لم يتمكن النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو من تغيير المشهد الكروي في الدوري الإيطالي الممتاز. وقد أشاد الجميع بنجاح نادي يوفنتوس في التعاقد مع صاروخ ماديرا، الحاصل على جائزة أفضل لاعب في العالم خمس مرات، ورأوا أنه سيكون إضافة قوية للدوري الإيطالي الممتاز الذي لم ينافس أي من لاعبيه على هذه الجائزة المرموقة منذ حصول النجم البرازيلي كاكا عليها عام 2007، وقد تعاقد يوفنتوس مع رونالدو في المقام الأول من أجل الحصول على لقب دوري أبطال أوروبا، لكنه لم يحصل إلا على لقب الدوري الإيطالي الممتاز للمرة الثامنة على التوالي!
وقدم رونالدو مستويات جيدة للغاية معظم فترات الموسم. ورغم أنه لم يصل بعد إلى المستوى الذي كان يقدمه في أفضل سنواته مع ريال مدريد، فإن تسجيله 28 هدفا وصناعة عشرة أهداف أخرى يعد شيئا رائعا بكل تأكيد. وعلاوة على ذلك، سجل رونالدو ثلاثة أهداف في مرمى أتليتكو مدريد ونجح في إعادة «السيدة العجوز» إلى دوري أبطال أوروبا بعد الخسارة في مباراة الذهاب لدور الستة عشر أمام أتليتكو مدريد بهدفين دون رد، كما نجح في هز الشباك في مباراتي الذهاب والعودة أمام أياكس أمستردام في دور الثمانية.
ومع ذلك، لم يكن كثيرون يتوقعون أن ينهي رونالدو سباق هدافي الدوري الإيطالي الممتاز خلف لاعب سامبدوريا، فابيو كوالياريلا، ومهاجم أتالانتا، دوفان زاباتا، خاصة أن كوالياريلا قد بلغ السادسة والثلاثين في يناير (كانون الثاني) الماضي، في حين لم يسجل زاباتا أكثر من 11 هدفا في أي موسم من المواسم الخمسة السابقة التي لعبها في إيطاليا.
وبعيدا عن هيمنة يوفنتوس على المسابقة، فقد كان هذا الموسم مليئاً بالتحولات غير المتوقعة؛ حيث أنهى نادي أتالانتا، الذي كان يقدم كرة قدم جيدة وممتعة، الموسم في المركز الثالث، وهو أعلى مركز للنادي عبر تاريخه الممتد منذ 112 عاما. وعلاوة على ذلك، تفوق أتالانتا على جميع أندية المسابقة، بما في ذلك يوفنتوس، من حيث عدد الأهداف، وأنهى محاولة يوفنتوس للجمع بين لقبي الدوري والكأس المحليين للمرة الخامسة على التوالي، بعدما هزمه بثلاثية نظيفة وأطاح به من بطولة الكأس.
ورغم أن كثيرين كانوا يعتقدون في بداية الموسم أن إنتر ميلان سيكون منافسا قويا على اللقب بعد تعاقده مع كل من راجا ناينغولان وستيفان دي فريج ولوتارو مارتينيز، إلا أنه أنهى الموسم في المركز الرابع وبنفس عدد النقاط التي حصل عليها الموسم الماضي. وكان إنتر ميلان يبتعد بفارق ثماني نقاط عن المركز الخامس في بداية عام 2019، وفاز في الديربي على لاتسيو بثلاثية نظيفة في روما، وحقق نتائج جيدة على ملعبه أمام برشلونة وتوتنهام هوتسبير في دوري أبطال أوروبا. لكن سرعان ما تراجعت نتائج الفريق وظهرت الخلافات مع المهاجم الجيد الوحيد في الفريق، ماورو إيكاردي، بعد تجريده من شارة القيادة.
ربما يكون هذا هو القرار الصحيح من جانب النادي، لكن الشيء المؤكد هو أنه لم يكن من الجيد أن تظهر زوجة إيكاردي ووكيل أعماله في وسائل الإعلام للحديث بالسلب عن زملائه في الفريق. ومرة أخرى يجب التأكيد على أنه لم يكن من الجيد أن يكتب إيكاردي سيرته الذاتية منذ ثلاث سنوات ويذكر فيها بكل فخر أنه هدد بإحضار مجرمين من الأرجنتين لقتل المشجعين الذين ينتقدونه. ومن المتوقع أن يرحل إيكاردي عن إنتر ميلان، في الوقت الذي سيبدأ فيه المدير الفني الجديد أنطونيو كونتي بناء الفريق وفق رؤيته الخاصة.
أما نادي ميلان فقد تخلص بالفعل من المهاجم الأرجنتيني غونزالو هيغوايين في فترة الانتقالات الشتوية الماضية، بعدما لم يقدم اللاعب الأداء المنتظر منه.
وكان من المتوقع أن يقود هيغوايين ميلان للتأهل لدوري أبطال أوروبا، لكنه بدلا من ذلك لعب لفترة قصيرة ربما تكون أبرز أحداثها هي إهداره لركلة جزاء وحصوله على بطاقة حمراء أمام نادي السابق يوفنتوس.
وقدم المهاجم البولندي كرزيستوف بياتيك أداء أفضل بكثير، على الرغم من انخفاض معدله التهديفي، بعد البداية القوية في الدوري الإيطالي الممتاز. وكان بياتيك قد انضم لنادي جنوا مقابل 4.5 مليون يورو في يونيو (حزيران) الماضي، قبل أن يتم بيعه لنادي ميلان بمقابل يصل لثمانية أضعاف هذا المبلغ تقريبا بعد ستة أشهر فقط.
وقد استفاد جنوا بشكل رائع من الناحية المادية من هذه الصفقة، لكن على المستوى الفني تراجع الفريق للمركز السابع عشر في جدول ترتيب الدوري الإيطالي الممتاز وكان على وشك الهبوط، بعد رحيل بياتيك.
وكان من المحزن أن نرى إمبولي يهبط من الدوري الإيطالي الممتاز، لأنه دائما ما كان يلعب كرة قدم هجومية تحت قيادة أوريليو أندرياتزولي. ولو لم يتم استبدال بيب إيشيني به لفترة وجيزة في منتصف الموسم، كان من الممكن أن ينجو إمبولي من الهبوط، حتى مع كونه النادي صاحب أقل ميزانية للأجور في المسابقة.
وقد واجهت الكثير من الأندية الغنية مشكلات كبيرة أيضا؛ حيث أنهى فيورنتينا الموسم على بُعد ثلاث نقاط فقط من منطقة الهبوط بعد تراجع النتائج بشكل مخيف.
كما قدم روما أداء مخيبا للآمال، وإن لم يكن بنفس سوء فيورنتينا. وقد رحل المدير الرياضي، مونشي، والمدير الفني إيزيبيو دي فرانشيسكو، عن روما في منتصف مارس (آذار) الماضي. كما وصلت رحلة دانييلي دي روسي مع ذئاب العاصمة إلى نهايتها أيضا.
لكن هذا الموسم كان إيجابيا لنادي لاتسيو، الذي حصل على كأس إيطاليا، ونادي تورينو، الذي قاتل بكل قوة من أجل حجز مقعد أوروبي، وينطبق نفس الأمر على كل من سبال وساسولو.
وحقق بولونيا نتائج جيدة للغاية بعد تعيين سينيسا ميهايلوفيتش كمدير فني للفريق في يناير (كانون الثاني).
وأنهى نابولي الموسم في المركز الثاني في جدول الترتيب بكل سهولة. وتجب الإشادة بكارلو أنشيلوتي الذي نجح في تطوير الفريق بعد توليه المسؤولية خلفا لماوريسيو ساري، كما نجح في إنهاء الموسم في نفس المركز الذي احتله الفريق الموسم الماضي، رغم أن عدد النقاط التي جمعها الفريق كان أقل من الموسم الماضي.
ورغم ذلك، شهد هذا الموسم أيضا بعض الأحداث المؤسفة خارج المستطيل الأخضر؛ حيث تعرض المدافع السنغالي كاليدو كوليبالي لاعتداء عنصري خلال المباراة التي خسرها نابولي أمام إنتر ميلان. كما تعرض مويس كين، الذي قدم مستويات مثيرة للإعجاب في نهاية الموسم مع يوفنتوس، لاعتداءات مماثلة في مباراة فريقه أمام كالياري. وفي الحقيقة، كان رد فعل السلطات على هذا الأمر مخزيا ومثيرا للقلق؛ حيث لم يتم اتخاذ أي إجراء ضد نادي كالياري. لكن رد فعل زميل كين في الفريق، ليوناردو بونوتشي، الذي ألقى اللوم «بنسبة 50 في المائة» على كل من اللاعب الشاب والمعتدين عليه، كان غريباً ومثيراً للجدل.
ووجد رونالدو نفسه في خضم قصة قاتمة في أكتوبر (تشرين الأول)، عندما أكدت شرطة لاس فيغاس أنها ستعيد فتح التحقيقات في اتهامات ضده بالاغتصاب في عام 2009، وأنكر اللاعب التهمة وهناك تقارير متضاربة بشأن ما إذا كانت القضية قد أسقطت أم لا. لكن رد يوفنتوس، الذي نشر عددا من التغريدات على موقع «تويتر» أشاد فيها باحترافية رونالدو بشكل عام وطوال المدة التالية لوقوع هذا الحادث المزعوم، تمت إساءة تقديره بشكل كبير.
استعراض كامل للدوري الإيطالي هذا الموسم
يوفنتوس يواصل هيمنته على المسابقة وسط أحداث مؤسفة وإساءات عنصرية خارج المستطيل الأخضر
استعراض كامل للدوري الإيطالي هذا الموسم
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة