«داعش» يشنّ حرب تضاريس على القوات الخاصة الأميركية المحاربة

قلق من امتداد نفوذ التنظيم إذا ما توصلت واشنطن إلى تسوية سلمية مع {طالبان}

موقع متقدم للقوات الخاصة الأميركية لمراقبة أنشطة «داعش» في شرق أفغانستان (غيتي)
موقع متقدم للقوات الخاصة الأميركية لمراقبة أنشطة «داعش» في شرق أفغانستان (غيتي)
TT

«داعش» يشنّ حرب تضاريس على القوات الخاصة الأميركية المحاربة

موقع متقدم للقوات الخاصة الأميركية لمراقبة أنشطة «داعش» في شرق أفغانستان (غيتي)
موقع متقدم للقوات الخاصة الأميركية لمراقبة أنشطة «داعش» في شرق أفغانستان (غيتي)

صرح مسؤولو وزارة الدفاع الأميركية، قبل عامين، بأن القوات الأميركية المنتشرة في المناطق النائية من أفغانستان يمكنها هزيمة فرع تنظيم «داعش» الإرهابي في البلاد بحلول عام 2017. وخلال الشهر الحالي، لا تزال القوات الخاصة الأميركية تواصل القتال في شرق أفغانستان، مع عدم وجود نهاية لهذا القتال في الأفق القريب. وأثناء زيارة قام بها مراسل صحيفة «نيويورك تايمز» إلى موقعهم العسكري المتقدم، في محافظة ننجرهار الشرقية، أشار الجنود الأميركيون إلى التلال والوديان الواقعة عند سفح جبال سبين غار المكسوة بالجليد، هناك، كما قالوا، تبدأ الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم «داعش»، في واحدة من أكثر المناطق المحظورة في أفغانستان.
وينمو التنظيم المتطرف، وهو قادر على تجديد خسائره البشرية من خلال جهود التجنيد المستمرة حتى الآن، وفقا لتصريحات المسؤولين العسكريين. ويتلقى التنظيم التمويل عبر شبكة تهريب غير مشروعة فضلا عن تدفقات الإيرادات من مصادر أخرى. وفي الجزء الشرقي من البلاد، يشن عناصر تنظيم «داعش» حرب تضاريس لا يستطيع الجيش الأميركي حيالها إلا الاحتواء – حتى الآن – وفقا لما قاله المسؤولون العسكريون.
ومن واقع المقابلات مع ستة مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين، والذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم، أشاروا إلى أن التنظيم على استعداد لتوسيع رقعة نفوذه إذا ما توصلت الولايات المتحدة مع حركة طالبان إلى تسوية سلمية. وأعرب المسؤولون عن قلقهم أنه بالإضافة إلى زعزعة استقرار الحكومة الأفغانية الحالية، صار التنظيم على علاقة تربطه بمؤامرات إرهابية خارج حدود أفغانستان.
وفي أعماق البلاد، كان الاستنتاج الفوري هو مواصلة ممارسة الضغوط من خلال الدوريات والغارات التي تشنها وحدات العمليات الخاصة الأميركية والأفغانية. ولكن المسؤولين يعترفون بأن الأمر كله لا يتجاوز جهود الاحتواء بأكثر من أي شيء آخر من شأنه القضاء على الموالين للتنظيم الإرهابي في البلاد.
ويعتبر موقع الإسناد جونز، على مشارف قرية (ديه بالا)، هو جزء من مجموعة صغيرة من مواقع القوات الخاصة الأميركية في محافظة ننجرهار.
وتتراجع وحدات القوات الخاصة إلى اعتماد استراتيجية مكافحة التمرد التي كانت مستخدمة ثم توقفت طوال 18 عاما من الحرب في أفغانستان. وهذا يعني أن الوحدات تنتقل بين مهام تطهير الأراضي رفقة القوات الأفغانية، ومحاولة الاحتفاظ بها، وبناء القوة الأفغانية القادرة على تولي المهام الأمنية في المحافظة - من المفترض إبقاء تنظيم «داعش» قيد الاحتواء - عندما تغادر القوات الأميركية البلاد على نحو نهائي.
وخلال اجتماع انعقد مؤخرا في موقعه بمحافظة ننجرهار، أشار قائد فريق القوات الخاصة الأميركية إلى خريطة قرية (ديه بالا) الموضوعة أمامه، وقال: «إنهم يحاولون دائما السيطرة على هذه الجبال». وتحدث قائد فريق القوات الخاصة شريطة عدم الكشف عن هويته نظرا لأوامر وزارة الدفاع الأميركية المشددة بألا يكشف أفراد الوحدات الخاصة عن هوياتهم أبدا. ويؤيد تاريخ البلاد وجهة نظره أن هذه الزاوية من شرق أفغانستان كانت مأوى المتمردين منذ مئات السنين.
وتتعثر جهود القضاء على المتطرفين في هذه الجهة من البلاد بسبب تغير الأحوال الجوية التي يمكنها إعاقة الدعم الجوي على نحو سريع، كذلك التغيرات الكبيرة في الارتفاع عن سطح الأرض - بآلاف الأقدام - الأمر الذي يعيق تقدم القوات والعتاد الذي يمكن نقله بأمان باستخدام المروحيات.
ما بدأ في عام 2015 كمجموعة صغيرة من القبائل، التي تتكون في معظمها من مقاتلي طالبان الباكستانيين السابقين الذين تعهدوا بالولاء لتنظيم «داعش» وزعيمه أبو بكر البغدادي، سرعان ما نما وتحول إلى شبكة مترابطة من المقاتلين والقادة المنتشرين في أنحاء البلاد كافة.
ووفقا للمسؤولين العسكريين الأميركيين، ظهر المقاتلون على نحو تدريجي من جميع أرجاء المنطقة، بما في ذلك كازاخستان وطاجيكستان، بالإضافة إلى عدد قليل من العناصر التي كانت تقاتل من قبل في العراق وسوريا.
وخلال الشهور الأولى من الفرع الأفغاني، أرسلت قيادة التنظيم في الشرق الأوسط الأموال للمساعدة. لكن المسؤولين يقولون إن المجموعة اعتمدت سبيل الاكتفاء الذاتي من خلال ابتزاز الأموال من السكان المحليين، على جانب تهريب الأخشاب، والمخدرات، والمواد الخام، مثل خام اللازورد الذي يجري استخراجه من بعض مناجم المحافظات الأفغانية الشرقية.
ويحصل عناصر التنظيم الإرهابي في أفغانستان على رواتب أكثر بكثير من نظرائهم في حركة طالبان المحلية، والتي تصل إلى مئات الدولارات في بعض المناطق. ولقد تمكنوا من الاستمرار في النمو والتوسع هناك.
وهناك ما يقدر بنحو 3 آلاف مقاتل تابعين لـ«داعش» في أفغانستان، غير أن أعدادهم المنخفضة نسبيا تتعارض مع شبكة الدعم المتنامية للموالين من أصحاب التحالفات غير الواضحة وقدرتهم على التحرك بكل سهولة وحرية بين أفغانستان وباكستان. وفي الشهور الأخيرة، ظهرت خلايا تنظيم «داعش» في محافظة قندوز الشمالية، فضلا عن محافظة هيرات الغربية.
ولكن ليست هناك خلية تابعة لـ«داعش» في البلاد هي أكثر تهديدا على استقرار أفغانستان من تلك التي توجد في العاصمة كابل. وامتلكت الجماعات الموالية للتنظيم في البلاد مهارات كبيرة في تفادي الكشف عنها، وشنت هجمات عالية المستوى وأكثر تواترا منذ عام 2016. وفي العام الماضي، نفذت تلك الجماعات ما يقدر بنحو 24 هجوما في العاصمة كابل، مما أسفر عن سقوط مئات الضحايا بين قتيل وجريح.
* خدمة «نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

العراق: إحباط مخطط لـ«داعش» ضد شخصيات أمنية ومواقع حكومية في كركوك

العالم العربي جندي عراقي يقود دبابة (أرشيفية - رويترز)

العراق: إحباط مخطط لـ«داعش» ضد شخصيات أمنية ومواقع حكومية في كركوك

أفادت «وكالة الأنباء العراقية»، اليوم (السبت)، بأن جهاز الأمن الوطني أعلن إحباط مخطط «إرهابي خطير» في محافظة كركوك كان يستهدف شخصيات أمنية ومواقع حكومية.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي نازحون في مخيم حسن شام على بعد نحو 40 كيلومتراً غرب أربيل (أ.ف.ب)

في شمال العراق... تحديات كثيرة تواجه النازحين العائدين إلى ديارهم

تعلن السلطات العراقية بانتظام عن عمليات مغادرة جماعية لمئات النازحين من المخيمات بعدما خصصت مبالغ مالية لكلّ عائلة عائدة إلى قريتها.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
العالم العربي تنظيم «داعش» يتبنّى عملية استهداف حاجز لـ«قسد» في ريف دير الزور الشرقي (مواقع تواصل)

حملات التمشيط العسكري لم تمنع انتعاش «داعش» في سوريا

على رغم أن القوات الحكومية السورية تشن حملات تمشيط متكررة في البادية السورية لملاحقة خلايا تنظيم «داعش» فإن ذلك لم يمنع انتعاش التنظيم.

المشرق العربي قوة مشتركة من الجيش العراقي و«الحشد الشعبي» بحثاً عن عناصر من تنظيم «داعش» في محافظة نينوى (أ.ف.ب)

«داعش» يعلن مسؤوليته عن هجوم أدى لمقتل 3 جنود في العراق

قالت مصادر أمنية وطبية في العراق إن قنبلة زرعت على جانب طريق استهدفت مركبة للجيش العراقي أسفرت عن مقتل 3 جنود في شمال العراق.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي «قوات سوريا الديمقراطية» خلال عرض عسكري في ريف دير الزور (الشرق الأوسط)

أكراد سوريا يتحسبون لتمدد الحرب نحو «إدارتهم الذاتية»

ألقت نتائج الانتخابات الأميركية بظلالها على أكراد سوريا ومصير «إدارتهم الذاتية» بعدما جدد الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، التهديد بشن عملية عسكرية.

كمال شيخو (القامشلي)

«اعتقال نتنياهو وغالانت»: التزام أوروبي ورفض أميركي... ومجموعة السبع تدرس الأمر

بنيامين نتنياهو (يسار) ويوآف غالانت (أ.ب)
بنيامين نتنياهو (يسار) ويوآف غالانت (أ.ب)
TT

«اعتقال نتنياهو وغالانت»: التزام أوروبي ورفض أميركي... ومجموعة السبع تدرس الأمر

بنيامين نتنياهو (يسار) ويوآف غالانت (أ.ب)
بنيامين نتنياهو (يسار) ويوآف غالانت (أ.ب)

أعلنت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، اليوم (الجمعة)، أن وزراء خارجية مجموعة السبع سيناقشون خلال اجتماعهم يومي الاثنين والثلاثاء قرب روما، مذكرات التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية، والتي شملت خصوصاً رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقالت ميلوني في بيان، إن «الرئاسة الإيطالية لمجموعة السبع تعتزم إدراج هذا الموضوع على جدول أعمال الاجتماع الوزاري المقبل الذي سيعقد في فيوجي بين 25 و26 نوفمبر (تشرين الثاني). وتستهدف مذكرات التوقيف الصادرة يوم الخميس، نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، وقائد الجناح العسكري لحركة «حماس» الفلسطينية، محمد الضيف.

وأضافت ميلوني: «هناك نقطة واحدة ثابتة: لا يمكن أن يكون هناك تكافؤ بين مسؤوليات دولة إسرائيل وحركة (حماس) الإرهابية».

رفض أميركي

وندَّد الرئيس الأميركي جو بايدن بشدة، أمس (الخميس)، بإصدار المحكمة الجنائية الدولية أوامر الاعتقال بحق نتنياهو وغالات، وعدّ هذا الإجراء «أمراً شائناً».

وقال بايدن في بيان: «دعوني أكُن واضحاً مرة أخرى: أياً كان ما قد تعنيه ضمناً المحكمة الجنائية الدولية، فلا يوجد تكافؤ بين إسرائيل و(حماس)». وأضاف: «سنقف دوماً إلى جانب إسرائيل ضد التهديدات التي تواجه أمنها».

المجر

بدوره، أعلن رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، الجمعة، أنه سيدعو نظيره الإسرائيلي إلى المجر في تحدٍ لمذكرة التوقيف الصادرة في حقه.

وقال في مقابلة مع الإذاعة الرسمية: «لا خيار أمامنا سوى تحدي هذا القرار. سأدعو في وقت لاحق اليوم نتنياهو للمجيء إلى المجر، حيث يمكنني أن أضمن له أن قرار المحكمة الجنائية الدولية لن يكون له أي تأثير».

وبحسب أوربان، فإن «القرار وقح ومقنّع بأغراض قضائية لكن له في الحقيقة أغراض سياسية»، ويؤدي إلى «الحط من صدقية القانون الدولي».

الأرجنتين

وعدّت الرئاسة الأرجنتينية أن مذكرتي التوقيف الصادرتين بحق نتنياهو وغالانت، تتجاهلان «حق إسرائيل المشروع في الدفاع عن نفسها».

وذكر بيان نشره الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي بحسابه على منصة «إكس»، أن «الأرجنتين تعرب عن معارضتها الشديدة لقرار المحكمة الجنائية الدولية الأخير»، الذي يتجاهل «حق إسرائيل المشروع في الدفاع عن نفسها في مواجهة هجمات مستمرة تشنها منظمات إرهابية مثل (حماس) و(حزب الله)».

وأضاف: «إسرائيل تواجه عدواناً وحشياً، واحتجاز رهائن غير إنساني، وشن هجمات عشوائية على سكانها. إن تجريم دفاع مشروع تمارسه دولة ما مع تجاهل هذه الفظائع هو عمل يشوه روح العدالة الدولية».

الصين

ودعت الصين، الجمعة، المحكمة الجنائية الدولية، إلى «موقف موضوعي وعادل» غداة إصدارها مذكرات التوقيف. وقال لين جيان الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية في مؤتمر صحافي دوري: «تأمل الصين في أن تحافظ المحكمة الجنائية الدولية على موقف موضوعي وعادل وتمارس صلاحياتها وفقاً للقانون».

بريطانيا

ولمحت الحكومة البريطانية، الجمعة، إلى أن نتنياهو يمكن أن يتعرض للاعتقال إذا سافر إلى المملكة المتحدة.

وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء كير ستارمر للصحافيين: «هناك آلية قانونية واضحة ينبغي اتباعها. الحكومة كانت دائمة واضحة لجهة أنها ستفي بالتزاماتها القانونية». وأضاف: «ستفي المملكة المتحدة دائماً بالتزاماتها القانونية كما هو منصوص عليه في القوانين المحلية والقانون الدولي»، لكنه رفض الإدلاء برأي محدد في شأن رئيس الوزراء الإسرائيلي.

هولندا

بدورها، نقلت وكالة الأنباء الهولندية (إيه إن بي)، الخميس، عن وزير الخارجية، كاسبار فيلدكامب، قوله إن هولندا مستعدة للتحرّك بناءً على أمر الاعتقال الذي أصدرته المحكمة الجنائية الدولية بحقّ نتنياهو، إذا لزم الأمر.

الاتحاد الأوروبي

وقال مسؤول السياسة الخارجية لدى الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، خلال مؤتمر صحافي، الخميس، إن جميع الدول الأعضاء في المحكمة الجنائية الدولية، ومنها دول أعضاء في الاتحاد، كلها ملزَمة بتنفيذ قرارات المحكمة. وأضاف بوريل: «هذا ليس قراراً سياسياً، بل قرار محكمة. وقرار المحكمة يجب أن يُحترم ويُنفّذ».

وكتب بوريل، في وقت لاحق على منصة «إكس»: «هذه القرارات ملزمة لجميع الدول الأعضاء في نظام روما الأساسي (للمحكمة الجنائية الدولية) الذي يضم جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي».

آيرلندا

كذلك قال رئيس الوزراء الآيرلندي، سيمون هاريس، في بيان: «القرار... خطوة بالغة الأهمية. هذه الاتهامات على أقصى درجة من الخطورة». وأضاف: «آيرلندا تحترم دور المحكمة الجنائية الدولية. ويجب على أي شخص في وضع يسمح له بمساعدتها في أداء عملها الحيوي أن يفعل ذلك الآن على وجه السرعة»، مؤكداً أنه سيتم اعتقال نتنياهو إذا جاء إلى آيرلندا.

إيطاليا

وقال أنطونيو تاياني، وزير الخارجية الإيطالي، إن روما ستدرس مع حلفاء كيفية تفسير القرار واتخاذ إجراء مشترك. وأضاف: «ندعم المحكمة الجنائية الدولية... لا بد أن تؤدي المحكمة دوراً قانونياً، وليس دوراً سياسياً». بينما أكد وزير الدفاع الإيطالي جويدو كروزيتو، أن روما سيتعين عليها اعتقال نتنياهو إذا زار البلاد.

النرويج

أما وزير الخارجية النرويجي، إسبن بارت أيدي، فقال إنه «من المهم أن تنفذ المحكمة الجنائية الدولية تفويضها بطريقة حكيمة. لديّ ثقة في أن المحكمة ستمضي قدماً في القضية على أساس أعلى معايير المحاكمة العادلة».

السويد

وقالت وزيرة الخارجية السويدية، ماريا مالمر ستينرغارد، إن استوكهولم تدعم «عمل المحكمة» وتحمي «استقلالها ونزاهتها». وأضافت أن سلطات إنفاذ القانون السويدية هي التي تبتّ في أمر اعتقال الأشخاص الذين أصدرت المحكمة بحقّهم مذكرات اعتقال على أراضٍ سويدية.

كندا

بدوره، قال رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، إن بلاده ستلتزم بكل أحكام المحاكم الدولية، وذلك رداً على سؤال عن أمري الاعتقال بحقّ نتنياهو وغالانت. وأضاف، في مؤتمر صحافي، بثّه التلفزيون: «من المهم حقاً أن يلتزم الجميع بالقانون الدولي... نحن ندافع عن القانون الدولي، وسنلتزم بكل لوائح وأحكام المحاكم الدولية».

تركيا

ووصف وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي التوقيف، بأنه «مرحلة بالغة الأهمية».

وكتب فيدان على منصة «إكس»: «هذا القرار مرحلة بالغة الأهمية بهدف إحالة المسؤولين الإسرائيليين الذين ارتكبوا إبادة بحق الفلسطينيين أمام القضاء».

ألمانيا

قال شتيفن هيبشترايت، المتحدث باسم الحكومة الألمانية، الجمعة، إن الحكومة ستدرس بعناية مذكرتي الاعتقال الصادرتين بحق نتنياهو وغالانت، لكنها لن تخطو خطوات أخرى حتى تكون هناك بالفعل زيارة لألمانيا.

وأضاف هيبشترايت: «أجد صعوبة في تخيل أننا سنجري اعتقالات على هذا الأساس»، مشيراً إلى أنه كان من الضروري توضيح المسائل القانونية المتعلقة بمذكرتي الاعتقال. ولم يحدد ما هي هذه المسائل. ولم يرد على سؤال عما إذا كان نتنياهو محل ترحيب في ألمانيا.

وقال المتحدث إن موقف الحكومة الألمانية بشأن تسليم أسلحة إلى إسرائيل لم يتغير بعد إصدار مذكرتي الاعتقال، ولا يزال خاضعاً لتقييم كل حالة على حدة.

فرنسا

بدوره، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، الخميس، إن ردّ فعل باريس على أمر المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو، سيكون متوافقاً مع مبادئ المحكمة، لكنه رفض الإدلاء بتعليق حول ما إذا كانت فرنسا ستعتقل نتنياهو إذا وصل إليها.

ورداً على سؤال خلال مؤتمر صحافي حول ما إذا كانت فرنسا ستعتقل نتنياهو، قال كريستوف لوموان إن السؤال معقد من الناحية القانونية، مضيفاً: «إنها نقطة معقّدة من الناحية القانونية، لذا لن أعلّق بشأنها اليوم».

أمل فلسطيني

وأفادت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية الرسمية (وفا) بأن السلطة الفلسطينية أصدرت بياناً ترحب فيه بقرار المحكمة الجنائية الدولية. وطالبت السلطة جميع الدول الأعضاء في المحكمة الجنائية الدولية وفي الأمم المتحدة بتنفيذ قرار المحكمة. ووصفت القرار بأنه «يعيد الأمل والثقة في القانون الدولي ومؤسساته».

وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية، أمس (الخميس)، أوامر اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، بخصوص «جرائم حرب في غزة»، وكذلك القيادي في حركة «حماس» محمد الضيف.

وقالت المحكمة، في بيان، إن هناك «أسباباً منطقية» لاعتقاد أن نتنياهو وغالانت ارتكبا جرائم، موضحة أن «الكشف عن أوامر الاعتقال هذه يصبّ في مصلحة الضحايا».

وأضاف بيان المحكمة الجنائية الدولية أن «قبول إسرائيل باختصاص المحكمة غير ضروري». وأشارت المحكمة الجنائية الدولية إلى أن «جرائم الحرب ضد نتنياهو وغالانت تشمل استخدام التجويع سلاح حرب... وكذلك تشمل القتل والاضطهاد وغيرهما من الأفعال غير الإنسانية».