أميركا تحذر الأطراف السودانية من فوضى يؤججها «محرضون» و«مندسون»

مساعد وزير الخارجية أكد دعم واشنطن المقترح الأفريقي لبدء المرحلة الانتقالية بحلول 30 يونيو

تيبور ناجي مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون الأفريقي خلال مؤتمر صحافي في أديس أبابا أمس (رويترز)
تيبور ناجي مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون الأفريقي خلال مؤتمر صحافي في أديس أبابا أمس (رويترز)
TT

أميركا تحذر الأطراف السودانية من فوضى يؤججها «محرضون» و«مندسون»

تيبور ناجي مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون الأفريقي خلال مؤتمر صحافي في أديس أبابا أمس (رويترز)
تيبور ناجي مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون الأفريقي خلال مؤتمر صحافي في أديس أبابا أمس (رويترز)

طالب مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون الأفريقية، أمس، بإجراء تحقيق «مستقل وذي مصداقية» في عملية القمع التي شهدها السودان الأسبوع الماضي، وأدت إلى مقتل العشرات.
ومن أديس أبابا، التي وصلها بعد زيارة إلى السودان استمرت يومين، قال ناجي إن الولايات المتحدة ترى أن هناك ضرورة لإجراء «تحقيق مستقل وذي مصداقية لمحاسبة مرتكبي الفظاعات». وكانت قوات أمن سودانية قد نفّذت في 3 يونيو (حزيران) عملية لفض اعتصام استمر أسابيع، أمام مقر قيادة القوات المسلحة في الخرطوم. وقالت لجنة أطباء السودان المركزية إن العملية خلفت 120 قتيلاً، إلا أن وزارة الصحة اعتبرت أن الحصيلة بلغت 61 قتيلاً فقط.
وقال ناجي إن حملة القمع قلبت أوضاعاً كانت قد ولّدت أملاً كبيراً بحصول تحسّن. وقال في مؤتمر صحافي عبر الهاتف إن «أحداث الثالث من يونيو شكّلت من وجهة نظرنا منعطفاً كاملاً في طريقة سير الأحداث، مع ارتكاب عناصر القوى الأمنية جرائم وعمليات اغتصاب». وتابع: «حتى تاريخ الثالث من يونيو كان الجميع متفائلاً. كانت الأحداث تمضي قدماً في اتّجاه مناسب بعد 30 عاماً من المأساة في السودان».
وحذّر مساعد وزير الخارجية الأميركي من «المندسين والمحرضين الموجودين في المظاهرات في السودان»، ودعا الأطراف السودانية إلى توخي الحذر من هؤلاء المحرضين الذين «ليست لديهم أي رغبة للتوصل إلى حل سلمي» يُنهي الصراع القائم. وقال: «ليست لدينا تفاصيل، لكن من الواضح أن هناك محرضين في الجانبين. كنا سنتوصل إلى حل، ولكن كل مرة يفشل بسبب هؤلاء».
وأوضح أنه من بين المقترحات التي قدّمتها الحكومة الأميركية، لحل الأزمة في السودان أن يتم الإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين، وسحب جميع القوات من العاصمة الخرطوم، مؤكداً أن واشنطن تدعم بشكل كبير وساطة الاتحاد الأفريقي ورئيس الوزراء الأثيوبي للتوصل إلى حل سياسي سلمي في السودان.
وأضاف أن الولايات المتحدة تدعم مقترح الاتحاد الأفريقي لبدء مرحلة انتقالية بحلول 30 يونيو الحالي، الذي يصادف الذكرى الثلاثين لنظام الرئيس المخلوع عمر البشير. وذكر أن هناك سناريوهات محتملة لإنهاء الأزمة في السودان. أحد هذه السيناريوهات إيجابي، والبقية سيناريوهات سلبية، موضحاً أن السيناريو الوحيد الإيجابي المطروح الآن هو أن يوافق الجميع على فترة انتقالية، وأن تتم قيادة البلاد بواسطة حكومة مدنية يقبلها الشعب السوداني.
وأضاف: «السيناريوهات السلبية متعددة، منها أن ينتهي الأمر إلى نموذج الفوضى الموجود في ليبيا أو الصومال»، مشيراً إلى أن آخر شيء تريده مصر هو «ليبيا أخرى على حدودها الجنوبية»، وأن آخر شيء تريده إثيوبيا هو «صومال أخرى على حدودها الشمالية الغربية». وأضاف: «سيناريو آخر سلبي هو العودة مرة أخرى إلى النظام القديم. وهذا شيء آخر، يبدو من نقاشاتنا ألا أحد يريده».
وتابع: «سيناريو آخر سيئ، هو استمرار قوى الحرية والتغيير (إف إف سي) التي تقود الحراك في الشارع، في التمسك بتصوراتها للحل بشكل فردي»، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة لا ترغب في حل فردي من جانب واحد، لا يحقق طموحات الشعب السوداني. وأشار إلى أن «إف إف سي» تسعى إلى مراقبة الانتخابات الحكومية المقبلة، موضحاً أن «هذا لن يكون ذا مصداقية من أي شخص في المنطقة، وأنا أعني أي شخص».
وقال إن الولايات المتحدة «مستمرة في التواصل مع جميع الأطراف المعنية في المنطقة في أفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا، بهدف التوصل إلى حل يحقق طموحات الشعب السوداني، الذي عانى من حكم ديكتاتوري على مدار 30 عاماً».
وفيما يتعلق بالضغط على قوى المعارضة، أكد ناجي أن «جميع الخيارات المتاحة ما زالت على الطاولة، وسوف نقرر متى وكيف سنستخدمها»، مضيفاً أن «الولايات المتحدة لديها ترسانة من الأدوات، ولدينا الحق في استخدام هذه الأدوات لتحقيق الأهداف في السودان». وأشار إلى أن المجتمع الدولي سوف يتخذ الإجراءات المناسبة، سواء بشكل فردي أم بشكل جماعي.
وحول قدرة الولايات المتحدة على فرض انتقال السلطة إلى المدنيين، عبر استخدام وسيلة العصا والجزرة، أكد ناجي أن «دور الولايات المتحدة في هذه العملية هو الدعم للأطراف المنخرطة بشكل مباشر في عملية الحل السلمي»، مشيراً إلى أن «الولايات المتحدة لن تكون أكثر اهتماماً من الشعب السوداني، والاتحاد الأفريقي».
وقال إن الولايات المتحدة لا تعلب دوراً أساسياً في هذه العملية، وإن دورنا «هو دعم الاتحاد الأفريقي والوسطاء الدوليين». وسوف تتابع الولايات المتحدة عن قرب نتائج المباحثات. وأضاف: «واشنطن لن تحل كل مشكلة في العالم بالتقدم في الصفوف الأمامية. نحن نثق في الاتحاد الأفريقي ورئيس الوزراء الإثيوبي وهيئة الإيقاد في القرن الأفريقي، هم الأطراف الأصلية في الصراع، وهم المعنيون في المقام الأول للتوصل إلى حل للأزمة السودانية»، مشيراً إلى أن واشنطن تركز في النهاية على نتائج هذه المحادثات التي يجريها الوسطاء المعنيون.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.