الروبل الروسي ينتعش على وقع مخرجات قمة العشرين

TT

الروبل الروسي ينتعش على وقع مخرجات قمة العشرين

سجل سعر صرف الروبل الروسي منذ الساعات الأولى لعمل البورصة صباح أمس ارتفاعا ملموساً أمام الدولار واليورو، الأمر الذي أحاله المراقبون إلى تأثير الأنباء الواردة من قمة العشرين في اليابان على الوضع في السوق العالمية، وفي الأسواق الناشئة، لا سيما سوق المال الروسية التي شعرت بارتياح كبير لنتائج المحادثات بشأن مصير اتفاق «أوبك بلاس» لتقليص الإنتاج النفطي.
وحسب معطيات بورصة موسكو أمس أرتفع سعر صرف الروبل الروسي في جلسة الافتتاح بقدر 28 كوبييك (الروبل 100 كوبييك)، حتى 62.93 روبل أمام الدولار، وبقدر 53 كوبييك، حتى 71.31 روبل أمام اليورو. ومع أن العملات الصعبة استعادت بعض ما خسرته في الجلسات التالية، فإنها بقيت عند مستويات أدنى من سعر الإغلاق نهاية الأسبوع الماضي، وحافظ الروبل في ساعات النهار على ارتفاع بقدر 15 كوبييك أمام الدولار، و43 كوبييك أمام اليورو.
ومع أن الروبل بدأ يرتفع تدريجيا وبهدوء خلال الشهرين الماضيين، فإن ارتفاعه أمس أثار اهتمام المراقبين، ولفت أنظار اللاعبين في السوق، نظراً لأن هذا التطور جاء في أول جلسات بعد قمة العشرين، التي أجمع المحللون على أن نتائجها لعبت الدور الرئيسي في تعزيز العملة الروسية موقفها أمام العملات الصعبة.
ويرى سيرغي سوفيروف، كبير الخبراء في مؤسسة «بي كي سا بريمير» المالية للاستثمارات، أن «المصالحة التجارية بين واشنطن وبكين أدت إلى زيادة طلب المستثمرين على أصول الأسواق الناشئة، بما في ذلك على الروبل والسندات الروسية».
سعر النفط في السوق العالمية كان العامل الإيجابي الثاني، وربما الأهم، الذي ساهم في ارتفاع سعر الروبل. وهذا أيضاً ضمن نتائج اللقاءات الثنائية على هامش قمة العشرين، وبصورة خاصة محادثات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والتي أعلنا خلالها عن اتفاقهما على تمديد اتفاقية «أوبك بلاس» لتقليص الإنتاج النفطي لفترة إضافية تتراوح ما بين 6 و9 أشهر.
ويعود الارتياح الذي خلفه هذا الإعلان في السوق إلى مخاوف عبر عنها البعض من احتمال فشل الاتفاق على التمديد، نظراً لتباين في هذا الصدد بين موقف الحكومة الروسية وموقف شركات نفطية روسية عملاقة، وفي مقدمتها «روسنفت»، التي لم تكن ترغب في تمديد الاتفاق، وحذر رئيسها إيغور شيتشين في وقت سابق من أن الولايات المتحدة قد تستفيد من التمديد لزيادة حصتها في أسواق تعتمد تقليديا على النفط الروسي.
نتائج التطور الإيجابي بشأن الاتفاق النفطي برزت سريعا في السوق، وارتفع سعر برميل برنت صباح أمس في بورصة (ICE) بنسبة 2.87 في المائة، حتى 66.65 دولارا للبرميل. وبالتالي تأثر الروبل الروسي واتجه نحو تعزيز سعره في السوق، نظراً لأن النفط يبقى عامل دعم رئيسيا له.



«كوب 16» يختتم أعماله بالموافقة على 35 قراراً لتعزيز جهود مكافحة التصحر

صورة جماعية للمشاركين في مؤتمر «كوب 16» في اختتام أعماله (واس)
صورة جماعية للمشاركين في مؤتمر «كوب 16» في اختتام أعماله (واس)
TT

«كوب 16» يختتم أعماله بالموافقة على 35 قراراً لتعزيز جهود مكافحة التصحر

صورة جماعية للمشاركين في مؤتمر «كوب 16» في اختتام أعماله (واس)
صورة جماعية للمشاركين في مؤتمر «كوب 16» في اختتام أعماله (واس)

أنتج مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (كوب 16) الذي عقد في الرياض، 35 قراراً حول مواضيع محورية شملت الحد من تدهور الأراضي والجفاف، والهجرة، والعواصف الترابية والرملية، وتعزيز دور العلوم والبحث والابتكار، وتفعيل دور المرأة والشباب والمجتمع المدني، والسكان الأصليين لمواجهة التحديات البيئية، بالإضافة إلى الموافقة على مواضيع جديدة ستدرج ضمن نشاطات الاتفاقية مثل المراعي، ونظم الأغذية الزراعية المستدامة.

هذا ما أعلنه وزير البيئة والمياه والزراعة رئيس الدورة الـ16 لمؤتمر الأطراف، المهندس عبد الرحمن الفضلي، في كلمة بختام أعمال المؤتمر، مؤكداً التزام المملكة بمواصلة جهودها للمحافظة على النظم البيئية، وتعزيز التعاون الدولي لمكافحة التصحر وتدهور الأراضي، والتصدي للجفاف، خلال فترة رئاستها للدورة الحالية للمؤتمر.

وكان مؤتمر «كوب 16» الذي استضافته المملكة بين 2 و13 ديسمبر (كانون الأول)، هو الأول في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ما يؤكد دور المملكة الريادي في حماية البيئة على المستويين الإقليمي والدولي.

أعلام الدول المشارِكة في «كوب 16» (واس)

وشهد المؤتمر الإعلان عن مجموعة من الشراكات الدولية الكبرى لتعزيز جهود استعادة الأراضي والقدرة على الصمود في مواجهة الجفاف، مع تضخيم الوعي الدولي بالأزمات العالمية الناجمة عن استمرار تدهور الأراضي. ونجح في تأمين أكثر من 12 مليار دولار من تعهدات التمويل من المنظمات الدولية الكبرى، مما أدى إلى تعزيز دور المؤسسات المالية ودور القطاع الخاص في مكافحة تدهور الأراضي والتصحر والجفاف.

ورفع الفضلي الشكر لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده على دعمهما غير المحدود لاستضافة المملكة لهذا المؤتمر الدولي المهم، الذي يأتي امتداداً لاهتمامهما بقضايا البيئة والتنمية المستدامة، والعمل على مواجهة التحديات البيئية، خصوصاً التصحر، وتدهور الأراضي، والجفاف، مشيراً إلى النجاح الكبير الذي حققته المملكة في استضافة هذه الدورة، حيث شهدت مشاركة فاعلة لأكثر من 85 ألف مشارك، من ممثلي المنظمات الدولية، والقطاع الخاص، ومؤسسات المجتمع المدني، ومراكز الأبحاث، والشعوب الأصلية، وقد نظم خلال المؤتمر أكثر من 900 فعالية في المنطقتين الزرقاء، والخضراء؛ مما يجعل من هذه الدورة للمؤتمر، نقطة تحول تاريخية في حشد الزخم الدولي لتعزيز تحقيق مستهدفات الاتفاقية على أرض الواقع، للحد من تدهور الأراضي وآثار الجفاف.

خارج مقر انعقاد المؤتمر في الرياض (واس)

وأوضح الفضلي أن المملكة أطلقت خلال أعمال المؤتمر، 3 مبادرات بيئية مهمة، شملت: مبادرة الإنذار المبكر من العواصف الغبارية والرملية، ومبادرة شراكة الرياض العالمية لتعزيز الصمود في مواجهة الجفاف، والموجهة لدعم 80 دولة من الدول الأكثر عُرضة لأخطار الجفاف، بالإضافة إلى مبادرة قطاع الأعمال من أجل الأرض، التي تهدف إلى تعزيز دور القطاع الخاص في جميع أنحاء العالم للمشاركة في جهود المحافظة على الأراضي والحد من تدهورها، وتبني مفاهيم الإدارة المستدامة. كما أطلق عدد من الحكومات، وجهات القطاع الخاص، ومنظمات المجتمع المدني، وغيرها من الجهات المشاركة في المؤتمر، كثيراً من المبادرات الأخرى.

وثمّن الفضلي إعلان المانحين الإقليميين تخصيص 12 مليار دولار لدعم مشروعات الحد من تدهور الأراضي وآثار الجفاف؛ داعياً القطاع الخاص، ومؤسسات التمويل الدولية، لاتخاذ خطوات مماثلة؛ «حتى نتمكن جميعاً من مواجهة التحديات العالمية، التي تؤثر في البيئة، والأمن المائي والغذائي، للمجتمعات في مختلف القارات».

وأعرب عن تطلُّع المملكة في أن تُسهم مخرجات هذه الدورة لمؤتمر الأطراف السادس عشر، في إحداث نقلة نوعية تعزّز الجهود المبذولة للمحافظة على الأراضي، والحد من تدهورها، إضافةً إلى بناء القدرات لمواجهة الجفاف، والإسهام في رفاهية المجتمعات بمختلف أنحاء العالم، مؤكداً التزام المملكة بالعمل الدولي المشترك مع جميع الأطراف المعنية؛ لمواجهة التحديات البيئية، وإيجاد حلول مبتكرة ومستدامة لتدهور الأراضي والتصحر والجفاف، والاستثمار في زيادة الرقعة الخضراء، إلى جانب التعاون على نقل التجارب والتقنيات الحديثة، وتبني مبادرات وبرامج لتعزيز الشراكات بين الحكومات، والقطاع الخاص، والمجتمعات المحلية، ومؤسسات التمويل، والمنظمات غير الحكومية، والتوافق حول آليات تعزز العمل الدولي المشترك.