روسيا تنفي دورها في التشويش على الطائرات الإسرائيلية

طائرة تجارية تستعد للهبوط في مطار اللد
طائرة تجارية تستعد للهبوط في مطار اللد
TT

روسيا تنفي دورها في التشويش على الطائرات الإسرائيلية

طائرة تجارية تستعد للهبوط في مطار اللد
طائرة تجارية تستعد للهبوط في مطار اللد

نفى مسؤول روسي أمس الخميس، أن تكون بلاده هي المسؤولة عن تشويش نظام تحديد المواقع (جي بي إس) في مطار اللد، والذي أدى إلى تشويش حركة الطائرات في إسرائيل وعدة دول في البحر المتوسط مثل قبرص واليونان وغيرهما.
وكانت السلطات الإسرائيلية قد أعلنت عن حالة طوارئ بدرجة منخفضة، لفحص أسباب التشويش على التقاط «جي بي إس»، بسبب تأثيراتها السلبية الخطرة على الطائرات التي تهبط أو تقلع من مطار اللد. وقالت إن الطيارين الذين يهبطون أو يقلعون من مطار اللد يتحدثون للأسبوع الثالث على التوالي عن تشويشات في التقاط «جي بي إس»، الأمر الذي من شأنه أن يمس بسلامة الرحلة الجوية، وإدارة عمليات النقل الجوي إلى إسرائيل. وأضافت أنه بالرغم من أن أجهزة الطائرة والطيار الآلي لا تعتمد فقط على نظام «جي بي إس»، إلا أن النظام يحدد موقع الطائرة، كما أن فقدان الالتقاط يؤدي إلى تفعيل أنظمة إسنادية في غرفة الطيارين في الطائرة، الأمر الذي يفرض على طاقم الطائرة إجراء سلسلة فحوصات، وأحيانا تفعيل منظومات من شأنها أن تصرف انتباههم في أوقات حساسة، مثل الهبوط والإقلاع. وفي أعقاب التشويشات أجريت تغييرات في جزء من عمليات الدخول في مرحلة الهبوط.
وقالت السلطات الإسرائيلية إن الجهات ذات الصلة عملت على فحص الأمر وتحديد مصدر المشكلة، فخرجت بالاستنتاج أن التشويش ناجم عن هجوم إلكتروني يؤدي إلى تزييف المعطيات التي تستقبلها الأنظمة. وبشكل غير رسمي أشارت بإصبع الاتهام إلى مصادر في روسيا مسؤولة عن هذا التشويش. وذكرت أن تشويشا مماثلا حصل في الدول الإسكندنافية، العام الماضي، خلال مناورة عسكرية كبيرة لحلف شمال الأطلسي، وأدى في حينه إلى قيام فنلندا والنرويج بإصدار تحذيرات للطيارين. وقد وجه وزير الدفاع الدنماركي كلاوس فريدركسن، إصبع الاتهام يومها إلى روسيا، إلا أن المتحدث باسم الكرملين نفى ذلك. وقد عادت روسيا، أمس، لتنفي دورها بالتشويش الحاصل شرقي البحر المتوسط.
وكان الاتحاد الدولي للطيارين قد حذر الطيارين، يوم أمس، من فقدان التقاط «جي بي إس» قرب مطار اللد. وتحدث طيارون كثيرون عن مصاعب في الالتقاط المتواصل بما يمس بأمان الرحلة الجوية وأنظمة الطيار الآلي.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.