لم يكن بيتو بيريس الكولومبي الجنسية، يعلم أن نسيانه الأقراص المدمجة التي تحمل مقطوعاته الموسيقية الخاصة بتدريب رياضة «الأيروبك»، أثناء تجهيزه للحصة الرياضية في النادي، واستبدالها بأقراص تحمل مقطوعات موسيقية لاتينية مثل «السالسا» و«المارينجي» و«السوكا» و«الريجاتون» و«الفلامينكو»، سيخلق نوعا جديدا من أنواع الرياضة الراقصة أسماها فيما بعد بـ«الزومبا»، ليسجل من خلالها نوعا جديدا من أنواع الرياضة الهوائية العالمية التي انتشرت فيما بعد حول العالم.
كابتن بيريس الرياضي العالمي، الذي تنسب إليه رياضة الـ«زومبا» سيطر على توتره أثناء اكتشافه فقدان القرص المدمج، وقرر أن يجمع مقطوعات موسيقية لاتينية متنوعة ليقوم بتدريب المشتركين معه على حركات رياضية مدمجة بالرقصات اللاتينية، ولكن بأداء رياضي، عوضا عن رياضته المعتادة، غير متوقع أن تنال هذه الحركات الرياضية استحسان متدربيه، الذي بلغ إلى درجة مطالبته باعتمادها وترك سابقتها.
الـ«زومبا» باللغة اللاتينية تعني الحركة السريعة، ولهذا السبب أطلق بيريس هذا المسمى على رياضته التي أصبحت الرياضة الأولى في النوادي الرياضية في دول العالم كافة، لأنها لا تحتاج إلى لياقة معينة أو عمر أو وضع صحي معين، فهي تعتبر رياضة للجميع، وعلاجا نفسيا وبدنيا وصحيا، اعتمدتها كثير من دول العالم المتقدمة في مراكزها الصحية والعلاجية وحتى في السجون.
تعتبر أميركا من أوائل الدول التي اعتمدت رياضة الـ«زومبا» في مراكز الإعاقة والمصحات النفسية ومراكز علاج الإدمان والسجون ودور رعاية كبار السن، لما لها من آثار نفسية وعلاجية جيدة على ممارسيها، من خلال مدربين معتمدين رسميا من مركز بيتو بيريس، الذي أسسه في ولاية ميامي لتعليم «الزومبا»، وإرسال فريق ممن حصلوا على ترخيص بممارسة هذه الرياضة.
هذه الرياضة عبرت القارات ووصلت إلى السعودية، فهذه كابتن هديل سعود، السعودية الجنسية من أوائل السعوديات الحاصلات على رخصة دولية معتمدة للتدريب على الـ«زومبا» من وكالة زومبا في ولاية ميامي الأميركية.
الكابتن هديل سعود دربت بشكل تطوعي كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة في أميركا، لتنقلها أخيرا إلى السعودية لتدريب الراغبات في ممارسة هذه الرياضة عبر مركزها الرياضي في جدة.
تقول كابتن هديل لـ«الشرق الأوسط» إن رياضة الـ«زومبا» من الرياضات الهوائية التي تحرق ألف سعرة حرارية في الساعة، وتقوم بتشغيل جميع عضلات الجسم وتقويتها، إضافة إلى إعطاء الشكل الأنثوي للجسم والمتعارف عليه عند النساء اللاتينيات.
وتشدد على ضرورة الحفاظ على الأكل الصحي أثناء ممارسة رياضة الـ«زومبا»، مشيرة إلى أن الجسم، يبحث عن الدهون التي يتم تناولها مباشرة بعد أداء هذه الرياضة، داعية الممارسات لهذه الرياضة إلى التنبه وعدم تناول الأكل إلا بعد ساعتين من ممارستها لتفادي تعويض حرق الدهون الذي تم أثناء حصة التدريب.
وتبين أن «الزومبا» تنقسم إلى نوعين؛ أولهما رياضة الـ«زومبا»، وهو ما يقدم في المراكز الرياضية والمصحات ومراكز العلاج والسجون، والثاني رقصة الـ«زومبا» وهو نوع لا يقوم بأدائه إلا المتقدمون في هذا النوع من الرياضة، مطالبة المتدربات معها بالتركيز في الحركات الرياضية التي تقدمها، مع ربطها بالإيقاع الذي سيجعل المتدربات، مع مرور الوقت، متقنات للأداء الرياضي الذي سيفقدهن الكثير من الوزن، إضافة إلى الحصول على حالة مزاجية جيدة نتيجة إفراز هرمون السعادة أثناء أدائهن. وتؤكد المدربة السعودية أن التجربة أثبتت أن هذا النوع من الرياضة أتى بنتائج فعالة علاجية مع كثير من المتدربات معها، وأن هذا الأمر أذهل الأطباء المشرفين على حالتهم المرضية في السعودية، حيث ساعدت رياضة الـ«زومبا» بعض المتدربات على التخلص من أدوية السكر والضغط والاكتئاب والكولسترول.
وعدّت كابتن هديل سعود رياضة الـ«زومبا» علاجا لكثير من الأمراض مثل الضغط والسكر والأرق والاكتئاب والكولسترول وأيضا علاجا مساندا للمدمنين، من خلال استخدامها بديلا لما كانوا يتعاطونه، وذلك للأثر النفسي الذي تتركه هذه الرياضة بعد دخولهم في حالة الاكتئاب نتيجة العلاج، موضحة أن استخدامها للعلاج لا يجري إلا في أميركا وبعض الدول الأوروبية، ولم تصل الدول العربية لهذا المستوى من الاستخدام.
وتابعت «إن الزومبا تستخدم في الدول المتقدمة لعلاج مرضى السرطان، حيث تكون عاملا مساعدا لإخراجهم من الوضع النفسي السيئ الذي يمرون به، وتكون عاملا مساعدا للاستجابة للعلاج، إضافة إلى استخدامها في العلاج الطبيعي، خصوصا للأطفال، من خلال تمرينات مخصصة لهم، وحالات (الديسلكسيا) أو ما يعرف بفرط الحركة».
وعن أكثر المواقف تأثيرا التي مرّت بها كابتن هديل سعود أثناء تدريباتها، تقول: «ذهبت في أميركا لأحد مراكز العناية بكبار السن، لتدريبهم على رياضة الزومبا، وقبل ذهابنا قال لي بيريس قد نواجه الرفض من قبلهم أو عدم تقبلك، فكوني مستعدة»، وبالفعل في البداية بدأوا بالنظر إلى دون أي رد فعل، ولكن بعد مرور وقت قصير جدا بدأوا في التفاعل معي بأداء الحركات بكل سعادة، وعند الانتهاء من التمرين واستعدادي للرحيل قام أحد كبار السن بندائي، وقال لي: «أشكرك لأن هذا ما كنا نحتاج إليه لنشعر بأننا على قيد الحياة»، وكانت هذه العبارة بالنسبة إلي من أجمل ما قيل لي في حياتي.
وتتمنى كابتن هديل أن تعتمد الـ«زومبا» في المراكز الصحية والعلاجية والمدارس والجامعات السعودية، لما لها من فوائد بدنية وصحية وعلاجية.
8:9 دقيقه
الـ«زومبا».. رياضة عالمية تعبر القارات وتصل للسعودية
https://aawsat.com/home/article/178311
الـ«زومبا».. رياضة عالمية تعبر القارات وتصل للسعودية
عبارة عن حركات سريعة تفرز هرمون السعادة وتحرق 1000 سعرة حرارية في الساعة
الـ«زومبا» - مدربة الـ«زومبا» هديل
- جدة: أسماء الغابري
- جدة: أسماء الغابري
الـ«زومبا».. رياضة عالمية تعبر القارات وتصل للسعودية
الـ«زومبا» - مدربة الـ«زومبا» هديل
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة

