الموت يغيّب محمد مرسي أثناء محاكمته

النيابة تقول إن الرئيس المصري الأسبق سقط مغشياً عليه في القفص... وتحقق في الوفاة

الرئيس المصري السابق محمد مرسي خلال مثوله  في جلسة سابقة بقضية «التخابر مع حماس» (إ.ب.أ)
الرئيس المصري السابق محمد مرسي خلال مثوله في جلسة سابقة بقضية «التخابر مع حماس» (إ.ب.أ)
TT

الموت يغيّب محمد مرسي أثناء محاكمته

الرئيس المصري السابق محمد مرسي خلال مثوله  في جلسة سابقة بقضية «التخابر مع حماس» (إ.ب.أ)
الرئيس المصري السابق محمد مرسي خلال مثوله في جلسة سابقة بقضية «التخابر مع حماس» (إ.ب.أ)

غيب الموت، الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي، أمس، عن عمر يناهز 68 عاماً، وذلك أثناء مثوله لإعادة المحاكمة مع آخرين في القضية المعروفة إعلامياً بـ«اقتحام السجون».
وحسبما أفادت النيابة العامة المصرية، أمس، فإن الرئيس الأسبق طلب «أثناء المحاكمة، وعقب انتهاء دفاع المتهمين من المرافعة، الحديث، فسمحت له المحكمة بذلك، حيث تحدث لمدة خمس دقائق، وعقب انتهائه من كلمته رفعت المحكمة الجلسة للمداولة».
وأشارت النيابة، في بيان، أمس، إلى أنه «أثناء وجود مرسي وباقي المتهمين داخل القفص، سقط أرضاً مغشياً عليه، حيث تم نقله فوراً للمستشفى، وتبين وفاته».
مرسي الذي شغل سدة الحكم في مصر منذ يونيو (حزيران) 2012 لمدة عام واحد، أزيح من منصبه بعد مظاهرات شعبية حاشدة ضد استمراره وتنظيم «الإخوان» (تصنفه السلطات المصرية إرهابياً) في السلطة.
ومنذ يوليو (تموز) 2013، خضع مرسي وعدد كبير من قيادات «الإخوان» للحبس على ذمة اتهامهم في قضايا عدة أدين في بعضها بأحكام نهائية.
وشرحت النيابة المصرية، أمس، أن «التقرير الطبي المبدئي، والمتعلق بالكشف الظاهري، كشف وفاته (مرسي)، وأنه حضر متوفى إلى المستشفى في تمام الساعة الرابعة وخمسين دقيقة مساءً (أمس)، وتبين عدم وجود إصابات ظاهرية حديثة بجثمانه».
وقرر النائب العام المصري، نبيل صادق، تكليف فريق من نيابة أمن الدولة ونيابة جنوب القاهرة بـ«إجراء معاينة لجثمان المتوفى، والتحفظ على كاميرات المراقبة بقاعة المحكمة وقفص المتهمين»، كما سيستمع المحققون إلى «أقوال الموجودين معه في القفص».
وأعلن النائب العام «التحفظ على الملف الطبي الخاص بعلاج مرسي، وندب لجنة عليا من الطب الشرعي لإعداد تقرير بأسباب الوفاة»، وأشار إلى أن «النيابة العامة ستوالي إصدار بيانات بشأن التحقيقات» في الوفاة.
ومرسي، المولود عام 1951 في محافظة الشرقية (شرق دلتا مصر)، لم يكن يُنظر إليه باعتباره من القيادات التنظيمية المهمة في «الإخوان»، قبل «ثورة 25 يناير» 2011، لكنه كان أول رئيس لحزب «الإخوان»، الذي حمل اسم «الحرية والعدالة»، ودُفع به كمرشح احتياطي للجماعة إلى جانب رجلها القوى، النائب الأول للمرشد، خيرت الشاطر، الذي استبعد مع آخرين، من خوض الانتخابات الرئاسية المصرية الأولى بعد إطاحة حكم الرئيس الأسبق، حسني مبارك، وأجري الاقتراع عليها في عام 2012، بعد منافسة صعبة جمعت في جولتها النهائية مرسي ورئيس الوزراء الأسبق أحمد شفيق.
وقبل وصوله لمنصبه في الرئاسة، شغل مرسي مناصب برلمانية وأكاديمية، عدة، إذ ترأس الكتلة البرلمانية لـ«الإخوان» ما بين عامي 2000 و2005، كما تدرج في السلك الجامعي بكلية الهندسة جامعة القاهرة، حيث عمل أستاذاً.
والقضية التي توفي مرسي أثناء إعادة المحاكمة فيها، وتنظرها محكمة جنايات القاهرة، كان الرئيس الأسبق الراحل نال حكماً في جولتها الأولى بالإعدام شنقاً، غير أن محكمة النقض أبطلت القرار، وقضت بإعادة محاكمته وآخرين متهمين أمام دائرة قضائية جديدة، وهي تلك الدائرة التي توفي أثناء نظرها للقضية.
وشهدت قضية «اقتحام السجون» واقعة لافتة، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، حيث جمعت ساحة المحكمة، الرئيس الأسبق حسني مبارك، وخلفه في المنصب محمد مرسي، إذ أدلى الأول بشهادته بشأن القضية التي يحاكم فيها الثاني.
وفي شهادته السابقة، كال مبارك الاتهامات لمرسي، وقيادات «الإخوان»، وقال إنه «كانت هناك اجتماعات لجماعة (الإخوان) مع (حزب الله) و(حماس) لإحداث فوضى... وكلها كانت مرصودة، وقيد المتابعة».
ونسبت التحقيقات إلى المتهمين في القضية ارتكاب جرائم «قتل 32 من قوات التأمين والمسجونين بسجن أبو زعبل، و14 من سجناء سجن وادي النطرون، وأحد سجناء سجن المرج، وتهريبهم لنحو 20 ألف مسجون من السجون الثلاثة المذكورة، فضلاً عن اختطاف 3 من الضباط وأمين شرطة من المكلفين بحماية الحدود، واقتيادهم عنوة إلى قطاع غزة».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.