألف برميل يومياً، ويطبق التخفيضات 11 عضواً بالمنظمة، وهم جميع الأعضاء باستثناء إيران وليبيا وفنزويلا. واتفقت الدول المنتجة في اجتماعات هذا الأسبوع في فيينا على تمديد الاتفاق حتى مارس (آذار) 2020.
وفي يونيو الماضي، كشف المسح أن الدول الإحدى عشرة الأعضاء في «أوبك» المقيدة بالاتفاق حققت 156 في المائة من التخفيضات المتعهد بها، بما يمثل ارتفاعاً مقارنة مع مايو، بسبب تراجع الإنتاج في العراق والكويت وأنغولا. كما ضخت الدول الثلاث المعفاة من الاتفاق نفطاً أقل.
وأعادت الولايات المتحدة فرض عقوبات على إيران في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بعد انسحابها من الاتفاق النووي المُبرم عام 2015 بين طهران وست قوى عالمية. وبهدف خفض صادرات الخام الإيراني إلى الصفر، أنهت واشنطن هذا الشهر إعفاءات من العقوبات كانت ممنوحة لمستوردي النفط الإيراني. وانخفضت صادرت نفط إيران إلى ما يقل عن 400 ألف برميل يومياً مما يربو على 2.5 مليون برميل يومياً في أبريل 2018.
وفي فنزويلا، انخفضت الإمدادات على نحو طفيف في يونيو، تحت وطأة العقوبات الأميركية المفروضة على شركة «بي دي في إس إيه» الحكومية للنفط، وتراجع طويل الأجل للإنتاج، بحسب المسح.
وخلص المسح إلى أن من بين الدول التي ضخت مزيداً من النفط، عززت السعودية الإمدادات بمقدار 100 ألف برميل يومياً إلى 9.8 مليون برميل يومياً، مقارنة مع رقم معدل لشهر مايو، ليظل إنتاج المملكة دون حصتها بموجب اتفاق «أوبك» البالغة 10.311 مليون برميل يومياً.
كما ارتفع إنتاج نيجيريا التي تجاوزت الشهر الماضي مستهدف الإنتاج الخاص بها، بهامش هو الأكبر على الإطلاق. وأظهر مسح «رويترز» أن إنتاج يونيو كان الأقل لمنظمة «أوبك» منذ أبريل 2014، مع استثناء التغييرات التي طرأت على عضوية المنظمة منذ ذلك الوقت.
ويهدف المسح إلى تتبع الإمدادات التي يجري ضخها في السوق، ويستند إلى بيانات ملاحية تقدمها مصادر خارجية، وبيانات التدفقات من «رفينيتيف أيكون» ومعلومات تقدمها مصادر في شركات النفط و«أوبك» وشركات استشارات.


مقالات ذات صلة

«أوبك» تخفّض مجدداً توقعاتها لنمو الطلب على النفط في 2024 و2025

الاقتصاد تتوقع «أوبك» أن يرتفع الطلب العالمي على النفط في عام 2024 بمقدار 1.61 مليون برميل يومياً (رويترز)

«أوبك» تخفّض مجدداً توقعاتها لنمو الطلب على النفط في 2024 و2025

خفّضت «أوبك» توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2024 و2025، يوم الأربعاء، في خامس خفض على التوالي.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
الاقتصاد منظر عام لمصفاة فيليبس 66 كما شوهدت من مدينة روديو بكاليفورنيا أقدم مدينة لتكرير النفط بالغرب الأميركي (رويترز)

النفط يرتفع بفضل توقعات ارتفاع الطلب من الصين في 2025

ارتفعت أسعار النفط قليلاً، في وقت مبكر اليوم الأربعاء، مع توقع المتعاملين بالسوق ارتفاع الطلب بالصين، العام المقبل.

الاقتصاد الأمين العام لمنظمة «أوبك» هيثم الغيص خلال منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي في سانت بطرسبرغ (أرشيفية - رويترز)

«أوبك»: تجديد تفويض هيثم الغيص أميناً عاماً للمنظمة لولاية ثانية

قالت منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) إنها جدَّدت ولاية الأمين العام، هيثم الغيص، لمدة 3 سنوات أخرى في اجتماع افتراضي عقدته المنظمة، يوم الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
الاقتصاد مضخة نفطية في حقل بولاية كاليفورنيا الأميركية (أ.ف.ب)

تراجع طفيف للنفط... والتوتر الجيوسياسي وسياسة الصين يحدان من خسائره

تراجعت أسعار النفط قليلاً يوم الثلاثاء متمسكة بمعظم مكاسبها من الجلسة السابقة. فيما حدّ التوتر الجيوسياسي وسياسة الصين من الخسائر.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد الأمين العام لمنظمة «أوبك» هيثم الغيص (أ.ف.ب)

هل يعاد انتخاب الغيص أميناً عاماً لـ«أوبك» غداً؟

من المقرر أن تعيد منظمة البلدان المصدرة للنفط «أوبك» انتخاب الأمين العام الحالي هيثم الغيص لفترة ثانية مدتها ثلاث سنوات.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

«السيادي» السعودي يُكمل الاستحواذ على 15 % من مطار هيثرو

صندوق الاستثمارات العامة السعودي يهدف لدعم تحقيق النمو المستدام في مطار هيثرو (أ.ب)
صندوق الاستثمارات العامة السعودي يهدف لدعم تحقيق النمو المستدام في مطار هيثرو (أ.ب)
TT

«السيادي» السعودي يُكمل الاستحواذ على 15 % من مطار هيثرو

صندوق الاستثمارات العامة السعودي يهدف لدعم تحقيق النمو المستدام في مطار هيثرو (أ.ب)
صندوق الاستثمارات العامة السعودي يهدف لدعم تحقيق النمو المستدام في مطار هيثرو (أ.ب)

أعلن صندوق الاستثمارات العامة السعودي، الخميس، اكتمال الاستحواذ على حصة تُقارب 15 في المائة في «إف جي بي توبكو»، الشركة القابضة لمطار هيثرو بالعاصمة البريطانية لندن من «فيروفيال إس إي»، ومساهمين آخرين في «توبكو».

وبالتزامن، استحوذت شركة «أرديان» الاستثمارية الخاصة على قرابة 22.6 في المائة من «إف جي بي توبكو» من المساهمين ذاتهم عبر عملية استثمارية منفصلة.

من جانبه، عدّ تركي النويصر، نائب المحافظ ومدير الإدارة العامة للاستثمارات الدولية في الصندوق، مطار هيثرو «أحد الأصول المهمة في المملكة المتحدة ومطاراً عالمي المستوى»، مؤكداً ثقتهم بأهمية قطاع البنية التحتية، ودوره في تمكين التحول نحو الحياد الصفري.

وأكد النويصر تطلعهم إلى دعم إدارة «هيثرو»، الذي يُعدّ بوابة عالمية متميزة، في جهودها لتعزيز النمو المستدام للمطار، والحفاظ على مكانته الرائدة بين مراكز النقل الجوي الدولية.

ويتماشى استثمار «السيادي» السعودي في المطار مع استراتيجيته لتمكين القطاعات والشركات المهمة عبر الشراكة الطويلة المدى، ضمن محفظة الصندوق من الاستثمارات الدولية.