لأن الوقت لا ينتظر أحدا ولأنه لا يكرر ذاته، استغل رائد عبد الله المالكي، المصور الفوتوغرافي السعودي، كل لحظة لتصوير مشاهد مُهمة.
وبحسب قوله فهو لا يترك دقيقة واحدة قد تجعله يخسر بسببها مَشهدا لن يتكرر.
المالكي، الذي حصل أخيرا على جائزة «فنان عالمي»، من مواليد مدينة الطائف، حصل على بكالوريوس تربية بدنية من جامعة أم القرى. موظف في وزارة التربية والتعليم. أحب التصوير فأصبح هوايته المفضلة واستحق لقب المصور الفوتوغرافي بجدارة. وهو عضو في كثير من أندية التصوير الفوتوغرافي المحلية والعالمية، وأهمها المنظمة الدولية للتصوير الفوتوغرافي (FIAP)، والجمعية الأميركية للتصوير الضوئي (PSA). شارك في كثير من المعارض الفوتوغرافية المحلية والعالمية وحصل على جوائز عدة.
وأخيرا، حقق المالكي معايير الحصول على لقب «فنان عالمي»، من الاتحاد الدولي للتصوير الفوتوغرافي «الفياب»، حيث تسلم شهادة اللقب والشارة من ممثل الاتحاد في السعودية الفنان عيسى عنقاوي، الذي كان له الدور الكبير في الإشراف والمتابعة الشخصية على المصورين، منذ انتسابهم للاتحاد للسعي في إرشادهم للحصول على الألقاب.
ويمنح هذا اللقب للمصورين بعد قبول أعمالهم في المسابقات الدولية المعترف بها، من قبل الاتحاد الدولي لفن التصوير، وذلك بعد إخضاعها إلى عدة اشتراطات؛ منها الحصول على قبول 15 عملاً مختلفاً أربعين مرة، في 15 صالونا مختلفا في ثمانية دول، على أن تكون منها أربعة أعمال طبعت وقبلت في إحدى تلك المسابقات، وذلك بعد مرور عام على أول مشاركة.
وأكّد المالكي لـ«الشرق الأوسط» أنّ محبّته للتصوير وإيمانه بمقولة «الصورة أبلغ من ألف كلمة» هي الدّافع الأساس لجعله يتعلّق بهذه المهنة. معتبرا أنّ الصورة توقف لحظة من الزمن، وتجعل الإنسان يتذكر ما يسعده فيما بعد، وما تعنيه الصورة للمصور من رسالة سامية يجب أن يوصلها بالشكل الصحيح. كما أكّد أنّ المجتمع في بداية رحلته بهذه المهنة لم يتقبل التصوير بجانب النظرة الدونية للمصور. لكن الوضع تغيّر الآن كلياً وأصبح المنتقد سابقاً داعما في مسيرة الضوء. معتبرا أنّ الافتقار لمعاهد متخصصة، يجعل التطوير تجربة تعليمية ذاتية، وقد يكون هذا التعليم خاطئا أو يعتمد على نظريات عقيمة لا تطور من فكر المصور. وهناك افتقار للدورات التي تجتهد بعض الجهات المعنية بها، فتأتي في وقت معين وتختفي طوال السنة. وهي أحوج ما يبحث عنه المصور.
شهد المالكي ثلاث محطات مهمة في مسيرته الفوتوغرافية، الأولى كانت لدى حصوله على جائزة محلية من نادي مكة الأدبي. الأمر الذي دفعه للتعلّق الشديد بالتصوير. ودفع للاجتهاد لاقتناء كاميرا أكثر احترافية. والثانية عندما نال جائزة عالمية، التي جدّدت ثقته بالنفس وجعلته يحصد بعد ذلك الكثير من الجوائز. أمّا المحطة الثالثة فهي حيازته أول الألقاب العالمية.
لا ينظر المالكي الى الفوز بصفته هدفا، بل هو يبحث عن صورة تبقى في ذاكرة المشاهدين، ويطمح بترك بصمة خاصة له.
ولم ينس المالكي إلى أي مدى كان للفنان عيسى عنقاوي أثر في نجاحه، وشكر له جميع الخدمات التي يقدّمها للفوتوغرافيين، خصوصاً عمله التطوعي المتعلق بـ(فياب). وجهده في خدمة الصغير والكبير من الفنانين السعوديين.
وبعد تعيينه مستشاراً لقسم التصوير الضوئي في الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، أصبح يبذل جهوداً مضاعفة من أجل إبراز الحركة الفوتوغرافية في وطننا الغالي.
أدخل فوز المالكي بجائزة «فنان عالمي»، كمية فرح لا توصف الى قلبه. خصوصاً وأنه حقق هدفاً كان يضعه اما ناظريه منذ سنتين. ولم تذهب جهوده سدى، والكم الهائل من الجهد المعنوي والمادي أثمر فرحة لا توصف بنجاحه. ويبتسم المالكي للانتصار. وهذا النجاح بداية انطلاقة لتحقيق الكثير من الأهداف المرجوة.