المولات التجارية في السعودية ميادين لرياضة المشي هرباً من حرارة الصيف

مبادرة لوزارة الصحة تخصص مسارات للمشي في 7 «مولات»

وزارة الصحة تُفعّل مبادرتها بتخصيص مسارات للمشي في 7 مولات
وزارة الصحة تُفعّل مبادرتها بتخصيص مسارات للمشي في 7 مولات
TT

المولات التجارية في السعودية ميادين لرياضة المشي هرباً من حرارة الصيف

وزارة الصحة تُفعّل مبادرتها بتخصيص مسارات للمشي في 7 مولات
وزارة الصحة تُفعّل مبادرتها بتخصيص مسارات للمشي في 7 مولات

يجد عشاق رياضة المشي بالسعودية في المراكز التجارية المغلقة «المولات» مكاناً جاذباً لممارسة رياضتهم خلال فصل الصيف، على اعتبار أن هذه الأماكن الفسيحة والمُكيّفة هي الأنسب هرباً من لهيب درجات الحرارة المتأرجحة في بحور الأربعينات المئوية. وتنبهت وزارة الصحة السعودية لهذا التوجه، إذ أطلقت مؤخرا مبادرتها (المول الصحي)، بالتعاون بين الوزارة وعدة مراكز تجارية حول البلاد، وذلك لتفعيل المول الصحي في 7 مولات بمناطق متفرقة.
وتتضمن المبادرة تعزيز رياضة المشي من خلال تحويل المولات إلى أماكن يستطيع أفراد المجتمع ممارسة المشي فيها. في حين يتميز المول الصحي بتهيئة وتوفير ظروف مناسبة للأجواء الحارة وأيضاً توفير مياه شرب معلبة وكذلك توفير مطاعم تقدم وجبات صحية. وتنسجم هذه المبادرة مع خطة السعودية في الوصول لنسبة 18 في المائة من الأشخاص الممارسين للأنشطة الرياضية والبدنية بشكل أسبوعي بحلول عام 2020.
ويؤكد المهندس فؤاد الفاخري، مدير عام مجمع الراشد في الخبر، أن هواة المشي غالبا ما يأتون فقط لهذه المهمة، ولا يرى أن المبادرة من شأنها رفع القوة الشرائية أو زيادة حس الاستهلاك.
ويتابع الفاخري حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن «مبادرة وزارة الصحة مميزة وترفع الوعي بأهمية مزاولة رياضة المشي كعادة يومية، صحيح أن ممارسة المشي في المولات عادة كانت موجودة عند فئة كبيرة من الناس، لكنها كانت باجتهاد فردي، والمبادرة جاءت لتعززها». مفيدا بأن «المتقاعدين» هم من أكثر الفئات التي تفضل مزاولة رياضة المشي في المولات.
ويتفق هواة مزاولة رياضة المشي في المولات على أنهم يفضلون فترة الصباح لممارسة المشي، على اعتبار أن المول يكون هادئا وغير مزدحم في هذه الفترة، خاصة أنه الوقت الأنسب للمتقاعدين وربات البيوت والذين لا يرتبطون بدوام صباحي، حيث تستغرق ممارسة المشي من 20 إلى 40 دقيقة، يتابعون بعدها حساب عدد الخطوات التي مشوها في تطبيقات الهواتف المحمولة.
يأتي هذا في ظل اعتماد كثير من المستشفيات والكليات الصحية على استثمار كثافة استقطاب المولات التجارية في إعداد برامج توعوية تتناول الأيام الصحية العالمية وإطلاق حملات التبرع بالدم وفحص السكر وفحص سرطان الثدي وغيرها، وهنا يتساءل علوي «ماذا بعد التوعية؟»، مؤكدا أن المولات التجارية قادرة على تقديم الكثير لدعم التوجه الصحي في البلاد.
جدير بالذكر أن وزارة الصحة السعودية نفذت هذا العام حملة توعوية تحت شعار (امش 30) وذلك بهدف زيادة الوعي العام تجاه المشي للإسهام في تحقيق «رؤية 2030» ولتعزز الصحة العامة ونمط الحياة الصحي بالمجتمع. وأبانت الصحة أن المشي يساعد في تحسين المزاج وكذلك المحافظة على صحة القلب والوقاية من الأمراض المزمنة والمساعدة في نزول الوزن وتقوية العظام والمفاصل.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».