«مانجا» تفتتح فرعها في اليابان لتطوير إنتاج القصص الإبداعية

تتبع مؤسسة «مسك الخيرية» وتتيح التدريب واستقطاب الخبرات

جانب من توقيع الاتفاقيات
جانب من توقيع الاتفاقيات
TT

«مانجا» تفتتح فرعها في اليابان لتطوير إنتاج القصص الإبداعية

جانب من توقيع الاتفاقيات
جانب من توقيع الاتفاقيات

دشنت شركة «مانجا» للإنتاج، التابعة لمؤسسة الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز «مسك الخيرية»، فرعها في العاصمة اليابانية طوكيو، في اتجاه الشركة دولياً، لتطوير الخبرات وتدريب المهتمين في مجال صناعة القصص المصورة الإبداعية.
وصاحب افتتاح الفرع توقيع مذكرة تفاهم جمعت بين شركة «مانجا» للإنتاج، وشركة «كادوكاوا»، وجامعة «طوكيو للتكنولوجيا»، وبنك «ميزوهو»، ومركز المبادرات في مؤسسة «مسك الخيرية».
وقال بدر العساكر، رئيس مجلس إدارة شركة «مانجا» للإنتاج، إنّ العلاقات السعودية اليابانية علاقات متينة وراسخة منذ أكثر من 65 عاماً، وهو ما من شأنه إيجاد بيئة مشجعة ومحفزة للتعاون في مختلف المجالات، لا سيما المجالات الإبداعية منها، التي نشهد اليوم جزءاً مهماً منها يتمثل في افتتاح فرع شركة «مانجا» في اليابان.
وأوضح العساكر أن افتتاح فرع شركة «مانجا» يأتي امتداداً لتعاون مشترك مع عدة جهات إبداعية يابانية، تحقق من خلاله إنجازات في صناعة وإنتاج المحتوى الإبداعي، مشيراً إلى أنّ افتتاح فرع شركة «مانجا» في اليابان سيعزز من هذه الشراكة التي بدأت تؤتي ثمارها عبر إنتاج أعمال إبداعية مشتركة، وإطلاق برامج تدريبية وتأهيلية للشباب المهتمين من الجنسين بمجال الرسوم المتحركة.
وتعتبر شركة «كادوكاوا» إحدى أكبر شركات دور نشر القصص المصورة في اليابان، التي تحتضن أكاديمية «كادوكاوا»، التي بدورها تهتم بتدريب واستقطاب الخبرات والمهتمين بصناعة القصص المصورة.
وعلى خلفية التوقيع مع جامعة «طوكيو للتكنولوجيا» التي تعتبر إحدى أميز جامعات اليابان في التعليم، ساهمت «مانجا» خلال الأيام الماضية في إلحاق مجموعة من الطلاب السعوديين في التقنية الحيوية بالجامعة، كجزء من برامج «مسك» التدريبية في اليابان. في حين أنه كان لشركة «مانجا» للإنتاج تعاون سابق في بداية العام الحالي مع جامعة «طوكيو للتكنولوجيا»، وهيئة المرئي والمسموع، والحكومة اليابانية، وذلك في تدريب 10 طلاب في مجال تصميم ألعاب الفيديو.
وفي إطار التوقيع مع بنك «ميزوهو»، تنبثق المذكرة من برنامج «مسك - ميزوهو للتدريب التعاوني»، الرامي إلى تدريب عدد من الأفراد الاستثنائيين الذين يتطلعون إلى الاحتراف في المجال المصرفي، لتطوير قدراتهم من خلال تجربة تعليمية شاملة في مجموعة «ميزوهو» المالية.
يُذكر أنّ مجموعة «ميزوهو» المالية واحدة من أكبر المؤسسات المالية العالمية، إذ تبلغ أصولها ما يقدر بـ1.7 تريليون دولار، وتقدم الخدمات المالية والاستراتيجية الشاملة، بما في ذلك الخدمات المصرفية والأوراق المالية وإدارة الائتمان والأصول والبطاقات الائتمانية، والخدمات المصرفية الخاصة.
وتسعى «مانجا» من خلال شراكاتها إلى تعزيز رؤيتها في أن تكون قائدة إقليمياً ورائدة عالمياً في إنتاج المحتوى الإبداعي الهادف، وذلك بتقديم منتجات مبتكرة لبناء أجيال مبدعة وطموحة، كدعم الموهوبين عبر البرامج التدريبية المشتركة مع شركائها حول العالم، وذلك بهدف نقل وتوطين مجالات صناعة الإبداع وتعزيزها في المنطقة.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».