حملة ترمب تجمع 25 مليون دولار خلال 24 ساعة

الرئيس الأميركي «واثق» بفرص إعادة انتخابه مستنداً إلى نجاحه الاقتصادي

دونالد وميلانيا ترمب يستعدان لإطلاق حملة إعادة الانتخاب في أورلاندو مساء الثلاثاء (أ.ف.ب)
دونالد وميلانيا ترمب يستعدان لإطلاق حملة إعادة الانتخاب في أورلاندو مساء الثلاثاء (أ.ف.ب)
TT

حملة ترمب تجمع 25 مليون دولار خلال 24 ساعة

دونالد وميلانيا ترمب يستعدان لإطلاق حملة إعادة الانتخاب في أورلاندو مساء الثلاثاء (أ.ف.ب)
دونالد وميلانيا ترمب يستعدان لإطلاق حملة إعادة الانتخاب في أورلاندو مساء الثلاثاء (أ.ف.ب)

كشفت رئيسة اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري رونا ماكدانييل، أمس، أن الرئيس دونالد ترمب جمع ما يقرب من 25 مليون دولار كمساهمات وتبرعات لحملة إعادة انتخابه لفترة ثانية، وذلك بعد ساعات فقط من إطلاقه بشكل رسمي حملة إعادة ترشحه، خلال تجمع حاشد في مدينة أورلاندو بولاية فلوريدا.
وقالت ماكدانييل على حسابها بـ«تويتر»: «دونالد ترمب حقق رقماً قياسياً 24.8 مليون دولار لإعادة انتخابه في أقل من 24 ساعة»، مضيفة أن «الحماس في جميع أنحاء البلاد لهذا الرئيس لا مثيل له، وعلى عكس أي شيء رأيناه من قبل. ترمب 2020، لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى». وأعاد ترمب نشرة تغريدة ماكدانييل على حسابه.
ويمثل هذا المبلغ أربعة أضعاف ما حصل عليه المنافس الديمقراطي الأقوى لترمب، جو بايدن، الذي جمع 6.3 مليون دولار في الفترة نفسها. ويُعدّ بايدن الديمقراطي الأوفر حظاً للفوز بترشيح حزبه لمواجهة ترمب في الجولة الانتخابية الأخيرة. وتصدر نائب الرئيس الأميركي السابق جميع المنافسين الديمقراطيين سواء من حيث إجمالي التبرعات لحملته الانتخابية أو في استطلاعات الرأي.
وكان المرشح الديمقراطي بيرني ساندرز، عضو مجلس الشيوخ عن ولاية فيرمونت، قد جمع 5.9 مليون دولار تبرعات لحملته، بينما حصلت كامالا هاريس، المرشحة الديمقراطية وعضو مجلس الشيوخ عن ولاية كاليفورنيا، علي 1.5 مليون دولار تبرعات لحمة ترشحها، وذلك خلال الساعات الأربع والعشرين الأولى من إعلان كل منهم ترشحه.
وأطلق الرئيس الأميركي رسمياً، أول من أمس (الثلاثاء)، حملة إعادة انتخابه في 2020 بطريقة تشبه كثيراً تلك التي وصل فيها إلى السلطة في 2016، بتجمع صاخب أبدى فيه ثقته بالفوز مجدداً في انتخابات 2020، منتقداً معارضيه الديمقراطيين وواصفاً إياهم بـ«متطرفين يساريين مدفوعين بالكراهية».
وقال أمام نحو 20 ألف شخص من أنصاره في أورلاندو بفلوريدا: «فعلناها مرة وسنفعلها مجدداً». وأضاف: «لهذا أقف أمامكم الليلة لإطلاق حملتي الانتخابية رسمياً لولاية ثانية كرئيس للولايات المتحدة». واستمر خطاب نحو 80 دقيقة، وركز على قضاياه المفضلة التي يتقن من خلالها تحميس الجماهير الذين ارتدوا قبعات بيسبول حمراء، هاتفين «الولايات المتحدة الأميركية» و«أربع سنوات إضافية».
وأطلق ترمب سلسلة وعود طموحة، كان بينها الإشراف على اكتشاف علاجات للسرطان والإيدز وتمهيد الطريق لإرسال رواد فضاء إلى المريخ. لكن الجزء الأكبر من خطابه تركّز على الصعوبات التي يواجهها الناخبون البيض من الطبقة المتوسطة والعاملة الذين كان لهم الفضل في الفوز المفاجئ الذي حققه على هيلاري كلينتون في 2016.
وخلال التجمّع، حض ترمب بشكل متكرر الحشد على إصدار صافرات استهجان ضد الصحافيين الذين كانوا يغطّون المناسبة، مشيراً إلى أن كل ما ينشرونه «أخبار كاذبة». والتفت ترمب بعد ذلك إلى الديمقراطيين الذين قال إنهم «باتوا أكثر تطرفاً وأكثر خطورة وتشوشاً من أي وقت مضى في تاريخ بلدنا الحديث». وقال: «إنهم يريدون تدميركم ويريدون تدمير بلادنا كما نعرفها»، مضيفاً: «هذا ليس مقبولاً، ولن يحدث».
ورغم أن استطلاعات الرأي المبكرة تُظهر أن أمام ترمب مواجهة صعبة، فإن الرئيس الأميركي يخوض معركته مدعوماً بثقة قاعدته.
وستكون فلوريدا بين أهم الولايات «المتأرجحة» التي يمكن أن تغيّر معسكرها بين الجمهوريين والديمقراطيين من انتخابات لأخرى، إذ قد تمكِّن ترمب من هزيمة المرشح الذي يتم اختياره بين 23 مرشحاً ديمقراطياً.
ويعد وضع الاقتصاد الأميركي الذي قال إنه «موضع حسد العالم» أقوى نقطة في حملة ترمب الانتخابية. لكن الرئيس أشار إلى أن «الحلم الأميركي» في حد ذاته بات في خطر جرّاء المهاجرين غير الشرعيين، مصرّاً على أن مشروعه المرتبط بجدار المكسيك سيمضي قدماً. وقال إن «الهجرة الواسعة غير الشرعية تأتي بملايين العمال من أصحاب الأجور المنخفضة لمنافسة الأميركيين الأضعف على الوظائف والأجور والفرص، قاطعين الطريق عليهم لبلوغ الحلم الأميركي».


مقالات ذات صلة

الولايات المتحدة​ مؤسس شركة «أمازون» الأميركية العملاقة جيف بيزوس متحدثاً في لاس فيغاس (أ.ب)

عمالقة التكنولوجيا يخطبون ودّ ترمب… بالملايين

اصطف مليارديرات صناعة التكنولوجيا الأميركيون، وآخرهم مؤسس «أمازون» جيف بيزوس، لخطب ود الرئيس المنتخب قبل عودته للبيت الأبيض من خلال تبرعات بملايين الدولارات.

علي بردى (واشنطن)
الولايات المتحدة​ دونالد ترمب في ولايته الأولى رئيساً للولايات المتحدة يلوح بيده خلال اجتماع ثنائي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قمة زعماء مجموعة العشرين في أوساكا باليابان في 28 يونيو 2019 (رويترز)

ترمب ينتقد قرار بايدن إرسال صواريخ تستهدف العمق الروسي ويصفه بالأحمق

موسكو ترحب بانتقادات دونالد ترمب لقرار جو بايدن السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ أميركية بعيدة المدى ضد أهداف داخل عمق الأراضي الروسية

هبة القدسي (واشنطن)
المشرق العربي وزيرا الخارجية التركي هاكان فيدان والأميركي أنتوني بلينكن خلال إفادة صحافية مشتركة بعد مباحثاتهما في أنقرة الجمعة (رويترز)

«توافق عام» تركي - أميركي على مستقبل سوريا ما بعد الأسد

سيطر ملفان رئيسيان على مباحثات وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في أنقرة؛ أولهما مستقبل سوريا ما بعد بشار الأسد، والثاني التباين حول مكافحة الإرهاب.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أ.ب)

استطلاع: الأميركيون ليس لديهم ثقة كبيرة في اختيارات ترمب لأعضاء الحكومة

أظهر استطلاع جديد للرأي أن الأميركيين ليست لديهم ثقة كبيرة في اختيارات الرئيس المنتخب دونالد ترمب لأعضاء الحكومة، أو فيما يتعلق بإدارة ملف الإنفاق الحكومي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».