نيجيريا: «بوكو حرام» تضرب بقوة وتخلف 70 بين قتيل وجريح

هجمات انتحارية متزامنة استهدفت قاعة عرض رياضية

قوات الشرطة النيجيرية في مايدوغوري إثر هجوم إرهابي في مايو الماضي (غيتي)
قوات الشرطة النيجيرية في مايدوغوري إثر هجوم إرهابي في مايو الماضي (غيتي)
TT

نيجيريا: «بوكو حرام» تضرب بقوة وتخلف 70 بين قتيل وجريح

قوات الشرطة النيجيرية في مايدوغوري إثر هجوم إرهابي في مايو الماضي (غيتي)
قوات الشرطة النيجيرية في مايدوغوري إثر هجوم إرهابي في مايو الماضي (غيتي)

نفذت جماعة «بوكو حرام»، في وقت متأخر من ليلة أول من أمس، واحدة من أكثر عملياتها الإرهابية دموية خلال العام الجاري، إذ تمكنت من قتل 30 شخصاً على الأقل، وإصابة أكثر من 40 آخرين، في 3 هجمات انتحارية متزامنة وقعت في قرية بولاية بورنو، شمال شرقي نيجيريا.
وأكد مسؤولون نيجيريون، أمس (الاثنين)، أن الحصيلة الأولية للهجمات الإرهابية تشير إلى مقتل ما لا يقل عن 30 شخصاً، فيما قالت الوكالة الحكومية لإدارة الطوارئ إن 40 شخصاً آخرين أصيبوا في التفجيرات المتزامنة.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مدير العمليات في وكالة إدارة الطوارئ بنيجيريا، عثمان كاشالا، أمس (الاثنين)، أن «حصيلة القتلى من جرّاء هجوم (بوكو حرام) ارتفعت حتى الآن إلى 30»، مضيفاً: «لدينا أكثر من 40 جريحاً».
وأضاف كاشالا في حديثه للصحافيين أن «عدم وجود البنية التحتية الصحية المناسبة للتعاطي مع هذا النوع من الطوارئ، والوقت الذي تطلبه الحصول على تصريح أمني لزيارة (موقع العملية) من مايدوغوري، ساهما في هذه الحصيلة الكبيرة».
وقال المسؤولون إن الهجمات الإرهابية استهدفت قاعة لعرض مباريات كرة القدم في مدينة كوندوجا، التي تقع على بعد 38 كيلومتراً من مدينة مايدوغوري، عاصمة إقليم بورنو. ووقع الهجوم عندما كانت تعرض مباراة لكرة القدم، الرياضة ذات الشعبية الواسعة في نيجيريا التي يستعد منتخبها للمشاركة في كأس الأمم الأفريقية في مصر الأسبوع المقبل، ولكن المصادر تقول إن الهجمات وقعت عندما كان الضحايا يتابعون مباراة من كأس «كوبا أميركا» التي تجري في وقت متأخر من الليل في نيجيريا.
وأكدت المصادر المحلية أن 3 انتحاريين تمكنوا من التسلل إلى محيط القاعة، وفجروا عبوات ناسفة ومتفجرات كانت بحوزتهم، فيما فشلت انتحارية رابعة في تفجير نفسها، لتنجح الشرطة في اعتقالها، وتسلمها إلى وحدة خاصة من الجيش.
وأفاد زعيم ميليشيا محلية، يدعى علي حسن، بأن الانفجارات الثلاثة وقعت في نحو الساعة التاسعة مساءً، أي نحو السادسة مساء بالتوقيت العالمي الموحد (غرينيتش)، ومنع صاحب الصالة أحد المهاجمين من الدخول إلى المكان المكتظ.
وقال حسن لوكالة الصحافة الفرنسية عبر الهاتف: «وقعت مشادة كلامية بين مدير الصالة والانتحاري الذي فجّر نفسه»، فيما فجّر الانتحاريان الآخران اللذان كانا وسط حشد عند كشك قريب لبيع الشاي نفسيهما.
وأكد حسن أن معظم الضحايا من الأشخاص الذين كانوا خارج الصالة التي تعرض مباراة كرة القدم، وقال إن «9 أشخاص قتلوا فوراً، بينهم صاحب المكان، وأصيب 48 بجروح».
ورغم أن أي جهة لم تعلن مسؤوليتها عن الهجوم، بعد ساعات من وقوعه، فإن البصمات وطريقة التنفيذ تؤكد أن جماعة «بوكو حرام» تقف وراءه، وهي التي تقود تمرداً مسلحاً منذ عام 2009 في شمال شرقي نيجيريا، من أجل إقامة إمارة إسلامية متشددة، ولكن نطاق عملها توسع ليشمل النيجر وتشاد والكاميرون، بعد أن بايعت الجماعة تنظيم «داعش» الإرهابي عام 2015.
وكانت «بوكو حرام» قد غيرت من استراتيجيتها خلال الأشهر الأخيرة، حين ركزت في هجماتها على القواعد العسكرية التابعة للجيش، وتمكنت خلال هذه الأشهر من السيطرة على عدد من القواعد، والاستحواذ على كميات كبيرة من الأسلحة والعتاد والذخيرة الحية، ولكن الهجوم الأخير يعد هو الأول من نوعه، والأكبر منذ عدة أشهر.
ونجحت هذه الاستراتيجية الأخيرة في أن تمكن «بوكو حرام» من التعافي، وتجاوز حالة الضعف التي شابتها خلال عامي 2016 و2017، عندما تلقت ضربات موجعة من طرف الجيش النيجيري، المدعوم من طرف تحالف عسكري إقليمي (تشاد والنيجر والكاميرون)، فقد استعادت «بوكو حرام» الإرهابية قدرتها على الهجوم والمباغتة، وبدأت تشن هجمات دامية في إقليم بورنو، مركز نفوذها التقليدي.
وأسفر تمرد جماعة «بوكو حرام» عن مقتل ما يزيد على 27 ألف شخص، كما أجبر نحو مليونين آخرين على الفرار من منازلهم، وامتد العنف إلى النيجر المجاورة وتشاد والكاميرون، مما دفع هذه الدول لتشكيل تحالف عسكري إقليمي لمواجهة المتمردين الذين يتخذون من الغابات والأحراش في منطقة حوض بحيرة تشاد مركزاً لتدريب المقاتلين، وتحويلهم إلى انتحاريين محترفين. واختطفت جماعة «بوكو حرام» مئات الفتيات من المدارس في شمال شرقي نيجيريا، وأرغمت الكثير منهن على دخول الإسلام وارتداء الحجاب واعتناق أفكار متطرفة، وزوجتهن بالقوة لمقاتليها، كمكافأة لهم على الأعمال القتالية التي يخوضونها لصالح التنظيم الإرهابي.


مقالات ذات صلة

علماء ينتجون «نموذج جنين بشري» في المختبر

علوم النموذج تم تطويره باستخدام الخلايا الجذعية (أرشيف - رويترز)

علماء ينتجون «نموذج جنين بشري» في المختبر

أنتجت مجموعة من العلماء هيكلاً يشبه إلى حد كبير الجنين البشري، وذلك في المختبر، دون استخدام حيوانات منوية أو بويضات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم الهياكل الشبيهة بالأجنة البشرية تم إنشاؤها في المختبر باستخدام الخلايا الجذعية (أرشيف - رويترز)

علماء يطورون «نماذج أجنة بشرية» في المختبر

قال فريق من الباحثين في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة إنهم ابتكروا أول هياكل صناعية في العالم شبيهة بالأجنة البشرية باستخدام الخلايا الجذعية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم علماء يتمكنون من جمع حمض نووي بشري من الهواء والرمال والمياه

علماء يتمكنون من جمع حمض نووي بشري من الهواء والرمال والمياه

تمكنت مجموعة من العلماء من جمع وتحليل الحمض النووي البشري من الهواء في غرفة مزدحمة ومن آثار الأقدام على رمال الشواطئ ومياه المحيطات والأنهار.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
علوم صورة لنموذج يمثل إنسان «نياندرتال» معروضاً في «المتحف الوطني لعصور ما قبل التاريخ» بفرنسا (أ.ف.ب)

دراسة: شكل أنف البشر حالياً تأثر بجينات إنسان «نياندرتال»

أظهرت دراسة جديدة أن شكل أنف الإنسان الحديث قد يكون تأثر جزئياً بالجينات الموروثة من إنسان «نياندرتال».

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم دراسة تطرح نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات

دراسة تطرح نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات

توصلت دراسة جديدة إلى نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات على كوكب الأرض مشيرة إلى أن نظرية «تبلور العقيق المعدني» الشهيرة تعتبر تفسيراً بعيد الاحتمال للغاية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».