السيسي: نجحنا في تدمير البنية التحتية للتنظيمات الإرهابية

الرئيس المصري أكد أن ثورة «30 يونيو» أنقذت بلاده من التمزق

الرئيس عبد الفتاح السيسي (رويترز)
الرئيس عبد الفتاح السيسي (رويترز)
TT

السيسي: نجحنا في تدمير البنية التحتية للتنظيمات الإرهابية

الرئيس عبد الفتاح السيسي (رويترز)
الرئيس عبد الفتاح السيسي (رويترز)

قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس، إن بلاده «نجحت في تدمير البنية التحتية للتنظيمات الإرهابية»، بعد مضي 6 سنوات على ثورة «30 يونيو (حزيران)»، التي أطاحت بالرئيس الأسبق محمد مرسي. وعزل مرسي، المنتمي لجماعة «الإخوان»، في 3 يوليو (تموز) 2013، بعد احتجاجات شعبية واسعة شهدتها البلاد على حكمه الذي استمر عاماً واحداً فقط. وتوفي خلال محاكمته في 17 يونيو الماضي. وتشهد مصر منذ 2013 أعمالاً إرهابية متفرقة، خصوصاً في شمال شبه جزيرة سيناء، الذي يحوي عناصر مسلحة مرتبطة بتنظيم «داعش». وتتهم السلطات المصرية، جماعة «الإخوان»، المصنفة رسمياً كـ«تنظيم إرهابي» منذ عام 2014، بالمسؤولية عن أعمال العنف، فيما تنفي الجماعة ذلك.
وفي خطابه بمناسبة الذكرى السادسة لثورة 30 يونيو، اعتبر السيسي، أمس، أن الثورة «لم تكن إلا صيحة تعبير عن أقوى الثوابت المصرية، وأشدها رسوخاً، وهو انتماء ملايين المصريين لبلادهم، التي احتضنتهم وآباءهم وأجدادهم على مدار آلاف السنين».
وقال السيسي إن «ولاء المصريين لمصر، ورفضهم لأي محاولة لمحو هويتهم الوطنية، هي حقائق، لا تتغير بفعل الزمن... فهذا الشعب أصيل ووفي، وارتباطه بوطنه وهويته، يعلو عنده فوق أي انتماء، وفوق أي مصالح ضيقة لجماعات أو جهات خارجية ممن اعتقدوا أن إرهابهم الأسود سينال من عزيمة أمة صنعت التاريخ، وألهمت الإنسانية معنى التضحية من أجل الوطن».
وأضاف أن «جموع الشعب المصري رسمت في ثورة الثلاثين من يونيو طريقاً نسير فيه يتمثل في أولوية حماية الوطن والحفاظ عليه، ثم تنميته وتطويره، لتصبح مصر دولة متقدمة، توفر لأبنائها فرص العيش الكريم والحياة اللائقة بالقرن الحادي والعشرين». وأشار السيسي إلى أنه «خلال السنوات الماضية، استطعنا بفضل الله، وبإصرار الشعب وإرادته، وبكفاءة وبطولة القوات المسلحة والشرطة، وتكاتف جميع مؤسسات الدولة، أن نحمي وطننا الغالي من الوقوع في هُوّة الفوضى والتمزق والصراعات، ونجحنا في تدمير البنية التحتية للتنظيمات الإرهابية، التي حاولت إنهاك الدولة وإضعافها، فخضنا العملية الشاملة بسيناء، التي سالت فيها دماء شهدائنا الأبرار على تلك الأرض الطيبة، للقضاء على قوى الشر والظلام، ونجح رجال قواتنا المسلحة وشرطتنا البواسل في حماية الوطن وكرامته، حتى أصبحت مصر يشار إليها بالبنان، كمركزٍ للاستقرار والأمن والسلام، وسط محيط إقليمي شديد الاضطراب، لا تخفى مخاطره على أحد».
وقال السيسي «إننا، في العيد السادس لثورة 30 يونيو، نجدد العهد بأن نحفظ ونصون مصر، لا نبخل بجهد أو عطاء، مضحين بكل غالٍ ونفيس، لنبني وطناً يستحقه أبناؤنا وأحفادنا، واضعين مصلحة الوطن قبل أي اعتبار... وتحقيق نقلة نوعية، تكون شاهداً على إسهام هذا الجيل، ودوره التاريخي في مسيرة الوطن نحو الاستقرار والتقدم والرخاء».
ويخوض الجيش المصري، بمعاونة الشرطة، عملية أمنية واسعة في شمال ووسط سيناء، منذ فبراير (شباط) 2018، للقضاء على العناصر الإرهابية المنتشرة هناك، قتل خلالها المئات من الجانبين». ونقلت وكالة الأنباء الألمانية، أمس، عن مصدر أمني (رفض ذكر اسمه)، أن «إرهابيين فجروا عبوة ناسفة عن بعد في مدرعة أمنية حال تمشيطها لطريق الشيخ زويد رفح الدولي ما أسفر عن سقوط خمسة مصابين من الجنود بشظايا متفرقة بالجسد وحروق»، مضيفاً أن «من بين المصابين حالات حرجة، وتم نقلهم إلى مستشفى العريش العسكري».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.