«داعش» يعلن مسؤوليته عن تفجير تونس

TT

«داعش» يعلن مسؤوليته عن تفجير تونس

أعلن تنظيم «داعش» الإرهابي أن الانتحاري الذي فجر نفسه، ليلة الثلاثاء الماضي، في حي الانطلاقة غربي العاصمة التونسية، هو أحد المنتمين إليه، ليتبنى بشكل رسمي هذا التفجير الثالث من نوعه الذي تعرفه تونس، خلال فترة لا تزيد عن الأسبوع، وذلك بعد تبنيه الهجومين اللذين استهدفا دورية أمنية بمدخل نهج (شارع) شارل ديغول، ومقر إحدى الوحدات الأمنية المختصة في مكافحة الإرهاب بثكنة القرجاني، وكلاهما وسط العاصمة التونسية.
وكان سفيان الزعق المتحدث باسم وزارة الداخلية التونسية، قد أكد أن الإرهابي أيمن السميري الذي فجر نفسه بعد محاصرته من قبل وحدات أمنية تونسية، هو «العقل المدبر» للهجومين الانتحاريين اللذين استهدفا قوات الأمن يوم 27 يونيو (حزيران) الماضي، وأسفرا عن مقتل عنصر أمن ووفاة مدني متأثراً بجراحه، علاوة على جرح سبعة آخرين.على صعيد متصل، أصدرت المحكمة الابتدائية بالعاصمة التونسية المختصة بالنظر في قضايا الإرهاب، حكماً بالسجن لمدة سبع سنوات في حق إرهابي عائد من تنظيم «داعش» الإرهابي في سوريا.
ووجهت للمتهم وهو من سكان جهة المرسى (الضاحية الشمالية للعاصمة التونسية)، وفي العقد الثالث من عمره، تهم الانضمام إلى تنظيم متشدد، وتلقي تدريبات عسكرية لتنفيذ أعمال إرهابية.
وجاء في ملف القضية أن المتهم التحق بتنظيم «داعش» الإرهابي منذ سنة 2014، وخلال تلك الفترة تلقى تدريبات على استعمال السلاح، بعد خضوعه لعملية غسل دماغ من قبل عناصر «داعش» الإرهابي، غير أنه اكتشف فظاعات التنظيم الإرهابي وقتله للأبرياء وتقسيمه غير العادل للثروات، عندها قرر الهروب رفقة زوجته التركية التي تعرف عليها في سوريا. وحكمت عليه السلطات التركية بالسجن لمدة ثلاث سنوات قبل أن تسلمه لبلده الأصلي، لتتم محاكمته من جديد.
من ناحية أخرى، أكد حسام الدين الجبابلي، المتحدث باسم الإدارة العامة للحرس الوطني التونسي، القبض على عنصرين يشتبه في كونهما من العناصر الإرهابية، وذلك بمنطقتي القيروان (وسط) وأريانة القريبة من العاصمة التونسية. وأشار إلى أن أحدهما صادر بشأنه حكم بالسجن لمدة سنة، في حين أن الثاني محكوم بأربع سنوات سجناً، في انتظار التحري معهما، والكشف عن علاقاتهما ببقية الخلايا الإرهابية النائمة.
وبشأن تأثير الهجمات الإرهابية التي تنفذها «ذئاب منفردة» على الوضع الاقتصادي، خصوصاً القطاع السياحي، أكد خالد فخفاخ، رئيس الجامعة التونسية للنزل (هيكل نقابي مستقل) على عدم وجود إلغاء للحجوزات السياحية في الوقت الحالي، إثر الهجومين الإرهابيين اللذين ضربا وسط العاصمة التونسية.
وأكد: «لا توجد أي بيانات رسمية حول الإلغاء». واعتبر أن الهجوم لم يستهدف فنادق سياحية على غرار الهجوم الإرهابي في مدينة سوسة سنة 2015، أو مواقع أثرية ذات طابع سياحي، مثل متحف «باردو» الوطني خلال السنة نفسها، غير أن استهداف المؤسسة الأمنية قد يكون مؤثراً بشكل غير مباشر على النشاط السياحي، اعتباراً بأن وزارة الداخلية التونسية أعلنت عن تجنيد أكثر من 30 ألف عنصر أمني لتأمين المناطق السياحية الكبرى، ومراقبة مداخل المدن السياحية.
وتوقع أكثر من خبير اقتصادي أن تكون لهذين الهجومين تداعيات مستقبلية على الأنشطة السياحية في تونس.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».