الدول الأشهر في جذب الزوار بأكلاتها

إيطاليا تتفوق عالمياً في نوعية طعامها

الدول الأشهر في جذب الزوار بأكلاتها
TT

الدول الأشهر في جذب الزوار بأكلاتها

الدول الأشهر في جذب الزوار بأكلاتها

ليست هناك تصنيفات معتمدة عالمياً لأفضل الدول في إعداد وجبات الطعام الخاصة بها. والسبب أن التذوق يختلف بين الأشخاص في تفضيل وجبات أو أخرى، فهناك من يفضل الطعام الإيطالي أو الهندي أو الصيني. وهناك من يعتبر المطبخ الفرنسي هو الأفضل عالمياً، كما توجد مطابخ ناشئة من تايلاند والمكسيك وفيتنام تحاول التنافس حالياً على المستوى الدولي.
كذلك، انطلق المطبخ اللبناني من النطاق الإقليمي في الشرق الأوسط إلى المجال العالمي بمطاعم في كل أنحاء العالم من أوروبا إلى أستراليا وأميركا. ويقترب منه المطبخ المغربي الذي بدأ أيضاً انطلاقته العالمية.
والى جانب الانطلاق إلى خارج الحدود، تساهم الوجبات الوطنية المشهورة عالمياً في جذب الزوار إلى البلاد، وتساهم في تشجيع صناعة السياحة فيها. وبهذا المقياس تكون فرنسا هي الأولى عالمياً، تتبعها الولايات المتحدة. لكن إيطاليا تشتهر عالمياً، وتأتي في المركز الأول في معظم التصنيفات المتعلقة بالغذاء من حيث الطعم والنوعية والقيمة الغذائية والانتشار خارج الحدود وجذب الزوار.
ومجموعة الدول التالية تشتهر بنوعية وتنوع وجباتها الغذائية، لكن لا يجب اعتبار ترتيبها تصنيفاً للأجود في العالم؛ لأن التذوق يختلف. لكنها فيما بينها تتألق بين دول العالم في الإقبال على طعامها. فلا تختلف الآراء مثلاً على أن البيتزا الإيطالية مفضلة بشكل جماعي، لكن وجبة تايلاندية مثل «بلا سوم» قد تختلف عليها الآراء لأنها تتكون من السمك المخلل الذي يؤكل نيئاً وينتج منه ألم في المعدة.
وهذه هي لائحة أشهر الدول طعاماً من حيث الطعم والإقبال عليه:
إيطاليا: تشتهر بالوجبات البسيطة سهلة الإعداد ولذيذة الطعم، وهي تعتمد على المكونات الطبيعية الطازجة الخاصة بمنطقة الشرق الأوسط، مثل الزيتون، والطماطم، والريحان، والأسماك، والجبن. وفي حين تنتشر المطاعم الإيطالية حول العالم، وبعضها يتبع المطاعم الأميركية السريعة مثل «بيتزا هت» وغيرها، فإن زوار إيطاليا يعرفون جيداً أن مذاق الوجبات الإيطالية الأصلية فيها يختلف عن الوجبات الإيطالية خارج إيطاليا، ويتفوق عليها في الطعم بفضل مكوناتها الإيطالية الاصيلة.
وبوجه عام تشتهر إيطاليا بأطباق الباستا والبيتزا، لكن الوجبات تتنوع داخل إيطاليا التي يشتهر كل إقليم فيها بوجبات مختلفة، بعضها يسمى باسم الإقليم نفسه مثل صلصة البولونيز التي تأتي من إقليم بولونيا. وهذا الاختلاف، خصوصاً بين جنوب البلاد وشمالها، يثري المطبخ الإيطالي ويدعو الزوار إلى اكتشاف المزيد منه في رحلاتهم المتكررة إلى إيطاليا. ويمكن تجربة وجبات أخرى في إيطاليا ربما من أشهرها وجبة لازانيا التي تتكون من الباستا وصلصة الطماطم، واللحم المفروم وزيت الزيتون، وصلصة البيشاميل، والجبن البارميزان أو الموتزاريلا. وتطهى هذه الوجبة في الفرن. وهي وجبة تقليدية كانت تطهى في إيطاليا من دون صلصة الطماطم؛ لأن تاريخها يعود إلى ما قبل استيراد الطماطم من القارة الأميركية.
من الوجبات الإيطالية الأخرى: الريزوتو والاسباغيتي وارانشيني (كرات الأرز المقلية)، وشوربة ريبوليتا، وجبن موتزاريلا. وتشتهر إيطاليا أيضاً بالقهوة بأنواعها، مثل كابوتشينو وإسبريسو.
أميركا: على رغم أن معظم الوجبات الأميركية نشأت في دول أخرى، فإن أميركا طورت الأفكار وأعادت تصديرها إلى العالم عبر شركات متعددة الجنسية توفر وجبات سريعة مثل البيتزا والبرغر والدجاج المقلي في كل أنحاء العالم. ولعل أحد أفضل صادرات أميركا غذائياً سندويتش «تشيز برغر» الذي ينتشر على نطاق عالمي. ويتقلد الكعك الأميركي بالشوكولاته الذي يسمى «كوكيز» مرتبة عالية في المطبخ الأميركي، حيث تعتمده العائلات حلوى لا بد منها للأطفال. وهناك نوع آخر من الكعك المبتكر أميركياً اسمه «تشيز كيك»، أي الكعك بالجبن.
وفي حين يعتبر البعض أن الأطعمة الأميركية غير صحية ومصنعة ومليئة بالدهون، فإن السنوات الأخيرة أفرزت الكثير من الوجبات الصحية، مثل سلاطة «كوب» التي تحتوي على الخضراوات بأنواعها، إضافة إلى البيض المسلوق. كما تنتشر في أميركا وجبة دجاج فاهيتا، خصوصاً في الولايات الجنوبية، وهي وجبة مستعارة من المكسيك.
من الوجبات الأميركية الأخرى الأقل انتشاراً لحوم الأبقار والدجاج التي تسمى «ستيك» وتقدم مقلية أو مشوية. وتقدم المطاعم الأميركية أيضاً شرائح السلمون من ولاية ألاسكا، و«رغيف اللحم» أو «ميت لوف» والذرة المطحونة التي تسمى «غريت». وابتكرت أميركا أيضاً فكرة «ماك آند تشيز»، أي المكرونة والجبن، والبطاطس المقلية في شرائح داخل أكياس، وسندويتشات زبد الفول السوداني «بينات باتر»، والفشار «بوب كورن»، وأكلات الباربيكيو، وفطائر التفاح.
الصين: التحية الصينية التقليدية هي «هل تناولت طعام اليوم؟» هي إشارة إلى مدى أهمية الطعام في المجتمع الصيني. وتشتهر الأكلات الصينية بالتنوع بين المناطق، وأحياناً بغرائب المكونات. لكن المطاعم الصينية استطاعت اختراق الحدود وقدمت للعالم الأكلات السريعة المختلفة جذرياً عما هو متاح في الأسواق.
وتتميز الصين بأن تاريخ مطبخها يعود إلى أكثر من ألف سنة، وتطورت خلال هذه الحقبة أنواع وأساليب طهي ومكونات الأطعمة الصينية. وتنقسم الوجبة الصينية التقليدية إلى نوعين من الطعام، الأول يوفر النشويات مثل النودل والأرز والخبز، والآخر يوفر الخضراوات المقلية والأسماك واللحوم.
وتركز الوجبات الصينية على ثلاثة عناصر، هي شكل التقديم والرائحة والطعم. ويهتم الصينيون بأنواع الصلصات والتوابل التي يتضمنها الطعام. ويسود الاعتقاد بأن الطعام المعد جيداً مفيد للصحة ويطيل العمر. ويختلف الطعام الصيني بين ثماني مناطق رئيسية داخل البلاد. ويتم تناول الطعام الصيني بعصوين تشبهان المسواك في الحجم، وهما إشارة إلى الرقة والسلام مقابل أدوات غربية مثل الشوكة والسكين، تعبر في العرف الصيني عن العنف.
وتتعدد أنواع الأكلات الصينية في مطاعم صينية حول العالم تقدم لزبائنها الدجاج المطبوخ بصلصة الشطة والنودل بالفلفل ووجبات «ديم سام» ولفائف الخضراوات واللحوم والخضراوات المقلية بطريقة «ستير فراي».
الهند: تشتهر بالوجبات النباتية التي تعتمد على التوابل لتوفير الطعم الخاص بها. وهي مثل بقية البلدان الكبرى تنقسم فيها الأطعمة وفقاً لأقاليم مختلفة، وهي أيضاً من الأطعمة المنتشرة حول العالم. وتوجد في لندن وحدها مطاعم هندية أكثر منها في أي مدينة هندية. وهناك الكثير من أنواع الأطعمة الهندية، وأشهرها منتشر حول العالم عبر مطاعمها مثل وجبة «برياني» وهي وجبة الأرز التي تحتوي على اللحوم أو البيض أو الخضراوات. وتشتهر الوجبة في الكثير من الأقاليم الهندية، وإن كانت كل منطقة تطهو «برياني» بأسلوب مختلف.
ومن جنوب الهند يأتي خبز «دوسا» من طحين الأرز والعدس، وهو يقدم مع الوجبات ويتنوع في طريقة طهيه وتقديمه. ومن أشهر الصلصات الهندية صلصة بانير التي تأتي من إقليم بنجاب. ويتميز كل مطعم ومنزل في الهند بطريقة تحضير خاصة لهذه الصلصة. ويعتمد المطبخ الهندي على الفرن المبنى من الطمي ويسمى «تندوري» وفيه يتم خبز الكثير من اصناف الطعام والخبز، وهي أنواع تكتسب اسمها من اسم الفرن. وتقدم الهند أيضا الفطائر المقلية التي تسمى «ساموسا»، وهي فطائر مثلثة الشكل تحتوي على خليط من الخضراوات أو اللحوم. وهناك وجبات ابتكرها الهنود للبريطانيين أثناء الاحتلال وتقتصر حتى الآن على المطاعم الهندية في بريطانيا مثل دجاج «تيكا ماسالا» الذي لا يوجد منه في الهند.
فرنسا: ما زالت تحتل مكانة خاصة بين مطابخ العالم ويكتشف الزائر إلى باريس أن فسحة الغذاء تمتد إلى ساعتين، ويتم خلالها تناول وجبة من ثلاثة أطباق. وهي الدولة التي صدّرت إلى العالم خبزها المشهور باسم «باغيت» ولفائف الكرواسون، وصنّفت المطاعم بنجوم ميشلان، ليس فقط في فرنسا وإنما حول العالم.
وتشتهر فرنسا بالكثير من الوجبات التي تعرف حول العالم بالنوعية المتفوقة والذوق الرفيع، وهي وجبات تعبر عن الثقافة الفرنسية. ويمكن البداية بأنواع الجبن الفرنسي التي يتم تناولها بعد الوجبات بدلاً من الحلوى. ومن أهم الوجبات الفرنسية التقليدية شوربة البصل والدجاج في شوربة النبيذ واللحم المطهي بطريقة «بيرغونيون»، ووجبة خضراوات مطهية تسمى «راتاتوي».
اليونان: تشتهر بوجبات البحر المتوسط التقليدية والمكونات الصحية، مثل الزيتون والسلطات اليونانية ومحشي ورق العنب والمسقعة. ولا بد لزائر اليونان أن يجرب الأكلات اليونانية التقليدية التي تقترب إلى حد كبير من وجبات شمال أفريقيا. ولعل المسقعة تقترب من كونها الطبق الوطني لليونان، وهي تتكون من شرائح الباذنجان، واللحم المفروم، وصلصة الطماطم، والبصل، والثوم، والتوابل، مثل البهارات والقرفة. وتختلف المسقعة اليونانية عن أنواع عربية منها في إضافة البطاطس إليها.
وتشتهر اليونان كذلك بأنواع الأسماك والسلاطة اليونانية وحلوى البقلاوة. ويعتمد اليونانيون في غذائهم على الخبز، والبطاطس، والأرز، والباستا، والزيتون، والمكسرات، والعسل، والزبادي، والجبن الأبيض، والبيض، والأسماك.
تايلاند: يتميز المطبخ التايلاندي بمزج الكثير من الأعشاب والتوابل لإنتاج طعم مميز للوجبات يختلف عن أي مثيل له في العالم. وداخل تايلاند تضاف إلى الوجبات روح حسن الضيافة والترحاب بالضيوف؛ الأمر الذي يشجع على العودة لزيارة البلاد من سياح العالم. كما بدأت المطاعم التايلاندية تنتشر أيضاً في مدن العالم.
من أهم الوجبات التايلاندية شوربة الجمبري الحارة وتسمى «توم يام غونغ» وهي وجبة كلاسيكية تتسم بالتوابل الحارة وتؤكل ساخنة أحياناً مع سلاطة أوراق البابايا التي تسمى «سوم تم». ويطهى الدجاج في شوربة جوز الهند بالليمون، وهي وجبة تسمى «توم خا كاي». وهناك نوع من الكاري التايلاندي أحمر اللون يسمى «جانغ دانغ» والنودل بالطريقة التايلاندية «باد تاي» والأرز المقلي «خاو باد».


مقالات ذات صلة

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

صحتك تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

أظهرت دراسة حديثة أن تخطي وجبة الإفطار في منتصف العمر قد يجعلك أكثر بدانةً، ويؤثر سلباً على صحتك، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق رهاب الموز قد يسبب أعراضاً خطيرة مثل القلق والغثيان (رويترز)

وزيرة سويدية تعاني «رهاب الموز»... وموظفوها يفحصون خلو الغرف من الفاكهة

كشفت تقارير أن رهاب وزيرة سويدية من الموز دفع المسؤولين إلى الإصرار على أن تكون الغرف خالية من الفاكهة قبل أي اجتماع أو زيارة.

«الشرق الأوسط» (ستوكهولم)
صحتك رجل يشتري الطعام في إحدى الأسواق الشعبية في بانكوك (إ.ب.أ)

دراسة: 3 خلايا عصبية فقط قد تدفعك إلى تناول الطعام

اكتشف باحثون أميركيون دائرة دماغية بسيطة بشكل مذهل تتكوّن من ثلاثة أنواع فقط من الخلايا العصبية تتحكم في حركات المضغ لدى الفئران.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق خبراء ينصحون بتجنب الوجبات المالحة والدهنية في مبنى المطار (رويترز)

حتى في الدرجة الأولى... لماذا يجب عليك الامتناع عن تناول الطعام على متن الطائرات؟

كشف مدرب لياقة بدنية مؤخراً أنه لا يتناول الطعام مطلقاً على متن الطائرات، حتى إذا جلس في قسم الدرجة الأولى.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق قطع من الجبن عُثر عليها ملفوفة حول رقبة امرأة (معهد الآثار الثقافية في شينغيانغ)

الأقدم في العالم... باحثون يكتشفون جبناً يعود إلى 3600 عام في مقبرة صينية

اكتشف العلماء أخيراً أقدم قطعة جبن في العالم، وُجدت ملقاة حول رقبة مومياء.

«الشرق الأوسط» (بكين)

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
TT

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)

من غزة إلى القاهرة انتقل مطعم «أبو حصيرة» الفلسطيني حاملاً معه لمساته في الطهي المعتمد على التتبيلة الخاصة، وتنوع أطباقه التي تبدأ من زبدية الجمبري والكاليماري إلى الفسيخ بطريقة مختلفة.

وتعتبر سلسلة المطاعم التي تحمل اسم عائلته «أبو حصيرة» والمنتشرة بمحاذاة شاطئ غزة هي الأقدم في الأراضي الفلسطينية، لكن بسبب ظروف الحرب اتجه بعض أفراد العائلة إلى مصر؛ لتأسيس مطعم يحمل الاسم العريق نفسه، وينقل أطباق السمك الحارة المميزة إلى فضاء جديد هو مدينة القاهرة، وفق أحمد فرحان أحد مؤسسي المطعم.

«صينية السمك من البحر إلى المائدة»، عنوان إحدى الأكلات التي يقدمها المطعم، وهي مكونة من سمك الـ«دنيس» في الفرن بالخضراوات مثل البقدونس والبندورة والبصل والثوم والتوابل، وإلى جانب هذه الصينية تضم لائحة الطعام أطباق أسماك ومقبلات منوعة، تعتمد على وصفات قديمة وتقليدية من المطبخ الفلسطيني. وتهتم بالنكهة وطريقة التقديم على السواء، مع إضفاء بعض السمات العصرية والإضافات التي تناسب الزبون المصري والعربي عموماً؛ حيث بات المطعم وجهة لمحبي الأكلات البحرية على الطريقة الفلسطينية.

على رأس قائمة أطباقه السمك المشوي بتتبيلة خاصة، وزبدية الجمبري بصوص البندورة والتوابل وحبات القريدس، وزبدية الجمبري المضاف إليها الكاليماري، والسمك المقلي بدقة الفلفل الأخضر أو الأحمر مع الثوم والكمون والليمون، وفيليه كريمة مع الجبن، وستيك، وجمبري بصوص الليمون والثوم، وجمبري بالكريمة، وصيادية السمك بالأرز والبصل والتوابل.

فضلاً عن قائمة طواجن السمك المطهو في الفخار، يقدم المطعم قائمة متنوعة من شوربات السي فود ومنها شوربة فواكه البحر، وشوربة الكريمة.

يصف محمد منير أبو حصيرة، مدير المطعم، مذاق الطعام الفلسطيني لـ«الشرق الأوسط»، قائلاً: «هو أذكى نكهة يمكن أن تستمتع بها، ومن لم يتناول هذا الطعام فقد فاته الكثير؛ فالمطبخ الفلسطيني هو أحد المطابخ الشرقية الغنية في منطقة بلاد الشام، وقد أدى التنوع الحضاري على مر التاريخ إلى إثراء نكهته وطرق طبخه وتقديمه».

أطباق سي فود متنوعة يقدمها أبو حصيرة مع لمسات تناسب الذوق المصري (الشرق الأوسط)

وأضاف أبو حصيرة: «وفي مجال المأكولات البحرية يبرز اسم عائلتنا التي تتميز بباع طويل ومميز في عالم الأسماك. إننا نتوارثه على مر العصور، منذ بداية القرن الماضي، ونصون تراثنا الغذائي ونعتبر ذلك جزءاً من رسالتنا».

«تُعد طرق طهي الأسماك على الطريقة الغزاوية خصوصاً حالة متفردة؛ لأنها تعتمد على المذاق الحار المميز، وخلطات من التوابل، والاحتفاء بالطحينة، مثل استخدامها عند القلي، إضافة إلى جودة المكونات؛ حيث اعتدنا على استخدام الأسماك الطازجة من البحر المتوسط المعروفة»، وفق أبو حصيرة.

وتحدث عن أنهم يأتون بالتوابل من الأردن «لأنها من أهم ما يميز طعامنا؛ لخلطتها وتركيبتها المختلفة، وقوتها التي تعزز مذاق أطباقنا».

صينية أسماك غزوية يقدمها أبو حصيرة في مصر (الشرق الأوسط)

لاقت أطباق المطعم ترحيباً كبيراً من جانب المصريين، وساعد على ذلك أنهم يتمتعون بذائقة طعام عالية، ويقدرون الوصفات الجيدة، والأسماك الطازجة، «فنحن نوفر لهم طاولة أسماك يختارون منها ما يريدون أثناء دخول المطعم».

ولا يقل أهمية عن ذلك أنهم يحبون تجربة المذاقات الجديدة، ومن أكثر الأطباق التي يفضلونها زبدية الجمبري والكاليماري، ولكنهم يفضلونها بالسمسم أو الكاجو، أو خليط المكسرات، وليس الصنوبر كما اعتادت عائلة أبو حصيرة تقديمها في مطاعمها في غزة.

كما انجذب المصريون إلى طواجن السي فود التي يعشقونها، بالإضافة إلى السردين على الطريقة الفلسطينية، والمفاجأة ولعهم بالخبز الفلسطيني الذي نقدمه، والمختلف عن خبز الردة المنتشر في مصر، حسب أبو حصيرة، وقال: «يتميز خبزنا بأنه سميك ومشبع، وأصبح بعض الزبائن يطلبون إرساله إلى منازلهم بمفرده أحياناً لتناوله مع وجبات منزلية من فرط تعلقهم به، ونلبي لهم طلبهم حسب مدير المطعم».

تحتل المقبلات مكانة كبيرة في المطبخ الفلسطيني، وهي من الأطباق المفضلة لدى عشاقه؛ ولذلك حرص المطعم على تقديمها لزبائنه، مثل السلطة بالبندورة المفرومة والبصل والفلفل الأخضر الحار وعين جرادة (بذور الشبت) والليمون، وسلطة الخضراوات بالطحينة، وبقدونسية بضمة بقدونس والليمون والثوم والطحينة وزيت الزيتون.

ويتوقع أبو حصيرة أن يغير الفسيخ الذي سيقدمونه مفهوم المتذوق المصري، ويقول: «طريقة الفسيخ الفلسطيني وتحضيره وتقديمه تختلف عن أي نوع آخر منه؛ حيث يتم نقعه في الماء، ثم يتبل بالدقة والتوابل، ومن ثم قليه في الزيت على النار».

لا يحتل المطعم مساحة ضخمة كتلك التي اعتادت عائلة «أبو حصيرة» أن تتميز بها مطاعمها، لكن سيتحقق ذلك قريباً، حسب مدير المطعم الذي قال: «نخطط لإقامة مطعم آخر كبير، في مكان حيوي بالقاهرة، مثل التجمع الخامس، أو الشيخ زايد».