واشنطن توسع غاراتها ضد «داعش».. وطهران تتهمها بالتراخي

التنظيم يحقق بعض الاختراقات في جنوب آسيا

واشنطن توسع غاراتها ضد «داعش».. وطهران تتهمها بالتراخي
TT

واشنطن توسع غاراتها ضد «داعش».. وطهران تتهمها بالتراخي

واشنطن توسع غاراتها ضد «داعش».. وطهران تتهمها بالتراخي

اعلنت الولايات المتحدة اليوم (الاحد)، أنها شنت ضربات جوية ضد تنظيم "داعش"، دعما للقوات العراقية التي تدافع عن سد رئيس، موسعة بذلك نطاق حملتها الجوية التي بدأت قبل شهر.
واطلق مسلحو تنظيم "داعش" هجوما كبيرا في العراق في يونيو (حزيران) واستولوا على عدة مناطق ما دفع بالولايات المتحدة الى بدء حملة الضربات دعما للقوات العراقية والميليشيات التي تتصدى لهم.
والرئيس الاميركي باراك اوباما الذي بنى مسيرته السياسية على اساس معارضته الحرب في العراق ووعده بإنهائها، يحاول تشكيل تحالف دولي لمكافحة تنظيم "داعش"، الذي يسيطر ايضا على مواقع كبرى في سوريا المجاورة.
وحدد اوباما خلال قمة الحلف الاطلسي الجمعة، اطار خطة لتشكيل تحالف واسع من اجل محاربة التنظيم الذي يسيطر على مناطق واسعة في العراق وسوريا.
والاحد شنت الولايات المتحدة غارات جوية دعما للقوات التي تدافع عن سد حديثة في غرب العراق، وقصفت مواقع للتنظيم، موسعة نطاق حملتها الجوية الى جبهة جديدة.
وكان العراق رحب بمساعي أوباما لتشكيل تحالف دولي لمواجهة خطر تنظيم "داعش".
من جهة أخرى، قال هوشيار زيباري وزير الخارجية العراقي أمس (السبت) "اننا نرحب" بهذه الخطة"، مضيفا ان بلاده "دعت مرارا شركاءها الدوليين لتقديم المساعدة والدعم لها لأن هذا التهديد بالغ الخطورة ... ليس لشعب العراق او المنطقة فحسب بل لاوروبا واميركا والحلف الاطلسي". وتابع "انها معركتنا في النهاية.. لكننا بحاجة الى دعم، فقدراتنا محدودة ونحن نحتاج الى المساعدة لتعزيز هذه القدرات".
من جهته، بحث وزير الخارجية الاميركي جون كيري السبت مع الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، التهديد الذي يشكله "داعش"، وذلك قبيل الاجتماع الوزاري للجامعة في القاهرة اليوم المخصص لبحث التغيرات في المنطقة.
وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الاميركية ان كيري والعربي "بحثا ضرورة ان تتخذ الجامعة العربية واعضاؤها موقفا قويا في التحالف الذي يجري تشكيله في مواجهة داعش".
من جانبه، اعتبر وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف اليوم (الاحد) ان الولايات المتحدة لم تكن "جدية كثيرا" حتى الآن في محاربتها للتنظيمات المتطرفة، التي تمكنت من السيطرة على مناطق واسعة في العراق وسوريا.
ونقلت وكالة "مهر" الايرانية للأنباء عن الوزير، قوله ردا على سؤال حول احتمال حصول تعاون بين ايران والولايات المتحدة لمحاربة تنظيم "داعش" بشكل خاص "ان الولايات المتحدة لم تكن جدية كثيرا في تعاطيها مع هذه المسألة حتى الآن".
واعتبر الوزير الايراني انه "لا يوجد بعد فهم جدي لهذا التهديد ولم يقوموا (الاميركيون) بعد بتحرك جدي" ضد المتطرفين.
وعلى صعيد متصل، ظهرت بعض منشورات تنظيم داعش وأعلامه في بعض مناطق باكستان والهند الى جانب علامات على أن هذه الجماعة المتشددة تمثل مصدر الهام للمتشددين حتى في معاقل حركة طالبان وتنظيم القاعدة. وأعلنت جماعة الاحرار وهي جماعة منشقة على حركة طالبان الباكستانية تأييدها بالفعل لمقاتلي "داعش".
وقال احسان الله احسان زعيم جماعة الاحرار- وهو من الشخصيات البارزة في طالبان - "نحن نحترمه (تنظيم داعش) واذا طلبوا منا (عناصره) المساعدة فسننظر في الطلب ونبت فيه".
بدوره يحاول "داعش" اغراء المسلمين من مناطق أخرى في الهند والذين يمثلون ثالث أكبر تجمع سكاني للمسلمين في العالم، وان ظلوا بعيدين الى حد كبير عن ساحات القتال في دول أخرى رغم نداءات متكررة من "القاعدة".
وقال مسؤول كبير بمكتب المخابرات الهندي في نيودلهي "المشكلة هي أننا نعرف القليل جدا عن هذه الشبكة أو من يتصرف بالنيابة عنها هنا". وأضاف "الشباب الذين يتحولون للتشدد في بيوتهم على الانترنت وفي غرف الدردشة وعن طريق الفيسبوك فليس من السهل متابعتهم".



بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
TT

بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)

بعد التدهور الأخير في الأوضاع الأمنية التي تشهدها البيرو، بسبب الأزمة السياسية العميقة التي نشأت عن عزل الرئيس السابق بيدرو كاستيو، وانسداد الأفق أمام انفراج قريب بعد أن تحولت العاصمة ليما إلى ساحة صدامات واسعة بين القوى الأمنية والجيش من جهة، وأنصار الرئيس السابق المدعومين من الطلاب من جهة أخرى، يبدو أن الحكومات اليسارية والتقدمية في المنطقة قررت فتح باب المواجهة السياسية المباشرة مع حكومة رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي، التي تصرّ على عدم تقديم موعد الانتخابات العامة، وتوجيه الاتهام للمتظاهرين بأنهم يستهدفون قلب النظام والسيطرة على الحكم بالقوة.
وبدا ذلك واضحاً في الانتقادات الشديدة التي تعرّضت لها البيرو خلال القمة الأخيرة لمجموعة بلدان أميركا اللاتينية والكاريبي، التي انعقدت هذا الأسبوع في العاصمة الأرجنتينية بوينوس آيريس، حيث شنّ رؤساء المكسيك والأرجنتين وكولومبيا وبوليفيا هجوماً مباشراً على حكومة البيرو وإجراءات القمع التي تتخذها منذ أكثر من شهر ضد المتظاهرين السلميين، والتي أدت حتى الآن إلى وقوع ما يزيد عن 50 قتيلاً ومئات الجرحى، خصوصاً في المقاطعات الجنوبية التي تسكنها غالبية من السكان الأصليين المؤيدين للرئيس السابق.
وكان أعنف هذه الانتقادات تلك التي صدرت عن رئيس تشيلي غابرييل بوريتش، البالغ من العمر 36 عاماً، والتي تسببت في أزمة بين البلدين مفتوحة على احتمالات تصعيدية مقلقة، نظراً لما يحفل به التاريخ المشترك بين البلدين المتجاورين من أزمات أدت إلى صراعات دموية وحروب دامت سنوات.
كان بوريتش قد أشار في كلمته أمام القمة إلى «أن دول المنطقة لا يمكن أن تدير وجهها حيال ما يحصل في جمهورية البيرو الشقيقة، تحت رئاسة ديما بولوارتي، حيث يخرج المواطنون في مظاهرات سلمية للمطالبة بما هو حق لهم ويتعرّضون لرصاص القوى التي يفترض أن تؤمن الحماية لهم».
وتوقّف الرئيس التشيلي طويلاً في كلمته عند ما وصفه بالتصرفات الفاضحة وغير المقبولة التي قامت بها الأجهزة الأمنية عندما اقتحمت حرم جامعة سان ماركوس في العاصمة ليما، مذكّراً بالأحداث المماثلة التي شهدتها بلاده إبّان ديكتاتورية الجنرال أوغوستو بينوتشي، التي قضت على آلاف المعارضين السياسيين خلال العقود الثلاثة الأخيرة من القرن الماضي.
وبعد أن عرض بوريتش استعداد بلاده لمواكبة حوار شامل بين أطياف الأزمة في البيرو بهدف التوصل إلى اتفاق يضمن الحكم الديمقراطي واحترام حقوق الإنسان، قال «نطالب اليوم، بالحزم نفسه الذي دعمنا به دائماً العمليات الدستورية في المنطقة، بضرورة تغيير مسار العمل السياسي في البيرو، لأن حصيلة القمع والعنف إلى اليوم لم تعد مقبولة بالنسبة إلى الذين يدافعون عن حقوق الإنسان والديمقراطية، والذين لا شك عندي في أنهم يشكلون الأغلبية الساحقة في هذه القمة».
تجدر الإشارة إلى أن تشيلي في خضمّ عملية واسعة لوضع دستور جديد، بعد أن رفض المواطنون بغالبية 62 في المائة النص الدستوري الذي عرض للاستفتاء مطلع سبتمبر (أيلول) الفائت.
كان رؤساء المكسيك وكولومبيا والأرجنتين وبوليفيا قد وجهوا انتقادات أيضاً لحكومة البيرو على القمع الواسع الذي واجهت به المتظاهرين، وطالبوها بفتح قنوات الحوار سريعاً مع المحتجين وعدم التعرّض لهم بالقوة.
وفي ردّها على الرئيس التشيلي، اتهمت وزيرة خارجية البيرو آنا سيسيليا جيرفاسي «الذين يحرّفون سرديّات الأحداث بشكل لا يتطابق مع الوقائع الموضوعية»، بأنهم يصطادون في الماء العكر. وناشدت المشاركين في القمة احترام مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى، والامتناع عن التحريض الآيديولوجي، وقالت «يؤسفني أن بعض الحكومات، ومنها لبلدان قريبة جداً، لم تقف بجانب البيرو في هذه الأزمة السياسية العصيبة، بل فضّلت تبدية التقارب العقائدي على دعم سيادة القانون والنصوص الدستورية». وأضافت جيرفاسي: «من المهين القول الكاذب إن الحكومة أمرت باستخدام القوة لقمع المتظاهرين»، وأكدت التزام حكومتها بصون القيم والمبادئ الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون، رافضة أي تدخّل في شؤون بلادها الداخلية، ومؤكدة أن الحكومة ماضية في خطتها لإجراء الانتخابات في الموعد المحدد، ليتمكن المواطنون من اختيار مصيرهم بحرية.
ويرى المراقبون في المنطقة أن هذه التصريحات التي صدرت عن رئيس تشيلي ليست سوى بداية لعملية تطويق إقليمية حول الحكومة الجديدة في البيرو بعد عزل الرئيس السابق، تقوم بها الحكومات اليسارية التي أصبحت تشكّل أغلبية واضحة في منطقة أميركا اللاتينية، والتي تعززت بشكل كبير بعد وصول لويس إينياسيو لولا إلى رئاسة البرازيل، وما تعرّض له في الأيام الأخيرة المنصرمة من هجمات عنيفة قام بها أنصار الرئيس السابق جاير بولسونارو ضد مباني المؤسسات الرئيسية في العاصمة برازيليا.