مخاوف من استئناف «داعش» هجماته في بغداد

TT

مخاوف من استئناف «داعش» هجماته في بغداد

أعلنت خلية الأعلام الأمني في العراق عن حصول تفجيرين إرهابيين في بغداد الليلة قبل الماضية، أحدهما في جانب الكرخ والآخر في الرصافة. وقالت الخلية في بيان أمس إن «عملاً إرهابياً بواسطة انفجار عبوة ناسفة في ساحة الوثبة ببغداد - جانب الرصافة». وأضافت الخلية: «كما انفجرت عبوة أخرى أيضاً في منطقة الشعلة - جانب الكرخ».
وبينما أكد البيان عدم وقوع أي خسائر بشرية أو مادية، فإن تنظيم «داعش» من جهته لم يعلن عن تبنيه هذين الانفجارين. وتأتي تفجيرات بغداد بعد نحو أسبوعين على هجوم مسلح نفذه «داعش» ضد قوة عسكرية مسلحة في منطقة الطارمية شمال غربي بغداد أدت إلى مقتل 8 عناصر من الجيش العراقي.
إلى ذلك، أعلن مصدر أمني عراقي أمس انطلاق عملية عسكرية لتطهير صحراء الجزيرة بين محافظتي الأنبار ونينوى. وقال المصدر في تصريح إن «العملية تتم باشتراك قيادة عمليات الجزيرة وعمليات نينوى والحشد العشائري».
وفي إطار عمليات الكر والفر التي تقوم بها الأجهزة الأمنية العراقية مع مقاتلي «داعش» أعلنت مديرية الاستخبارات العسكرية عن إلقاء القبض على ما وصفتها بـ«مفرزة الكواتم» في محافظة كركوك. وقالت المديرية في بيان إنه في «عملية نوعية اعتمدت المعلومة الاستخبارية الدقيقة في تنفيذها وتميزت بالسرعة المفاجئة تجاه الأهداف وبكمين محكم للغاية، تمكنت مفارز مديرية الاستخبارات العسكرية في خلية الاستخبارات ومكافحة الإرهاب بالتعاون مع سرية الواجبات الخاصة التابعة للمديرية من إلقاء القبض على المفرزة المتخصصة باستخدام الأسلحة الكاتمة في تنفيذ عمليات الاغتيال في ناحية الزاب - قضاء الحويجة - محافظة كركوك، بالإضافة إلى استخدامها العبوات الناسفة لاستهداف القوات الأمنية واستعمالها المواد السمية في عملياتها».
وفي هذا السياق، يقول الدكتور معتز محيي الدين، رئيس المركز الجمهوري للدراسات الأمنية، لـ«الشرق الأوسط» إن «العمل الذي يقوم به تنظيم داعش يرتبط بحصوله على الإمدادات اللوجستية أو المادية، وهو ما يبدو إنه توفر لديه خلال هذه الفترة، بحيث عاود الهجمات في مناطق مختلفة من البلاد». وأضاف محي الدين أن تنظيم داعش «بات ينشط في ثلاث محافظات بشكل واضح وهي نينوى وكركوك وديالى فضلا عن أطراف في محافظة الأنبار وباتت عملياته تتوزع بين الهجمات المسلحة أو زرع العبوات أو حرق المحاصيل الزراعية وبالتالي فإنها فضلا عن كون بعضها عمليات نوعية فإنه يبدو في حالة كر وفر مع الأجهزة الأمنية، خصوصا أن هذا يؤشر لعودة مسلحين من التنظيم من سوريا وجزيرة الفرات فضلا عن حصوله على دعم مالي»، مشيرا إلى أن «هؤلاء المقاتلين جاءوا على شكل مجاميع وهم يوجدون داخل مضافات بين جبال مخمور وحمرين وهي مناطق وعرة لكنهم يعرفون تضاريسها جيدا».
وبين محيي الدين أن «هناك من لا يزال يساعد (داعش) في المجتمع المحلي سواء كان ناقما لأن الحكومة لم تنصفه أو لأنه متعاطف لسبب أو لآخر».
أما أستاذ الأمن الوطني في كلية النهرين الدكتور حسين علاوي فيقول لـ«الشرق الأوسط» إن «ما تعانيه المحافظات التي عانت من احتلال (داعش) والتي تحررت من سطوته في معارك ضارية إنما هو نوع من الصراع المركب بين ما هو إرهابي مستمر حتى الآن وبين الصراع السياسي الذي كثيرا ما يستغله الإرهاب بحيث تترتب عليه آثار اجتماعية وسياسية مختلفة». وأضاف علاوي أن «معظم ما يجري الآن في تلك المحافظات سببه الصراع السياسي وعدم وضع خريطة طريقة لمعالجة الآثار التي خلفتها العمليات الإرهابية في تلك المناطق، وهو ما يجعل الوضع الأمني هناك بمثابة قربان لتلك الصراعات».


مقالات ذات صلة

الخارجية الألمانية تدعم حواراً كردياً مع دمشق

المشرق العربي مظلوم عبدي قائد «قوات سوريا الديمقراطية» (رويترز)

الخارجية الألمانية تدعم حواراً كردياً مع دمشق

قال مدير الشرق الأدنى والأوسط وشمال أفريقيا في «الخارجية» الألمانية، إن «حماية حقوق ومصالح الأكراد السوريين يمكن تحقيقها بشكل أفضل من خلال حوار داخلي سوري».

كمال شيخو (دمشق)
المشرق العربي الرئيس دونالد ترمب والرئيس التركي رجب طيب إردوغان في مؤتمر صحافي مشترك في البيت الأبيض بواشنطن 13 نوفمبر 2019 (رويترز)

تركيا تعيد فتح قنصليتها في حلب مع استمرار الاشتباكات العنيفة في شرقها

فتحت القنصلية التركية في حلب أبوابها بعد إغلاق استمر نحو 13 عاماً.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي (رويترز)

قائد «قسد» يناقش الوضع السوري والعمليات ضد «داعش» مع قائد القيادة المركزية الأميركية

قال القائد العام لـ«قسد» مظلوم عبدي، الجمعة، إنه عقد اجتماعاً مهماً مع قائد القيادة المركزية الأميركية مايكل كوريلا لتقييم الوضع في سوريا والعمليات ضد «داعش».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي عبدي لتوحيد الصف الكردي قبل الحوار مع الإدارة السورية

عبدي لتوحيد الصف الكردي قبل الحوار مع الإدارة السورية

عقد مظلوم عبدي، قائد «قسد»، اجتماعاً مع الزعيم الكردي مسعود بارزاني في أربيل، هو الأول من نوعه فرضته التطورات المتسارعة بسوريا.

كمال شيخو (دمشق)
أفريقيا حاكم ولاية بورنو حذر المزارعين من التعامل مع الإرهابيين (صحافة محلية)

«داعش» يحاصر 500 مزارع في نيجيريا

قالت نيجيريا إن الحرب التي يخوضها جيشها ضد مقاتلي «داعش» وجماعة «بوكو حرام»، أسفرت خلال هذا الأسبوع عن مقتل 76 مسلحاً.

الشيخ محمد (نواكشوط )

مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
TT

مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)

تسعى الحكومة المصرية، لتعزيز الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، في مجال إدارة الموارد المائية، في ظل تحديات كبيرة تواجهها تتعلق بـ«محدودية مواردها». وخلال لقائه سفيرة الاتحاد الأوروبي في القاهرة أنجلينا إيخورست، الاثنين، ناقش وزير الموارد المائية والري المصري هاني سويلم، التعاون بين الجانبين، في «إعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجتها».

وتعاني مصر عجزاً مائياً، حيث يبلغ إجمالي الموارد المائية، نحو 60 مليار متر مكعب سنوياً، في مقابل احتياجات تصل إلى 114 مليار متر مكعب سنوياً، وبنسبة عجز تقدر 54 مليار متر مكعب، وفق «الري المصرية».

وتعتمد مصر على حصتها من مياه نهر النيل بنسبة 98 في المائة، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب سنوياً.

وحسب بيان لـ«الري المصرية»، ناقش سويلم، مع سفيرة الاتحاد الأوروبي، مقترحات تطوير خطة العمل الاستراتيجية (2024-2027)، طبقاً للأولويات المصرية، مشيراً إلى الدعم الأوروبي لبلاده في مجالات «رفع كفاءة الري، وإعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجة المياه، والتكيف مع تغير المناخ».

ووقَّعت الحكومة المصرية، والاتحاد الأوروبي، إعلاناً للشراكة المائية، خلال فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، COP28، الذي عُقد في دبي عام 2023، بهدف تحقيق الإدارة المستدامة للموارد المائية، وتعزيز الحوار، وتبادل الخبرات.

وأوضح وزير الري المصري أن «الإجراءات التي تتبعها بلاده لرفع كفاءة استخدام المياه، تندرج تحت مظلة الجيل الثاني لمنظومة الري»، منوهاً بقيام الوزارة حالياً «بتأهيل المنشآت المائية، ودراسة التحكم الآلي في تشغيلها لتحسين إدارة وتوزيع المياه، والتوسع في مشروعات الري الحديث»، إلى جانب «مشروعات معالجة وإعادة استخدام المياه، ودراسة تقنيات تحلية المياه من أجل الإنتاج الكثيف للغذاء».

ومن بين المشروعات المائية التي تنفذها الحكومة المصرية، بالتعاون مع عدد من دول الاتحاد الأوروبي، «البرنامج القومي الثالث للصرف، وتحسين نوعية المياه في مصرف (كيتشنر)، وتحديث تقنيات الري لتحسين سبل عيش صغار المزارعين في صعيد مصر، ومراقبة إنتاجية الأراضي والمياه عن طريق الاستشعار عن بعد».

وتعوِّل الحكومة المصرية على الخبرات الأوروبية في مواجهة ندرة المياه، وفق أستاذ الموارد المائية، في جامعة القاهرة، نادر نور الدين، الذي أشار إلى أن «القاهرة سبق أن استعانت بخبراء أوروبيين لصياغة حلول للتحديات المائية التي تواجهها مصر»، وقال إن «كثيراً من المقترحات التي قدمها الخبراء تنفذها الحكومة المصرية في سياستها المائية، ومن بينها التوسع في مشروعات معالجة المياه، وتحلية مياه البحر، واعتماد نظم الري الحديث».

وللتغلب على العجز المائي شرعت الحكومة المصرية في تطبيق استراتيجية لإدارة وتلبية الطلب على المياه حتى عام 2037 باستثمارات تقارب 50 مليون دولار، تشمل بناء محطات لتحلية مياه البحر، ومحطات لإعادة تدوير مياه الصرف بمعالجة ثلاثية، إضافة إلى تطبيق مشروع تحول للري الزراعي الحديث.

ويعتقد نور الدين، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الخبرة الأوروبية في مجال تطوير إدارة المياه والتغيرات المناخية هي الأفضل في هذا المجال»، مشيراً إلى أن «القاهرة تسعى إلى الاستفادة من المنح الأوروبية المقدَّمة في تلك المجالات، وخصوصاً، التكيف مع التغيرات المناخية»، معتبراً أن «التعامل مع العجز المائي في مصر من أولويات السياسة المائية المصرية».

ويُعد الاتحاد الأوروبي من أهم الشركاء في المجال التنموي بالنسبة لمصر، وفق أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، عباس شراقي، الذي أشار إلى أن «التعاون المائي بين الجانبين يأتي ضمن الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي جرى توقيعها بين الحكومة المصرية والاتحاد الأوروبي، لتطوير التعاون بمختلف المجالات».

ويرى شراقي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الاتحاد الأوروبي يمتلك التكنولوجيا والخبرات الحديثة بشأن تطوير استخدام المياه، خصوصاً في الدول التي تعاني من شح مائي».