طوال الأسبوع الماضي ازداد نشاط «العم» حجاج البالغ من العمر نحو 70 عاماً، واستغرق كلياً في الاستعداد لمشاهدة مباريات كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم، التي تقام بمصر في الفترة من 21 يونيو (حزيران) الحالي إلى 19 يوليو (تموز) المقبل، وسأل معظم أصدقائه عن أفضل طريقة غير مكلفة للحصول على إرسال إحدى القنوات التي تبث المباريات، وطالت النقاشات بينهم، واستجمعوا خبراتهم السابقة في التحايل على بث المباريات الدولية عبر القنوات المشفرة.
رحلة بحث المصريين عن حيل جديدة لهزيمة احتكار بث المباريات على القنوات المشفرة، تختلف هذه المرة عن تجاربهم السابقة؛ إذ أعلنت الهيئة الوطنية للإعلام (حكومية) أنها تبث المباريات أمم أفريقيا على قناة «تايم سبورتTIME SPORTS »، عبر بثها الأرضي الرقمي، كما طرحت جهازاً هوائياً «إريال» (تقوية) لاستقبال الإرسال على القنوات الأرضية يراوح سعره بين 400 و700 جنيه (الدولار يعادل نحو 17 جنيهاً)، وأسهبت وسائل الإعلام المختلفة في شرح طرق ضبط الإرسال لاستقباله على القنوات الأرضية، وهو ما أصاب الكثيرين بالحيرة والارتباك نتيجة التعقيدات الفنية.
حالة الانهماك والنشاط المفرط التي يعيشها «العم» حجاج ليس مرجعها فقط حبه لكرة القدم، لكنه بحكم عمره يفتقد إلى شيء يشغل وقته ويشكل نوعاً من الترفيه، كما أن الاستغراق في البحث عن وسيلة لمشاهدة المباريات يجعله يشعر بأنه جزء من شيء أكبر كحال الكثير من المصريين الذين يبذلون جداً كبيراً للبحث عن حيل جديدة لمشاهدة المباريات في منازلهم بتكلفة بسيطة، إضافة إلى الأجواء الكروية العامة التي تسود مصر.
وتستعد المطاعم لبث المباريات بشاشات عملاقة، وتبدأ المقاهي استعداداتها الخاصة؛ إذ تشكل بطولات كرة القدم الإقليمية والدولية موسماً لتحقيق أرباح إضافية عن طريق إضافة رسوم على الرواد مقابل مشاهدة المباريات، أو رفع سعر المشروبات، بينما يبدأ الباحثون عن أرباح إضافية أو فرص عمل موسمية في الاستعداد بطريقتهم الخاصة لتوفير احتياجات رواد المقاهي من أطعمة سريعة «ساندوتشات» ومنتجات الياميش والمكسرات من لب وفول سوداني وغيرهما.
يقول حجاج لـ«الشرق الأوسط»: «بعد مشاورات وبحث واسترجاع للخبرات السابقة، تواصلت أنا وأصدقائي مع فني الكابل الذي نتعامل معه، ووجدنا أن الطريقة الفضلى لاستقبال البث ومشاهدة المباريات بالمنزل ستكلفني فقط 5 جنيهات، وهي عبارة عن وصلة يتم تركيبها لدعم استقبال الإرسال الأرضي، وبالطبع شعرت بسعادة بالغة عقب التوصل إلى هذه النتيجة، حيث سأتمكن من مشاهدة البطولة بالمنزل، وقد أنزل لمشاهدة بعض المباريات بالمقهى لأني أحب حالة المشاهدة الجماعية، لكن الأمر مكلف مادياً ومعاشي محدود».
وترفع متاجر الكابل وأطباق الدش درجة استعداداتها للعمل على إيجاد حلول للتغلب على احتكار بث مباريات كرة القدم، وتوفير أدوات غير مكلفة مادياً ليتمكن المصريون من مشاهدة بطولات كرة القدم في منازلهم بتكلفة بسيطة.
يقول علاء فتحي، فني كابل بأحد متاجر أطباق الدش بمنطقة باب اللوق (وسط القاهرة) لـ«الشرق الأوسط»: «توصلنا إلى طرق كثيرة لمشاهدة مباريات كأس أفريقيا على التردد الأرضي لقناة (تايم سبورت)، منها وصلة تلفاز تسمى (convert) ونبيعها بخمسة جنيهات، ويتم تركيبها على طرف سلك الدش عقب فصله من الريسيفر، ثم وصلها بجهاز التلفاز، حيث يتم بعدها استقبال القنوات الأرضية».
وتنتشر في مصر ظاهرة التحايل على بث القنوات المشفرة في الأقاليم والأحياء الشعبية بضواحي القاهرة، وتنشط الظاهرة خلال بطولات كرة القدم الدولية، حيث يقوم فنيون بفك شفرات هذه القنوات عن طريق أجهزة بسيطة، ويبيعون الخدمة لأعداد كبيرة من المشاهدين في محيط جغرافي محدد مقابل اشتراك شهري صغير لا يتجاوز 50 جنيهاً شهرياً، وهي مقابل مشاهدة عدد من القنوات المشفرة سواء الرياضية أو غيرها قد يصل إلى 6 قنوات.
ويضيف فتحي: «جربنا طرقاً كثيرة تعلمناها من واقع خبراتنا السابقة للتحايل على تشفير بث المباريات، منها توصيل قطعة من السلك المخصص للدش على أن يبلغ طولها نحو مترين، ويتم توصيها في التلفزيونات القديمة، لتتمكن من استقبال القنوات الأرضية، وأيضاً طريقة (الإريال) البدائي، حيث يتم تثبيت أي قطعتين معدنيتين، ويكونان أحياناً عبارة عن أطباق الطعام المصنوعة من الألمنيوم، ويتم وضعهما على لوحة خشبية وتوصليهما بسلك معدني في التلفزيون».
حيل المصريين لمشاهدة مباريات كأس أفريقيا... «معركة» موسمية ضد التشفير
حيل المصريين لمشاهدة مباريات كأس أفريقيا... «معركة» موسمية ضد التشفير
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة