خبيرات التجميل السعوديات مُنقسمات حول جدوى التعامل مع شهيرات وسائل التواصل الاجتماعي

واحدة دفعت أكثر من 6 آلاف دولار لتجميل فنانة... ونادمة

جانب من أعمال فنانة الماكياج السعودية هند التركي -  جلسة تصوير لفنانة التجميل هند التركي
جانب من أعمال فنانة الماكياج السعودية هند التركي - جلسة تصوير لفنانة التجميل هند التركي
TT

خبيرات التجميل السعوديات مُنقسمات حول جدوى التعامل مع شهيرات وسائل التواصل الاجتماعي

جانب من أعمال فنانة الماكياج السعودية هند التركي -  جلسة تصوير لفنانة التجميل هند التركي
جانب من أعمال فنانة الماكياج السعودية هند التركي - جلسة تصوير لفنانة التجميل هند التركي

تتسابق الكثير من خبيرات التجميل السعوديات على تزيين شهيرات شبكات التواصل الاجتماعي والفنانات ومدونات الموضة ممن يُطلق عليهن (الفاشينستات)، على اعتبار أن هذه وسيلة سريعة للترويج لأعمالهن وتحقيق الشهرة. إلا أنه بعد الحماس الأول ظهر انقسام في الآراء حول هذه الظاهرة مؤخراً. البعض يراها فعالة وناجحة، فيما يراها البعض الآخر مُكلفة أكثر منها مُجدية. الشريحة الأخيرة لا تنوي تكرار التجربة كونها مضيعة للوقت والإمكانيات. خبيرة التجميل آيات اليحيى، ترى أن اندفاع فنانات المكياج السعوديات لتزيين نجمات شبكات التواصل الاجتماعي والفنانات عموماً سلاح ذو حدين، قائلة: «هناك من وضعت المكياج لامرأة عادية جدا، وأثارت ردود أفعال إيجابية، وهناك من تعاملت مع فنانات كبيرات من دون أن تستفيد بل العكس». وتتابع اليحيى: «لا مانع لدي من أن أتعامل مع شخصية معروفة من باب التسويق والانتشار، لكن الأهم من هذا أن تكون لدي الموهبة وأكون متميزة». وتتحدث اليحيى لـ«الشرق الأوسط» عن أسباب تحول بعض فنانات ماكياج إلى مدونات موضة ومؤثرات في مجالهن قائلة: «حين نحسبها مادياً، فإن المُدونة تأخذ على الإعلان الواحد 10 آلاف ريال (2666 دولارا) تقريبا، وقد تعلن مرتين أو ثلاث باليوم الواحد، وهذا أكثر مما تحصل عليه فنانة الماكياج. ففي أحسن الأحوال قد تحصل على 6 آلاف باليوم (1600 دولار)، ولا ننسى أن هناك تكلفة شراء أدوات تجميل وأجرة المواصلات وغيرها من الأمور».
من ناحيتها، توضح خبيرة التجميل السعودية فاطمة المؤمن، أنها في بداياتها كانت تعتمد على الأسماء الشهيرة كوسيلة دعائية، لكنها اكتشفت في نهاية الأمر أن كل فنانة ماكياج تثبت وجودها بعملها مع زبوناتها عوض جلسات تصوير مع موديل أو شخصية مشهورة». ولا تنكر المؤمن أن «النساء ينجذبن للشخصيات العامة وربما يحاولن تقليدهن أحيانا، لكني اكتشفت، بعد خوض التجربة، أنها مُكلفة وغير مجدية. فقد توليت وضع ماكياج ممثلة خليجية ظهرت على غلاف مجلة، ودفعت 25 ألف ريال (6666 دولاراً) إلا أن المردود لم يكن يستحق هذا المبلغ. فأيقنت أنه علي أن أركز على عملي وعلى إرضاء زبوناتي قبل كل شيء».
أما خبيرة التجميل سارة السبيعي فتُعلق على الظاهرة بقولها: «أعتقد أني إذا قُمت بماكياج شخصية مشهورة سأصل إلى أكبر عدد من الناس في جميع الدول، وهذا أمر جيد ويسعدني، لكن لا بد من التنويه إلى أن العمل الجيد هو الذي يفرض نفسه في الأخير».
وتوافقها الرأي خبيرة التجميل هند التركي بأن «جودة العمل هي الأهم»، مشيرة إلى أن الانتشار على نطاق واسع خليجيا وعربيا قد يتطلب أحياناً استعانة فنانة الماكياج باسم نجمة أو شخصية معروفة وهو ما لا تمانعه. تقول: «شخصياً لم أتجه لذلك بعد، فأنا أعمل في هذا المجال منذ 5 سنوات وكونت لائحة مهمة من الزبونات لإعجابهن بعملي. أما فيما يتعلق بتحول البعض إلى مدونات أو (إنفلوونسرز)، فإن السبب أنهن وجدن فيه عائدا سريعا وسهلا. فمبالغ الإعلانات كبيرة مقارنة بالعمل في مجال التجميل».
وربما تكون الأضواء والعائد المادي المجزي من الأمور التي أسهمت في انتعاش ظاهرة دخول عدد من الفتيات السعوديات مجال التجميل في الآونة الأخيرة، وهو ما تؤكده شبكات التواصل الاجتماعي التي أصبحت منصات رئيسية للتعريف بأنفسهن والتسويق لأعمالهن، مع عرض عناوينهن للتواصل معهن. المأخذ على هذه الظاهرة أن هناك استسهالا للمهنة حسب البعض، مثل خبيرة التجميل شعاع الدحيلان، وهي أيضاً نائب رئيس المجلس التنسيقي لعمل المرأة بمجلس الغرف السعودية. ترى الدحيلان أن تزايد عدد ممتهنات التجميل في الآونة الأخيرة مثير للانتباه «فمهنة التجميل تتطلب الكثير من المهنية وتحتاج إلى التدريب وتقديم العمل بصورة جيدة، وليس خطأ أن تتحول من هواية أحياناً إلى حرفة تحقق مكاسب تجارية». المشكلة بالنسبة لـ«الدحيلان» ليس في دفع «فنان التجميل مبالغ طائلة للمشاهير والعارضات للحصول على دعايات وشهرة وكسب أكبر عدد من المتابعين والزبائن، بل في ازدحام قطاع التجميل بمن ليس لديهن تراخيص نظامية للقيام بهذه المهنة، في ظل غياب الرقابة والضوابط والأهم من ذلك غياب التنظيم».
وفيما يتعلق بطرق التسويق والاستعانة بعارضات من الخارج، تقول الدحيلان: «ربما يرى البعض أنها طريقة للشهرة، إلا أن ذلك غير صحيح، فالشهرة تثبت نفسها في تطوير العمل ومواكبة الألوان العصرية والتسريحات وكل ما يتعلق بفن التجميل، وعدم إلحاق أضرار بالزبائن باستخدام أفضل المواد والالتزام بمعايير التعقيم والبحث عن كل ما يمكن أن يحقق الصحة والجمال في آن واحد».


مقالات ذات صلة

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

لمسات الموضة توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

بعد عدة أشهر من المفاوضات الشائكة، انتهى الأمر بفض الشراكة بين المصمم هادي سليمان ودار «سيلين». طوال هذه الأشهر انتشرت الكثير من التكهنات والشائعات حول مصيره…

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة كيف جمع حذاء بسيط 6 مؤثرين سعوديين؟

كيف جمع حذاء بسيط 6 مؤثرين سعوديين؟

كشفت «بيركنشتوك» عن حملتها الجديدة التي تتوجه بها إلى المملكة السعودية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة الملك تشارلز الثالث يتوسط أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وزوجته الشيخة جواهر والأمير ويليام وكاثرين ميدلتون (رويترز)

اختيار أميرة ويلز له... مواكبة للموضة أم لفتة دبلوماسية للعلم القطري؟

لا يختلف اثنان أن الإقبال على درجة الأحمر «العنابي» تحديداً زاد بشكل لافت هذا الموسم.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة تفننت الورشات المكسيكية في صياغة الإكسسوارات والمجوهرات والتطريز (كارولينا هيريرا)

دار «كارولينا هيريرا» تُطرِز أخطاء الماضي في لوحات تتوهج بالألوان

بعد اتهام الحكومة المكسيكية له بالانتحال الثقافي في عام 2020، يعود مصمم غوردن ويس مصمم دار «كارولينا هيريرا» بوجهة نظر جديدة تعاون فيها مع فنانات محليات

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة الممثلة والعارضة زانغ جينيي في حملة «بيربري» الأخيرة (بيربري)

هل يمكن أن تستعيد «بيربري» بريقها وزبائنها؟

التقرير السنوي لحالة الموضة عام 2025، والذي تعاون فيه موقع «بي أو. ف» Business of Fashion مع شركة «ماكنزي آند كو» للأبحاث وأحوال الأسواق العالمية، أفاد بأن…

«الشرق الأوسط» (لندن)

الملك تشارلز الثالث يُدخل الموضة قصر «سانت جيمس»

ريكاردو ستيفانيللي يستعرض النتائج الأولى المتعلقة بمفهوم «الاستدامة البشرية» (برونيللو كوتشينللي)
ريكاردو ستيفانيللي يستعرض النتائج الأولى المتعلقة بمفهوم «الاستدامة البشرية» (برونيللو كوتشينللي)
TT

الملك تشارلز الثالث يُدخل الموضة قصر «سانت جيمس»

ريكاردو ستيفانيللي يستعرض النتائج الأولى المتعلقة بمفهوم «الاستدامة البشرية» (برونيللو كوتشينللي)
ريكاردو ستيفانيللي يستعرض النتائج الأولى المتعلقة بمفهوم «الاستدامة البشرية» (برونيللو كوتشينللي)

اهتمام الملك تشارلز الثالث بالموضة، وبكل ما يتعلق بالبيئة، أمر يعرفه الجميع منذ أن كان ولياً للعهد. لهذا لم يكن غريباً أن يستقبل في قصر سانت جيمس حديثاً مؤتمراً نظّمه «تحالف الاقتصاد الحيوي الدائري (CBA)»، ليؤكد أنه لا يزال متمسكاً بمبادئه. فالمشروع الذي نُظّم المؤتمر من أجله يستهدف تسريع التحوّل نحو اقتصاد مستدام، وتعزيز التقدّم في المشروع الإنساني.

وتُعدّ هذه دورته الثانية، التي جاءت تحت عنوان «مختبر الأزياء المتجددة في جبال الهيمالايا»، علماً بأن من يقف وراءه أسماء مهمة في عالم المال والأعمال ومجال الإبداع على حد سواء، نذكر منها جيورجيو أرماني وبرونيللو كوتشينللي.

ريكاردو ستيفانيللي مع الملك تشارلز الثالث في المؤتمر (برونيللو كوتشينللي)

المشروع ثمرة تعاون بين فرق معنيّة بالموضة، في إطار «مبادرة الأسواق المستدامة»، التي أطلقها الملك تشارلز الثالث -عندما كان ولياً للعهد- وشركة «برونيللو كوتشينللي (S.p.A)» و«تحالف الاقتصاد الحيوي الدائري». وتأسس لدعم القضايا المرتبطة بالمناخ العالمي وغيرها من المسائل الحيوية التي تُؤثّر على البشرية. وهي قضايا يشدد الملك تشارلز الثالث على أنها تحتاج إلى تكاثف كل القوى لإنجاحها.

حضر المؤتمر باحثون وعلماء وروّاد أعمال وقادة مجتمعات محلية (برونيللو كوتشينللي)

حضر المؤتمر، إلى جانب الملك البريطاني، نحو 100 مشارك، من بينهم باحثون وعلماء وروّاد أعمال، ومستثمرون، وقادة مجتمعات محلية.

كان للموضة نصيب الأسد في هذا المؤتمر، إذ شارك فيه فيديريكو ماركيتي، رئيس فرقة العمل المعنيّة بالموضة، وجوزيبي مارسوتشي، ممثل عن دار «جورجيو أرماني»، وبرونيللو كوتشينللي، الرئيس التنفيذي لشركة «برونيللو كوتشينللي». وتحدَّث هذا الأخير عن التقدّم الذي أحرزته الشركة الإيطالية حتى الآن في إطار دعم قيم الاقتصاد الدائري، وحماية البيئة، فضلاً عن تعزيز مفاهيم الأزياء والسياحة المستدامة، مستشهداً بدفعات أولية من «باشمينا»، استخدمت فيها مواد خام من مناطق واقعة في جبال الهيمالايا.

ويُعدّ مشروع الهيمالايا، الذي وُلد من رؤية مشتركة بين «برونيللو كوتشينللي» و«فيديريكو ماركيتي»، من المشروعات التي تحرص على ضمان إنتاج يُعنى برفاهية الإنسان، من دون أي تأثيرات سلبية على الطبيعة والبيئة. وحتى الآن يُحقق المشروع نتائج إيجابية مهمة، لكن دعم الملك تشارلز الثالث له يُضفي عليه زخماً لا يستهان به.