«فيسبوك» يحْيي العملات الرقمية بـ«ليبرا»

بعد أن فقدت زخمها

«فيسبوك» يحْيي العملات الرقمية بـ«ليبرا»
TT

«فيسبوك» يحْيي العملات الرقمية بـ«ليبرا»

«فيسبوك» يحْيي العملات الرقمية بـ«ليبرا»

أثار استعداد موقع «فيسبوك» للتواصل الاجتماعي، لإطلاق عملة رقمية جديدة تحت مسمى «ليبرا» تستند إلى تكنولوجيا «بلوك تشين» (سلسلة الكتل)، العديد من الأسئلة الرقمية والواقعية، بيد أن ارتفاع المخاطر في التعاملات المالية عبر موقع سُربت منه بيانات ملايين المستخدمين، يبقى هو التخوف الرئيسي حالياً.
ويترقب نحو 2.3 مليار مستخدم لـ«فيسبوك» تفاصيل استخدام العملة الرقمية الجديدة التي أعلن عنها، أمس، «فيسبوك»، موضحاً أن «العملة الرقمية الجديدة ستتوافر من دون أن تكون عُرضة لتقلبات الأسعار».
ديفيد ماركوس، مدير مشروع العملة في «فيسبوك»، قال إن الشركة لن تكون قادرة على الاطلاع على بيانات المعاملات، بيد أن نظام «ليبرا» سيستخدم في بادئ الأمر بصورة أساسية في التحويلات بين العملات المختلفة.
بذلك أجاب ماركوس عن سؤال يدور في أذهان المستخدمين، خصوصاً بعدما عُرفت بـ«فضيحة فيسبوك». كان محلل البيانات الكندي كريستوفر وايلي، قد فجر مفاجأة اختراق بيانات المستخدمين على «فيسبوك» في مارس (آذار) 2018، وقال إن شركة «كامبردج أناليتيكا» حصلت على بيانات 50 مليون مستخدم تمت الاستعانة بها لصالح الحملة الانتخابية للرئيس دونالد ترمب في 2016.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن ماركوس قوله: ومع ذلك، فإن رؤية المشروع طويلة المدى هي جعل العملة وسيلة كاملة للدفع».
أحمد ماهر خبير تكنولوجي ومؤسس موقع «ديجيتال بوم»، قال لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من عمان، إن العملات الرقمية مرت بالعديد من الموجات صعوداً وهبوطاً، لكنها اتخذت منحى هبوطياً في التداول خلال الأشهر الستة الأخيرة، لكن من شأن اعتماد عملة رقمية لموقع عالمي مثل «فيسبوك» أن ينشر ثقافة العملات الرقمية بشكل أوسع في ضوء عدد مستخدمين يتخطى المليارين.
ومن أجل تحقيق هذا الهدف، شكّل «فيسبوك» تحالفاً مع رابطة «ليبرا» ومقرها جنيف بسويسرا. ومن بين أعضائها الحاليين وعددهم 28، الشركات المقدِّمة للخدمات المالية مثل «فيزا» و«ماستر كارد» و«باي بال»، وهي شركات يمكنها تسهيل دمج عملة «ليبرا» في أنظمة الدفع. كما انضمّ إلى التحالف شركتا «فودافون» و«إي باي» بالإضافة إلى منصة «بوكينغ» وتطبيق «سبوتيفاي» الموسيقي وشركتي «أوبر» و«ليفت» لخدمات النقل.
يشار إلى أن عملات تكنولوجيا «بلوك تشين» مثل «بيتكوين» تتأثر بتقلبات الأسعار، وهو أمر يسعى «فيسبوك» لتجنبه مع عملة «ليبرا». لذلك سيتم تخصيص صندوق احتياط مؤلف من عملات مختلفة لتغطية عملة «ليبرا».
وستحدد رابطة «ليبرا» كيفية التعامل مع العملات والسندات مثل الأسهم كاحتياط للحفاظ على سعر مستقر.
وعلى عكس «بيتكوين»، لن تكون «ليبرا» عملة يطلقها مستخدمون، ولكن سوف يتعين شراؤها من الدول الأعضاء بالرابطة أو المنصات التجارية.
ويرى ماهر أن «العملات الرقمية هي المستقبل في التعاملات المالية... كونها آمنة بشكل كبير، لأنها تستخدم سلسلة الكتل». متوقعاً منافسة البنوك على نطاق واسع خلال سنوات.
وأضاف: «(فيسبوك) أحيا العملات الرقمية من جديد... بعد موجة هبوط في التعاملات والتداولات»، مؤكداً أنه سيعطي زخماً لهذه العملات.
كان عملاق التواصل الاجتماعي «فيسبوك» قد أجرى محادثات مع الجهة الرقابية للمشتقات المالية في الولايات المتحدة بشأن خطط الشركة لإصدار عملة رقمية، منذ عام تقريباً؛ بالإضافة إلى بحثه أيضاً المشروع مع محافظ بنك إنجلترا المركزي مارك كارني، في إطار اجتماع أوسع بشأن مستقبل التمويل.
ويبدو أن «فيسبوك» يحاول أن يكون منصة كاملة لمستخدميه، نظراً إلى وجود الأصدقاء والمعارف عليه، فضلاً عن التعاملات المالية المقررة. في هذا الصدد يرى ماهر أن من شأن نجاح عملة «ليبرا» أن يوفر على ملايين المستخدمين التعاملات البنكية والعمولات والوقت أيضاً، إذ يقول: «ليبرا ستعمل طفرة في عالم تحويل الأموال».
وفي الأسبوع الأول من الشهر الجاري تعهد وزراء المالية وحكام المصارف المركزية في دول مجموعة العشرين بـ«مضاعفة الجهود» لإصلاح الضرائب على الشركات الرقمية العملاقة، مثل «غوغل» و«فيسبوك»، التي تواجه انتقادات لممارساتها في تجنب الضرائب. مما يطرح تساؤلات عدة حول مدى اعتماد «فيسبوك» لـ«ليبرا» للإفلات من دفع ضرائب بحجم تعاملات مالية ضخم متوقع.
ولفت أحمد ماهر الخبير التكنولوجي، إلى المخاطر التي تواجه استخدام العملات المشفرة، من حيث غسل الأموال وتمويل الإرهاب، قائلاً: «لم يتم إيجاد حل لهذه المسألة حتى الآن».


مقالات ذات صلة

أستراليا تعتزم فرض ضريبة على المنصات الرقمية التي لا تدفع مقابل نشر الأخبار

العالم شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)

أستراليا تعتزم فرض ضريبة على المنصات الرقمية التي لا تدفع مقابل نشر الأخبار

أعلنت الحكومة الأسترالية اعتزامها فرض ضريبة كبيرة على المنصات ومحركات البحث التي ترفض تقاسم إيراداتها من المؤسسات الإعلامية الأسترالية.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
العالم انقطعت خدمة منصة «إنستغرام» عن أكثر من 23 ألف مستخدم (د.ب.أ)

عطل يضرب تطبيقي «فيسبوك» و«إنستغرام»

أظهر موقع «داون ديتيكتور» الإلكتروني لتتبع الأعطال أن منصتي «فيسبوك» و«إنستغرام» المملوكتين لشركة «ميتا» متعطلتان لدى آلاف من المستخدمين في الولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق تامونا موسيريدزي مع والدها (صورة من حسابها على «فيسبوك»)

بعد 40 سنة... سيدة تكتشتف أن والدها الحقيقي ضمن قائمة أصدقائها على «فيسبوك»

بعد سنوات من البحث عن والديها الحقيقيين، اكتشفت سيدة من جورجيا تدعى تامونا موسيريدزي أن والدها كان ضمن قائمة أصدقائها على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»

«الشرق الأوسط» (تبليسي )
العالم رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي (رويترز)

أستراليا تقر قانوناً يحظر وسائل التواصل الاجتماعي لمن هم أقل من 16 عاماً

أقر البرلمان الأسترالي، اليوم (الجمعة) قانوناً يحظر استخدام الأطفال دون سن الـ16 عاما لوسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما سيصير قريباً أول قانون من نوعه في العالم.

«الشرق الأوسط» (ملبورن)
العالم يلزم القانون الجديد شركات التكنولوجيا الكبرى بمنع القاصرين من تسجيل الدخول على منصاتها (رويترز)

أستراليا تحظر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للأطفال دون 16 عاماً

أقرت أستراليا، اليوم (الخميس)، قانوناً يحظر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للأطفال دون سن 16 عاماً.

«الشرق الأوسط» (سيدني)

النفط يستهل بداية الأسبوع بتراجع طفيف

حفارات تعمل في حقل نفطي بولاية كاليفورنيا (رويترز)
حفارات تعمل في حقل نفطي بولاية كاليفورنيا (رويترز)
TT

النفط يستهل بداية الأسبوع بتراجع طفيف

حفارات تعمل في حقل نفطي بولاية كاليفورنيا (رويترز)
حفارات تعمل في حقل نفطي بولاية كاليفورنيا (رويترز)

تراجعت العقود الآجلة للنفط من أعلى مستوياتها في أسابيع وسط جني المستثمرين الأرباح مع ترقب اجتماع مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) في وقت لاحق من الأسبوع، للحصول على دلالات حول الاتجاه المستقبلي لأسعار الفائدة.

لكنَّ التراجع ظل محدوداً وسط مخاوف من تعطل الإمدادات في حالة فرض الولايات المتحدة مزيداً من العقوبات على الموردَين الرئيسيَّين، روسيا وإيران.

وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 29 سنتاً أو 0.4 في المائة إلى 74.20 دولار للبرميل بحلول الساعة 07:46 بتوقيت غرينتش بعد أن سجلت أعلى مستوى منذ 22 نوفمبر (تشرين الثاني) عند التسوية يوم الجمعة.

وتراجع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 36 سنتاً أو 0.5 في المائة إلى 70.93 دولار للبرميل بعد أن بلغ في الجلسة السابقة أعلى مستوى عند التسوية منذ السابع من نوفمبر.

وقال توني سيكامور، محلل السوق لدى «آي جي»، وفق «رويترز»: «بعد الارتفاع الأسبوع الماضي 6 في المائة ومع اتجاه النفط الخام إلى تسجيل أعلى مستوى من نطاق الارتفاعات المسجلة في الآونة الأخيرة من المرجَّح أن نشهد بعض عمليات جني الأرباح».

وأضاف أن أسعار النفط تلقت دعماً من العقوبات الجديدة التي فرضها الاتحاد الأوروبي على النفط الروسي الأسبوع الماضي، وتوقعات بتشديد العقوبات على الإمدادات الإيرانية.

وقالت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين، لـ«رويترز»، يوم الجمعة، إن الولايات المتحدة تدرس فرض عقوبات إضافية على ناقلات نفط «الأسطول المظلم» التي تستخدم أساليب الإخفاء لتفادي العقوبات، ولن تستبعد فرض عقوبات على البنوك الصينية مع سعيها لخفض عائدات روسيا من النفط والإمدادات الأجنبية التي تدعم موسكو في الحرب في أوكرانيا.

وتتسبب العقوبات الأميركية الجديدة على الكيانات المتعاملة في النفط الإيراني بالفعل في ارتفاع أسعار الخام المبيع للصين إلى أعلى مستويات منذ سنوات. ومن المتوقع أن تزيد الإدارة الأميركية المقبلة بقيادة دونالد ترمب الضغوط على إيران.

وقال سيكامور إن أسعار النفط تلقت دعماً أيضاً من تخفيضات أسعار الفائدة الرئيسية للبنوك المركزية في كندا وأوروبا وسويسرا الأسبوع الماضي، وتوقعات خفض أسعار الفائدة الأميركية هذا الأسبوع.

ومن المتوقع أن يخفض مجلس الاحتياطي الاتحادي أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في اجتماعه يومي 17 و18 ديسمبر (كانون الأول)، وسيقدم أيضاً نظرة محدَّثة عن مدى الخفض الذي يفكر فيه مسؤولو البنك المركزي الأميركي لأسعار الفائدة في عام 2025 وربما حتى عام 2026. ويمكن لأسعار الفائدة المنخفضة أن تعزز النمو الاقتصادي والطلب على النفط.