موسم عيد الفطر السينمائي يكشف «نجاح وإخفاق» الفنانين المصريين

نقاد يرون عز وكرارة الأكثر ذكاءً

أمير كرارة وأحمد عز حققا نجاحاً لافتاً في موسم عيد الفطر
أمير كرارة وأحمد عز حققا نجاحاً لافتاً في موسم عيد الفطر
TT

موسم عيد الفطر السينمائي يكشف «نجاح وإخفاق» الفنانين المصريين

أمير كرارة وأحمد عز حققا نجاحاً لافتاً في موسم عيد الفطر
أمير كرارة وأحمد عز حققا نجاحاً لافتاً في موسم عيد الفطر

شهد موسم عيد الفطر السينمائي في مصر، منافسة شرسة بين 5 نجوم تفاوتت درجة الإشادة بهم وانتقاد أدائهم من قبل الجمهور والنقاد، وفق ما حققوه من إيرادات مالية، ومستوى أداء فني. فبينما يتصدر أمير كرارة إيرادات الموسم حتى الآن، بفيلم «كازابلانكا»، جاء رامز جلال في المركز الثالث بـ«سبع البرمبة»، يتبعه عمرو سعد بـ«حملة فرعون»، ويتذيل القائمة محمد سعد بفيلم «محمد حسين».
«الشرق الأوسط» استطلعت آراء النقاد، لتقييم الأعمال الخمسة، وأداء النجوم، لكشف الرابحين والخاسرين في سباق موسم «عيد الفطر» الذي شارف على الانتهاء.
يقول الناقد السينمائي طارق الشناوي لـ«الشرق الأوسط»، إن «الرابح الأول من دون شك هو أمير كرارة، فهو يمتلك قدرة كبيرة على الجذب، بعدما خرج من سباق رمضان الدرامي منتصراً للعام الثالث على التوالي»، مؤكداً أن «الإيرادات الكبيرة التي حققها الفيلم تنسب لأمير كرارة في المقام الأول، لأننا إذا نزعناه من الفيلم ووضعنا بدلاً منه أي نجم آخر ليس له جماهيرية لما حقق (كازابلانكا) الإيرادات نفسها، عكس أحمد عز في فيلم (الممر)، الذي إذا تم استبدال نجم آخر به فلن تتأثر كثيراً إيرادات الفيلم، لأن البطل في هذا العمل، هو المخرج شريف عرفة، الذي استطاع أن يكسر مقولة (إن الأفلام العسكرية تنتجها الدولة ولا يشاهدها الجمهور)، فهو استطاع أن يخرج الجمهور من بيته ليقطع تذكرة ويشاهد الفيلم في السينما».
ويرى الشناوي أن «أكبر الخاسرين في سباق موسم عيد الفطر السينمائي، هو الفنان محمد سعد، لأنه لم يستطع أن يخرج من شخصية (اللمبي)، ولم يلتفت إلى أن نوع الكوميديا التي يقدمها في فيلمه الجديد (محمد حسين)، عفا عليها الزمن، وإيقاعه في الأداء بات متراجعاً».
وأنتجت أفلام موسم عيد الفطر، بميزانيات متفاوتة، كان أضخمها فيلم «الممر» الذي تجاوزت ميزانيته 60 مليون جنيه (الدولار الأميركي يعادل 16.7 جنيه مصري)، دون إضافة الدعم اللوجيستي الذي قدمته القوات المسلحة والذي قدره البعض بـ40 مليون جنيه، بينما أنتجت الأفلام الأربعة الأخرى بميزانيات تقليدية، يتقدمها «كازابلانكا» و«حملة فرعون» بأكثر من 20 مليون جنيه لاستعانة صناعها بنجوم أجانب وتصوير جزء من أحداثها خارج مصر.
وعن تقييم الناقد السينمائي محمود عبد الشكور، لنجوم أفلام العيد الخمس، قال إنه «لا يوجد شك بأن (الممر) كان اختيارا جيدا من أحمد عز، لأنه مغامرة إنتاجية، فهذه النوعية من الأفلام لم تكن تنجح في شباك التذاكر، وهذا يعرفه جيداً أحمد عز، لأنه شارك من قبل في (يوم الكرامة) عام 2004، وكان من الممكن أن يبحث عن تجربة مضمونة النجاح، لكن جاءت مشاركته في الفيلم لتؤكد على أنه يريد أن يصنع عملاً وطنياً مختلفا له قيمة ويبقى، وكان رد الجمهور عظيماً بتأكيده على أنه متعطش لهذه النوعية من الأفلام».
يضيف عبد الشكور: «يحسب لأمير كرارة أيضاً أنه لم يحتكر (كازابلانكا)، رغم أنه كان يستطيع فرض شخصيته في الفيلم على حساب الآخرين، لكنه لم يفعل ذلك، وترك السيناريو كما هو».
ويرى عبد الشكور، أن «عمرو سعد، لم يستفد من (حملة فرعون)، وظهر بصورة أقل من التي ينتظرها منه الجمهور»، مشيراً إلى «أنه لا يرى سعد بطلاً لفيلم أكشن، لكنه في النهاية حاول أن يجاري الموجة الموجودة في السوق، واستطاع أن يحقق إيرادات».
وعن رامز جلال، أكد عبد الشكور، أنه «من الرابحين في هذا الموسم بفيلم (سبع البرمبة)، رغم أنه يستحضر شخصية مقدم البرامج في التمثيل، وبالتالي ينعكس سلباً على الأداء، لكن الفيلم بشكل عام جيد». مؤكداً على أن «موهبة رامز جلال، أفضل بكثير مما يقدمه في برامج المقالب، فهو يستطيع تقديم أفلام (لايت كوميدي)، و(كوميديا رومانسية)، و(مغامرات)، و(فانتازيا)، فهو لديه إمكانيات استهلكها في البرامج التي يقدمها».
وتجاوزت إيرادات أفلام الموسم حاجز الـ165 مليون جنيه تقريباً، ويتصدر «كازابلانكا» القائمة بإجمالي إيرادات يقترب من 70 مليون جنيه، يلاحقه «الممر» بإيرادات تتجاوز 53 مليون جنيه، وفي المرتبة الثالثة جاء «سبع البرمبة» بإيرادات تصل إلى 27 مليون جنيه، وفي المركز الرابع يأتي فيلم «حملة فرعون» بإيرادات تصل إلى 16 مليون جنيه، وفي المركز الأخير جاء فيلم «محمد حسين» بإيرادات لم تتجاوز 5 ملايين جنيه.
أما الناقد الفني خالد محمود، فيقول لـ«الشرق الأوسط»، إن «ذكاء بعض النجوم مكنهم من اعتلاء شباك التذاكر، بجانب تقديم مستوى فني جيد، فأحمد عز، اخترق موضوعا كانت تفتقده السينما المصرية خلال السنوات الأخيرة في فيلم «الممر»، بالإضافة إلى أنه ظهر كبطل شعبي، وهذا يرسخ من مكانته عند أجيال متعددة، فالفيلم حقق معادلة سينمائية جيدة. لكن أكثر المستفيدين هذا الموسم من وجهة نظر محمود، كان أمير كرارة، مؤكداً أنه ذكي ويفهم جيداً كيف يحقق النجاح، عبر تيمة البطل الشعبي، التي توجته على قائمة شباك التذاكر.
ويرى محمود أن «رامز جلال أيضاً من الرابحين، لأن ذكاءه جعله يطرح الفيلم عقب عرض برنامج (رامز في الشلال)، وبالتالي ذهب لمشاهدة الفيلم جمهور البرنامج الذي ارتبط بلمسة الكوميديا».


مقالات ذات صلة

انطلاق «بيروت للأفلام الفنية» تحت عنوان «أوقفوا الحرب»

يوميات الشرق انطلاق مهرجان بيروت للأفلام الفنية (المهرجان)

انطلاق «بيروت للأفلام الفنية» تحت عنوان «أوقفوا الحرب»

تقع أهمية النسخة الـ10 من المهرجان بتعزيزها لدور الصورة الفوتوغرافية ويحمل افتتاحه إشارة واضحة لها.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق د. سعد البازعي رئيس «جائزة القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً» (الشرق الأوسط)

البازعي: «جائزة القلم الذهبي» متفردة... وتربط بين الرواية والسينما

بدأت المرحلة الثانية لـ «جائزة القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً» لتحديد القائمة القصيرة بحلول 30 ديسمبر قبل إعلان الفائزين في فبراير.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
يوميات الشرق فيلم «فخر السويدي» تناول قضية التعليم بطريقة فنية (الشركة المنتجة)

فهد المطيري لـ«الشرق الأوسط»: «فخر السويدي» لا يشبه «مدرسة المشاغبين»

أكد الفنان السعودي فهد المطيري أن فيلمه الجديد «فخر السويدي» لا يشبه المسرحية المصرية الشهيرة «مدرسة المشاغبين» التي قدمت في سبعينات القرن الماضي.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق تجسّد لبنى في «خريف القلب» شخصية السيدة الثرية فرح التي تقع في ورطة تغيّر حياتها

لبنى عبد العزيز: شخصية «فرح» تنحاز لسيدات كُثر في مجتمعنا السعودي

من النادر أن يتعاطف الجمهور مع أدوار المرأة الشريرة والمتسلطة، بيد أن الممثلة السعودية لبنى عبد العزيز استطاعت كسب هذه الجولة

إيمان الخطاف (الدمام)
يوميات الشرق هند الفهاد على السجادة الحمراء مع لجنة تحكيم آفاق عربية (إدارة المهرجان)

هند الفهاد: أنحاز للأفلام المعبرة عن روح المغامرة

عدّت المخرجة السعودية هند الفهاد مشاركتها في لجنة تحكيم مسابقة «آفاق السينما العربية» بمهرجان القاهرة السينمائي بدورته الـ45 «تشريفاً تعتز به».

انتصار دردير (القاهرة )

لماذا تعثرت خطوات مواهب المسابقات الغنائية؟

لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})
لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})
TT

لماذا تعثرت خطوات مواهب المسابقات الغنائية؟

لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})
لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})

رغم تمتع بعض متسابقي برامج اكتشاف المواهب الغنائية العربية بشهرة واسعة خلال عرض حلقاتها المتتابعة، فإن تلك الشهرة لم تصمد طويلاً وتوارت بفعل اختفاء بعض المواهب الصاعدة من الشاشات عقب انتهاء مواسم تلك البرامج، وفق موسيقيين تحدثوا إلى «الشرق الأوسط» وأثاروا تساؤلات بشأن أسباب تعثر خطوات المواهب الصغيرة والشابة وانطلاقها بشكل احترافي في عالم الغناء.

الناقد الفني المصري أحمد السماحي الذي كان مسؤولاً في أحد هذه البرامج أكد أن «الغرض من هذه البرامج هو الربح المادي وليس الاكتشاف الفني»، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «بعض القنوات تستغل طموحات الشباب الباحثين عن الشهرة لتحقيق مكاسب دون إضافة حقيقية للفن، والدليل أن كثيراً من المواهب التي ظهرت من خلال هذه البرامج، وصوّت لها الملايين في أنحاء العالم العربي تعثرت بل واختفت في ظروف غامضة».

محمد عطية ({فيسبوك})

وتعددت برامج اكتشاف المواهب الغنائية عبر الفضائيات العربية خلال الألفية الجديدة ومنها «سوبر ستار»، و«ستار أكاديمي»، و«أراب أيدول»، و«ذا فويس»، و«ذا إكس فاكتور»، و«ستار ميكر».

ويوضح السماحي: «رغم أن كثيراً من هذه الأصوات رائعة، لكنها للأسف الشديد تجلس في البيوت، ولا تجد فرصة عمل، مثل المطرب الرائع الصوت محمود محيي الذي هاجر من مصر بعد حصوله على لقب (ستار أكاديمي) في الموسم التاسع عام 2014، حيث اضطر للتخلي عن حلمه بالغناء، متوجهاً للعمل موظفاً في إحدى الشركات».

نسمة محجوب ({فيسبوك})

ويؤكد الناقد الفني أن «هذه البرامج اكتشفت مواهب حقيقية، وسلطت الضوء على كثير من الأصوات الجيدة، لكن أين هم الآن في عالم النجوم؟».

ورغم أن «مسابقات الغناء كانت تركز على الدعاية والأنشطة التجارية، فإنها في الوقت نفسه قدمت فرصاً لكثيرين، فإن الحكم في النهاية يكون للكاريزما وحلاوة الصوت، ما يساعد على الانطلاق والمضي قدماً، وتحقيق جماهيرية بالاعتماد على النفس». وفق الشاعرة السورية راميا بدور.

محمد رشاد ({فيسبوك})

وأوضحت بدور في حديثها لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذه البرامج كانت النقطة المحورية التي ساعدت بعض المواهب على الانتشار، لكنها ليست منصفة أحياناً وكلما خاضت الموهبة منافسات أكبر واستمرت ذاع صيتها، ولكن بالنهاية أين هم حاملو الألقاب؟».

في المقابل، يشدد الملحن المصري وليد منير على أن برامج مسابقات الغناء تسلط الضوء على المواهب وتمنحهم فرصة الظهور، لكن النجومية تأتي عقب الشهرة المبدئية. ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «صناعة قاعدة جماهيرية للمواهب أمر صعب، ويبقى الاعتماد على اجتهاد المطرب من خلال (السوشيال ميديا) لاستكمال الطريق بمفرده». وحققت كلٌّ من جويرية حمدي ولين الحايك ونور وسام وأشرقت، شهرة على مستوى العالم العربي عبر برنامج «ذا فويس كيدز»، لكن الأضواء توارت عن معظمهن.

أماني السويسي ({فيسبوك})

ويرى الناقد الفني اللبناني جمال فياض أن «جيل ما قبل الألفية الجديدة حقق علامة بارزة من خلال برامج اكتشاف المواهب في لبنان»، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «هناك نجوم كثر خرجوا من هذه البرامج وأصبحوا نجوماً حتى اليوم، لكن البرامج التي أنتجت خلال الألفية الجديدة لم تؤثر مواهبها في الساحة باستثناء حالات نادرة». وأوضح فياض أن «سيمون أسمر صاحب برنامج (استوديو الفن) كان يرعى النجم فنياً بشكل شامل، ويقيم حفلات كبيرة لتفعيل علاقاته بالإعلام»، وأشار إلى أن «بعض المواهب هي اكتشافات ولدت ميتة، وقبل ذلك تركت بلا ظل ولا رعاية، لذلك لا بد أن يعي المشاركون أن نهاية البرنامج هي بداية المشوار بعد الشهرة والضجة».

فادي أندراوس ({إنستغرام})

وساهمت هذه البرامج في بروز أسماء فنية على الساحة خلال العقود الماضية، من بينها وليد توفيق، ماجدة الرومي، وائل كفوري، راغب علامة، غسان صليبا، نوال الزغبي، ديانا حداد، ميريام فارس، رامي عياش، علاء زلزلي، وائل جسار، إليسا، وإبراهيم الحكمي، وديانا كرزون، و ملحم زين، شادي أسود، رويدا عطية، شهد برمدا، سعود بن سلطان، سعد المجرد، وكارمن سليمان، ومحمد عساف، دنيا بطمة، ونداء شرارة، ومحمد عطية، هشام عبد الرحمن، جوزيف عطية، شذى حسون، نادر قيراط، عبد العزيز عبد الرحمن، ناصيف زيتون، نسمة محجوب، وفادي أندراوس، وأماني السويسي.

لكن موسيقيين يفرقون بين برامج الألفية القديمة التي كانت تعتني بالمواهب وتدعمها حتى تكون قادرة على المنافسة، وبرامج الألفية الجديدة التي كانت تهتم بـ«الشو» على حساب دعم المواهب.

ويؤكد الناقد الفني المصري أمجد مصطفى أن «سيمون أسمر عندما قدم برنامجه (استوديو الفن)، كان الأوحد في العالم العربي، وكانت نتائجه واضحة، لكن عندما انتشرت برامج أخرى لم يكن هدفها اكتشاف أصوات بل التجارة». على حد تعبيره.

ويرى مصطفى أن «(السوشيال ميديا) سحبت البساط من برامج المسابقات التي يعدها (موضة) انتهت». فيما يرهن الملحن المصري يحيى الموجي نجاح برامج اكتشاف المواهب بوجود شركة إنتاج تدعمها أو إنتاج ذاتي لاستكمال المشوار، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «هذه البرامج إذا كانت جادة فعليها أن تتبنى المواهب وتنتج لهم أغانيّ، لكن ذلك لم يحدث مطلقاً، والنتيجة تعثرهم وعدم وجودهم على الساحة».