يخطو عدد من الجمعيات الخيرية السعودية المختصة في التنمية الأسرية، خطوات جادة للأمام بابتكار استراتيجيات جديدة لجعل المجتمع السعودي، وخصوصا العاطلين والعاطلات عن العمل لأسباب متفاوتة، منتجين في مجتمعهم، بدلا من أن يكونوا عالة على أسرهم، خاصة إذا كانت الحالة المادية لأسرهم متدنية نتيجة المداخيل المحدودة التي يتحصل عليها رب الأسرة من جهة عمله، أو وفرة الأبناء وارتفاع تكلفة الاحتياجات الضرورية وحتى الكماليات.
وتلقى هذه الجمعيات والمراكز، وتحديدا المسجلة رسميا في وزارة الشؤون الاجتماعية، دعما كبيرا من الوزارة التي تقع تحت مظلتها، كما أن هناك تفاعلا واضحا من القطاع الخاص في دعم هذه المشروعات بهدف تنميتها، مما يعود على المجتمع بشكل عام بالنفع، ويحول العاطلين عن العمل إلى منتجين وفاعلين في مجتمعهم، يساهمون مع أسرهم في توفير معيشة كريمة.
وعلى صعيد متصل، يطلق مركز بناء الأسر المنتجة (جنى)، وهو أحد المراكز الخيرية، الأربعاء المقبل، عددا من المشروعات النسائية الواعدة التي يدعمها المركز والبنك السعودي للتسليف والادخار، وهو بنك حكومي، وذلك في إطار اتفاقية الشراكة الاستراتيجية مع البنك، الذي قدّم 36 مليون ريال لمركز «جنى»، ليوجهها بدوره لدعم مشروعات النساء المميزات في كل من الدمام والخبر والأحساء والقصيم وحائل وجازان ومكة المكرمة، كمرحلة أولى من التعاون بين الطرفين، حيث سيشرّف حفل الإطلاق الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية.
وقال رئيس مجلس إدارة مركز «جنى» محمد الخميس: «إن الاتفاقية تركز على دعم مشروعات سيدات الأعمال الواعدات، وتدريبهن على مبادئ العمل التجاري المحترف، وإدخالهن سوق العمل بطريقة احترافية وتنافسية، والارتقاء بهذه الفئة وصناعاتها وأعمالها لخدمة الاقتصاد الوطني، وتوفير فرص عمل ذاتية لهذه الفئة، ويأتي هذا الحفل تجسيدا لاتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين المركز والبنك السعودي للتسليف والادخار».
وأفاد بأن هذه الاتفاقية تعتبر شراكة ناجحة لكل من المركز والبنك لتحقيق أهداف الطرفين في تطوير مشروعات الأسر الواعدة، ورفع مستوى الإنتاج للسيدات العاملات في مشروعات المركز، وتوفير فرص عمل نسائية احترافية في جميع مناطق المملكة التي يعمل بها «جنى».
ووفقا للمدير التنفيذي للمركز محمود الشامي، فإن مركز «جنى» قدّم حتى الآن نحو 31.500 قرض، بقيمة بلغت نحو 31 مليون دولار بمشروعات الأسر المنتجة، ويسعى خلال السنة الحالية، ومن خلال المشروعات الواعدة إلى منح 1000 قرض للنساء الواعدات بقروض تراوح قيمتها بين 20 و100 ألف ريال، كنواة أولى للمشروعات المميزة وذات قيمة اقتصادية بالمجتمع، في كل من الخبر والدمام والأحساء والقصيم وحائل وجازان ومكة المكرمة، لتمكين النساء من أدوات الإنتاج لتحقيق الهدف العام للمشروع في تمكين المرأة بالمجتمع اقتصاديا واجتماعيا، من خلال فروع المركز على مستوى المملكة.
وأشار إلى أن نسبة التحصيل بالمركز من المستفيدات بلغت 99 في المائة، وتعد نسبة متفوقة مقارنة بالمشروعات المماثلة لها داخل السعودية وخارجها، ويدل هذا على نجاح المشروعات التجارية الخاصة بالمستفيدات، وأيضا على كفاءة مركز «جنى» في تحصيل أقساط القروض من آلاف العميلات في جميع المناطق التي يقوم بخدمتها.
وبيّن أن عدد العاملين بالمركز بلغ 162 موظفا وموظفة، تمثل النساء فيه نسبة 85 في المائة، ونسبة السعودة 93 في المائة، بكفاءة إنتاج في أداء العاملين وصلت إلى 108 في المائة، وهذا بطبيعة الحال شجع الدولة والشركات ورجال الأعمال على الدخول بشراكات مع المركز لتطوير مفهوم المسؤولية الاجتماعية والمشاركة في إدارة المحافظ الإقراضية.
وشملت القطاعات التي استهدفها القائمون على المشروع 3 قطاعات حيوية، تحقق عوائد مادية كبيرة للمستفيدات، واستحوذ القطاع التجاري على نسبة 65 في المائة من إجمالي فرص العمل، وبلغت حصة القطاع الصناعي 20 في المائة، والقطاع الخدمي 15 في المائة، وسيفتتح «جنى» فرعين جديدين خلال العام المقبل في مناطق جديدة من المملكة ستعلن في حينها.
وأضاف الشامي، أن «جنى» يعد أحد برامج خدمة المجتمع لمؤسسة سليمان بن عبد العزيز الراجحي الخيرية، ويتبنى دعم وتمويل المشروعات المتناهية الصغر، ويركز على فئة النساء، والمشروعات النوعية التي تحقق قيمة مضافة للنساء بالمجتمع، ويساعد في دعم الاقتصاد الوطني وتوطين الوظائف من خلال توفير فرص عمل ذاتية للنساء.
وسيجري خلال الحفل تكريم الراعي والشريك الاستراتيجي بهدايا صنعت بأيدٍ وطنية من إنتاج عميلات المركز، في حين سيكرم راعي الحفل نخبة مميزة من عميلات المركز والموظفات المميزات.
جدير بالذكر أن مشروع «جنى»، هو عبارة عن مشروع اقتصادي اجتماعي، يقدم خدمات الإقراض المتناهي الصغر للنساء دون اللجوء إلى الكفالات التقليدية، بل يعتمد على مبدأ الضمان الجماعي للنساء فيما بينهن، وبنفس الوقت يرسخ ثقافة العمل ومبدأ الاعتماد على الذات، ويوفر فرص عمل ذاتية للنساء بالمجتمع، ومن آثار هذا المشروع، الحد من ظاهرتي الفقر والبطالة بالمجتمع، وتمكين النساء اجتماعيا واقتصاديا من خلال المشروعات المدرة للدخل.
ويصل عدد الجمعيات الخيرية التي تلقى دعما مباشرا من وزارة الشؤون الاجتماعية إلى 600 جمعية في مختلف مناطق المملكة، حيث تلعب هذه الجمعيات دورا فاعلا في المجتمع وتسهم في تنميته.
8:9 دقيقه
شراكة بين «جنى» و«بنك التسليف» لدعم مشروعات سيدات الأعمال الواعدات
https://aawsat.com/home/article/176766
شراكة بين «جنى» و«بنك التسليف» لدعم مشروعات سيدات الأعمال الواعدات
31500 قرض قسمتها 31 مليون دولار الاتفاقية تركز على مشروعات الأسر المنتجة
سيدة استفادت من دعم «جنى» (تصوير: علي القطان)
- الدمام: علي القطان
- الدمام: علي القطان
شراكة بين «جنى» و«بنك التسليف» لدعم مشروعات سيدات الأعمال الواعدات
سيدة استفادت من دعم «جنى» (تصوير: علي القطان)
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة

