كيف تتعامل مع حساسية الطعام؟

ضعف البطانة المعوية يساهم في ظهورها مع تقدم العمر

كيف تتعامل مع حساسية الطعام؟
TT

كيف تتعامل مع حساسية الطعام؟

كيف تتعامل مع حساسية الطعام؟


هل تعاني من مشكلات تتعلق بتناول أنواع معينة من الأطعمة مع التقدم في السن؟ فيما يلي ما يمكن فعله لتفادي ذلك.

حساسية الطعام
هل صارت بعض الأطعمة التي كنت تستمتع بها غير مناسبة على نحو مفاجئ؟ هل تعاني في أغلب الأحيان من الانتفاخ أو التقلصات أو الآلام التي تختلف شدتها ومدتها ويذهب أثرها فجأة من دون سبب واضح؟ إن كان الأمر كذلك، فربما تعاني من «حساسية الطعام»، وهي مشكلة تتعلق بالجهاز الهضمي تصبح شائعة لدى بعض الناس مع التقدم في العمر.
يقول الدكتور أليسيو فاسانو، مدير مركز أبحاث وعلاج الأمراض الباطنية لدى جامعة ماساشوستس الملحقة بجامعة هارفارد: «تعتبر حساسية الطعام من العلامات على تغيرات طارئة على جهازك الهضمي. وقد يكون الأمر مزعجاً من الناحية الجسدية في بعض الأحيان، ولكن هناك وسائل للسيطرة على هذه التغيرات من دون التأثير على النظام الغذائي العام، مع ضمان حصولك المستمر على العناصر الغذائية الحيوية التي تحتاجها».

التباس المصطلحات
يخلط كثير من الناس بين «حساسية الطعام» (food sensitivity) و«عدم تحمل الطعام» (food intolerance)، أو «الحساسية من الغذاء» (food allergy)، حيال بعض أنواع الأطعمة. وفي حين أن هذه الحالات تتشارك في كثير من الأعراض الشائعة، فإنها يختلف بعضها عن بعض تماماً. وفيما يلي نظرة على كل حالة منها:
> حساسية الطعام. عبارة عن استجابة جسدية سلبية أو معاكسة لنوع معين من أنواع الأطعمة، أو المشروبات، أو المكونات الغذائية. وقد تكون الأعراض عبارة عن مشكلات هضمية ليس أكثر، مثل آلام البطن، أو الانتفاخ، أو الغازات.
ومع ذلك، قد تعاني أيضاً من الإجهاد، أو الصداع، أو التشوش الدماغي. على سبيل المثال، يعاني بعض الناس من مشكلات هضمية وبعض الأعراض الأخرى بعد تناول كمية من الغلوتين، وهو البروتين الموجود في القمح، والشوفان، والشعير. وهذه حالة مختلفة عن الاضطرابات الهضمية، وتنشأ عن تفاعل مناعي ضد الغلوتين الذي يستلزم تجنب تناول ذلك البروتين كلية.
> عدم تحمل الطعام. عدم التحمل يعني الافتقار إلى الإنزيمات اللازمة لتكسير وامتصاص مكونات غذائية معينة. وعدم القدرة على هضم اللاكتوز، وهو السكر الموجود ضمن منتجات الألبان، هو من حالات عدم تحمل الطعام الشائعة. ومع عدم امتصاص اللاكتوز، فإنه يتخمر في القولون، ويؤدي إلى أعراض مثل الغازات، والانتفاخ، والغثيان، والآلام المعوية.
> الحساسية من الغذاء. الحساسية هي أخطر تلك الحالات الثلاث. ويحدث ذلك عندما يخطئ الجسد في توصيف أحد المكونات الغذائية بأنه ضار، ولذلك يتخذ موقف الدفاع منه عن طريق إنتاج مستويات مرتفعة من الأجسام المضادة التي تسمى «إيميونوغلوبين إي» (immunoglobulin E). وفي بعض الأحيان، تعتبر الحساسية تجاه الغذاء من الأعراض المهددة للحياة، وتستلزم توفير العناية الطبية العاجلة. ومن أكثر أنواع حساسية الطعام شيوعاً الحساسية للمحار، والمكسرات، والأسماك، والبيض. والشخص المصاب بالحساسية لأحد هذه الأطعمة يعاني من أعراض مشابهة لحساسية الطعام، أو عدم تحمل الطعام، ولكنه قد يعاني من الطفح الجلدي، وتورم الحلق، وضيق التنفس.

جدار الأمعاء الضعيف
ومن بين الحالات الثلاث، تعتبر حساسية الطعام الأكثر شيوعاً مع التقدم في السن، كما يقول الدكتور فاسانو الذي يضيف أن العامل الرئيسي في الإصابة بهذا العرض هو «ضعف» البطانة المعوية الذي يؤدي إلى تسريبات صغيرة.
ومن بين الوسائل المعتبرة في التعامل مع هذا التغيير النظر إلى الأمعاء كمثل جدار القلعة المصمم للحماية من الغزاة، مثل البكتيريا والفيروسات والطفيليات.
ومع التقدم في العمر، ينال هذا الجدار نصيبه من الوهن، وتنتشر الفراغات ما بين الطبقات، مما يسمح بمرور المزيد من الغزاة، الأمر الذي قد يؤدي إلى الالتهاب، ثم يسبب أنواع مشكلات الجهاز الهضمي كافة. ومن شأن التغيرات في النظام الغذائي اليومي أن تؤدي إلى إضعاف بنية الجدار - على سبيل المثال، إن تناولت كميات كبيرة من الأطعمة المقلية والجاهزة. وكمية الطعام هي من المسائل المعتبرة. ويقول الدكتور فاسانو: «في الغالب، لا تستطيع عملية الهضم التعامل مع المأكولات نفسها التي كانت تتعامل معها في سن أصغر».

أساليب التعامل
هناك أساليب للتعامل مع حساسية الطعام، والمحافظة على سلامة الجهاز الهضمي.
> الخطوة الأولى هي تحديد الأطعمة المسببة للمشكلة. وربما تنتابك فكرة جيدة عن الأطعمة التي تسبب المشكلات لديك، ولكن هذه الحساسية قد تحدث أيضاً من مزيج من الأطعمة، أو حتى بكميات معينة منها.
> ومن أفضل السبل للتعامل مع حساسية الطعام اتباع نظام غذائي قصير الأجل للتخلص من المشكلة. وهو يعمل على النحو التالي: تقوم بإزالة نوع معين من الأطعمة لمدة أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، لمعرفة إذا ما كانت الأعراض تتراجع من عدمه، ثم تعيد تناول النوع نفسه مرة أخرى تدريجياً، وفقاً لمستوى تحملك له، لمعرفة هل تجدد ظهور الأعراض أم لا.
ويقول الدكتور فاسانو: «إن نظم الإزالة الغذائية هي تطبيق عملي لمبدأ التجربة والخطأ. وربما يتعين عليك تجربة الأمر مع أطعمة مختلفة، وبكميات مختلفة، حتى تعرف المزيج المناسب تماماً بالنسبة لك».
ورغم أنه من الممكن اتباع نظام الإزالة الغذائي من تلقاء نفسك، فإن الدكتور فاسانو يوصي باستشارة اختصاصي التغذية، ويقول: «يمكن للاختصاصي إرشادك خلال العملية، وأن يساعدك على متابعة التقدم الذي تحققه، إلى جانب توفير الدعم المناسب، مثل كتابة الملاحظات الغذائية، ووضع مخطط بياني للأعراض التي تسجلها. واختصاصي التغذية يمكنه أيضاً التأكد من عدم التوقف عن تناول الأطعمة التي توفر الفيتامينات والمواد الغذائية الضرورية».
وبمجرد تحديد الطعام أو الأطعمة المسببة للمشكلة، يتم إرشادك إلى ضبط الكميات التي تتناولها، أو تغيير العادات الغذائية تماماً - مثل متى، وبأي سرعة تتناول طعامك - أو ربما التوقف تماماً عن تناول هذا النوع من الأطعمة.
يقول الدكتور فاسانو: «لا يجب عليك دائماً التوقف عن تناول الأطعمة التي تستمتع بها، ولكن عن طريق معرفة كيفية التعامل مع نظامك الغذائي المتغير، يمكنك أن تجعل من تناول الطعام تجربة أكثر إمتاعاً، مع ضمان المحافظة على النظام الغذائي الصحي».

* رسالة هارفارد «مراقبة صحة الرجل»، خدمات «تريبيون ميديا».


مقالات ذات صلة

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

صحتك مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

توصلت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا إلى أن اتباع نظام غذائي منخفض في أحماض أوميغا 6 وغني بأحماض أوميغا 3 الدهنية، يمكن أن يبطئ سرطان البروستاتا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
صحتك مرض ألزهايمر يؤدي ببطء إلى تآكل الذاكرة والمهارات الإدراكية (رويترز)

بينها الاكتئاب... 4 علامات تحذيرية تنذر بألزهايمر

يؤثر مرض ألزهايمر في المقام الأول على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً، ولكن ليس من المبكر أبداً أن تكون على دراية بالعلامات التحذيرية لهذا الاضطراب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

أظهرت دراسة حديثة أن تخطي وجبة الإفطار في منتصف العمر قد يجعلك أكثر بدانةً، ويؤثر سلباً على صحتك، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك 10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

وصل إلى بريد «استشارات» استفسار من أحد المرضى هو: «عمري فوق الستين، ولدي مرض السكري وارتفاع ضغط الدم. وتناولت (فياغرا) للتغلب على مشكلة ضعف الانتصاب.

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
TT

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً يأملون أن يشكل بديلاً لأطقم الأسنان أو عمليات الزرع.

على عكس الزواحف والأسماك التي عادة ما تكون قادرة على استبدال أنيابها، من المعروف على نطاق واسع أنّ البشر ومعظم الثدييات الأخرى لا ينمو في فمها سوى مجموعتين من الأسنان. لكن تحت اللثة ثمة براعم نائمة من مجموعة ثالثة، بحسب رئيس قسم جراحة الفم في المركز الطبي التابع لكلية البحوث الطبية في أوساكا، كاتسو تاكاهاشي.

في أكتوبر (تشرين الأول)، أطلق فريقه تجارب سريرية في هذا المستشفى، موفراً لأشخاص بالغين دواء تجريبياً يقول الفريق الطبي إنّه قادر على تحفيز نمو هذه الأسنان المخفية. ويقول تاكاهاشي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إنها تقنية «جديدة تماماً» في العالم.

وغالباً ما يُنظر إلى العلاجات المستخدمة للأسنان المفقودة بسبب التسوس أو الالتهابات على أنها مكلفة وتتطلب تدخلاً جراحياً. ويؤكد تاكاهاشي، قائد المشروع، أن «استعادة الأسنان الطبيعية لها بالتأكيد حسناتها».

وتشير الاختبارات التي أُجريت على فئران وقوارض إلى أن وقف عمل بروتين «أوساغ-1» (USAG-1) يمكن أن يوقظ المجموعة الثالثة من الأسنان، وقد نشر الباحثون صوراً مخبرية لأسنان حيوانات نمت من جديد.

وفي دراسة نُشرت العام الماضي، قال الفريق إن «العلاج لدى الفئران فعّال في تجديد الأسنان، ويمكن أن يشكل اختراقاً على صعيد علاج تشوهات الأسنان لدى البشر».

«ليست سوى البداية»

في المرحلة الراهنة، يعطي أطباء الأسنان الأولوية للاحتياجات «الماسة» للمرضى الذين خسروا ستاً من الأسنان الدائمة أو أكثر منذ الولادة.

ويشير تاكاهاشي إلى أنّ الجانب الوراثي يؤثر على نحو 0.1 في المائة من الأشخاص الذين قد يواجهون صعوبة كبيرة في المضغ، وفي اليابان غالباً ما يمضون معظم مراهقتهم وهم يضعون كمامة لإخفاء الفجوات الواسعة في أفواههم. ويضيف أنّ «هذا الدواء قد يكون نقطة تحوّل لهم»؛ لذلك يستهدف الدواء الأطفال في المقام الأول، ويريد الباحثون إتاحته قبل عام 2030.

ولا يعرف أنغراي كانغ، وهو أستاذ في طب الأسنان لدى جامعة كوين ماري في لندن، سوى فريق واحد آخر يسعى إلى تحقيق الهدف المماثل باستخدام الأجسام المضادة لجعل الأسنان تنمو من جديد أو لإصلاحها.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول الخبير في تكنولوجيا المناعة وغير المنخرط في البحث الياباني، إنّ «مجموعة تاكاهاشي تقود المسار».

ويعتبر كانغ أنّ عمل تاكاهاشي «مثير للاهتمام ويستحق المتابعة»؛ لأنّ دواء للأجسام المضادة يستهدف بروتيناً مطابقاً تقريباً لـ«USAG-1» يُستخدم أصلاً لعلاج هشاشة العظام.

ويضيف: «السباق لتجديد أسنان الإنسان ليس قصيراً، لكنه مجموعة من سباقات الماراثون المتتالية، على سبيل التشبيه». ويتابع: «إنها ليست سوى البداية».

ويرى الأستاذ في علاج جذور الأسنان في جامعة هونغ كونغ، تشينفي تشانغ، أنّ طريقة تاكاهاشي «مبتكرة وتحمل إمكانات».

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن «التأكيد على أن البشر يمتلكون براعم أسنان مخفية قادرة على إنتاج مجموعة ثالثة من الأسنان، هو مسألة ثورية ومثيرة للجدل».

ويشير إلى أنّ «النتائج التي لوحظت لدى الحيوانات لا يمكن دائماً ترجمتها بشكل مباشر إلى البشر». ويقول تشانغ إن نتائج التجارب على الحيوانات تثير «تساؤلات بشأن ما إذا كانت الأسنان الجديدة قادرة وظيفياً وجمالياً على أن تحل محل الأسنان المفقودة».

«في قمة السعادة»

يشير تاكاهاشي إلى أنّ موقع السنّ الجديدة في الفم يمكن التحكم به إن لم يكن تحديده، من خلال موقع حقن الدواء.

وفي حال نمت الأسنان في المكان الخطأ فيمكن نقلها عن طريق تقويم الأسنان أو الزرع، على حد قوله.

ولم يشارك أي مريض صغير يعاني من مشكلة خلقية في الأسنان في التجربة السريرية الأولى؛ إذ إن الهدف الرئيس هو اختبار سلامة الدواء لا فاعليته؛ لذا فإن المشاركين في المرحلة الحالية هم بالغون صحتهم جيدة خسروا سناً واحدة على الأقل.

ومع أنّ تجديد الأسنان ليس الهدف الصريح للتجربة هذه المرة، فإن هناك فرصة ضئيلة لحدوث ذلك للمشاركين، بحسب تاكاهاشي.

وإذا نمت أسنانهم، فسيكون الباحثون قد أكدوا أن الدواء فعّال لمَن يعانون من خسارة أسنان، وهو ما سيشكل نجاحاً طبياً. ويقول تاكاهاشي: «سأكون في قمة السعادة في حال حدث ذلك».

وقد تلقى هذه الأنباء ترحيباً خاصاً في اليابان التي تضم ثاني أعلى معدّل من السكان في العالم. وتظهر بيانات وزارة الصحة أن أكثر من 90 في المائة من الأشخاص الذين تتخطى أعمارهم 75 عاماً خسروا سنّاً واحدة على الأقل.

ويقول تاكاهاشي: «ثمة توقّعات عالية بأن تكون تقنيتنا قادرة بشكل مباشر على إطالة متوسط العمر الصحي المتوقع».