«دماء صناعية» تساعد الروبوتات على القيام بمهام طويلة الأمد

السمكة الروبوت التي تم تصميمها (الفريق البحثي)
السمكة الروبوت التي تم تصميمها (الفريق البحثي)
TT

«دماء صناعية» تساعد الروبوتات على القيام بمهام طويلة الأمد

السمكة الروبوت التي تم تصميمها (الفريق البحثي)
السمكة الروبوت التي تم تصميمها (الفريق البحثي)

يدير البشر والكائنات الحية الأخرى الحياة من خلال أنظمة متكاملة، حيث تُخزّن الطاقة في احتياطيات الدهون المنتشرة في جميع أنحاء الجسم، ويقوم نظام الدورة الدموية المعقّد بنقل الأكسجين والمواد المغذية إلى تريليونات الخلايا، وهو ما يساعد على إنجاز المهام طويلة الأمد.
ربما لهذا السبب لا يزال الاتجاه نحو استبدال الروبوت بالبشر في كثير من المهام محدوداً، إذ يصطدم بطاقة الروبوتات المحدودة، التي لا تجعلها قادرة على الصمود لفترات طويلة في تلك المهام، مثل إيجاد أشخاص في حادث تحطم طائرة أو استكشاف في الفضاء أو إنجاز مهمة تحت الماء.
وفي محاولة لحل هذه المشكلة، استلهم فريق بحثي من جامعتي كورنيل وبنسلفانيا، طريقة عمل الأجسام البشرية، وقاموا بتصميم أسماك روبوتية بنظام يحاكي نظام الأوعية الدموية للإنسان الذي ينقل الدم والمواد المغذية الأخرى في جميع أنحاء الجسم، ونشروا دراسة في العدد الأخير من دورية «نيتشر» الشهرية في 20 يونيو (حزيران) الحالي.
ووفق ما جاء في الدراسة، فإن النظام الوعائي الاصطناعي لروبوتات الأسماك المصممة يوزع سائلاً هيدروليكياً كثيف الطاقة سماه الباحثون بـ«دم الروبوت» في جميع أجزاء الروبوت، ويتمتع هذا السائل بخصائص تخزين الطاقة.
ويقول روب شبرد، أستاذ الهندسة الميكانيكية والفضاء الجوي والباحث الرئيسي بالدراسة، في تقرير نشره موقع جامعة كورنيل بالتزامن مع نشر الدراسة: «في الطبيعة نرى كم من الوقت تستطيع الكائنات الحية أن تعمل أثناء القيام بمهام معقدة، ولا تستطيع الروبوتات أداء مهام مماثلة لفترة طويلة، ونهجنا المستوحى من الحيوية يمكن أن يزيد بشكل كبير من كثافة الطاقة ويسمح للروبوتات بالبقاء متنقّلةً لفترة أطول بكثير».
ويعتمد المهندسون عادة على بطاريات تسمى «الليثيوم أيون» لإمكاناتها الكثيفة في تخزين الطاقة، لكن هذه البطاريات الصلبة تحفظ الطاقة في خزان داخلي، بينما اعتمد التصميم الحالي على بطاريات تدفق الأكسدة (RFB)، التي تقوم بتخزين الطاقة في صورة سائلة، وهذا من شأنه أن يزيد من كثافة الطاقة دون زيادة الوزن.
وتُستخدم بطاريات تدفق الأكسدة عادة في التطبيقات الثابتة الكبيرة، مثل تخزين الطاقة من مصادر الرياح والطاقة الشمسية، وعانى تصميمها تاريخياً من انخفاض كثافة الطاقة والجهد التشغيلي، وقد تغلب الباحثون على هذه المشكلات عن طريق توصيل خلاياها بشكل متسلسل، وزيادة كثافة الطاقة إلى أقصى حد، من خلال توزيع الأقطاب الكهربائية، في جميع أنحاء مناطق الزعانف بالسمكة الروبوت التي صممها الباحثون.
ويوضح شبرد كيفية تصميم الروبوت الذي يستخدم هذه الطريقة لتخزين الطاقة، قائلاً: «صُمّم الهيكل الخارجي من السليكون ومواد تسمح للروبوت بالانحناء مثل السمكة، ويستخدم الروبوت الطاقة المنقولة إلى الزعانف من ضخ بطارية خلية التدفق، وحقق الباحثون كثافة طاقة تساوي نحو نصف كثافة بطارية (الليثيوم أيون)».
ويعتقد شبرد أن هذه الروبوتات يمكن أن تتجول قريباً في محيطات الأرض للقيام بمهام علمية حيوية، مثل أخذ عينات من الشعاب المرجانية، يمكن أيضاً إرسال هذه الروبوتات للقيام بمهام الاستكشاف تحت الماء.


مقالات ذات صلة

روبوتات أمنية في متاجر أميركية

علوم روبوتات أمنية في متاجر أميركية

روبوتات أمنية في متاجر أميركية

فوجئ زبائن متاجر «لويز» في فيلادلفيا بمشهدٍ غير متوقّع في مساحة ركن السيّارات الشهر الماضي، لروبوت بطول 1.5 متر، بيضاوي الشكل، يصدر أصواتاً غريبة وهو يتجوّل على الرصيف لتنفيذ مهمّته الأمنية. أطلق البعض عليه اسم «الروبوت النمّام» «snitchBOT». تشكّل روبوتات «كي 5» K5 المستقلة ذاتياً، الأمنية المخصصة للمساحات الخارجية، التي طوّرتها شركة «كنايت سكوب» الأمنية في وادي سيليكون، جزءاً من مشروع تجريبي «لتعزيز الأمن والسلامة في مواقعنا»، حسبما كشف لاري كوستيلّو، مدير التواصل المؤسساتي في «لويز».

يوميات الشرق «كلاب روبوتات» تنضم مرة أخرى لشرطة نيويورك

«كلاب روبوتات» تنضم مرة أخرى لشرطة نيويورك

كشف مسؤولو مدينة نيويورك النقاب، أمس (الثلاثاء)، عن 3 أجهزة جديدة عالية التقنية تابعة للشرطة، بما في ذلك كلب «روبوت»، سبق أن وصفه منتقدون بأنه «مخيف» عندما انضم لأول مرة إلى مجموعة من قوات الشرطة قبل عامين ونصف عام، قبل الاستغناء عنه فيما بعد. ووفقاً لوكالة أنباء «أسوشيتد برس»، فقد قال مفوض الشرطة كيشانت سيويل، خلال مؤتمر صحافي في «تايمز سكوير» حضره عمدة نيويورك إريك آدامز ومسؤولون آخرون، إنه بالإضافة إلى الكلب الروبوت الملقب بـ«ديغ دوغ Digidog»، فإن الأجهزة الجديدة تتضمن أيضاً جهاز تعقب «GPS» للسيارات المسروقة وروبوتاً أمنياً مخروطي الشكل. وقال العمدة إريك آدامز، وهو ديمقراطي وضابط شرطة سابق

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق دراسة: الأحكام الأخلاقية لـ«تشات جي بي تي» تؤثر على أفعال البشر

دراسة: الأحكام الأخلاقية لـ«تشات جي بي تي» تؤثر على أفعال البشر

كشفت دراسة لباحثين من جامعة «إنغولشتات» التقنية بألمانيا، نشرت الخميس في دورية «ساينتفيك ريبورتيز»، أن ردود الفعل البشرية على المعضلات الأخلاقية، يمكن أن تتأثر ببيانات مكتوبة بواسطة برنامج الدردشة الآلي للذكاء الاصطناعي «تشات جي بي تي». وسأل الفريق البحثي برئاسة سيباستيان كروغل، الأستاذ بكلية علوم الكومبيوتر بالجامعة، برنامج «تشات جي بي تي»، مرات عدة عما إذا كان من الصواب التضحية بحياة شخص واحد من أجل إنقاذ حياة خمسة آخرين، ووجدوا أن التطبيق أيد أحيانا التضحية بحياة واحد من أجل خمسة، وكان في أحيان أخرى ضدها، ولم يظهر انحيازاً محدداً تجاه هذا الموقف الأخلاقي. وطلب الباحثون بعد ذلك من 767 مشاركا

حازم بدر (القاهرة)
يوميات الشرق «غوغل» تطلق «بارد»... منافسها الجديد في مجال الذكاء الاصطناعي

«غوغل» تطلق «بارد»... منافسها الجديد في مجال الذكاء الاصطناعي

سيتيح عملاق الإنترنت «غوغل» للمستخدمين الوصول إلى روبوت الدردشة بعد سنوات من التطوير الحذر، في استلحاق للظهور الأول لمنافستيها «أوبن إيه آي Open.A.I» و«مايكروسوفت Microsoft»، وفق تقرير نشرته اليوم صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية. لأكثر من ثلاثة أشهر، راقب المسؤولون التنفيذيون في «غوغل» مشروعات في «مايكروسوفت» وشركة ناشئة في سان فرنسيسكو تسمى «أوبن إيه آي» تعمل على تأجيج خيال الجمهور بقدرات الذكاء الاصطناعي. لكن اليوم (الثلاثاء)، لم تعد «غوغل» على الهامش، عندما أصدرت روبوت محادثة يسمى «بارد إيه آي Bard.A.I»، وقال مسؤولون تنفيذيون في «غوغل» إن روبوت الدردشة سيكون متاحاً لعدد محدود من المستخدمين

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الروبوتات قد تحسّن السلامة العقلية للبشر

الروبوتات قد تحسّن السلامة العقلية للبشر

كشفت دراسة حديثة عن أن الناس تربطهم علاقة شخصية أكثر بالروبوتات الشبيهة بالألعاب مقارنةً بالروبوتات الشبيهة بالبشر، حسب «سكاي نيوز». ووجد بحث أجراه فريق من جامعة كامبريدج أن الأشخاص الذين تفاعلوا مع الروبوتات التي تشبه الألعاب شعروا بتواصل أكبر مقارنةً بالروبوتات الشبيهة بالإنسان وأنه يمكن للروبوتات في مكان العمل تحسين الصحة العقلية فقط حال بدت صحيحة. وكان 26 موظفاً قد شاركوا في جلسات السلامة العقلية الأسبوعية التي يقودها الروبوت على مدار أربعة أسابيع. وفي حين تميزت الروبوتات بأصوات متطابقة وتعبيرات وجه ونصوص تستخدمها في أثناء الجلسات، فقد أثّر مظهرها الجسدي على كيفية تفاعل الناس معها ومدى فاع

«الشرق الأوسط» (لندن)

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.