السعودية تصدر سندات مقوّمة باليورو للمرة الأولى

بشريحتين 8 و20 سنة... وتهدف إلى فتح أسواق جديدة وتقليل التكلفة

بدأت السعودية توجهها للأسواق العالمية بإصدار السندات والصكوك في وقت سابق بالدولار (أ.ف.ب)
بدأت السعودية توجهها للأسواق العالمية بإصدار السندات والصكوك في وقت سابق بالدولار (أ.ف.ب)
TT

السعودية تصدر سندات مقوّمة باليورو للمرة الأولى

بدأت السعودية توجهها للأسواق العالمية بإصدار السندات والصكوك في وقت سابق بالدولار (أ.ف.ب)
بدأت السعودية توجهها للأسواق العالمية بإصدار السندات والصكوك في وقت سابق بالدولار (أ.ف.ب)

أصدرت السعودية لأول مرة في تاريخها، سندات مقومة بعملة اليورو، وذلك بعد تعيين كل من بنك غولدمان ساكس وبنك سوسايتي جينيرال كمنسقين عالميين، وبنك بي إن بي باريبا وبنك مورغان ستانلي وسامبا كابيتال كمديري إصدار.
يأتي إصدار السعودية لسندات مقومة باليورو بشريحتين 8 و20 سنة (وفقاً لظروف السوق) في وقت سبق حصول السعودية على تصنيف «A1» من وكالة موديز، ومصنفه «A+» من وكالة فيتش.
وبدأت السعودية توجهها للأسواق العالمية بإصدار السندات والصكوك في وقت سابق بعملة الدولار، حيث تسعى السعودية من خلال إصدار سندات اليورو إلى تنويع الإصدارات بالعملات وتقليل التكلفة وفتح أسواق جديدة، وفقاً لما تحدث به خبراء ماليون.
أكد الخبير المالي محمد العمران أن إصدار السعودية لسندات باليورو يعد امتداداً لبرنامج إصدار السندات والصكوك التي بدأتها السعودية في السنوات الأخيرة، مضيفاً أن المملكة أعلنت بعد إصدار السندات والصكوك بالريال أنها ستتوجه إلى الأسواق العالمية والعملات الأجنبية، حيث بدأت بالدولار وحققت نجاحا كبيرا.
وأضاف العمران أن السعودية بدأت لأول مرة في اليورو، حيث سيكون فيه ابتعاد نسبي عن عملة الدولار، مؤكدا أن الهدف هو تنويع العملة بعيداً عن الدولار، وتقليل تكلفة وتوجه وتأسيس علاقات مع أسواق جديدة.
وقال إن «الميزة النسبية لليورو حالياً (تأتي لأن) أسعار الفائدة أقل بكثير من أسعار الفائدة على الدولار، حيث تبلغ قيمة تكلفة الفائدة لليورو بـ75 نقطة أساس، أقل من واحد في المائة، في الوقت الذي تبلغ فيه قيمة (الفائدة على) الدولار نحو 2 في المائة، التكلفة فقط دون الهوامش»، موضحاً أن التوفير سيبلغ 1.25 في المائة في السنة باليورو مقارنة مع الدولار.
من جانبه، قال الدكتور محمد آل عباس الخبير الاقتصادي، إن المؤسسات الكبرى والبنوك تتسابق على دخول الاقتصاد السعودي، الذي يعمل على جذب الاستثمارات العالمية والأموال الأجنبية، في وقت يبحث فيه المستثمرون عن الثقة في الاقتصاد، موضحاً أن التسابق على دخول السوق السعودية يعطي مؤشرات ثقة كبيرة للشركات الكبرى والمستثمرين حول هذا الاقتصاد.
وأكد أن السعودية ترغب في تشجيع الاستثمارات الأجنبية، ودخول الأسواق الأوروبية من خلال سندات باليورو، حيث إن «الشركات والمستثمرين سيتسابقون على الاقتصاد السعودي»، مشيرا إلى أن دخول المستثمرين الأجانب بكميات كبيرة للبلاد يتطلب القدرة العالية على تبادل العملات، حيث يستوجب تعزيز جميع الاحتياطيات من النقد الأجنبي لمواجهة كل التدفقات في رؤوس الأموال.
وأوضح الخبير الاقتصادي خلف الشمري أن «السندات أدوات مالية منخفضة المخاطر، ويمكن لحاملها التصرف بها في أي وقت، وتلتزم الدولة المصدرة للسندات بتسديدها حسب التاريخ الصادر فيه»، مشيراً إلى أن الفائدة تتراوح بين 4 و7 في المائة، حيث تعتمد على الدولة وقوتها وتصنيفها.
يذكر أن سوق سندات اليورو تتميز بتنوع المستثمرين من مؤسسات ومحافظ جديدة، وهو ما يراه محللون بمقدرة السعودية على الدخول في أي وقت لأسواق مختلفة، وإمكانية الدخول لسوق اليورو، إضافة إلى تنوع فترات الاستحقاقات أكثر من سوق الدولار، وكذلك تنوع مصادر التمويل مقارنة بسعة السعودية حالياً بالدولار.
تأتي هذه التطورات في الوقت الذي يمثّل فيه انضمام السوق المالية السعودية إلى مؤشرات الأسواق العالمية خطوة مهمة على صعيد جاذبية الاستثمار، وبيئة السوق، حيث تُعد المؤشرات العالمية للأسهم مرجعاً أساسياً لصناعة إدارة الأصول، بتوفيرها إمكانية مقارنة الأداء، وأساساً لتوزيع الأصول في بناء المحافظ الاستثمارية، التي تأخذ في الاعتبار التنوع الجغرافي للأسواق، وحجمها وقطاعاتها الاستثمارية.


مقالات ذات صلة

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

الاقتصاد وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

كشف وزير النقل والخدمات اللوجيستية، المهندس صالح الجاسر، عن تسجيل الموانئ السعودية 231.7 نقطة إضافية على مؤشر اتصال شبكة الملاحة البحرية.

زينب علي (الرياض)
الاقتصاد رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات فهد الرشيد مع مسؤول في إحدى الشركات التي قررت افتتاح مكتبها في السعودية (الشرق الأوسط)

3 شركات عالمية لتنظيم المعارض تفتح مكاتبها في السعودية

قررت 3 من أكبر 10 شركات عالمية متخصصة في تنظيم المعارض، افتتاح مكاتبها في المملكة، إلى جانب توقيع 19 اتفاقية ومذكرة تفاهم لدعم صناعة الفعاليات.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)

التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

ما زال التضخم في السعودية الأقل ضمن مجموعة العشرين، وذلك بعد تسجيل معدل 2 في المائة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على أساس سنوي.

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد وزير السياحة متحدثاً للحضور مع انطلاق النسخة الأولى من القمة الدولية للمعارض والمؤتمرات بالرياض (الشرق الأوسط)

وزير السياحة السعودي: الرياض تتجه لتصبح مركزاً عالمياً للمعارض والمؤتمرات

أكد وزير السياحة أحمد الخطيب، أنَّ الرياض تتجه لتصبح مركزاً عالمياً لقطاع المعارض والمؤتمرات، مع مشروعات تشمل مطارات جديدة، ومنتجعات، وبنية تحتية متطورة

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد وزير الصناعة والثروة المعدنية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

الخريف: قطاع إعادة التصدير السعودي ينمو ويسجل 16.2 مليار دولار عام 2024

كشف وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، عن تسجيل بلاده صادرات بلغت 61 مليار ريال (16.2 مليار دولار) من قطاع إعادة التصدير خلال العام الحالي.

زينب علي (الرياض)

3 شركات عالمية لتنظيم المعارض تفتح مكاتبها في السعودية

رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات فهد الرشيد مع مسؤول في إحدى الشركات التي قررت افتتاح مكتبها في السعودية (الشرق الأوسط)
رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات فهد الرشيد مع مسؤول في إحدى الشركات التي قررت افتتاح مكتبها في السعودية (الشرق الأوسط)
TT

3 شركات عالمية لتنظيم المعارض تفتح مكاتبها في السعودية

رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات فهد الرشيد مع مسؤول في إحدى الشركات التي قررت افتتاح مكتبها في السعودية (الشرق الأوسط)
رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات فهد الرشيد مع مسؤول في إحدى الشركات التي قررت افتتاح مكتبها في السعودية (الشرق الأوسط)

قررت 3 من أكبر 10 شركات عالمية متخصصة في تنظيم المعارض، افتتاح مكاتبها في السعودية، في خطوة للاستفادة من التنامي المتسارع في القطاع بالمملكة، في الوقت الذي تمضي فيه «الرياض» لتعزيز محوريتها في هذا القطاع من خلال توقيع 19 اتفاقية ومذكرة تفاهم لدعم صناعة الفعاليات، وذلك مع ختام اليوم الأول من القمة الدولية للمعارض والمؤتمرات، المنعقدة حالياً في الرياض من 15 إلى 17 ديسمبر (كانون أول) الحالي.

وقال رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات، فهد الرشيد، إن اليوم الأول للقمة الدولية للمعارض والمؤتمرات شهد نجاحاً كبيراً، بعد إعلان الاتفاقيات، وإطلاق 12 فعالية جديدة، بالإضافة إلى توقيع مذكرات تفاهم، ما يعزز مكانة المملكة كواحدة من أهم وجهات قطاع المعارض والمؤتمرات على مستوى العالم.

وأضاف الرشيد أن هذه الإعلانات تؤكد أهمية قطاع المعارض والمؤتمرات، ودوره المحوري كمحفز للتحول، حيث يساهم في التعريف بحجم الفرص غير المسبوقة التي توفرها المملكة سعياً إلى تحقيق مستهدفات «رؤية 2030»، ودور القطاع في استكشاف الأفكار المبتكرة، وخلق فرص الاستثمار، وتعزيز الشراكات الجديدة عبر مختلف قطاعات الاقتصاد.

وأعلنت كل من شركات «RX Global» و«Messe Munich» و«Clarion»، وهي من كبرى الشركات العالمية المتخصصة في تنظيم الفعاليات، افتتاح مكاتب جديدة لها في المملكة، لدعم خطط نمو قطاع المعارض والمؤتمرات السعودي خلال السنوات العشر المقبلة.

وشهدت القمة توقيع 4 مذكرات تفاهم مع كلٍّ من وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، والهيئة السعودية للسياحة، وصندوق الفعاليات الاستثماري، والمركز الوطني للفعاليات.

وتتواصل فعاليات القمة الدولية للمعارض والمؤتمرات على مدار اليومين المقبلين، حيث تركز على جهود تحفيز الاستثمار في قطاع المعارض والمؤتمرات، وإنشاء مساحات فعاليات مبتكرة ومستقبلية، ومعالجة مسائل الاستدامة العالمية في القطاع.

يُذكَر أن النسخة الأولى من القمة الدولية للمعارض والمؤتمرات تقام في مدينة الأمير محمد بن سلمان غير الربحية «مسك»، بمشاركة أكثر من 1000 من قادة قطاع المعارض والمؤتمرات العالميين من 73 دولة، بهدف إعادة تشكيل مستقبل القطاع.