الطاقة المتجددة توفر ملايين الوظائف عالمياً

المغرب في طليعة البلدان العربية

الطاقة المتجددة توفر ملايين الوظائف عالمياً
TT

الطاقة المتجددة توفر ملايين الوظائف عالمياً

الطاقة المتجددة توفر ملايين الوظائف عالمياً

كشف الإصدار الأخير من تقرير «الطاقة المتجددة والوظائف - المراجعة السنوية 2019» عن توفير قطاع الطاقة المتجددة وظائف لنحو 11 مليون شخص عام 2018، مقابل 10.3 مليون وظيفة سنة 2017؛ أي بنمو وصل إلى 6.8 في المائة. وهو نموّ لافت إذا ما قورن بنسبة الزيادة في 2017، التي بلغت 5.1 في المائة مقارنة بوظائف سنة 2016، التي بدورها شهدت نمواً في الوظائف مقداره 1.1 في المائة فقط.
التقرير الصادر عن «الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (إيرينا)»، التي تتخذ من مدينة مصدر في أبوظبي مقراً لها وتضم نحو 160 بلداً، علّل هذا النمو بتوجه مزيد من البلدان إلى التصنيع والتجارة والتطبيق بمجال تقنيات الطاقة المتجددة. وأشار إلى أن الوظائف في القطاع ارتفعت إلى أعلى مستوياتها رغم تباطؤ نموها في أسواق الطاقة المتجددة الرئيسية، بما فيها الصين.
ومع تنوّع سلسلة إمدادات الطاقة المتجددة، فإن البصمة الجغرافية للقطاع تتغير عموماً. فرغم تركز قطاعات الطاقة المتجددة في عدد قليل من الأسواق الرئيسية، مثل الصين والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، فإنه برزت مؤخراً بلدان شرق وجنوب شرقي آسيا، إلى جانب الصين، بوصفها مورداً رئيسياً لألواح الطاقة الشمسية الكهروضوئية. فقد شهدت بلدان مثل ماليزيا وتايلاند وفيتنام زيادة في معدل نمو وظائف الطاقة المتجددة العام الماضي، مما سمح لآسيا بالاستحواذ على 60 في المائة من وظائف هذا القطاع عالمياً.
وفي العالم العربي، توقع التقرير أن تؤدي المشاريع المصرية الضخمة لتوليد الكهرباء من الرياح والطاقة الشمسية إلى توفير مزيد من فرص العمل. وكانت محطة جرى افتتاحها مطلع 2019 في مجمع بنبان للطاقة الشمسية في أسوان، وظّفت نحو 650 شخصاً. وسيوفر المجمع آلاف فرص العمل عند اكتمال تنفيذ باقي محطاته الشمسية، التي يبلغ عددها 40 محطة، حيث تستلزم أعمال البناء في المجمع أكثر من 10 آلاف عامل، وسيتطلب تشغيله وصيانته توظيف 4 آلاف شخص.
ومع 10 آلاف وظيفة، يعد مجمع «نور ورزازات» المقصد الأول للعمل في قطاع الطاقة المتجددة المغربي. ويتكوّن المجمّع من 3 محطات للطاقة الشمسية المركزة، ومحطة رابعة للواقط الكهروضوئية، ويعتمد في تشغيله على الأيدي الوطنية بنسبة 70 في المائة. وتشجّع الوكالة الوطنية المغربية للطاقة المتجددة على استخدام الموارد المادية والبشرية المحلية، حيث ساهم تنفيذ مصنع لإنتاج الألواح الشمسية في مدينة الحسيمة بتوظيف نحو 100 شخص.
وكانت المملكة المغربية زادت حصتها بشكل ملحوظ من الطاقة المتجددة خلال السنوات الخمس الماضية. ومع التوسع في المحطات الشمسية ومزارع الرياح، تسير البلاد بخطى واثقة لتحقيق هدفها في تنفيذ منشآت تولد 42 في المائة من الطاقة من مصادر متجددة بحلول 2020، و52 في المائة بحلول 2030.
عالمياً، حافظت الطاقة الشمسية الكهروضوئية وطاقة الرياح على تفوقها بين جميع مصادر الطاقة المتجددة من حيث فرص العمل التي توفرها، حيث جاءت الطاقة الشمسية الكهروضوئية في الصدارة خلال 2018، مع استحواذها على ثلث فرص العمل في قطاع الطاقة المتجددة إجمالاً، متفوّقة بذلك على الطاقة الكهرومائية والوقود الحيوي السائل وطاقة الرياح. أمّا جغرافياً، فتقدم آسيا أكثر من 3 ملايين فرصة عمل في مجال الطاقة الكهروضوئية، أي نحو تسعة أعشار المجموع العالمي.
أمّا فرص العمل في قطاع طاقة الرياح فتتركز في طاقة الرياح البرية، التي توفر الجزء الأكبر من وظائف القطاع بما يناهز 1.2 مليون وظيفة. وتقدم الصين وحدها 44 في المائة من فرص العمل العالمية في مجال طاقة الرياح، تليها ألمانيا والولايات المتحدة. وقد تكون طاقة الرياح البحرية خياراً جذاباً للاستفادة من القدرات المحلية واستثمار الشراكة مع قطاعي النفط والغاز.
وفي حين يستمر النفط محافظاً على صدارته بصفته مصدراً لثلث طاقة العالم، يليه الفحم الحجري، ثم الغاز الطبيعي، تشير نسبة النمو المرتفعة في الاعتماد على المصادر المتجددة خلال السنوات العشر الماضية إلى حدوث توجه عالمي يؤيد بقوة مصادر الطاقة الأنظف على حساب مصادر الطاقة الأكثر تلويثاً.
ورغم النمو النسبي الذي يشهده قطاع الطاقة النظيفة في بعض الدول العربية، فإن الشرق الأوسط لا يزال أقل المناطق اعتماداً على مصادر الطاقة المتجددة، علماً بأنه يتمتع بأعلى سطوع شمسي على وجه الأرض وسرعات ريحية معتدلة إلى مرتفعة.


مقالات ذات صلة

مصر: غالبية الدول تعتبر مشاريع قرارات «كوب 27» متوازنة

شمال افريقيا وزير الخارجية المصري سامح شكري (إ.ب.أ)

مصر: غالبية الدول تعتبر مشاريع قرارات «كوب 27» متوازنة

أكد رئيس مؤتمر الأطراف حول المناخ (كوب27) سامح شكري اليوم (السبت) أن «الغالبية العظمى» من الدول تعتبر مشاريع القرارات التي قدمتها رئاسة مؤتمر المناخ «متوازنة» بعدما انتقدها الاتحاد الأوروبي. وأوضح وزير خارجية مصر سامح شكري للصحافيين بعد ليلة من المفاوضات المكثفة إثر تمديد المؤتمر في شرم الشيخ أن «الغالبية العظمى من الأطراف أبلغتني أنها تعتبر النص متوازنا وقد يؤدي إلى اختراق محتمل توصلا إلى توافق»، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. وتابع يقول «على الأطراف أن تظهر تصميمها وأن تتوصل إلى توافق».

«الشرق الأوسط» (شرم الشيخ)
بيئة البيئة في 2021... قصص نجاح تعزز الأمل في تخفيف أزمة المناخ

البيئة في 2021... قصص نجاح تعزز الأمل في تخفيف أزمة المناخ

شهدت سنة 2021 الكثير من الكوارث والخيبات، لكنها كانت أيضاً سنة «الأمل» البيئي. فعلى الصعيد السياسي حصلت تحولات هامة بوصول إدارة داعمة لقضايا البيئة إلى سدة الرئاسة في الولايات المتحدة. كما شهدت السنة العديد من الابتكارات الخضراء والمشاريع البيئية الواعدة، قد يكون أبرزها مبادرة «الشرق الأوسط الأخضر» التي أطلقتها السعودية. وفي مجال الصحة العامة، حقق العلماء اختراقاً كبيراً في مواجهة فيروس كورونا المستجد عبر تطوير اللقاحات وبرامج التطعيم الواسعة، رغم عودة الفيروس ومتحوراته. وفي مواجهة الاحتباس الحراري، نجح المجتمعون في قمة غلاسكو في التوافق على تسريع العمل المناخي.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
يوميات الشرق فرقة «كولدبلاي» تراعي المعايير البيئية في جولتها سنة 2022

فرقة «كولدبلاي» تراعي المعايير البيئية في جولتها سنة 2022

أعلنت فرقة «كولدبلاي» البريطانية، الخميس، عن جولة عالمية جديدة لها سنة 2022 «تراعي قدر الإمكان متطلبات الاستدامة»، باستخدام الألواح الشمسية وبطارية محمولة وأرضية تعمل بالطاقة الحركية لتوفير كامل الكهرباء تقريباً، فضلاً عن قصاصات «كونفيتي» ورقية قابلة للتحلل وأكواب تحترم البيئة. وذكرت «كولدبلاي» في منشور عبر «تويتر» أن «العزف الحي والتواصل مع الناس هو سبب وجود الفرقة»، لكنها أكدت أنها تدرك «تماماً في الوقت نفسه أن الكوكب يواجه أزمة مناخية». وأضاف المنشور أن أعضاء فرقة الروك الشهيرة «أمضوا العامين المنصرمين في استشارة خبراء البيئة في شأن سبل جعل هذه الجولة تراعي قدر الإمكان متطلبات الاستدامة» و«

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق بعد انخفاضها بسبب الإغلاق... انبعاثات الكربون تعاود الارتفاع

بعد انخفاضها بسبب الإغلاق... انبعاثات الكربون تعاود الارتفاع

انخفضت انبعاثات الغازات المسببة للاحترار العالمي بشكل كبير العام الماضي حيث أجبر وباء «كورونا» الكثير من دول العالم على فرض الإغلاق، لكن يبدو أن هذه الظاهرة الجيدة لن تدوم، حيث إن الأرقام عاودت الارتفاع بحسب البيانات الجديدة، وفقاً لشبكة «سي إن إن». وتسببت إجراءات الإغلاق لاحتواء انتشار الفيروس التاجي في انخفاض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 7 في المائة على مدار عام 2020 - وهو أكبر انخفاض تم تسجيله على الإطلاق - وفق دراسة نُشرت أمس (الأربعاء) في المجلة العلمية «نيتشر كلايميت شينج». لكن مؤلفيها يحذرون من أنه ما لم تعطِ الحكومات الأولوية للاستثمار بطرق بيئية في محاولاتها لتعزيز اقتصاداتها الم

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
بيئة 5 ملفات بيئية هامة في حقيبة بايدن

5 ملفات بيئية هامة في حقيبة بايدن

أعلن الفريق الانتقالي للرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن أن وزير الخارجية السابق جون كيري سيكون له مقعد في مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، وهي المرة الأولى التي يخصّص فيها مسؤول في تلك الهيئة لقضية المناخ. ويأتي تعيين كيري في إطار التعهدات التي قطعها جو بايدن خلال حملته الانتخابية بإعادة الولايات المتحدة إلى الطريق الصحيح في مواجهة تغيُّر المناخ العالمي ودعم قضايا البيئة، بعد فترة رئاسية صاخبة لسلفه دونالد ترمب الذي انسحب من اتفاقية باريس المناخية وألغى العديد من اللوائح التشريعية البيئية. وعلى عكس ترمب، يعتقد بايدن أن تغيُّر المناخ يهدّد الأمن القومي، حيث ترتبط العديد من حالات غياب الاستقرار

«الشرق الأوسط» (بيروت)

دراسة: ارتفاع درجات الحرارة يزيد خطر الإصابة بالرجفان الأذيني

رجل يسكب الماء على رأسه أثناء موجة حر في هيوستن بولاية تكساس بالولايات المتحدة - 25 أغسطس 2023 (رويترز)
رجل يسكب الماء على رأسه أثناء موجة حر في هيوستن بولاية تكساس بالولايات المتحدة - 25 أغسطس 2023 (رويترز)
TT

دراسة: ارتفاع درجات الحرارة يزيد خطر الإصابة بالرجفان الأذيني

رجل يسكب الماء على رأسه أثناء موجة حر في هيوستن بولاية تكساس بالولايات المتحدة - 25 أغسطس 2023 (رويترز)
رجل يسكب الماء على رأسه أثناء موجة حر في هيوستن بولاية تكساس بالولايات المتحدة - 25 أغسطس 2023 (رويترز)

تشير دراسة جديدة إلى أن موجات الحر قد تزيد خطر الإصابة بالرجفان الأذيني، وهو اضطراب في ضربات القلب، إلى ضعفين أو 3 أضعاف، لا سيما إذا لم يكن القلب بصحة جيدة.

وتتبع الباحثون أكثر من 2000 شخص في أنحاء الولايات المتحدة، وقع الاختيار عليهم لأنهم زرعوا أجهزة تراقب نشاط القلب باستمرار. ومعظم هؤلاء يعانون من السمنة، ولديهم جميعاً ضعف في عضلة القلب، بصورة تجعلها تكافح لضخ ما يكفي من الدم إلى الجسم، وفق «وكالة رويترز للأنباء».

وعندما وصلت درجات الحرارة في الخارج إلى 39 درجة مئوية، زادت احتمالات الإصابة بنوبة من الرجفان الأذيني، بنحو 2.66 مرة مقارنةً بدرجات حرارة تتراوح بين 5 و8 درجات مئوية.

وارتفعت احتمالية الإصابة بالرجفان الأذيني لتصبح أعلى 2.87 مرة عند 40 درجة مئوية، و3.09 مرة عند 41 درجة.

ووجد الباحثون، الذين سيقدمون البيانات في اجتماعات جمعية القلب الأميركية، أن نوبات الرجفان الأذيني حدثت بمعدل أقل بين الساعة 12 صباحاً والسابعة صباحاً، مقارنة بساعات العمل الاعتيادية، من الثامنة صباحاً وحتى الخامسة مساء، وبمعدل أكبر في أيام الأسبوع مقارنةً بعطلات نهاية الأسبوع.

وتعقد جمعية القلب الأميركية جلسات علمية في مدينة شيكاغو، الفترة من 16 إلى 18 نوفمبر (تشرين الثاني).

وقال المتحدث باسم جمعية القلب الأميركية، الدكتور سانجاي راجاجوبالان من جامعة كيس وسترن ريزيرف في كليفلاند، الذي لم يشارك في الدراسة «نظراً للانتشار المتزايد للرجفان الأذيني بين عامة السكان بسبب التقدم في العمر وانتشار السمنة؛ فقد نضطر الآن أيضاً إلى التعامل مع ارتفاع درجات الحرارة».

وأضاف في بيان: «الأشخاص المهددون الذين يعيشون في مناطق معرضة لخطر الارتفاع الكبير في درجات الحرارة يجب أن يطلعوا على هذه النتائج، ويتأكدوا من اتخاذهم الاحتياطات اللازمة» للبقاء في أجواء باردة وتجنب الجفاف.