أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية اليوم (الاثنين) أن إيران نفذت تهديدها بتجاوز حد تخصيب اليورانيوم المنصوص عليه في اتفاقها النووي مع القوى العالمية بتخزينها اليورانيوم المخصب بكمية تجاوزت الحد المسموح به في الاتفاق.
وقال متحدث باسم الوكالة في بيان «نستطيع تأكيد أن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو أبلغ مجلس محافظي الوكالة بأنها تحققت في الأول من يوليو من تجاوز إيران الحد الأقصى المسموح به لإجمالي مخزون اليورانيوم المخصب (بموجب الاتفاق)".
وكانت وكالة أنباء «فارس» الإيرانية شبه الرسمية قد ذكرت في وقت سابق اليوم، نقلا عن مصدر مطلع لم تذكر اسمه، أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب تجاوز حد الـ300 كيلوغرام المنصوص عليه في الاتفاق النووي
ونقلت الوكالة عن المصدر، قوله «إن مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية وبعد توزينهم يوم الأربعاء الماضي، قاموا مرة أخرى الیوم (الاثنین) بتوزين المواد المخصبة (اليورانيوم المخصب) المنتجة من قبل إيران حيث تخطت السقف المحدد وهو 300 كيلوغرام».
وأضافت أن منظمة الطاقة الذرية الإيرانية ستصدر قريباً تقريرا بخصوص تجاوز حد مخزون إيران من اليورانيوم المنصوص عليه في الاتفاق النووي.
من جانبه، أكد وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، لوكالة «إسنا» الإيرانية للأنباء، أن بلاده تجاوزت الحدّ المسموح به لاحتياطاتها من اليورانيوم، وأوضح: «بناء على معلومات بحوزتي، تجاوزت إيران حدّ الـ300 كيلوغرام» من اليورانيوم المنخفض التخصيب.
وفي أبرز ردود الفعل، قالت بريطانيا إنها تبحث على نحو عاجل خطواتها التالية مع شركائها بموجب الاتفاق النووي. وقال متحدث باسم رئيسة الوزراء تيريزا ماي إن إعلان إيران «مقلق للغاية»، وإن بريطانيا ستواصل العمل مع شركائها للحفاظ على الاتفاق النووي. وأضاف: «كنا واضحين دائماً في أن التزامنا بخطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) يعتمد على التزام إيران التام بشروط الاتفاق، ونحضها على العدول عن هذه الخطوة». وأوضح: «ندرس على نحو عاجل مع شركائنا في (خطة العمل الشاملة المشتركة) الخطوات التالية بموجب الاتفاق».
بدوره، قال وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت إن بريطانيا «قلقة بشدة» حيال إعلان إيران تجاوزها السقف المحدد لمخزونها من اليورانيوم المنخفض التخصيب بموجب الاتفاق النووي. وكتب الوزير المرشح لخلافة ماي في تغريدة: «قلق بشدة من إعلان إيران أنها انتهكت التزامات الاتفاق النووي». وأضاف أن المملكة المتحدة ستظل ملتزمة بإنجاح الاتفاق، وباستخدام جميع الوسائل الدبلوماسية لخفض التصعيد في المنطقة، داعياً إيران إلى تجنب أي خطوات إضافية خارج إطار الاتفاق النووي، والعودة إلى الالتزام به.
وقالت روسيا أيضاً إن إعلان إيران تجاوزها السقف المحدد لمخزوناتها من اليورانيوم المخصب يدعو إلى «الأسف»، لكنها عزت ذلك إلى تصرفات الولايات المتحدة الأميركية.
وذكر نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف في تصريحات نقلتها وكالات الأنباء: «هذا بالطبع يدعو للأسف، ولكن علينا ألا نبالغ في تصوير الوضع»، مضيفاً: «يجب فهم الأمر على أنه نتيجة طبيعية للأحداث التي حصلت قبله».
وأدان ريابكوف «الضغوط الأميركية غير المسبوقة»، إلا إنه دعا طهران إلى التصرف بـ«مسؤولية».
ودعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الدول الأوروبية إلى فرض عقوبات على إيران. وقال في بيان أصدره مكتبه مخاطبا الأوروبيين: «التزمتم بالتحرك فور انتهاك إيران الإتفاق النووي، ولذا أقول لكم: افعلوا ذلك». وأكد أن «إسرائيل لن تسمح لايران بتطوير سلاح نووي».