قمة منتدى المتوسط تعتمد 272 مشروعاً تنموياً

TT

قمة منتدى المتوسط تعتمد 272 مشروعاً تنموياً

اعتمدت «قمة الضفتين، منتدى المتوسط» التي انطلقت أشغالها أمس في مارسيليا (جنوب فرنسا)، على 272 مشروعاً تنموياً متوسطياً، من بينها 24 مشروعاً مقترحاً من طرف المغرب.
وتهدف هذه القمة، التي تندرج في إطار الحوار المتوسطي (5 زائد 5) الذي يجمع خمس دول من الضفة الجنوبية للمتوسط (موريتانيا، والمغرب، والجزائر، وتونس، وليبيا) وخمس دول من الضفة الشمالية (البرتغال، وإسبانيا، وفرنسا، وإيطاليا، ومالطا)، إلى إعادة إطلاق دينامية التعاون في المتوسط الغربي، من خلال تفعيل مشروعات ملموسة لفائدة التنمية البشرية والاقتصادية المستدامة في المنطقة.
كما ينخرط في هذه المبادرة كل من الاتحاد الأوروبي وألمانيا، وكذلك المنظمات المتوسطية، والمنظمات الاقتصادية الدولية الرئيسية بالمنطقة.
وتتميز هذه المبادرة الجديدة بإشراك فعلي لهيئات المجتمع المدني من الضفتين، في وضع الأجندة الجديدة للعمل المتوسطي، وذلك عبر إطلاق ديناميكية جماعية على مدى الأربعة أشهر الماضية، بمشاركة الشباب والفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين والثقافيين والأكاديميين من الضفتين، من أجل وضع حلول وتصورات واقتراحات.
ونوّه ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربي، في كلمة بمناسبة افتتاح القمة، بالمكانة التي خصصت للمجتمع المدني في إطار هذه القمة، والذي ساهم في الإعداد لها عبر 4 أشهر من العمل المتواصل، مكنت 100 من المنظمات غير الحكومية للبلدان المشاركة من التعارف والعمل معاً، ونسج علاقات شراكة وتعاون فيما بينها. وقال بوريطة: «لقد تمكنا من خلال ذلك من اكتشاف الطاقات والقدرات التي يزخر بها المجتمع المدني المتوسطي، إضافة إلى أننا، نحن الذين تعودنا على المتوسطية الرسمية، اكتشفنا المتوسطية المواطنة»، مشيراً إلى أن العلاقات بين الطرفين، الرسمي والأهلي، علاقات تكامل وليست علاقات تنافر. وأشار بوريطة إلى أن المغرب شارك في إطار هذه الدينامية بـ10 منظمات غير حكومية، تقودها آسية بن صالح العلوي، معبراً عن افتخاره بمساهمة هذه المنظمات في الإعداد للمؤتمر.
كما أشاد بوريطة بانفتاح المؤتمر على الممولين والمؤسسات المالية، مشيراً إلى أنه لا يمكن الحديث عن مشروعات دون الحديث عن التمويل.
وفي سياق التحضير للمؤتمر، عقدت خمسة منتديات إقليمية موضوعاتية خلال 2019، والتي تناولت الطاقة (الجزائر في 8 أبريل «نيسان»)، والشباب، والتعليم، والتنقل (مالطا في 24 و25 أبريل)، والاقتصاد والتنافسية (المغرب في 29 أبريل)، والثقافة والإعلام والسياحة (مونبولييه في 2 و3 مايو «أيار»)، وأخيراً التنمية المستدامة (باليرمو في 16 مايو).
واختتم المؤتمر بخطاب للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وإصدار بيان مارسيليا.



إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.