الجزائر: خطة للخروج من الأزمة تقترح الاحتفاظ ببن صالح رئيساً واستقالة بدوي

TT

الجزائر: خطة للخروج من الأزمة تقترح الاحتفاظ ببن صالح رئيساً واستقالة بدوي

في يحن نظّم ناشطون جزائريون مظاهرة أمام محكمة بالعاصمة احتجاجاً على متابعة متظاهرين بالحراك الشعبي، أعلنت شخصيات معروفة بالوسط السياسي والديني والاقتصادي عن خطة لحل أزمة الحكم التي تواجهها البلاد، أهم ما فيها الاحتفاظ بعبد القادر بن صالح رئيساً مؤقتاً، ورحيل نور بدوي من رئاسة الوزراء.
وتجمّع نحو 200 شخص بمحكمة سيدي امحمد بالعاصمة للمطالبة بالإفراج عن 18 شخصاً جرى اعتقالهم الجمعة والسبت بسبب رفع الراية الأمازيغية في مظاهرات الحراك الشعبي الذي انطلق في 22 فبراير (شباط) الماضي. واتهم القضاء الناشطين الذين أودعهم قاضي التحقيق بهذه المحكمة الحبس الاحتياطي بـ«ضرب الوحدة الوطنية». وقال عبد الغني بادي، أحد المحامين المدافعين عن مجموعة النشطاء، إن التهمة يتكفل بها القانون الجنائي، وتصل عقوبتها إلى 10 سنوات سجناً.
وتم أمس إيداع طبيب الحبس المؤقت بمحكمة برج بوعريريج (250 كلم شرق العاصمة) بسبب صورة نشرها بحسابه بـ«فيسبوك» يظهر فيها مع راية الأمازيغ معلقة في جدار بمكتبه بالمستشفى المحلي، ويكتب: «أمازيغي الأصل وأفتخر».
وأدانت «جبهة القوى الاشتراكية»، أقدم حزب معارض يملك انتشاراً واسعاً بمنطقة القبائل الأمازيغية (شرق) في بيان «اعتقال المواطنين الجزائريين الذين يحملون الرايات الأمازيغية». كما استنكر «إطلاق متابعات قضائية ضدهم بناءً على اتهامات لا أساس لها من الصحة»، مشيراً إلى أن «حمل الراية الأمازيغية هو فعل يعبر عن الانتماء للهوية، وعنصر تكامل في الثقافة الأمازيغية بكل شمال أفريقيا، ولا يمكن ... اعتباره محاولة للمساس بالوحدة الوطنية والعلم الوطني».
من جهة أخرى، أطلق ناشطون لهم حضور واسع في الإعلام مبادرة للخروج من المأزق السياسي الذي خلفه ترشح الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة، قبل استقالته في 2 أبريل (نيسان) الماضي. وقال عدّة فلاحي، البرلماني مستشار وزير الشؤون الدينية سابقاً، وهو طرف في المبادرة، إن إطلاقها «تم بعد مشاورات ونقاش موسع مع مختلف الأطياف والتوجهات السياسية والثقافية والدينية».
ويوجد ضمن المجموعة إمام مسجد بالعاصمة معروف، اسمه جلول قسول، وعبد المالك سراي المستشار الاقتصادي للرئيس اليمين زروال (1994 - 1998)، وعبد المجيد مناصرة وزير الصناعة سابقاً. وترتكز الخطة، حسب فلاحي، على مجموعة نقاط من بينها «مباركة الحراك والمجتمع المدني الذي يدعمه، وكل من ساهم في محاربة الفساد حتى ما قبل موعد الحراك»، و«التذكير بخطورة المرحلة أمنياً واقتصادياً، وبضرورة تجاوز الأزمة في أقرب وقت، وذلك باقتراح لجنة وساطة بين الحراك والمجتمع المدني والسلطة».
وتتمثل مهمة «لجنة الوساطة» في اقتراح رحيل رئيس الوزراء وطاقم حكومته، وإطلاق مشاورات بهدف التوصل إلى توافق حول شخصية وطنية تحل محله، تقوم هي بالتحضير لانتخابات رئاسية. وبحسب أصحاب الخطة، فلا مانع من استمرار بن صالح رئيساً مؤقتاً «كرمز لديمومة الدولة ومؤسساتها}.



إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)

اعترضت إسرائيل صاروخين باليستيين أطلقتهما الجماعة الحوثية في سياق مزاعمها مناصرة الفلسطينيين في غزة، السبت، قبل يوم واحد من بدء سريان الهدنة بين تل أبيب وحركة «حماس» التي ادّعت الجماعة أنها تنسق معها لمواصلة الهجمات في أثناء مراحل تنفيذ الاتفاق في حال حدوث خروق إسرائيلية.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تشن الجماعة المدعومة من إيران هجمات ضد السفن في البحرين الأحمر والعربي، وتطلق الصواريخ والمسيرات باتجاه إسرائيل، وتهاجم السفن الحربية الأميركية، ضمن مزاعمها لنصرة الفلسطينيين.

وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، يحيى سريع، في بيان متلفز، عصر السبت، بتوقيت صنعاء، إن جماعته نفذت عملية عسكرية نوعية استهدفت وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب بصاروخ باليستي من نوع «ذو الفقار»، وإن الصاروخ وصل إلى هدفه «بدقة عالية وفشلت المنظومات الاعتراضية في التصدي له»، وهي مزاعم لم يؤكدها الجيش الإسرائيلي.

وأضاف المتحدث الحوثي أن قوات جماعته تنسق مع «حماس» للتعامل العسكري المناسب مع أي خروق أو تصعيد عسكري إسرائيلي.

من جهته، أفاد الجيش الإسرائيلي باعتراض الصاروخ الحوثي، ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» أن صافرات الإنذار والانفجارات سُمعت فوق القدس قرابة الساعة 10.20 (الساعة 08.20 ت غ). وقبيل ذلك دوّت صافرات الإنذار في وسط إسرائيل رداً على إطلاق مقذوف من اليمن.

وبعد نحو ست ساعات، تحدث الجيش الإسرائيلي عن اعتراض صاروخ آخر قبل دخوله الأجواء، قال إنه أُطلق من اليمن، في حين لم يتبنّ الحوثيون إطلاقه على الفور.

ومع توقع بدء الهدنة وتنفيذ الاتفاق بين إسرائيل و«حماس»، من غير المعروف إن كان الحوثيون سيتوقفون عن مهاجمة السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا في البحر الأحمر، وخليج عدن؛ إذ لم تحدد الجماعة موقفاً واضحاً كما هو الحال بخصوص شن الهجمات باتجاه إسرائيل، والتي رهنت استمرارها بالخروق التي تحدث للاتفاق.

1255 صاروخاً ومسيّرة

زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي استعرض، الخميس، في خطبته الأسبوعية إنجازات جماعته و«حزب الله» اللبناني والفصائل العراقية خلال الـ15 شهراً من الحرب في غزة.

وقال الحوثي إنه بعد بدء سريان اتفاق الهدنة، الأحد المقبل، في غزة ستبقى جماعته في حال «مواكبة ورصد لمجريات الوضع ومراحل تنفيذ الاتفاق»، مهدداً باستمرار الهجمات في حال عودة إسرائيل إلى التصعيد العسكري.

جزء من حطام صاروخ حوثي وقع فوق سقف منزل في إسرائيل (أ.ف.ب)

وتوعّد زعيم الجماعة المدعومة من إيران بالاستمرار في تطوير القدرات العسكرية، وقال إن جماعته منذ بدء تصعيدها أطلقت 1255 صاروخاً وطائرة مسيرة، بالإضافة إلى العمليات البحرية، والزوارق الحربية.

وأقر الحوثي بمقتل 106 أشخاص وإصابة 328 آخرين في مناطق سيطرة جماعته، جراء الضربات الغربية والإسرائيلية، منذ بدء التصعيد.

وفي وقت سابق من يوم الجمعة، أعلن المتحدث الحوثي خلال حشد في أكبر ميادين صنعاء، تنفيذ ثلاث عمليات ضد إسرائيل، وعملية رابعة ضد حاملة الطائرات «يو إس إس ترومان» شمال البحر الأحمر، دون حديث إسرائيلي عن هذه المزاعم.

وادعى المتحدث سريع أن قوات جماعته قصفت أهدافاً حيوية إسرائيلية في إيلات بـ4 صواريخ مجنحة، كما قصفت بـ3 مسيرات أهدافاً في تل أبيب، وبمسيرة واحدة هدفاً حيوياً في منطقة عسقلان، مدعياً أن العمليات الثلاث حقّقت أهدافها.

كما زعم أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «ترومان» شمال البحر الأحمر، بعدد من الطائرات المسيرة، وهو الاستهداف السابع منذ قدومها إلى البحر الأحمر.

5 ضربات انتقامية

تلقت الجماعة الحوثية، في 10 يناير (كانون الثاني) 2025، أعنف الضربات الإسرائيلية للمرة الخامسة، بالتزامن مع ضربات أميركية - بريطانية استهدفت مواقع عسكرية في صنعاء وعمران ومحطة كهرباء جنوب صنعاء وميناءين في الحديدة على البحر الأحمر غرباً.

وجاءت الضربات الإسرائيلية الانتقامية على الرغم من التأثير المحدود للمئات من الهجمات الحوثية، حيث قتل شخص واحد فقط في تل أبيب جراء انفجار مسيّرة في شقته يوم 19 يوليو (تموز) 2024.

مطار صنعاء الخاضع للحوثيين تعرض لضربة إسرائيلية انتقامية (أ.ف.ب)

وإلى جانب حالات الذعر المتكررة بسبب صفارات الإنذار وحوادث التدافع في أثناء الهروب للملاجئ، تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ حوثي، في 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، كما أصيب نحو 20 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في الـ21 من الشهر نفسه.

واستدعت الهجمات الحوثية أول رد من إسرائيل، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتَي توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

دخان يتصاعد في صنعاء الخاضعة للحوثيين إثر ضربات غربية وإسرائيلية (أ.ف.ب)

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء، ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر 2024، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.