مصر تودع عزت أبو عوف... «الفنان الأنيق»

بعد صراع طويل مع المرض

الفنان المصري الراحل عزت أبو عوف
الفنان المصري الراحل عزت أبو عوف
TT

مصر تودع عزت أبو عوف... «الفنان الأنيق»

الفنان المصري الراحل عزت أبو عوف
الفنان المصري الراحل عزت أبو عوف

ودعت مصر الفنان عزت أبو عوف، بعدما غيبه الموت، صباح أمس، عن عمر يناهز 71 عاماً، وشارك في تشييع جنازته من مسجد السيدة نفيسة بالقاهرة، الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، والفنانون خالد النبوي، ويسرا اللوزي، ومحمد مرزبان، وأشرف زكي، ومحمد ثروت، وخالد سرحان، ومنير مكرم، والمخرجة كاملة أبو ذكري، ومحمد العدل، بالإضافة إلى شقيقته الفنانة مها أبو عوف، وابنته المخرجة مريم أبو عوف وأفراد أسرته وعدد كبير من محبيه.
وشهد شهر رمضان الماضي، آخر ظهور للفنان الراحل، عندما شارك مع الفنان عمرو دياب، في إعلان لإحدى شركات الاتصالات، وقد بدا واضحاً على ملامحه آثار المرض بشدة خلال ظهوره القصير جداً بالإعلان.
شارك الفنان الراحل في أكثر من 100 عمل فني، (سينمائي وتلفزيوني ومسرحي) وترك بصمة كبيرة في جميع هذه الأعمال، ولم يكتف بالتمثيل، بل أبدع في تقديم البرامج، وعمل كمذيع في مجموعة من البرامج الحوارية مع الفنانين بجانب التمثيل.
ونعت وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم، أبو عوف في بيان صحافي أمس، وقالت إن «سلسلة المبدعين المصريين فقدت إحدى حلقاتها». وأضافت أن الراحل تميز بالمواهب المتعددة، وأبدع أعمالاً موسيقية ودرامية عبرت عن أحلام وطموحات جيل.
كما نعى عدد كبير من الفنانين المصريين، أبو عوف، إذ علق الفنان أشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية، على وفاة عزت أبو عوف، عبر صفحته الرسمية بموقع «إنستغرام»: «وداعاً يا أعز الناس».
ونعته الفنانة إلهام شاهين، على صفحتها على موقع «إنستغرام»: قائلة: «اللهم ارحم تلك النفس الطيبة التي فارقت الدنيا وانتقلت إلى جوارك... رحم الله روحاً كان وجودها في الدنيا جميلاً». كما نعت الفنانة سمية الخشاب، الفنان الراحل، ونشرت عبر صفحتها الرسمية بموقع «إنستغرام» صورة لأبو عوف.
كما نعاه الفنان هاني رمزي، قائلاً: «‏‏‏الله يرحمك يا أعز وأغلى صديق، يا أجمل فنان وإنسان عرفته».
وتفاعل جمهور «السوشيال ميديا» أمس مع وفاة أبو عوف، وعبر عدد كبير من المستخدمين عن حزنهم الشديد لوفاة أبو عوف ووصفوه بأنه «صاحب القلب الطيب والإنسان الجميل».
ورغم أن الفنان الراحل الذي كان يعاني في أيامه الأخيرة من أزمات صحية بالكبد والقلب والأعصاب، لم يسند له أدوار البطولة المطلقة خلال مشواره الفني، فإنه نجح في خطف الأضواء والنجومية من خلال تجسيده المتقن للأدوار التي لعبها، إذ يؤكد الكاتب والناقد الفني المصري، محمد رفعت، أن «أبو عوف سوف يترك فراغاً كبيراً في الساحة الفنية، لأنه كان يلعب في منطقة فنية مميزة، لم يكن ينافسه فيها أحد، باستثناء الفنان محمود قابيل الذي اختفى من الساحة الفنية أخيراً، فكان أبو عوف يؤدي أدوار (رجل الأعمال الشرير)، أو (المسؤول المهم) بمنتهى الدقة والروعة».
ويضيف رفعت لـ«الشرق الأوسط» قائلاً: «عزت أبو عوف لم يعبر عن كامل قدراته الفنية بعدما تم حصره في نوعية محددة من الأدوار، على مدار سنوات طويلة، حتى ارتبط اسمه في أذهان المشاهدين بأنه الممثل (البرنس) أو (الجان)، ولقب كذلك بأنه (أشيك ممثل في مصر)».
وعن سبب تفاعل الكثير من الفنانين والجمهور مع خبر رحيله وتعبيرهم عن حزنهم الشديد لوفاته قال رفعت: «ربما لأن أبو عوف كان ممثلاً منضبطاً وصريحاً، إذ لم نسمع عنه أخبارا سلبية خلال سنوات تألقه، مثلما حدث مع بعض الفنانين الآخرين الذين كانت أخبارهم تنتقل من صفحات الفن بالجرائد المصرية إلى صفحات الحوادث».
وصرح أبو عوف في عام 2015 بأنه سوف يقبل بالظهور في أي عمل فني، حتى لو كان ضعيفاً بسبب احتياجه للمال، وكشف أن ابنته المخرجة مريم كانت تنفق عليه في بعض الفترات. من جهته، علق الناقد الفني محمود عبد الشكور، على وفاة أبو عوف على صفحته الرسمية على موقع «فيسبوك» قائلاً: «وداعاً عزت أبو عوف، الفنان الموهوب والمتميز، لم أتخيل فعلاً أن يكون عزت أبو عوف إلا جزءاً من مهرجان (المزيكا) بكل أنواعها، ولكنه أثبت فيما بعد أنه ممثل جيد، إذا كان الدور جيداً، وإذا كان المخرج مميزاً، يمكنك أن تراه بسيطاً منطلقاً في (آيس كريم في جليم)، أو ممثلاً راسخاً يقف أمام أحمد زكي في مشهدهما الشهير في «أرض الخوف»، أو أمام عادل إمام في (طيور الظلام)، ويمكن أن تكرهه في أدائه القوى في فيلم «واحد من الناس»، وأن تشعر بحضوره في دوره القصير في (الجزيرة 1)، وهو يدير معركة النهاية».
وتزوج عزت أبو عوف، من مساعدته أميرة أبو عوف، عقب وفاة زوجته الأولى «فاطيما» التي أنجب منها ابنا وبنتا.
وينتمي عزت أبو عوف، المولود في عام 1948 بحي الزمالك الراقي، إلى عائله فنية، وتعلم أصول الموسيقى من والده الموسيقار أحمد شفيق أبو عوف، وحصل على بكالوريوس الطب ثم بدأ مشواره الفني من خلال الغناء في أوائل الثمانينات، وكوّن فريقا غنائيا باسم «فور إم» مع شقيقاته الأربع، وقدم من خلاله بطولة الكثير من المسرحيات منها «عشرة على باب الوزير»، وبعد زواج إحدى شقيقاته تم حل الفريق، وقرر الاتجاه إلى عالم التمثيل، وتفرغ للعمل في السينما والتلفزيون مع شقيقته مها أبو عوف.
وتعد أفلام «عيب يا لولو عيب»، «آيس كريم في جليم»، «طيور الظلام»، «مطب صناعي»، «خلطة فوزية»، «لا تراجع ولا استسلام»، و«واحد من الناس»، و«عمر وسلمى»؛ من أبرز أعماله السينمائية. أما أبرز المسلسلات التلفزيونية التي شارك بها فهي «العائلة»، «هوانم جاردن سيتي»، «نصف ربيع الآخر»، «زيزينيا»، «عمارة يعقوبيان»، «عباس الأبيض»، «الدالي»، «شيخ العرب همام»، «قضية صفية» وغيرها.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.